عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

يقتل ذراري قتلة الحسين

يقتل ذراري قتلة الحسين

وقد أفرد العلاّمة المجلسي (ره) باباً مستقلاً تحت عنوان (العلّة التي من أجلها أخّر الله العذاب عن قتلته (صلوات الله عليه) ، والعلّة التي من أجلها يُقتل أولاد قتلته (عليه السلام) ، وإن الله ينتقم له في زمن القائم (عليه السلام)  ، فإِنَّ هناك أحاديث كثيرة تؤكِّد على ذلك .

ونحن قد ذكرنا سابقاً بعض ما يدلّ على هذا الأمر ، حيث تطرّقنا إلى آية الإسراف في القتل ، وتتميماً للفائدة نشير إلى الأحاديث الأخرى :

ـ عن الهروي قال : قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : يابن رسول الله ، ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال : (( إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ )) ، فقال (عليه السلام) : (( هو كذلك )) . فقلت : وقول الله (عزّ وجلّ) ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ما معناه؟ قال : (( صدق الله في جميع أقواله ، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ، ويفتخرون بها ، ومَنْ رضي شيئاً كان كمَنْ أتاه ، ولو أنّ رجلاً قُتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب ، لكان الراضي عند الله (عزّ وجلّ) شريك القاتل ، وإنّما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم ))(30) .

 

الشجرة الملعونة في القرآن

ـ وقد وردت آيات في هذا المجال ، أوضحها قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً )(31) .

ـ وفي الحديث قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( إنّي رأيت اثني عشر رجلاً من أئمّة الضلال يصعدون منبري وينزلون ، يردون أمّتي على أدبارهم القهقرى ))(32) . يعني بذلك اثنين من بني أميَّة ، وسبعة من أولاد الحكم ، وخمسة من بني أبي العاص .

ـ قال العلاّمة المجلسي (رضوان الله عليه) : ولا خلاف بين أحد أنّه تبارك وتعالى أراد بها بنى أمية ، وممّا ورد من ذلك في السُنّة ، ورواه ثُقاة الأمّة ، قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيه ، وقد رآه مقبلاً على حمار ، ومعاوية يقوده ، ويزيد يسوقه : (( لعن الله الراكب ، والقائد ، والسائق ))(33) .

ـ قال القرطبي في تفسير الآية المباركة : قال سهل : إنّما هذه الرؤيا هي أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يرى بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة ، فاغتم لذلك ، وما استجمع ضاحكاً من يومئذ حتى مات (صلّى الله عليه وآله) ، وقال ابن عباس : هذه الشجرة بنو أميّة .

وذكر الرازي في تفسيره هذا القول فراجع .

 

فما يزيدهم إلاّ طغياناً

ـ قال الفيض الكاشاني (ره) : وفي قوله سبحانه ( فما يزيدهم إلاّ طغياناً كبيراً ) لطافة لا تخفى(34) .

وهذه مبالغة في الطغيان ، فما ارتكبه في الطفّ من الجرائم جعله حقيقةً الطغيان المبين .

ومن هنا ورد في الزيارة ( ولعن الله بني أميَّة قاطبة )(35) ، وفي زيارة أخرى ( ولعن الله بني أميَّة قاطبة إلى يوم القيامة )(36) .

قال في محيط اللغة : قاطبة : يطلق على كلِّ جيل من الناس .

 

المبرِّر لقتل الذراري

أقول : وأمّا المبرِّر لقتل ذرية قاتلي الحسين (عليه السلام) هو نفس المبرّر لقتل أيِّ قاتلٍ آخر ؛ لأنَّ فلسفة القتل تكمن في أمرٍ واحدٍ ، وهو : الروح الخبيثة الملوَّثة ، التي يتّصف بها القاتل بسبب جرأته على أمر القتل ، وهذا لا يختصّ بمَنْ باشر القتل فقط ، بل يشمل حتَّى المحرِّض له ، والراضي به ؛ ومن هنا صارت للنيّة الحسنة شأن كبير من خلاله يقيَّم العمل الصالح ، وكذلك بالنسبة للنيَّة السيِّئة فهي السبب الذي يوجب خبثَ العمل .

وعليه فالمفروض أن يُقتل كلّ مَنْ هو راضٍ بأمر القتل ، كما ذكر ذلك الإمام (عليه السلام) في الحديث السابق حيث قال : (( ولو أنّ رجلاً قُتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب ، لكان الراضي عند الله (عزّ وجلّ) شريك القاتل )) ، إلا أنَّ الوضع الحالي لا يسمح لتطبيق هذا الحكم ، حيث لا سلطة ظاهرية للمعصوم علينا ، وكذلك في عصر المعصومين (عليهم السلام) ، حيث لم يكونوا مبسوطي الأيدي يفعلون ما يشاؤون .

