عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

السؤال : ما معنى قولـه تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }؟

معنى { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } :

السؤال : ما معنى قولـه تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }؟

الجواب : جاء في تفسير مجمع البيان : " وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (1) أي : استخرج آراءهم ، واعلم ما عندهم .

واختلفوا في فائدة مشاورته (صلى الله عليه وآله) إيّاهم ـ مع استغنائه بالوحي عن تعرّف صواب الرأي من العباد ـ على أقوال :

أحدها : إنّ ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتآلف لهم ، والرفع من أقدارهم ، ليبيّن أنّهم ممّن يوثق بأقوالهم ، ويرجع إلى آرائهم ، عن قتادة والربيع وابن إسحاق .

وثانيها : إنّ ذلك لتقتدي به أمّته في المشاورة ، ولم يروها نقيصة ، كما مدحوا بأنّ أمرهم شورى بينهم ، عن سفيان بن عيينة .

وثالثها : إنّ ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميّز الناصح من الغاش .

ورابعها : إنّ ذلك في أُمور الدنيا ، ومكائد الحرب ، ولقاء العدو ، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم ، عن أبي علي الجبائي " (2) .

____________

1- آل عمران : 159 .

2- مجمع البيان 2 / 428 .


الصفحة 62


وعن ابن عباس بسند حسن : لمّا نزلت : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : { أما أنّ الله ورسوله لغنيان عنها ، ولكن جعلها الله رحمة لأمّتي ، فمن استشار منهم لم يعدم رشداً ، ومن تركها لم يعدم غيّاً } (1) .

إنّ هذه الرواية تفيد : أنّ استشارته (صلى الله عليه وآله) أصحابه لا قيمة لها على صعيد اتخاذ القرار ، لأنّ الله ورسوله غنيان عنها ، لأنّهما يعرفان صواب الآراء من خطئها ، فلا تزيدهما الاستشارة علماً ، ولا ترفع جهلاً ، وإنّما هي أمر تعليمي أخلاقي للأُمّة ... ، وإذا كانت الاستشارة أمراً تعليمياً أخلاقياً ، فلا محذور على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فيها (2) .

( أحمد . السعودية . ... )

ليست مشروعة في تعيين الخليفة :

السؤال : هل يمكن أن تكون الشورى بديلاً عن النصوص الواردة في تحديد الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟

الجواب : لاشكّ أنّ الشورى لا تصلح أن تكون بديلاً عن النصوص القاطعة في خصوص إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وذلك لأنّ ترك النصوص واللجوء إلى الشورى يعدّ رأياً واجتهاداً في مقابل النصّ ، وهو بلاشكّ غير صحيح لقولـه تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا } (3) .

____________

1- الدرّ المنثور 2 / 90 ، فيض القدير 5 / 565 ، فتح القدير 1 / 395 .

2- الصحيح من سيرة النبيّ 6 / 90 .

3- الأحزاب : 36 .


الصفحة 63


فالموقف النهائي والقول الفصل يعود إلى الله تعالى ورسوله لا إلى من سواهما ، وليس لأحد الامتناع أو المخالفة في ذلك ، إلاّ أن يخرج عن دائرة الإيمان ، وهذا حكم عامّ لا استثناء فيه حتّى في تلك الموارد التي رخّص الله تعالى لرسوله الكريم مشورة الناس فيها .

قال تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } (1) .

فمدار القرار ومحوره عزم الرسول وإقدامه في تحديد أيّ موقف ، ولا رأي للناس في ذلك ، ولم تكن مشورتهم إلاّ لتطيب خواطرهم ، وإشعارهم بشخصيتهم في ميدان العمل والتطبيق ، مضافاً إلى ما للمشورة من تأثير على تمسّكهم بأوامر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والتزامهم بما ألزموا به أنفسهم ، خصوصاً في مواطن الشدّة كالحرب .

هذا ، وإنّ الشورى لم تتحقّق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سقيفة بني ساعدة ، فقد حضرها مجموعة قليلة من الأنصار والمهاجرين ، ولم يكونوا يمثّلون جميع أهل الحلّ والعقد ، خصوصاً وأنّ علياً (عليه السلام) قد أبدى اعتراضه على ما جرى في السقيفة ورفض البيعة ، كما اعترض كبار الصحابة : كالمقداد ، وسلمان ، والزبير ، وعمّار ، وعبد الله بن مسعود ، وسعد بن عبادة ، والعباس ابن عبد المطلب ، وأُسامة بن زيد ، وأُبي بن كعب ، وعثمان بن حنيف .

ولو تنزّلنا وقلنا : حصلت الشورى في انتخاب الخليفة الأوّل ، لكنّها لم تحصل في الخليفة الثاني ، حيث تمّ تعيينه مباشرة ومن دون مشورة أحد .

____________

1- آل عمران : 159 .


