عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

السؤال : ما هو الفرق بين كلمتي الجسم والجسد في زيارة وارث : " صلوات الله عليكم ، وعلى أرواحكم ، وعلى أجسادكم ، وعلى أجسامكم ... " ؟

فرق الجسم والجسد الواردان في زيارته :

السؤال : ما هو الفرق بين كلمتي الجسم والجسد في زيارة وارث : " صلوات الله عليكم ، وعلى أرواحكم ، وعلى أجسادكم ، وعلى أجسامكم ... " ؟

الجواب : الظاهر أنّ الواو في قوله : " وعلى أجسامكم " عطف بيان ، وعليه فأجسامكم وأجسادكم شيء واحد ، لا فرق بينهما .

ويؤيّد هذا ما قاله الأصمعي ، وأبو زيد في اللغة : إنّ الجسم هو الجسد (1) .

وقيل : إنّ المراد من الجسم الإنساني ما يحوي الجسم المادّي بالإضافة إلى الروح ، والمراد من الجسد الإنساني هو الجسم المادّي دون الروح .

وعلى هذا يكون السلام في الزيارة على : أرواحكم وعلى أجسادكم الخالية من الروح ـ إشارة إلى حالة مماتهم ـ وعلى أجسامكم الحاوية على الجسم والروح ـ إشارة إلى حالة حياتهم ـ .

(... . ... . ... )

ظهور الآيات الكونية عند استشهاده :

السؤال : هل من الصحيح أنّ السماء أمطرت دماً يوم قتل الحسين ؟ وانخسفت الشمس ؟ ولماذا لم تمطر يوم وفاة النبيّ ؟ فهل الحسين أعظم من

____________

1- الصحاح 5 / 1887 ، لسان العرب 12 / 99 .


الصفحة 191


النبيّ ؟

الجواب : إنّ اعتمادنا في ذكر الحوادث الكونية التي أعقبت استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) على المصادر المعترف بها عند الفريقين ، وعلى سبيل المثال : فموضوع إمطار السماء دماً يوم شهادته ، جاءت في عدّة مصادر : الصواعق المحرقة (1)، وذخائر العقبى للطبري (2) ، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (3) ، وغيرها من المصادر (4) .

وأمّا حمرة الشمس وانخسافها وغيرها من الآيات ، فتراها أيضاً في المصادر التالية : السنن الكبرى (5) ، مجمع الزوائد (6) ، المعجم الكبير (7) ، وغيرها من المصادر (8) .

فهل هذا كذب مفترى ؟ أم هذه حقيقة واضحة يدلّ عليها النقل المتواتر .

وأمّا اجتهادك بمقايسة رزية السبط الشهيد (عليه السلام) بجدّه (صلى الله عليه وآله) ففي غير محلّه ، إذ إنّ تأبين وتكريم السبط هو لأجل تعظيم الرسالة النبوية ، فقضية كربلاء إنّما جاءت لحفظ وتشييد مباني النبوّة والدين من تلاعب أيدي الطغاة الذين كانت أزمّة الحكم بيدهم آنذاك .

فظهور الآيات الكونية المذكورة هو في الواقع تأييد لخطّ الدفاع عن آثار النبوّة والرسالة ، الذي يتمثّل في مسار أهل البيت (عليهم السلام) .

____________

1- الصواعق المحرقة 2 / 569 .

2- ذخائر العقبى : 145 .

3- تاريخ مدينة دمشق 14 / 227 .

4- أُنظر : تهذيب الكمال 6 / 433 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 227 ، نظم درر السمطين : 222، سبل الهدى والرشاد 11 / 80 ، ينابيع المودّة 3 / 15 و 84 و 91 و 101 .

5- السنن الكبرى للبيهقيّ 3 / 337 .

6- مجمع الزوائد 9 / 197 .

7- المعجم الكبير 3 / 114 .

8- أُنظر : تاريخ مدينة دمشق 14 / 226 ، تهذيب الكمال 6 / 433 ، ينابيع المودّة 3 / 17 .