هذا ما أدَّى إلى الركون إلى الظاهر ، والاعتماد على الشهود والبيّنات ، وإجراء الحدود في نطاق خاصٍّ ، وهو في خصوص المباشرين لأمر القتل فحسب . وأمّا الحجَّة (عليه السلام) فأمره يختلف تماماً ، وهو كما قلنا يتعامل مع القضايا تعاملاً خِضرِياً في قبال موسى (عليه السلام) ، ولكن بشكل أوسع ، وإطار أشمل .

 

خروج لا استثناء

قلنا : إنَّ اللعن شامل لجميع مَنْ ينتسب إلى بني أميَّة صغيراً كان أم كبيراً من غير استثناء أصلاً ، وهذا شأن كلِّ أمرٍ حاسم له أهميَّة بحيث تغطِّي على كافة الأضرار الهامشيَّة ، وهذا لا ينافي خروج البعض من بني أميَّة عن هذه القاعدة ، كما ورد في سعد الخير :

عن أبي حمزة قال : دخل سعد بن عبد الملك ، وكان أبو جعفر (عليه السلام) يسمّيه سعد الخير ، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان ، على أبي جعفر (عليه السلام) فبينا ينشج كما تنشج النساء ، قال : فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : (( ما يبكيك يا سعد؟ )) قال : وكيف لا أبكي ، وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن ؟ فقال له : (( لست منهم ، أنت أموي منّا أهل البيت ، أما سمعت قول الله (عزّ وجلّ) يحكى عن إبراهيم (عليه السلام) فمَنْ تبعني فإنّه منّي ؟))(37) .

وهذا الأسلوب من الخروج هو المستخدم في كثير من الأحاديث ، وقد تحدَّث الفقهاء عنه في علم الأصول تفصيلاً تحت عنوان (الحكومة والورود) ، ومن نماذج هذا النوع من الخروج قوله : (( لا شك لكثير الشك )) ، فهذا الحديث يخرج هذا النمط من الشك ، أعني مَنْ يشك كثيراً ، عن القاعدة العامَّة للشكّ الوارد في سائر الأحاديث ، كبطلان الصلاة عند الشك في صلاة الصبح ، وعليه فلا تبطل صلاة كثير الشك حتى لو كانت ثنائية ، وكذلك قوله : (( لا ربا بين الوالد وولده )) ، الذي يخرج هذا النوع من الربا ـ رغم كونه رباً فعلاً ـ عن القانون العام الوارد في القرآن الكريم ، وهو : ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )(38) ، فهذا خروج لا استثناء فتأمَّل تعرف .

 

الإمام الخميني وتوطيد العلاقة بين الثورتين الحسينية والمهدوية

إنّ المجالس الحسينية على طول التأريخ كان لها التأثير الكبير في تثبيت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ، وقد سعى الطغاة ، ومنهم رضا شاه المجرم في إيران بشتى الوسائل للقضاء عليها ، ولكن كيف يمكن إطفاء مَنْ هو مصباح الهدى ، والنور الذي لا يُطفأ ، ولن يُطفأ أبداً ؟! وقد كان للرموز الدينية كلّهم دور كبير في إبقاء هذه الشعيرة الإلهيَّة خالدة مدى القرون والأعوام ، إلاّ إنَّ الإمام الخميني (قدّس سرُّه) كان له التأثير الأكبر على الأمَّة في هذا المجال ، فكانت له حكومة على قلوب الأمّة ، وذلك من منطلق الإمامة والقيادة ، والأمَّة تهتدي بهداه ، وتسجيب لأوامره ، فكان (رضوان الله تعالى عليه) يدعو إلى دعم وتعزيز وإقامة مجالس سيّد الشهداء بالطريقة التقليدية ، ويؤكِّد على أنَّ السبب الأوَّل لبقاء الإسلام الأصيل إنَّما هو مجالس سيّد الشهداء (عليه السلام) .

