بیان مجمع أهل‏البیت (ع) حول تصریحات العریفي المشینة

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد تصريح «العُريفي» إمام الجمعة السعودي في السعودية في النيل من شخصية المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (حفظه الله) يتساءل الناس:

ما هي الغايات التي يطلبها أصحاب هذه التصريحات في إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين؟ فليس هذا التصريح هو أول فتنة طائفية تُثيرها هذه الزمرة الطائفية ولا آخرها. . وليس أصحاب هذه التصريحات ناساً مغفلين أو غافلين فننبّهم ونذكّرهم فتنفعهم الذكرى.

فلابد اذن ان نفكر كيف نحمي امتنا الإسلامية الكبيرة من تأثير هذه الاثارات والفتن؟

إن هذه الاثارات الطائفية من أي جانب كان تُدخل المسلمين في معارك جانبية ساخنة ويعطي للاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان فرصة كافية ليعمق حضوره العسكري والسياسي والاقتصادي في العالم الإسلامي، ويعطي فرصة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وسيناء ومزارع شبعا في لبنان والجولان السورية ان يحقق اهدافه السياسية في ظرف التراشق الطائفي بين المسلمين.

ولا شك أن أمريكا وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي يبذلون أغلى الأثمان لإثارة الفتنة بين المسلمين وإلهائهم بالتراشق والتقاطع والتنابذ وتبادل التهم فيما بينهم ليحققوا ما يطلبون من غايات سياسية واقتصادية وعسكرية في تحكيم قبضتهم على العالم الإسلامي.

وإذا عرف المسلمون مردود هذه الفتن الطائفية على الساحة الإسلامية ومصالح العالم الإسلامي... فلابد ان تتظافر الجهود لإحباط هذا المشروع السياسي - الاقتصادي - العسكري الذي يتبناه الغرب ويعمل لتحقيقه وتفعيله في العالم الإسلامي.

ولابد ان ينهض العلماء والمثقفون والحركات والجماعات الإسلامية بتذكير المسلمين بالتحديات الكبيرة التي يواجهها المسلمون من الاحتلال، والتبعية السياسية، والعجز الاقتصادي، والتخلف العلمي، والغارات الثقافية القادمة إلينا من الغرب، والعجز العسكري، وتشتت الأمة الإسلامية بين الأقاليم والقوميات، وسيطرة عملاء دول الاستكبار العالمي على المواقع المتقدمة للحكم في أكثر أقاليم العالم الإسلامي، والمساومة على القضية الفلسطينية التي ينهض بمشروعها هؤلاء الحكام من عملاء الاستكبار العالمي، وغير ذلك من مصائب العالم الإسلامي.

وعلينا أن لا ننشغل بأمثال هذه التصريحات التي يصرّح بها العُريفي وأمثاله في إثارة فتنة طائفية التي تشغلنا عن قضايانا السياسية، والثقافية، والاقتصادية، والعسكرية الكبرى.

وننبّه المسلمين أن لا ينشغلوا بالأعداء الوهميين الذين تطرحهم الفضائيات العميلة للغرب ليشغلنا ذلك عن أعدائنا الحقيقيين الذين يمارسون الظلم والاحتلال وأسوأ أنواع الفتك والنهب في بلادنا. . أمريكا وإسرائيل.

إن المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني يؤدي اليوم في العراق دوراً بارزاً في إخماد الفتنة الطائفية ويدعو المسلمين في العراق إلى التقارب، والتفاهم، والتعاون، والتراشد، ويدعو الشعب العراقي إلى الحضور الواعي في الساحة السياسية، وتقديم المصلحة الإسلامية الوطنية العليا على المسائل الصغيرة.

وعلينا أن نشدّ على يده وندعمه ونسنده في هذه الظروف المصيرية الصعبة.

نسأل الله تعالى التوفيق والتأييد والتسديد والوعي واليقظة للمسلمين في العالم الإسلامي جميعاً.

المجمع العالمي لأهل البيت (ع)

في 18 محرم الحرام 1431هـ

.................

انتهی / 101