فلابد ـ اءذن ـ من موقف..
ولابد وان يكون الموقف واضحاً وحدّياً ومعلناً...
فاءنّ المعركة مع ائمة الكفر جدّ لا هزل فيها اومراء..
وانها لقائمة لا انتظار لها او استدعاء...
وانّها لضارية لا تردد فيها او استرخاء...
وانّها شرسة لا هدوء فيها او اطفاء...
فلا يكفي ان يضمر الاءنسان الحب لله ولرسوله ولاوليائه من دون انيكون له موقف، ومن دون ان يعرف الناس عنه ذلك...
ولا يكفي ان يكون قلب الاءنسان مع الله ورسوله واوليائه ويكونسيفه وحرابه عليهم.
ولا يكفي ان يعطي المرء لله ورسوله واوليائه بعضاً من نفسه وماله،ليعطي البعض الا´خر منها للطاغوت.
ولا يكفي ان يعطي نفسه كلّها لله تعالي، ولكنّه يجامل الطاغوت اويحتفظ لنفسه ببعض جسور العودة.
ذلك، لانّ الولاء كلّ لا يتجزأ؛ فامّا ان يكون كلّه لله تعالي، وامّا ان لايكون لله منه شيء، فاءنّ الله غنيّ عن العالمين.
فالولاء - اءذن - يتطلّب الموقف المحدّد الثابت، والاءشهار بالموقففي مسألة «الانتماء» و «الانفصال».. في الحب والبغض، في المودةوالمعاداة، في التولّي والتبري، في السلام والحرب.
7 - اءنّ «الولاء» و «البراءة» وجهان لحقيقة واحدة في هذه المعركةالتاريخية وما تتطلبه من مواقف.
فلا ينفع «ولاء» من دون «براءة»، ولا يؤدّي الولاء دوره الفاعلوالمؤثّر في حياة الاُمّة ما لم يقترن بالبراءة من اعداء الله ورسوله واوليائه.
فالموقف هذا لا يتكوّن من «الولاء» وحده، واءنّما له وجهان: وجهموجب ووجه سالب، سلم وحرب، رحمة وقسوة، انتماء وانفصال،حبّوبغض.
وما لم يجتمع هذان الوجهان في موقف الاءنسان، فاءنّ الموقف لنيكون موقفاً حقيقياً، واءنّما يكون شعبة من شعب النفاق وطوراً من اطوارالمجاملة السياسية واللعب علي الحبال.
قال تعالي: (.. اشدّاء علي الكفار رحماء بينهم)
8 - وكما انّ محور الولاية هو مركز واحد وخطّ واحد وامتداد واحدعلي طول التاريخ، فاءن محور الطاغوت - ايضاً - هو خط واحد وحضارةواحدة وامتداد واحد. ونحن لا نفرّق في الولاء بين انبياء الله واوليائهالقريب منهم من عصرنا والبعيد منهم عن عصرنا، فكلّهم يحملون رسالةالله ويبلّغون دين الله، وآتاهم الله من لدنه النبوّة والاءمامة والولاية عليعباده، فنحن نواليهم جميعاً ونؤمن بما انزل الله معهم، ولا نفرّق بين احدمنهم.
قال تعالي: (قولوا آمنا بالله وما اُنزل اءلينا وما اُنزل اءلي اءبراهيم واءسماعيلواءسحاق ويعقوب والاسباط وما اُوتي موسي وعيسي وما اُوتي النبيون من ربّهم لانفرّق بين احد منهم ونحن له مسلمون)
وقال سبحانه: (آمن الرسول بما انزل اليه من ربّه والمؤمنون كلّ آمن باللهوملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربّناواءليك المصير).
وكما نوالي اولياء الله جميعاً، يجبّ ان نتبرّأ من أعدائهم جميعاً.
وكما ان الولاء امر واحد، فاءن البراءة امر واحد ايضاً.
فيجبّ ان نتبرّأ من فرعون ونمرود كما نتبرّأ من أبي جهل ويزيد،وكما نبرأ من طغاة عصرنا وجلاوزته.
وذلك، لانّ نفس السبب الذي يدعونا للبراءة من طغاة عصرناويدفعنا للعنهم، يدعونا ايضاً للبراءة من فرعون ونمرود وأبي جهلويزيد والحجّاج وقابيل، ويدفعنا للعنهم.
فلمّا كانت المعركة بين محوري «الحقّ» و «الباطل».. «الهدي» و«الضلال».. «الولاية» و «الطاغوت»، ليست معركة شخصية واءنّما هيمعركة حضارية، وانّ لكلّ من الجبهتين امتدادها التاريخي وجذورهاالحضارية في اعماق الهدي او الضلال، وانّ المعركة في جوهرها هيمعركة واحدة في كلّ مراحلها التاريخية، فاءنّ الولاء يكون ولاءً واحداً،وتكون البراءة براءة واحدة، في كلّ مراحل المعركة وازمنة الصراع.