 

اهتمام الإمام بالسيرة الحسينية

 

البكاء على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام)

عندما استشهد نجل الإمام آية الله السيّد مصطفى الخميني (رضوان الله تعالى عليه) ذهبنا إلى بيت الإمام (قدس الله نفسه) فجلست في قباله أنظر إلى وجهه النوراني ، فرغم أنّه افتقد فقيهاً عالماً ، وابناً باراً ، إلاّ إنّه لم تذرف عينيه عليه أصلاً ، وكنت أشاهد سماحة السيّد أحمد الخميني (رضوان الله تعالى عليه) الذي قد أتى في تلك الأيام إلى النجف الأشرف لزيارة أبيه بعد الابتعاد عنه سنوات عديدة ، رأيته ينظر إلى وجه أبيه فلم يتمالك نفسه فرفع صوته بالبكاء ، وكان المراجع يأتون للتعزية ، ومنهم سماحة آية الله العظمى السيّد الخوئي ، فكان الإمام يرحّب بهم إلى أن جاء الخطيب الخراساني وجلس إلى جنب الإمام ، وشرع في ذكر مصيبة كربلاء ، ولعلها كانت مصيبة علي الأكبر ، هناك بدأ الإمام بالبكاء حتى تقاطرت الدموع على محاسنه المباركة ، فالحسين هو قتيل العبرة ، لا يذكره مؤمن إلاّ استعبر .

 

الالتزام بالزيارة

الإمام الراحل كان يزور ضريح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلّ ليلة طوال وجوده في المنفى ، وكان يركِّز على الزيارة الجامعة الكبيرة ، متوجهاً إلى القبر ، فاتحاً الكتاب ، وكان يلتزم بالطريقة التقليدية في الزيارة ، وفي المواسم التي يستحبّ فيها زيارة سيّد الشهداء ، وكذلك في كلِّ ليلة جمعة كان يزور الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء ، إلى جانب ذلك كان له مجلس أسبوعي باسم سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) .

 

اللّطم على الصدور

يقول أحد قادة الحرس الثوري : وقع هجوم على القوّات العراقية ، ولكن لم نحقق جميع الأهداف التي كنّا قد خطّطناها ، فذهبنا إلى زيارة الإمام القائد (رضوان الله تعالى عليه) وشرحنا له المخطّط والنتائج ، فقال : أنتم في ليلة الهجوم على العدوّ قرأتم مصيبة سيّد الشهداء (عليه السلام) ، وبكيتم على مصابه ، ولكن لِمَ لم تلطموا على صدوركم .

ففي المرّة الأخرى عليكم باللّطم على صدوركم حينما تستعدون للهجوم على الأعداء .

 

عاشوراء والثورة

إنَّ أول شعلة أشعلها الإمام الراحل كانت في يوم عاشوراء ، حيث ألقى الإمام خطبة عنيفة هاجم فيها حكومة الشاه المقبور ، وأكَّد فيها أنَّ الحكومة قد رضخت للمخطّطات الصهيونية التي تهدف إلى تحقير القرآن الكريم ، وتصفية الزعماء الدينيّين ، والسماح لإسرائيل بأن تسيطر على الاقتصاد الإيراني .

وقد أُلقي القبض على الإمام ، ونُقل إلى سجن ( القصر ) في طهران . فنزل الناس إلى الشوارع في قم بقيادة السيّد مصطفى الخميني ابن الإمام ، وقاموا بالتظاهر والاحتجاج على اعتقال زعيمهم الديني .

وفي اليوم التالي قامت مظاهرات مماثلة في طهران ، وقد قمعتها قوات الأمن ممّا أدّى إلى سقوط 15 ألف قتيلاً في طهران و400 قتيلاً في قم ، ونُفي الإمام إلى تركيا ، ومن ثمّ إلى العراق .

وكانت لمسيرات تاسوعاء وعاشوراء دور كبير في زعزعة عرش الطاغوت ، كما كان للخطباء الحسينيّين في أرجاء البلاد تأثيراً إعجازياً في رص الصفوف ، ودفعها إلى الشارع ، وتحريضها للقيام ضد الطغاة .

 

سرّ الانتصار

مجالس عزاء سيّد الشهداء (عليه السلام) ، أساس حفظ مدرسة سيّد الشهداء . وأولئك الذين يمنعون الناس عن إقامة مجالس العزاء لا يعرفون شيئاً عن هذه المدرسة ، ولا يدركون إنّ هذه المجالس هي التي حفظت مدرسة سيّد الشهداء (عليه السلام) إلى يومنا هذا .

ولا ريب إنّ هذه المجالس والمآتم ، والتعزية والمصائب حفظت الإسلام طوال ألف وأربعمئة سنة(39) .

وكان يرى أنّ الثورة الحسينية ليست هي مجرد حركة عادية ، بل هي إعلان رسمي لجميع الشعوب ؛ للوقوف في وجه الظالمين دائماً .