الصفحة 64


وهكذا لم تحصل في الخليفة الثالث ، حيث إنّ عمر رشّح ستة أشخاص ، ووضع لهم طريقة خاصّة في انتخاب الخليفة ، كما ورد في كتب التاريخ (1) .

ثمّ لو كانت الشورى مشروعة في تعيين الخليفة لبيّنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورفع الغموض عنها ، مع أنّه لم يؤثر عنه (صلى الله عليه وآله) شيء في هذا المجال .

وهل يعقل أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يهتمّ في مسألة الحاكم الذي يليه ، بينما يكون غيره ـ كأبي بكر وعمر ـ أكثر حرصاً منه (صلى الله عليه وآله) فيقدما على الوصاية من بعدهما ، ولا يقدم نبي الرحمة على ذلك ؟

والخلاصة : حيث إنّه لم يؤثر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه تحدّث عن الشورى كأسلوب في تعيين الخليفة من بعده ، فلابدّ من الرجوع إلى النصوص المأثورة عنه (صلى الله عليه وآله) والدالّة على تنصيب الإمام علي (عليه السلام) كخليفة المسلمين .

( ... . السعودية . ... )

ليست أساس الحكم والخلافة :

السؤال : حاول المتجدّدون من متكلّمي أهل السنّة ، صب صيغة الحكومة الإسلامية على أساس المشورة بجعله بمنزلة الاستفتاء الشعبي ، واستدلّوا على ذلك بقولـه تعالى : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } (2) ، فما هو ردّكم ؟

الجواب : إنّ الآية الشريفة حثّت على الشورى فيما يمت إلى شؤون المؤمنين بصلة ، لا فيما هو خارج عن حوزة أُمورهم ، وكون تعيين الإمام داخلاً في أُمورهم فهو أوّل الكلام ، إذ لا ندري ـ على الفرض ـ هل هو من شؤونهم أو من شؤون الله سبحانه ؟ ولا ندري ، هل هي إمرة وولاية إلهية تتمّ بنصبه

____________

1- تاريخ الأُمم والملوك 3 / 295 ، تاريخ المدينة 3 / 924 .

2- الشورى : 38 .


الصفحة 65


سبحانه وتعيينه ، أو إمرة وولاية شعبية يجوز للناس التدخّل فيها ؟ فما لم يحرز تعيين الإمام أمر مربوط بالمؤمنين لم يجز التمسّك بعموم الآية في أنّها تشمل تعيين الإمام .

 

الشيعة :

( فاطمة السنّية . سنّية . 25 سنة . طالبة )

دفع تهم عنهم :

السؤال : أرجو منكم الردّ عليّ فوراً يا شيعة : سئل الإمام مالك عن الشيعة ، فقال : لا تكلّمهم ، ولا ترو عنهم ، فإنّهم يكذبون .

وقال الشافعي : ما رأيت أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الرافضة .

وقال شيخ الإسلام : لا توجد فرقة تقدّس الكذب سوى الرافضة .

الجواب : إنّ البحث عن الحقائق لا يُؤخذ هكذا ، ولا يكون بالحكم على الأشياء سلفاً دون الاعتماد على تقصّي الوقائع ، ودون اللجوء إلى استماع الأقاويل ، وتقليد الآخرين في حكمهم ، فإنّ الله غداً سائلنا عن كُلّ ما نقوله، فماذا نعتذر غداً إذا لم نملك حجّة نعتذر بها عند الله تعالى ؟

قال تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } (1)، نحن مسؤولون عن كُلّ صغيرة وكبيرة ، عن ظلمنا لشخص واحد ، فكيف بظلمنا لطائفةٍ من المسلمين ؟

علينا أن نبحث أوّلاً عن نشوء مصطلح الرافضة ، ومن هم ؟ فاصطلاح الرافضة ليس من الضروري أن يطلق على الشيعة ، إلاّ أنّ الأنظمة السياسية عزّزت من فكرة استخدام هذا المصطلح على الشيعة ، وقلّدهم الآخرون في

____________

1- الإسراء : 36 .


الصفحة 67


ذلك ، فأطلقوا هذا المصطلح على كُلّ شيعي ، من هنا نشكّك في دعوى انتساب هذا المصطلح إلى التشيّع ، ومنه يمكننا إلغاء كُلّ ما تدّعينه في حقّ شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ، وتنسبين أقوال هؤلاء العلماء في حقّهم ، وهذا الكلام يؤيّده ما قاله إمام الشافعية :

 

إذا نحن فضّلنا علياً فإنّنا

روافضُ بالتفضيل عند ذوي الجهلِ

 

وقال كذلك :

 

إذا فـي مجلس ذكـروا علياً

وسـبطيه فاطمـة الزكية

يقال تجاوزوا يا قـوم هـذا

فهذا من حديث الرافضـية

برئت إلى المهيمن من أُناسٍ

يرون الرفض حبّ الفاطمية

 

