عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

الفرق بين التنظير المهدوي والتنظير حول سائر أئمة الدين الأطهار^:

الفرق بين التنظير المهدوي والتنظير حول سائر أئمة الدين الأطهار^:

لماذا وردت التوصيات في التنظيرحول الثقافة المهدوية حدها؟ وهل أن هناك خصوصية وصفة معينة في الثقافة المهدوية كانت قد حددت التنظير فيها دون غيرها؟

إن هناك تنظيرات عديدة قد عرضت حول الثقافة المهدوية إلا أنها لم تختص بالمهدوية وحدها، وكذلك نظرية الامامة، ولكن خصص بعض المنظّرين هذه التنظيرات بالثقافة المهدوية، وليس هناك اشتراك لسائر الأئمة في هذه المجموعة من الأبحاث والتنظيرات مع الامام المهدي#.

لقد اعتبرت الامامة المهدوية وعلى خلاف إمامة سائر الأئمة^ على أنها أمراً حيوياً وحدثاً مهماً، حيث ان الامامة والادارة العامة والخاصة للمؤمنين بيده×، أي منذ وفاة أبيه الإمام العسكري× إلى عصرنا الحاضر، وقد سلّطت الأضواء على أفكاره في عصر غيبته وحضوره×.

كما ورد في وصايا الأئمة^ ضرورة النظر والاهتمام بافكار وحديث الإمام في عصر امامته×. ومضافا إلى ذلك، فإن من خصائص مسئلة المهدوية كونها تمتاز عن إمامة سائر الأئمة^ في بعض الخصوصيات. فمن جملة هذا الاختلاف: نظرة الشيعة لفكرة الحكومة العالمية، مشاهدة تأثير ومعطيات ونتائج مفهوم الانتظار في عصر الغيبة، معرفة تكاليف المؤمنين في عصر الغيبة، دراسة متطلبات الدين ومعاناة الأمة وكيفية التحضير للحكومة العالمية وهذا ناتج عن الوصايا المهدوية، وهي مبنية على الفرضيات الكلامية المسبقة في الاعتقاد بالمهدوية. ويمتاز هذا المفهوم الكلامي عن اعتقاد ذلك لسائر الأئمة^. ورغم أن التنظير حول الإمامة أو نظرية الإمامة لايختص بفكرة المهدوية، بل يشترك فيه سائر الأئمة^، لكن لا شك في أن الثقافة المهدوية تمتلك خصائص وعناصر كانت قد حددت مجال التنظير فيها لوحدها. فمثلاً وكما تقدم ذكره، استدل علماء ومفكروا الشيعة في أبحاثهم الاجتهادية والفقهية حول مسئلة الحكومة والنظام السياسي الشيعي ببعض الفرضيات الكلامية في كافة مراحل التاريخ، وذكر كبار الفقهاء ولاية الإمام المهدي# في جميع نظرياتهم السياسية والفقهية، ونظرياتهم حول الحكومة، وهناك ومبنى كلامي مباشر مفتق عليه في كافة نظريات كبار الفقهاء على مر التاريخ وهو: ولاية الإمام المعصوم، وكسب الشرعية لكل حكومة تستمد من شرعيتها الإمامة المهدوية. وعلى رغم انحصار الامامة المهدوية في مجال التنظير السياسي، لكن هناك توجهاً خاصاً أيضاً لمسئلة الامامة وخاصة المهدوية في سائر المجالات كالأدب العرفاني. فقد أوصل العرفاء سلسلة حلقاتهم وأبحاتهم إلى الإمام المعصوم× ونسبوها له، وهم معتقدون بأن الولاية التامة في عصر الغيبة منحصرة في الإمامة المهدوية الكبرى، وأن كل ما خصصوه للإمام الحي والحاضر، فلا يقولوا بأنه مخصص أيضاً لسائر الأئمة وقادة الدين الذين كان لهم شأن ومنزلة في عصرهم كالامام المهدي#. فمن الطبيعي أن قول الامام الصادق×: <لو أدركته لخدمته أيام حياتي>[1] إنما يحكي عن الولاية الخاصة للإمام المعصوم في عصر إمامته، بنحو أن الإمام الصادق× كان يرى تعلق الولاية في عصر الظهور به×، وهو يرضخ بنفسه لولاية الإمام المهدي×، ويتمنى ان يكون تحت لوائه. ولم تكن الامامة في الحقيقة في أيّ فترة من فتراتها في اثنين من الأئمة ^، فعندما كانت الإمامة إلى جانب النبوة فقد كانت متعلقة بالنبي محمد وكان علي× يخضع لولايته ولما تعينت الإمامة في الحسن× كان الحسين خاضعاً لولاية أخيه الحسن×.

وتشير هذه النماذج المذكورة إلى أن التنظير حول المهدوية يختلف عن التنظير حول سائر الأئمة^. فقد حمل الإمام المهدي# أعباء الولاية وثقل الإمامة منذ القرن الثالث الهجري إلى عصرنا الحاضر، ولهذا لقّب# بأنه ولي العصر والزمان#، فنسب إليه الزمان. ويستند التنظير في المجال الفردي والجماعي في هذه الفترة الطويلة على محور شخصية الإمام المهدي# وإمامته، حيث ينبغي التوجه والاهتمام بولايته الخاصة# في بعض المجالات, ويمكن التنظير بشكل عام في بعض المجالات، واعتماد التعاليم الدينية والاعتقادية الإسلامية.

أما التنظير في مجالات لسياسة، فلسفة التاريخ، مستقبل البشرية والعالم، العرفان والانتظار، فينبغي التوجه إلى شخصية الإمام المهدي#، ولا يجوز التنظير في هذه المجالات على محور إمامي غير الإمام المهدي#.

 



[1] ـ بحار الأنوار، ج51، ص148، ح22 سئل أبو عبد الله×: <جعل ولد القائم؟ قال: لا، لو أدركته لخدمته أيّام حياتي>.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين
اللّيلة الاُولى

 
user comment