عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

إخبار النبي ( ص ) بما وقع قبل ظهور القائم ( عج ) وبعده

إخبار النبي ( ص ) بما وقع قبل ظهور القائم ( عج ) وبعده :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع الناس ببلاء أشد منه حتى تضيق عليهم الرحبة و حتى تملأ الأرض جورا و ظلما ثم إن الله يبعث رجلا يملأ الله عز و جل به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته و السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عز و جل عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسعا يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز و جل بأهل الأرض من الخير

قال حدثنا إسماعيل بن أبان عن أبي داود عن عبد الله بن شريك العامري عن حبة العرني : أن عليا (عليه السلام) قال لو أن رجلا قام بين الركن و المقام و صام الدهر كله و لم يكن على ولايتنا ما أغنى ذلك عنه شيئا

قال حدثنا عبد الله بن يحيى العسكري قال حدثني أحمد بن زيد بن أحمد قال حدثنا محمد بن يحيى بن أكثم القاضي قال : أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله و آمنه على نفسه فلما مثل بين يديه و كنت جالسا بين يدي المأمون فقال أنشدني قصيدتك الكبيرة فجحدها دعبل و أنكر معرفتها فقال له لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك فأنشده :

تأسفت جارتي لما رأت زوري *** وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر

ترجو الصبا بعد ما شابت ذوائبها *** و قد جرت طلقا في حلبة الكبر

أ جارتي أن شيب الرأس ثقلني *** ذكر المعاد و أرضاني عن القدر

لو كنت أركن للدنيا و زينتها *** إذا بكيت على الماضين من نفر

أخنى الزمان على أهلي فصدعهم *** تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر

بعض أقام و بعض قد أصات به *** داعي المنية و الباقي على الأثر

[251]

أما المقيم فأخشى أن يفارقني *** و لست أوبة من ولى بمنتظر

أصبحت أخبر عن أهلي و عن ولدي *** كحالم قص رؤيا بعد مدكر

لو لا تشاغل عيني بالأولى سلفوا *** من أهل بيت رسول الله لم أقر

و في مواليك للأحزان مشغلة من *** أن تبيت لمفقود على أثر

كم من ذراع لهم بالطف بائنة *** و عارض بصعيد الترب منعفر

أمسى الحسين و مسراهم لمقتله *** و هم يقولون هذا سيد البشر

يا أمة السوء ما جازيت أحمد عن *** حسن البلاء على التنزيل و السور

خلفتموه على الأبناء حين مضى *** خلافة الذئب في إنقاذ ذي بقر

قال يحيى فأنفذني المأمون في حاجة فقمت و عدت إليه و قد انتهى إلى قوله :

لم يبق حي من الأحياء نعلمه *** من ذي يمان و لا بكر و لا مضر

إلا و هم شركاء في دمائهم *** كما تشارك أيسار على جزر

قتلى و أسرى و تحريقا و منهبة *** فعل الغزاة بأرض الروم و الخزر

أرى أمية معذورين إن قتلوا *** و لا أرى لبني العباس من عذر

قوم قتلتم على الإسلام أولهم *** حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر

أبناء حرب و مروان و أسرتهم *** بنو معيط ولاة الحقد و الوغر

أربع بطوس على قبر الزكي بها *** إن كنت تربع من دين على وطر

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت *** له يداه فخذ ما شئت أو فذر

قال فضرب المأمون عمامته على الأرض و قال صدقت و الله يا دعبل

قال حدثني الحسين بن أحمد البيهقي قال أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني هارون بن عبد الله المهلبي قال حدثني دعبل بن علي قال : جاءني خبر موت الرضا (عليه السلام) و أنا بقم فقلت قصيدتي الرائية :

أرى أمية معذورين إن قتلوا *** و لا أرى لبني العباس من عذر

أولاد حرب و مروان و أسرتهم *** بني معيط ولاة الحقد و الوغر

قوم قتلتم على الإسلام أولهم *** حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر

[252]

أربع بطوس على القبر الزكي به *** إن كنت تربع من دين على وطر

قبران في طوس خير الناس كلهم و *** قبر شرهم هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي و لا *** على الزكي بقرب الرجس من ضرر

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت *** له يداه فخذ ما شئت أو فذر

تم بعون الله و توفيقه الجزء الثامن من بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صلى الله عليهما و آلهما و يليه الجزء التاسع إن شاء الله تعالى

[253]

الجزء التاسع :

اعتراف عائشة بفضائل فاطمة ( ع ) :

قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثني محمد بن إسحاق السقاني قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمر عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا من فاطمة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و كانت إذا دخلت عليه رحب بها و قام إليها فأخذ بيدها و قبل يدها و أجلسها في مجلسه و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل عليها رحبت به و قامت إليه و أخذت بيده فقبلتها فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فرحب بها و قبلها و أسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت فقلت في نفسي كنت أحسب لهذه المرأة فضلا فإذا هي منهن بينا هي تبكي إذ هي تضحك فسألتها فقالت إني إذا لبذرة و لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألتها فقالت أسر إلي و أخبرني أنه ميت فبكيت ثم أسر إلي و أخبرني أني أول أهله ألحق به فضحكت

قال الحاكم أبو عبد الله : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط صاحبي الصحيحين فإن رواة كلهم ثقات و تفسير قولها إني لبذرة مفسرة في الصحيحين أني إن أخبرت بسر رسول الله لبذرة و هذا الحديث يصرح بأن فاطمة (عليها السلام) كانت أعلم و أفقه من عائشة إذ لم تخبرنا بالسر في حياة من أسر إليها ثم أخبرت بعد وفاته و هذا فقه هذا الحديث قد خفي على عائشة فقد بين الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق معنى الحديث و أشار الأخبار الثابتة الصحيحة الدالة على أن فاطمة سيدة نساء أهل الدنيا كما هي سيدة نساء أهل الجنة بما فيه الغنية و الكفاية لمن تدبر هذا كله كلام الحاكم أبي عبد الله الحافظ.

قال محمد بن أبي القاسم ... الخبر : كما يدل على قلة علم عائشة يدل أيضا على قلة

[254]

أمانتها و ديانتها لإفشائها ستر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و ليس يجوز لمن له أدنى علم أن يخلط ذكرلفاطمة (عليها السلام) بذكر غيرها و كيف يجوز أن يقاس من شهد الله بطهارتها بقوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً على من قال الله في حقها إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما لكن العمى في القلب و العصبية و بغض أهل بيت رسول الله يحمل بعض الناس على ما لا يليق بالعقل و نعوذ بالله مما كره الله

قال حدثنا أبو سعاد الخراز قال حدثني يونس بن عبد الوارث عن أبيه قال : بينا ابن عباس يخطب عندنا على منبر البصرة إذ أقبل على الناس بوجهه ثم قال أيتها الأمة المتحيرة في دينها أم و الله لو قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الوراثة حيث جعلها الله ما عال سهم من فرائض الله و لا عال ولي الله و لا اختلف اثنان في حكم الله فذوقوا وبال ما فرطتم فيه بما قدمت أيديكم و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

عن محمد بن محمد قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا عبيد بن حمد الرواسي قال حدثنا الحسن بن ظريف قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول لا تجد عليا قضى بقضاء إلا وجدت له أصلا في السنة قال و كان علي (عليه السلام) يقول لو اختصم إلي رجلان فقضيت بينهما ثم مكثا أحوالا كثيرة ثم أتياني في ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحدا لأن القضاء لا يزول و لا يحول

حدثني السيد الزاهد والدي رضي الله عنه و القاضي أبو أحمد بن إبراهيم بن مطرف بن الحسن المطرفي أن الشيخ سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأسترآبادي كتب إليهما قال حدثني أبو أحمد محمد بن إبراهيم بن أترويه الأسترآبادي بها مرارا من لفظه قال حدثنا عبد الرحيم البغدادي قال حدثنا الثقة عن طاوس بن كيسان اليماني قال : خرجت إلى بيت الله الحرام و معنا الحجاج بن يوسف الثقفي فبينا نحن ماضين إذ نحن بأعرابي بدوي جوهري و هو يلبي و يقول في تلبيته لبيك اللهم لبيك قد لبيت لك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة

[255]