وقال كذلك :

 

قالوا ترفّضـت قلت كلاّ

ما الرفض ديني ولا اعتقادي

لكن تولّيـت غير شـكّ

خير إمـامٍ وخيـر هـادي

إن كان حبّ الولي رفضاً

فإنّنـي أرفض العبـادِ (1)

 

وهكذا فرّق الشافعي بين مصطلح التشيّع الذي هو ولاء علي وأولاده (عليهم السلام) وبين مصطلح الرافضة الذي أطلقه النظام السياسي الحاكم على معارضيه ، ومن هنا فإنّ الذي تذكرينه عن الشافعي لا يستقيم .

أمّا ما تذكرينه عن مالك في حقّ الشيعة ، فلم يثبت في مصدر يعوّل عليه ، ولم تذكرين لنا المصدر الذي تأخذين هذا القول عنه ، ويستحيل أن ينسب مالك هذا الكلام لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) .

____________

1- نظم درر السمطين : 111 .


الصفحة 68


واعلمي أنّ الشيعة لم يضعوا الحديث ، ولم يكذّبوا فيه ، فإنّهم كانوا تحت رقابةٍ مشدّدة من التعديلات الرجالية ، بحيث كان الرجاليون يترقّبون كُلّ من وضع الحديث ، أو كذّب فيه ، فيسقطونه عن الاعتبار ، وكانوا يتحرّجون في ذلك أشدّ التحرّج ، ولو كان قد صدر منهم كذب في حديث لوجدتِ أنّ الأنظمة الحاكمة قد جعلت ذلك ذريعة للتشهير بهم ، ومحاربتهم بحجّة وضع الحديث وكذبهم فيه .

إلاّ أنّنا نعلمك : أنّ آفة وضع الحديث قد امتاز بها غير الشيعة ، وشهد لذلك ابن حجر الهيثمي وغيره لهذه المشكلة فقال : " وقد اغتر قوم من الجهلة ، فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه ـ أي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته ... " (1) .

وأخرج البخاري في تاريخه عن عمر بن صبح ـ وهو من رواة أهل السنّة ـ يقول : أنا وضعت خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله) (2) .

قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة ؟ فقال : إنّي رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوصفت هذا الحديث حسبة (3) .

وهكذا ، فإنّ الوضع لم يكن عند الشيعة كما تذكرين ، بل هؤلاء علماء أهل السنّة يعترفون بمشكلة الوضع عند رواة أهل السنّة ، وهي مشكلة تعمّ الكثير من الأحاديث ، وعليكِ متابعة الموضوع من مصادره ، ليتبيّن لكِ الحقّ والواقع .

____________

1- فتح الباري 1 / 178 .

2- التاريخ الصغير 2 / 192 .

3- الجامع لأحكام القرآن 1 / 78 ، البرهان في علوم القرآن 1 / 432 .


الصفحة 69


نسأل الله تعالى أن يكشف لكِ الكثير من الحقائق لتقفين بنفسكِ على كثيرٍ من الأُمور .

( خالد . الجزائر . 27 سنة . التاسعة أساسي )

تعقيب على الجواب السابق :

لقد قرأت سؤال الأُخت فاطمة السنّية ، حيث نقلت عن بعض النواصب : إنّ الشيعة يكذبون ، وأردت أن أبيّن الحقيقة لكُلّ من يطلبها ، وأبيّن من هم الكذّابين ؟ وأرجو منكم أن تنشروا هذه الفقرات تبياناً للحقيقة ، وخدمة لأهل البيت (عليهم السلام) .

فأقول بعد الصلاة على محمّد وآل محمّد :

1ـ قال ابن الأثير في تاريخه : " فلمّا مات زياد عزم معاوية على البيعة لابنه يزيد ... ، ثمّ كتب معاوية بعد ذلك إلى مروان بن الحكم ... ، فقام مروان فيهم وقال : إنّ أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يألُ ، وقد استخلف ابنه يزيد بعده .

فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : كذبت والله يا مروان وكذب معاوية ! ما الخيار أردتما لأُمّة محمّد ، ولكنّكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلّما مات هرقل قام هرقل ... .

فسمعت عائشة مقالته فقامت من وراء الحجاب وقالت : يا مروان ... كذبت ! ... ولكنّك أنت فضض من لعنه نبي الله " (1) .

لكن البخاري ذكر الحديث في باب : " والذي قال لوالديه أُفّ لكما ، فقال : كان مروان على الحجاز استعمله معاوية ، فخطب وجعل يذكر يزيد لكي يبايع لـه بعد أبيه ، فقال لـه عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً ، فقال : خذوه ، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان : إنّ هذا الذي أنزل الله فيه

____________

1- الكامل في التاريخ 3 / 506 .