فهو يقول : إنّ مجالس العزاء إعلام ضدّ الظلم وضد الظالمين ، وبيان المظالم وتوضيحها لابد أن تبقى إلى الأبد … وعندما يقول الرسول (صلّى الله عليه وآله) : (( أنا من حسين )) ، يعني إنّ الحسين هو الذي سوف يحافظ على الإسلام والدين ، ولاشك أنّ هذه التضحيات التي قدّمها الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه هي التي أبقت على الإسلام إلى يومنا هذا ، وبقي علينا محافظة الإسلام كما ينبغي(40) .

كان يحرِّض الأمَّة على إقامة المجالس الحسينية ، ويقول : أقيموا المجالس ، وابكوا جميعاً على الحسين .. وعلى جميع المسلمين في كافة الدول الإسلامية أن يقيموا مجالس العزاء ، وبالأحرى يومي التاسوعاء والعاشوراء(41) .

إنّ ذكر هذه المظالم تخلق حركة ونهضة عالمية على مستوى العالم ، فلا تحتقروا هذه المجالس(42) .

الإمام كان يرى بأنّ الجهاد بقسميه الأكبر والأصغر لا يتمّ إلاّ من خلال ارتباط الأمّة بالإمام الحسين (عليه السلام) .

قال : إنّ مجالس إحياء سيّد المظلومين ، وإمام الأحرار ، إنّما هي مجالس غلبة جنود العقل على الجهل ، وجنود العدل على الظلم ، والأمانة على الخيانة ، والحكومة الإسلامية على حكومة الطاغوت ، فإلى الأمام انشروا الفكر الحسيني ، وارفعوا أعلام عاشوراء المدميَّة ؛ لتكون دليلاً على حلول يوم انتقام المظلوم من الظالم(43) .

وبالنسبة إلى فلسفة البراءة من أعداء الله ، قال : هذا اللعن والتبري صراخ مستمر على جميع المستبدّين والظالمين في العالم ، ولابد من إحياء هذا الصراخ المحطّم للظلم ، والمبيد للاستبداد(44) .

ثمّ انظر إلى هذا التعبير العظيم : جميع المجالس والمنابر ، وحتى محراب العبادة بقاؤها بوجود سيّد الشهداء (عليهم السلام)(45) .

فسيّد الشهداء إذاً هو كلُّ شيء ، وهو مصباح الهدى للأمَّة ، فلا خير من الله (جلَّ وعلا) ينزل إلاّ من خلاله (عليه السلام) ، وهذا المقام قد منحه الله سبحانه حيث ضحَّى بما لديه في سبيل الله .

ومن ثمرات ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) هي هذه الثورة الإسلامية العظيمة التي قام بها الإمام الخميني (قدّس الله نفسه) ضدّ الطاغية شاه إيران ، بل الطغاة الذين كانوا يدعمونه ، وعلى رأسهم أمريكا الشيطان الأكبر .

فالثورة الإسلامية حدوثها وبقائها كان رهينة لكربلاء . يقول الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) : لولا نهضة سيّد الشهداء (عليه السلام) لما استطعنا تحقيق النصر في ثورتنا هذه . ولا شك أنّ مجالس العزاء هي التي حافظت على كيان الثورة الإسلامية بالرغم من المخطّطات الاستعمارية ، التي تخطّط لها القوى الكبرى ، وتهاجمها من كل صوب(46) .

وعلى ضوء ما ذكرناه نستنتج أنَّ الثورة الخمينية العظيمة إنّما هي حلقة وصل بين الثورتين الحسينية والمهدوية ، بل هي المحطَّة التي تتبلور فيها الروح الحسينية لتحرِّك الناس على مدى التأريخ ، وتثير أحاسيسهم ، وهم يحملون راية شهيد الطفّ حتى يسلِّموها إلى صاحبها الحقيقي ، وهو صاحب الثأر بقيَّة الله وحجته في أرضه ، مهدي الأمّة ، قائم آل محمَّد (عليه صلوات الله وملائكته والناس أجمعين) ؛ حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كلُّه لله .

وهذا هو تفسير قول إمام القلوب نائب المهدي ، حيث أكّد على أنّ : طريق القدس يمرُّ من كربلاء .

