عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

حتمية‌ القتل‌ في‌ المنهج‌ الباراغماتي‌:

حتمية‌ القتل‌ في‌ المنهج‌ الباراغماتي‌:

لم‌ يكن‌ للباراغماتية‌ مانع‌ يحدُّ من‌ تطلّعاتها ورغباتها، ولم‌ يكن‌ لهااي‌ اعتبار قيّمي‌ للواسطة‌ التي‌ تنفّذ بها غايتها او توصلها الي‌ مرامها. فهي‌تتماشي‌ وتتوافق‌ الي‌ حدٍّ ما مع‌ المنهج‌ الميكافيلي‌، الذي‌ ينطلق‌ بشعارالغاية‌ تبرر الوسيلة‌. وهكذا وبعد فصول‌ دامية‌ من‌ الصراع‌ القيمي‌الباراغماتي‌ من‌ قبل‌ بدء الرسالة‌ الي‌ لحظات‌ يوم‌ الطف‌ ينتهي‌الباراغماتيون‌ الي‌ حقيقة‌ مفزعة‌ حينما يتعسكرون‌ بالا´لاف‌ مع‌ كامل‌عدّتهم‌ وعددهم‌ وهم‌ يواجهون‌ بضعة‌ رجال‌ ا´منوا بربّهم‌ وبقضية‌ اءمامهم‌،وبهذا الفارق‌ النسبي‌، اعطت‌ الباراغماتية‌ انطباعاً ا´خر من‌ قيّمها اللاقيميّة‌في‌ المواجهة‌.

في‌ كل‌ّ حركة‌ من‌ حركات‌ الباراغماتيين‌ في‌ ساحة‌ الطف‌ لها حسابات‌خاصة‌ في‌ تفسير منهجهم‌؛ فقتل‌ الاطفال‌ الرّضع‌ وسبي‌ النساء وحرق‌الخيام‌ ومنع‌ الحسين‌(ع) واصحابه‌ من‌ الماء، والتمثيل‌ بجثث‌ القتلي‌ وحتي‌خطاباتهم‌ واراجيز المعركة‌ كل‌ّ ذلك‌ لم‌ تكن‌ قيم‌ جاهلية‌ تعارف‌ عليهاالعرب‌ ا´نذاك‌، فهي‌ افعال‌ منسلخة‌ عن‌ وحي‌ البشر، فالعاطفة‌، الضمير،التحسس‌، الوجدان‌، الشعور، مفردات‌ غائبة‌ ومنعدمة‌ في‌ الحركة‌الباراغماتية‌ وبالاخص‌ ساعة‌ الانتقام‌ لساعة‌ الطف‌، ساعة‌ قتل‌ الحسين‌قتل‌ البقية‌ من‌ ا´ل‌ الرسول‌، والتشفي‌ بقتلهم‌.

ويذكر ان‌ رؤوس‌ الشهداء وضعت‌ بين‌ يدي‌ يزيد وفيها راس‌الحسين‌(ع) فجعل‌ يتمثّل‌ بقول‌ الحسين‌ بن‌ الحمام‌ المري‌:

صبرنا وكان‌ الصبر منا سجية‌باسيافنا تفرين‌ هاماً ومعصما

ابي‌ قومنا ان‌ ينصفونا فانصفت‌قواضب‌ في‌ ايماننا تقطر الدما

نفلّق‌ هاماً من‌ رجال‌ اعزّة‌علينا وهم‌ كانوا اعق‌ واظلما

ثم‌ تمثّل‌ يزيد بابيات‌ ابن‌ الزبعري‌، وازاد فيها البيتين‌ الاخيرين‌ كمارواه‌ سبط‌ بن‌ الجوزي‌ عن‌ الشعبي‌:

ليت‌ اشياخي‌ ببدرٍ شهدواجزع‌ الخزرج‌ من‌ وقع‌ الاسل‌

فاهلوا واستهلوا فرحاًثم‌ قالوا يايزيد لا تشل‌

قد قتلنا القرم‌ من‌ ساداتهم‌وعدلناه‌ ببدرٍ فاعتدل‌

لعبت‌ هاشم‌ بالملك‌ فلاخبر جاء ولا وحي‌ نزل‌

لست‌ من‌ خندف‌ اءن‌ لم‌ انتقم‌من‌ بني‌ احمد ما كان‌ فعل‌وهكذا سجل‌ الباراغماتيون‌ في‌ قتلهم‌ الحسين‌(ع) واصحابه‌(ع) ادني‌مرحلة‌ من‌ مراحل‌ سقوط‌ القيم‌ والتسافل‌ والانحدار، سجلت‌ القيميّة‌ اعلي‌درجة‌ من‌ درجات‌ المظلومية‌ والانتصار؛ وبات‌ الطف‌ صدي‌ً واضحاً يردّدتناقض‌ وتخالف‌ وتصارع‌ المنهجين‌.

والحمدلله رب‌ّ العالمين‌

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين
اللّيلة الاُولى

 
user comment