الصفحة 192


( هادي هادي . السعودية . ... )

حكم من ذكر مقتله ولم ينصره :

السؤال : ما حكم من سرد لنا مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو موجود بالمعركة ، ولم يقم بنصرته ؟

الجواب : طبقاً لقول الإمام الحسين (عليه السلام) : " من سمع واعيتنا أهل البيت ثمّ لم يجبنا كبّه الله على وجهه في نار جهنم " (1) يكون آثماً ، إلاّ أن تكون لبعضهم ظروف خاصّة ، وهذا علمه عند الله تعالى .

نعم أثمه في عدم نصرته لا يلازم بالضرورة عداءه للإمام الحسين (عليه السلام) ، إذ كثير من الناس حينما ينقل ، ينقل بتثبّت ، ولكن يفقد الشجاعة لاتّخاذ الموقف المناسب .

نعم لو ثبت أنّ الناقل معاد ، فحينئذ تسلب منه الوثاقة على رأي ، إذ لعلّه يزوّر الحقائق ، وينقل عن تصرّفات الإمام (عليه السلام) أمراً غير الواقع .

ولكن طالما لم نعلم منه العداء ، فيعامل معاملة الراوي العادي ، لأنّ المطلوب في الراوي هو وثاقته لا عدالته ، ولهذا نقبل قول العامّيّ من أبناء المذاهب الأُخرى إذا ثبت لنا وثاقته ، رغم عدم استقامة عقيدته حسبما نعتقد ، ومع ذلك إذا ثبت أنّه ثقة في النقل نقبل روايته ونسمّيها موثّقة .

( أسير القلوب . ... . ... )

خروجه لا يعدّ إلقاءً في التهلكة :

السؤال : قال تعالى : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } بناء على هذه الآية الكريمة ، لماذا خرج الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء من مكّة متّجهاً إلى الموت؟ ألا يعدّ ذلك من التهلكة، لأنّه ذهب إلى الموت بيده ؟ وضّح الأمر لنا .

____________

1- الأمالي للشيخ الصدوق : 219 ، ينابيع المودّة 3 / 63 .


الصفحة 193


الجواب : إنّ أوّل الشبهات التي ترد على ذهن السامع أو القارئ لمصرع الإمام الحسين (عليه السلام) ، هي شبهة أنّه بعمله هذا قد ألقى بنفسه إلى التهلكة التي نهى الله تعالى عنها بقوله : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ... } (1) ، والقيام بمثل ذلك العمل يعتبر غريباً من مثل الإمام الحسين (عليه السلام) العارف بشريعة الإسلام ، والممثل الشرعي لنبيّ الإسلام جدّه محمّد (صلى الله عليه وآله) .

والجواب عن هذه الشبهة يتوقّف على تقديم مقدّمة للبحث في الآية الكريمة، والتعرّف على معنى التهلكة المحرّمة ، ومتى تصدق ، وهل ينطبق ذلك على عمل الإمام (عليه السلام) ؟ وننظر هل يصدق عليه أنّه ألقى بنفسه إلى التهلكة أم لا ؟

قوله تعالى : { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } .

التهلكة : يعني الهلاك ، وهو كلّ أمرٍ شاقٍّ ومضرٍّ بالإنسان ضرراً كبيراً ، يشقّ تحمّله عادة ، من فقر ، أو مرض ، أو موت .

والآية الكريمة أمرت ـ أوّلاً ـ بالإنفاق في سبيل الله ، أي التضحية والبذل فيما يرضي الله تعالى ، ويقرّب الإنسان إلى الله تعالى ، ثمّ نهت عن الإلقاء بالنفس إلى التهلكة ، وذلك بترك التضحية والإنفاق في سبيل الله تعالى .

ثمّ قالت : وأحسنوا ، أي كونوا محسنين في الإنفاق والبذل ، إذ إنّه ليس كل تضحية حسنة وشريفة ، ولا كل بذل هو محبوب وحسن عند الله تعالى ، وإلاّ لكانت تضحيات المجانين والسفهاء أيضاً شريفة ، وفي سبيل الله تعالى .