لك و الملك لا شريك لك كلامك اللهم لك من مخلوق كذلك ثم في النار سلك و الليل إذا ما انحلك و الجاريات في الفلك على مجار من سلك قد اتبعنا رسلك و قد سلكنا و حججنا منك و لك فسمع الحجاج فقال تلبية ملحد و رب الكعبة علي بالأعرابي فأوتي به فقال يا أعرابي من أين و إلى أين قال من الفج العميق إلى البيت العتيق قال و أين يكون الفج العميق قال بالعراق قال و أي موضع من العراق قال من واسط قال فهل لك من بواسط من أمير قال نعم إنسان ذليل يقال له الحجاج قال مقيم أم راحل قال بل راحل حاجا فقال هل أستعمل عليكم عاملا قال نعم إنسان أذل منه يقال له محمد بن يوسف قال و كيف خلفته قال خلفته جسيما وسيما قال ليس عن هذا سألتك قال فعما سألتني يا هذا قال عن سيرته في الناس قال خلفته ظلوما غشوما يأخذ بغير حق و يعطي في غير الحق قال ويلك أنا الحجاج و ذاك أخي محمد بن يوسف أ ما عرفت عزي فقال الأعرابي أ و ما عرفت عزي أنا برب العالمين قال الحجاج يا أعرابي حسبك زنديقا قال ما أنا زنديق و لكني موحد قال و لمن أنت موحد قال لله الذي خلق السماوات و الأرض قال فتعرف الله قال نعم على الخبير سقطت قال فبما عرفت الله ليس بذي نسب فيرى و لا بجسم فيتجزأ و لا بذي غاية فيتناهى و لا يحدث فيبصر و لا بمستتر فينكشف و لا دهور بغيره خلاف أزمنتها لكن جل ذلك الكبير المتعال الذي خلق فأتقن و صور فأحسن و علا فتمكن و أتقن على الأمور بعزته لا يوصف هو بالحركة لأنها زوال و لا بسكون لأنه من صفة المتشابهين بالأمثال لا يخفى عليه كرور ذوي الأحوال عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال فقال الحجاج يا أعرابي لقد أحسنت في التوحيد فما قولك في هذا الرجل المبعوث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال نبي الرحمة بعثه الله على حين فترة من الرسل و ضلالة من الأمم و الأمم يومئذ في الجاهلية الجهلاء لا يدينون لله بدين و لا يقرءون له كتابا أصحاب حجر و مدر و ضيق و ضنك عبدوا من دون الله أصنام و اتخذوا الأوثان حتى بعث الله عز و جل نبيا مرسلا جمع أمورهم

[256]

فقال الحجاج يا أعرابي لقد أحسنت في هذا أيضا فما قولك في علي بن أبي طالب قال فسكت الأعرابي قال في نفسه إن أنا صدقته قتلني و إن كذبته فبم ألقى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال الدنيا فانية و الآخرة باقية خذها إليك من السلمي علي بن أبي طالب الداعي إلى الله و صهر المرسل الأواه و سفينة النجاح و بحر بين الساح و غيث بين الرواح قاتل المشركين و قامع المعتدين و أمير المؤمنين و ابن عم نبي الله صلى الله عليه و آله أجمعين و زوج فاطمة الزهراء و أبو الحسن و الحسين ريحانتي نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و ثمرة فؤاده هامات هامات و سادات سادات ولدتهما البتول و سماهما الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) و كناهما الجليل و ناغاهما جبرئيل و حنكهما ميكائيل فهل لهؤلاء من عديل قال طاوس لقد تبين أثر الغضب على وجه الحجاج فقال الحجاج يا أعرابي فما تقول في قال أنت بنفسك أعلم قال قل في أميرك شيئا قال إذا أسوؤك و لا أسرك قال بث فيما علمت قال ما علمتك إلا ظالما غشوما قتلت أولياء الله بغير الحق فقال لأقتلنك أشر القتل قال إلى الله تصير الأمور فقال الحجاج يا غلام علي بالنطع و السيف فلما أن بسط النطع و جرد السيف ما لبث الأعرابي أن عطس ثلاث عطسات متتابعات فقال الحجاج ما عطس ثلاث عطسات متتابعات إلا زنيم يعني ولد زنا قال فما لبث الحجاج أن عطس سبع عطسات متتابعات فقال الأعرابي أيها الأمير :

لا تنطقن بما يعيبك ناطق *** فتقول جهلا ليتني لم أنطق

إن السلامة في السكوت و إنما *** يبدي معايبها كثير المنطق

و إذا خشيت ملامة في مجلس *** فاعمد لسانك في اللهاة و اطرق

و احفظ لسانك لا تقول فتبتلي *** إن البلاء موكل بالمنطق

فقال الحجاج اضرب عنقه على حب علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين فلما رفع السيف حرك الأعرابي شفته فجف يد السياف في مقبض سيفه فقال الحجاج يا أعرابي لقد تكلمت بعظيم فقال لعمري إنه لعظيم قال فادع إلهك حتى يطلق يد السياف قال و تنجيني من القتل

[257]

قال فرفع الأعرابي ثنتي يديه فقال يا إلهي عند كربتي و يا صاحبي عند شدتي و وليي عند نعمتي أسألك يا إلهي و إله آبائي إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و بحق كهيعص و طه و يس و القرآن الحكيم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تطلق يد السياف قال فأطلق يده قال الحجاج يا غلام علي بالبدرة قال فأتي بكيس فيه دراهم كثيرة فقال الحجاج خذها إليك يا أعرابي و أنفقها على نفسك فقال الأعرابي ليس لي بمالك حاجة و قام و مر

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت
حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)
قال الحكيم و المراد بعترته هنا العلماء العاملون ...
الوصايا
تشبيه لطيف من صديق حقيقي‏
خلق الأئمة ( ع ) وشيعتهم من علِّيِّين :
فضل شهر رمضان المبارك
الإقطاع في الإسلام
الخوارق و تأثير النفوس
حول قرآن علي (عليه السلام)

 
user comment