عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

عقيدتنا في الاسلام

نـعـتقد: ان الدين عند اللّه الاسلام (1) , وهو الشريعة الالهية الحقة التي هي خاتمة الشرائع واكملها , واوفقها في سعادة البشر , واجمعها لمصالحهم في دنياهم وآخرتهم , وصالحة للبقاء مدى الـدهـور والـعـصـور , لا تـتـغير ولا تتبدل ,وجامعة لجميع ما يحتاجه البشر من النظم الفردية والاجتماعية والسياسية .

ولما كانت خاتمة الشرائع , ولا نترقب شريعة اءخرى تصلح هذا البشرالمنغمس بالظلم والفساد , فلا بد ان ياتي يوم يقوى فيه الدين الاسلامي ,فيشمل المعمورة بعدله وقوانينه (2) .

ولـو طبقت الشريعة الاسلامية بقوانينها في الارض تطبيقا كاملا صحيحا ,لعم السلام بين البشر , وتـمـت السعادة لهم , وبلغوا اقصى ما يحلم به الانسان من الرفاه والعزة , والسعة والدعة , والخلق الـفـاضـل , ولانقشع الظلم من الدنيا ,وسادت المحبة والاخاء بين الناس اجمعين , ولانمحى الفقر والفاقة من صفحة الوجود .

واذا كـنا نشاهد اليوم الحالة المخجلة والمزرية عند الذين يسمون انفسهم بالمسلمين , فلان الدين الاسلامي في الحقيقة لم يطبق بنصه وروحه , ابتداء من القرن الاول من عهودهم , واستمرت الحال بـنـا ـ نـحـن الـذيـن سمينا انفسنا بالمسلمين ـ من سيى ء الى اسوا الى يومنا هذا , فلم يكن التمسك بالدين الاسلامي هو الذي جر على المسلمين هذا التاخر المشين , بل بالعكس ان تمردهم على تعاليمه , واسـتـهانتهم بقوانينه , وانتشار الظلم والعدوان فيهم ,من ملوكهم الى صعاليكهم ومن خاصتهم الى عـامـتـهـم , هـو الذي شل حركة تقدمهم , واضعف قوتهم , وحطم معنوياتهم , وجلب عليهم الويل والـثبور ,فاهلكهم اللّه تعالى بذنوبهم : (ذلك بان اللّه لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا مـا بـانـفسهم ) (3) , تلك سنة اللّه في خلقه (انه لا يفلح المجرمون ) (4) (وما كان ربك لـيـهلك القرى بظلم واءهلها مصلحون ) (5) (وكذلك اءخذ ربك اذا اءخذ القرى وهي ظالمة ان اءخذه اءليم شديد) (6) .

وكـيف ينتظر من الدين ان ينتشل الامة من وهدتها وهو عندها حبر على ورق , لا يعمل باقل القليل من تعاليمه .

ان الايـمـان والامانة , والصدق والاخلاص , وحسن المعاملة والايثار , وان يحب المسلم لاخيه ما يـحـب لـنفسه , واشباهها , من اول اسس دين الاسلام ,والمسلمون قد ودعوها من قديم ايامهم الى حـيـث نـحـن الان , وكـلما تقدم بهم الزمن وجدناهم اشتاتا واحزابا وفرقا , يتكالبون على الدنيا , ويـتـطـاحنون على الخيال , ويكفر بعضهم بعضا , بالاراء غير المفهومة , او الامور التي لا تعنيهم ,فـانـشـغـلـوا عن جوهر الدين , وعن مصالحهم ومصالح مجتمعهم بامثال النزاع في خلق القرآن , والقول بالوعيد والرجعة وان الجنة والنار مخلوقتان اوسيخلقان , ونحو هذه النزاعات التي اخذت مـنـهـم بالخناق , وكفر بها بعضهم بعضا , وهي ان دلت على شي ء فانما تدل على انحرافهم عن سنن الجادة المعبدة لهم , الى حيث الهلاك والفناء وزاد الانـحراف فيهم بتطاول الزمان , حتى شملهم الجهل والضلال ,وانشغلوا بالتوافه والقشور , وبالاتعاب والخرافات والاوهام , وبالحروب والمجادلات والمباهاة , فوقعوا بالاخير في هاوية لا قـعـر لـها , يوم تمكن الغرب المتيقظ ـ العدو اللدود للاسلام ـ من ان يستعمر هذه البقاع المنتسبة الـى الاسـلام , وهي في غفلتها وغفوتها , فيرمي بها في هذه الهوة السحيقة , ولا يعلم الا اللّه تعالى مداها ومنتهاها (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلهامصلحون ) (7) .

ولا سبيل للمسلمين اليوم وبعد اليوم الا ان يرجعوا الى انفسهم فيحاسبوها على تفريطهم , وينهضوا الـى تـهذيب انفسهم والاجيال الاتية بتعاليم دينهم القويمة , ليمحو الظلم والجور من بينهم , وبذلك يـتـمـكـنـون مـن ان يـنـجـوبـانـفـسـهـم مـن هذه الطامة العظمى ولا بد بعد ذلك ان يملاوا الارض قـسطاوعدلابعدما ملئت ظلما وجورا  كما وعدهم اللّه تعالى ورسوله (8) ,وكماهو المترقب من دينهم الذي هو خاتمة الاديان , ولا رجاء في صلاح الدنياواصلاحها بدونه .

ولا بد من امام ينفي عن الاسلام ما علق فيه من اوهام , واءلصق فيه من بدع وضلالات , وينقذ البشر ويـنجيهم مما بلغوا اليه من فساد شامل , وظلم دائم , وعدوان مستمر , واستهانة بالقيم الاخلاقية والارواح البشرية , عجل اللّه فرجه وسهل مخرجه.لمزيد من التفصيل

.....................................................................................

[1] اشارة الى قوله تعالى : (ان الدين عند اللّه الاسلم ) آل عمران 3: 19 .

وقال تعالى :(ومن يبتغ غير الاسلم دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخسرين ) آل عمران 3:85 .

[2] قال تعالى : (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر اءن الارض يرثها عبادي الصـلحون ) الانبياء 21: 105 .

[3] الانفال 8: 53 .

[4] يونس 10: 17.

[5]

[6] هود 11: 102 .

[7] هود 11: 117 .                                                                                                                            [8] فـقد ذكر عز وجل في كتابه 


source : http://www.ahl-ul-bait.org/ar.php/page,1324A2450.html
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فضلِ السَّخاء و الجود
من هم الذين يحبهم الله؟
الحسد والسعایة
حجّ الإمام الكاظم(عليه السلام)
ذكرى إستشهاد حمزة سيد الشهداء
لماذا نبداء بـ : بسم الله الرحم الرحيم
الإمام الحسين (ع) مبادئ متجددة ونظام لفعل الخير
خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أمام نساء ...
آثار الذنوب علی الفرد
الحسين(ع) إماماً و مصباح الهداية

 
user comment