الصفحة 70


: والذي قال لوالديه أُفّ لكما أتعدانني ، فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن إلاّ أنّ الله أنزل عذري " (1) .

لاحظوا جيّداً كيف حذف الشيخ البخاري كلام عبد الرحمن عندما قال : كذبت والله يا مروان وكذب معاوية ! ما الخيار أردتما لأُمّة محمّد ، ولكنّكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كُلّما مات هرقل قام هرقل ، وأبدلـه بعبارة : فقال لـه عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً ، وحذف قول عائشة لمروان : يا مروان ... كذبت ! ... ولكنّك أنت فضض من لعنه نبي الله .

2ـ روى الطبري في تاريخه في وصف مرض النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " عن عائشة قالت : فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين رجلين من أهله ، أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر ... ، قال عبيد الله : فحدّثت هذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال : هل تدري من الرجل ؟ قلت : لا ، قال : علي بن أبي طالب ، ولكنّها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع " (2) .

ورواه أيضاً ابن سعد في طبقاته (3) .

3ـ أخذ ابن هشام من سيرة ابن إسحاق برواية البكائي ، وقال في ذكر منهجه في أوّل الكتاب ، وتارك بعض ما أورده ابن إسحاق في هذا الكتاب ، وأشياء يشنع الحديث به ويسوء الناس ذكره ، وكان ممّا يسوء الناس ذكره ممّا حذف : خبر دعوة النبيّ بني عبد المطلب حينما نزلت { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } (4) .

فقد روى الطبري في تاريخه : أنّه بعد نزول هذه الآية دعا النبيّ بني عبد المطلب وقال لعلي : " إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا لـه

____________

1- صحيح البخاري 6 / 42 .

2- تاريخ الأُمم والملوك 2 / 433 .

3- الطبقات الكبرى 2 / 218 .

4- الشعراء : 213 .


الصفحة 71


وأطيعوا " (1) ، وقد تدارك الطبري أهمّية هذا الحديث ، فتدارك في تفسيره ما غفل عنه في تاريخه ، فلمّا أورد الحديث بنفس الإسناد في تفسير الآية قال : فقال النبيّ لعلي : " إنّ هذا أخي وكذا وكذا ، فاسمعوا لـه وأطيعوا " (2) .

وكذلك فعل ابن كثير في تاريخه وتفسيره ، حيث حذف كلمة : أخي ووصيي ، وأبدلها بعبارة : كذا وكذا ، وكذلك محمّد حسين هيكل حيث ذكر الحديث بتمامه في الطبعة الأُولى من كتابه حياة محمّد ، لكنّه حذفه في الطبعة الثانية .

4ـ أورد الطبري وابن الأثير في تاريخهما خطبة الإمام الحسين (عليه السلام) فقالوا : قال الحسين : " أمّا بعد ، فانسبوني فانظروا من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟! ألست ابن بنت نبيّكم ، وابن وصيّه ، وابن عمّه " ؟! (3) .

لكن ابن كثير ذكر الخبر وحذف عبارة : وابن وصيه وابن عمّه ! (4) .

5ـ ابن تيمية الذي يتهمّ الشيعة بالكذب ، فحسبنا أنّه أنكر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه (5) .

ويقول الشيخ الألباني : " فزعم ـ ابن تيمية ـ أنّه كذب ! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرّعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقّق النظر فيها " (6) .

____________

1- تاريخ الأُمم والملوك 2 / 63 .

2- جامع البيان 19 / 149 .

3- تاريخ الأُمم والملوك 4 / 322 ، الكامل في التاريخ 4 / 61 .

4- البداية والنهاية 8 / 193 .

5- منهاج السنّة 7 / 319 .

6- سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 / 344 .


الصفحة 72


وبهذه الأمثلة من كتب أهل السنّة يتبيّن للأخوة القرّاء عامّة ، وللأخت فاطمة خاصّة ، من هم الكذّابين الحقّيقيين ؟!

وإنّ ما نسب للشيعة وعلمائنا الكبار أنّه محض افتراء ، وفي هذا بيان كافّ إن شاء الله تعالى .

( خالد . الجزائر . 27 سنة . التاسعة أساسي )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...
السؤال : أُريد أن تتفضّلوا عليّ بذكر الأحاديث من ...
السؤال : أُودّ أن أعرف عن كيفية الصلاة التي كان ...
السؤال: اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة ...
ما كان اسم الخضر عليه السلام عندما ظهر في أيام ...
السؤال : هل بإمكانكم إخباري في أيّ كتاب قالت ...
ورثت ابن عمّك دون عمّك ؟
السؤال : ما هو عالم الذرّ ؟ وكيف يؤثّر هذا العالم ...
السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم ...
السؤال: كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله ...

 
user comment