فمَنْ أراد أن يكون مهدوياً يقتدي به في الصلاة العالمية التي يقيمها في المسجد الأقصى ينبغي له أن يلتزم بخطّ الإمام الحسين (عليه السلام) ، فيلبي نداءه الذي ملأ السماوات والأرض (( هل من ناصر ينصرني )) ، فيسير على دربه درب التضحية والفداء ، والشهادة والفناء في الله إلى أن يجري القضاء الإلهي ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ )(47) .

بل يُستفاد من بيان الإمام الراحل (قدِّس سرُّه) حينما تطرّق إلى أهمّية يوم انتصار الثورة الإسلامية المباركة ، وقال : 22 بهمن هو بداية النهضة العالميَّة بقيادة الإمام المهدي (عجلَّ الله تعالى فرجه) .

إنّ هذه الثورة هي ضمن تلك الثورة المباركة التي وعد الله أن يحقّقها ويحافظ عليها ، ومن أجل ذلك لم يتمكّن العدوُّ من الإطاحة بها والقضاء عليها مهما خطط من مؤامرات ، وكلّ راية ارتفعت قبل 22 بهمن كراية زيد بن علي ، وشهيد فخ ، والثورات المعاصرة كحركة السيّد جمال الدين الأفغاني ، وثورة العشرين في العراق وغيرها ، لم تنجح في الظاهر رغم مساهمتها في التمهيد للدولة الحقّة ، وأمّا هذه الراية فهي بعينها بداية راية مهدي الأمّة ، وتنتهي بتمكين الحقّ ، وبسط العدل على البسيطة ، إنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً .


([1]) بحار الأنوار 13 / 278 ، ب10 ، ح1 .

([2]) الكهف / 60 .

([3]) الكهف / 61 .

([4]) الكهف / 61 .

([5]) الكهف / 62 .

([6]) الكهف / 63 .

([7]) الكهف / 64 ـ 65 .

([8]) الكهف / 66 ـ 67 .

([9]) الكهف / 71 .

([10]) الكهف / 74 .

([11]) الكهف / 77 .

([12]) الكهف / 78 .

([13]) بحار الأنوار 101 / 197 ، ب18 ، ح32 .

([14]) بحار الأنوار 101 / 148 ، ب18 ، ح1 .

([15]) بحار الأنوار 101 / 148 ، ب18 ، ح1 .

([16]) سورة الإسراء / 79 .

([17]) سورة الإسراء / 33 .

([18]) بحار الأنوار 44 / 218 ، ب28 ح7 ؛ و51 / 30 ، ب2 ، ح8 ؛ و45 / 298 ، ب45 ، ح7 .

([19]) الكافي 8 / 255 ، ب8 ح364 .

([20]) بحار الأنوار 45 / 53 ، ب37 .

([21]) الإرشاد / 224 ؛ بحار الأنوار 45 / 46 ب37 .

([22]) الملهوف / 103 .

([23]) بحار الأنوار 44 / 582 ، ب43 ، ح32 .

([24]) بحار الأنوار 101 / 352 ، ب30 ، ح1 .

([25]) بحار الأنور 25 / 307 ، ب26 ، ح82 .

([26]) آل عمران / 151 .

([27]) بحار الأنور 53 / 83 .

([28]) بحار 52 / 852 ، ب26 ، ح17 .

([29]) بحار الأنور 52 / 290 .

([30]) عيون أخبار الرضا 1 / 273 ؛ علل الشرائع 1 / 219 ؛ بحار الأنوار 45 / 295 .

([31]) الإسراء / 60 .

([32]) بحار الأنوار 33 / 263 .

([33]) بحار الأنوار 33 / 208 .

([34]) تفسير الصافي 3 / 199 .

([35]) بحار الأنوار 101 / 292 .

([36]) بحار الأنوار 101 / 293 .

([37]) بحار الأنوار 46 / 337 .

([38]) البقرة / 275 .

([39]) صحيفة نور 8 / 70 .

([40]) صحيفة نور 8 / 75 .

([41]) صحيفة نور 10 / 217 .

([42]) صحيفة نور 16 / 208 .

([43]) صحيفة نور 3 / 266 .

([44]) صحيفة نور 10 / 31 .

([45]) صحيفة نور 8 / 70 .

([46]) صحيفة نور 21 / 208 .

([47]) سورة القصص / 5 ـ 6 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

لبس السواد على أبي الثوار وسيد الاحرار أبي ...
أعمال أيام مطلق الشهر و لياليه و أدعيتهما
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
الفرق بين علوم القرآن والتفسير
وتسلّط‌ ارباب‌ السوء
اليقين والقناعة والصبر والشکر
القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السلام)
أقوال أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر

 
user comment