عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

وصية الصادق ( ع ) لمواليه بتقوى الله

وصية الصادق ( ع ) لمواليه بتقوى الله :

أخبرناالشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهم الله عن عمه محمد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله تعالى قال حدثني سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن صفوان عن خيثمة الجعفي قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) و أنا أريد الشخوص فقال أبلغ موالينا السلام و أوصهم بتقوى الله و أن يعود غنيهم فقيرهم و قويهم ضعيفهم و أن يعود صحيحهم مريضهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا رحم الله امرأ أحيا أمرنا يا خيثمة إنا لا نغني عنكم من الله شيئا إلا بالعمل و إن ولايتنا لا تنال إلا بالورع و إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم يخالفه إلى غيره .

أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بالموضع و التاريخ المقدم ذكرهما عن أبيه قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال حدثنا عمر بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور قال : كنت خدنا للإمام علي بن محمد (عليه السلام) و كان يروي عنه كثيرا من ذلك أنه قال حدثنا الإمام علي بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي (عليه السلام) قال حدثني أبي علي بن موسى قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثنا أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين (عليه السلام) قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة و أحبوني لحب الله و أحبوا أهل بيتي لحبي

[133]

أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بقراءتي عليه بالري في ربيع الأول سنة عشرة و خمسمائة قال حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الطوسي رحمه الله قال أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال أخبرني أبو الحسن بن خالد المراغي قال حدثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال حدثنا إسماعيل بن محمد المزني قال حدثنا سلام بن أبي عمير الخراساني عن سعد بن سعيد عن يونس بن الحباب عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم (عليه السلام) فرحوا و استبشروا و إذا ذكر عندهم آل محمد (عليه السلام) اشمأزت قلوبهم و الذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي و ولاية أهل بيتي عند الله .

أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة إحدى عشرة و خمسمائة قال أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر رحمه الله قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامري ببغداد قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال حدثني عم أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري قال حدثنا الإمام علي بن محمد العسكري قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن موسى قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال أبو محمد بن الفحام و حدثني عمي عمر بن يحيى قال حدثني إبراهيم بن عبد الله البلخي قال حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال سمعت الصادق (عليه السلام) يقول حدثني أبي محمد بن علي (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله قال : كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا من جانب و علي من جانب إذ أقبل عمر بن الخطاب و معه رجل قد تلبب فقال ما باله قال حكي عنك يا رسول الله أنك قلت يا رسول الله من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة و هذا إذا سمعه الناس فرطوا في الأعمال أ فأنت قلت ذاك يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله وسلم) نعم إذا تمسك بمحبة هذا و ولايته

[134]

أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بقراءتي عليه بالري سنة عشرة و خمسمائة قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله قال أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن أبي حمزة عن عبد الله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) في زمن بني مروان قال ممن أنتم قلنا من أهل الكوفة قال ما في البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة إن الله تعالى هداكم لأمر جهله الناس فأحببتمونا و أبغضنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس فأحياكم الله محيانا و أماتكم مماتنا فاشهد على أبي أنه كان يقول ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا و أهوى بيده إلى حلقه و قد قال الله عز و جل في كتابه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً فنحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

تكلُّم الحَصاة في كفِّ علي ( ع ) :

أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بقراءتي عليه في الموضع و التاريخ المقدم ذكرهما عن أبيه قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام قال حدثني عمي عمر بن يحيى قال حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال حدثني علي بن الحسن بن جعفر الأموي عن العباس بن عبيد الله عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي مريم عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل علي بن أبي طالب فناوله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحصاة فلما استقرت في كف علي (عليه السلام) نطقت و هي تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله رضيت بالله ربا و بمحمد نبيا و بعلي بن أبي طالب إماما و وليا ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أصبح منكم راضيا بالله و بولاية علي بن أبي طالب فقد آمن من خوف الله و عقابه .

أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله و أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن قراءة عليهما بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن

[135]

أبي طالب (عليه السلام) قالا حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله المنصوري قال حدثني عم أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى قال : قصدت الإمام علي بن محمد (عليه السلام) فقلت له يا سيدي إن هذا الرجل قد أطرحني و قطع رزقي و ملني و ما أتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك و إذا سألته فسياسته تلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضل علي بمسألته فقال تكفي إن شاء الله فلما كان في الليل طرقني رسول المتوكل رسول يتلو رسولا فجئت و الفتح على الباب قائم فقال يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل هذا الرجل يطلبك فدخلت فإذا المتوكل جالس على فراشه فقال لي يا أبا موسى نشتغل عنك و تنسينا نفسك أي شي ء لك عندي فقلت الصلة الفلانية و الرزق الفلاني و ذكرت أشياء فأمر لي بها و ضعفها فقلت للفتح وافى علي بن محمد إلى هاهنا فقال لا فقلت كتب رقعة فقال لا فوليت منصرفا فتبعني فقال لست أشك أنك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعاء فلما دخلت عليه قال لي يا أبا موسى هذا وجه الرضا قلت ببركتك يا سيدي و لكن قالوا لي إنك ما مضيت إليه و لا سألته قال (عليه السلام) إن الله تعالى علم منا أنا لا نلجأ في المهمات إلا عليه و عودنا إذا سألناه الإجابة و نخاف أن نعدل فيعدل بنا فقلت إن الفتح قال لي كيت و كيت فقال (عليه السلام) لي إنه يوالينا بظاهره و يجانبنا بباطنه الدعاء لمن يدعو به إذا خلصت في طاعة الله و اعترفت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و بحقنا أهل البيت و سألت الله تبارك و تعالى شيئا لم يمنعك قلت يا سيدي فعلمني دعاء أختص به من الأدعية فقال هذا الدعاء كثيرا أدعو الله به و قد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي و هو يا عدتي عند العدو و يا رجائي و المعتمد يا كهفي و السند يا واحد يا أحد يا قل هو الله أحد أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك و لم تجعل في خلقك مثلهم أن تصلي عليهم و أن تفعل بي كيت و كيت

حدثنا السيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسن الجواني الحسيني بآمل

[136]

في محرم سنة تسع و خمسمائة لفظا منه و قراءة عليه بعد ذلك قال أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني بنيشابور قال أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس قال أخبرنا إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعالبي قال أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة قال حدثني أبي في سنة ستين و مائتين قال حدثنا علي بن موسى بن جعفر قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله و أخذت أنت بحجزتي و أخذ ولدك بحجزتك و أخذ شيعة ولدك بحجزتهم فترى أين يؤمر بنا قال أبو القاسم الطائي سألت أبا العباس عن الحجزة فقال هي السبب و سألت نفطويه النحوي عن ذلك فقال هي السبب

قال محمد بن أبي القاسم الطبري : و هي العصمة من الله تعالى و ذمته التي لا تخفر و حبله الذي من تمسك به لم ينقطع عنه و قد أمر الله تعالى بالتمسك به فقال وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً يعني بولاية علي بن أبي طالب و ولاية الأئمة المعصومين (عليه السلام) وفقنا الله و إياكم لطاعته و طاعة أولي الأمر و محبته و محبتهم بحق محمد و آله .

أخبرناالشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه الله فيما أجاز لي و كتب لي بخطه بالري في خانقانه سنة عشرة و خمسمائة قال حدثنا السيد الزاهد أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن زيد الحسيني الجرجاني القصي قال حدثنا والدي رحمه الله عن جدي زيد بن محمد قال حدثنا أبو الطيب الحسن بن أحمد السبيعي قال حدثنا محمد بن عبد العزيز قال حدثنا إبراهيم بن ميمون قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت البراء بن عازب و زيد بن أرقم قالا كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم و نحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه فقال لعن الله من ادعى إلى غير أبيه و لعن الله من توالى إلى غير مواليه و الولد

[137]

للفراش و ليس للوارث وصية إلا و قد سمعتم مني و رأيتموني ألا من كذب عليا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ألا إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الأمم يوم القيامة فلا تسود وجهي إلا لأستنقذن رجالا من النار و ليستنقذن من يدي آخرون و لأقولن يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ألا و إن الله وليي و أنا ولي كل مؤمن فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي طرفه بيدي و طرفه بأيديكم فاسألوهم و لا تسألوا غيرهم .

أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله فيما أجاز لي روايته عنه و كتب لي بخطه سنة إحدى عشرة و خمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال قال حدثنا أبو المفضل محمد بن معقل العجلي القرمسي بشهرزور قال حدثني محمد بن أبي الصهبان الباهلي قال حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته و الناس حوله فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب سمل قد تهلل و اختلق و هو لا يكاد يتمالك ضعفا و كبرا فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستجليه الخبر فقال الشيخ يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني و عاري الجسد فاكسني و فقير فارشيني فقال ما أجد لك شيئا و لكن الدال على الخير كفاعله انطلق إلى منزل من يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يؤثر الله على نفسه انطلق إلى حجرة فاطمة و كان بيتها ملاصقا بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة فانطلق الأعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته السلام عليكم يا أهل البيت النبوة و مختلف الملائكة و مهبط جبرئيل الروح الأمين

[138]

بالتنزيل من عند رب العالمين فقالت فاطمة (عليها السلام) من أنت يا هذا قال شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة و أنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني رحمك الله و كان لفاطمة و علي في تلك الحال و رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما و قد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك من شأنهما فعمدت فاطمة (عليها السلام) إلى جلد الكبش مدبوغ بالقرض كان ينام عليه الحسن و الحسين (عليهما السلام) فقالت خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه فقال الأعرابي يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب قال فعمدت (عليها السلام) لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب فقطعته من عنقها و نبذته إلى الأعرابي فقالت خذه و بعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه فأخذ الأعرابي العقد و انطلق إلى مسجد رسول الله و النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في أصحابه فقال يا رسول الله أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد و قالت بعه فعسى أن يصنع لك قال فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قال لا كيف يصنع الله لك و قد أعطتك فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم فقام عمار بن ياسر رحمه الله فقال يا رسول الله أ تأذن لي بشراء هذا العقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم) اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار فقال عمار بكم هذا العقد يا أعرابي قال بشبعة من الخبز و اللحم و بردة يمانية أستر بها عورتي و أصلي فيها لربي و دينار يبلغني إلى أهلي و كان عمار قد باع سهمه الذي نقله رسول الله من خيبر و لم يبق منه شيئا فقال لك عشرون دينارا و مائتا درهم هجرية و بردة يمانية و راحلتي تبلغك إلى أهلك و شبعة من خبز البر و اللحم فقال الأعرابي ما أسخاك بالمال و انطلق به عمار فوفاه ما ضمن له و عاد الأعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له رسول الله أ شبعت و اكتسيت قال الأعرابي نعم يا رسول الله و استغنيت بأبي أنت و أمي قال (صلى الله عليه وآله وسلم) فأجز فاطمة

[139]

بصنيعها فقال الأعرابي اللهم إنك إله ما استحدثناك و لا إله لنا نعبده سواك و أنت رازقنا على كل الجهات اللهم أعط فاطمة (عليها السلام) ما لا عين رأت و لا أذن سمعت فأمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على دعائه و أقبل على أصحابه فقال إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك أنا أبوها و ما أحد من العالمين مثلي و علي بعلها و لو لا علي ما كان لفاطمة كفو أبدا و أعطاها الحسن و الحسين و ما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء و سيدا أهل الجنة و كان بإزائه المقداد و ابن عمر و عمار و سلمان رضي الله عنهما فقال و أزيدكم فقالوا نعم يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاني الروح الأمين يعني جبرئيل (عليه السلام) و قال إنها إذا هي قبضت و دفنت يسألها الملكان في قبرها من ربك فتقول الله ربي فيقولان من نبيك فتقول أبي فيقولان فمن وليك فتقول هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ألا و أزيدكم من فضلها إن الله قد وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها و من خلفها و عن يمينها و عن شمالها و هم معها في حياتها و عند قبرها بعد موتها يكثرون الصلاة عليها و على أبيها و بعلها و بنيها فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي و من زار فاطمة فكأنما زارني و من زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة و من زار الحسن و الحسين فكأنما زار عليا و من زار ذريتهما فكأنما زارهما فعمد عمار إلى العقد و طيبه بالمسك و لفه في بردة يمانية و كان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر فدفع العقد إلى المملوك و قال له خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أنت له فأخذ العقد فأتي به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أخبره بقول عمار رحمه الله فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد و أنت لها فجاء المملوك بالعقد و و أخبرها بقول رسول الله فأخذت لفاطمة (عليها السلام) العقد و أعتقت المملوك فضحك الغلام فقالت لفاطمة (عليها السلام) ما يضحكك يا غلام فقال أضحكني عظم بركة هذا العقد أشبع جائعا و كسا عريانا و أغنى فقيرا و أعتق عبدا و رجع إلى ربه

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

آيات بحق أهل البيت عليهم السلام
علماء أهل السنة يكتشفون أن المهدي المنتظر من أهل ...
النبي عيسى وآدم (ع) من منظار القرآن الكريم
تزوجه ص بخديجة( س )و فضائلها و بعض أحوالها
أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء

 
user comment