فالتضحية الشريفة المقدّسة والتي هي في سبيل الله تعالى تعرف بتوفّر شروط فيها ، وتلك الشروط نلخّصها فيما يلي :

الشرط الأوّل : أن تكون التضحية والبذل والإنفاق في سبيل شيء معقول محبوب عقلاً وعرفاً ، أي في سبيل غرض وهدف عقلاني ، وإلاّ خرجت عن

____________

1- البقرة : 195 .


الصفحة 194


كونها تضحية عقلائية ، ودخلت في عداد الأعمال الجنونية أو اللاإرادية .

الشرط الثاني : أن يكون المفدّى والمضحّى له أشرف وأفضل من الفداء والتضحية لدى العقلاء والعرف العام ، كأن يضحّي بالمال مثلاً ، لكسب العلم أو الصحّة ، أو يضحي بالحيوان لتغذية الإنسان ، وهكذا كلّما كانت الغاية أفضل وأثمن كانت التضحية أشرف وأكمل .

هذان العنصران هما الشرطان الرئيسيان من الشروط التي لابدّ منها في كلّ بذل وإنفاق وتضحية ، حتّى تكون حسنة وشريفة وفي سبيل الله تعالى .

وعلى هذا يظهر جلياً وبكلّ وضوح : أنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت في سبيل الله تعالى مائة بالمائة ، وأنّ كلّ ما قدّم فيها ، وأنفق من مال وبنين ، ونفس ونفيس ، وغال وعزيز ، كان إنفاقاً حسناً ، وبذلاً شريفاً ، وتضحية مقدّسة ، يستحقّ عليها كلّ إجلال وتقديس وشكر .

والخلاصة : إنّ آية التهلكة لا تشمل مطلق الإقدام على الخطر ، ولا تحرّم التضحية بالنفس والنفيس ، إذا كانت لغاية أعظم وأفضل ، وهدف أنبل وأشرف ، كالذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) بثورته الخالدة ، وحيث توفّرت في تضحياته كلّ شروط التضحية الشريفة ، والفداء المقدّس على أكمل وجه ، لأنّه (عليه السلام) ضحّى وفدى وبذل وأنفق في سبيل أثمن وأغلى شيء في الحياة مطلقاً ، ألا وهو الإسلام ، دين الله تعالى ، وشريعة السماء ، ونظام الخالق للمخلوق ، ودستور الحياة الدائم ، الذي لولا تضحيّاته (عليه السلام) لدفن تحت ركام البدع ، والتشويهات والانحرافات ، التي خلّفتها عهود الحكم السابقة ، كما دفنت الديانات السابقة على الإسلام تحت ترسّبات البدع والتحريف ، حتّى لم يبق منها أثر حقيقي ، حيث لم يقيض لها حسين فيستخرجها ، ويزيل عنها المضاعفات ، كالذي فعله (عليه السلام) بالنسبة إلى الديانة الإسلامية الخالدة .


الصفحة 195


( السيّد محمّد البحراني . البحرين . 41 سنة . طالب جامعة )

رأسه الشريف يقرأ القرآن :

السؤال : في مسير ركب أسرى الطفّ إلى الشام ، ما السرّ وراء قراءة رأس الحسين الآية من سورة الكهف بالذات : { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا } (1) ؟

ما هو وجه الخصوصية ؟ إلى ماذا يشير الإمام (عليه السلام) بقراءته هذه الآية بالذات ؟ ولكم الفضل ، ونسألكم الدعاء .

الجواب : قد سمع زيد بن أرقم الآية ـ التي ذكرتموها ـ من الرأس الشريف في الكوفة ، وناداه : " رأسك يا ابن رسول الله أعجب وأعجب " (2) .

وسمع آخرون منه في الشام آية : { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } (3)؛ ولعلّ في تلاوة هذه الآيات إشارة إلى قصّة أصحاب الكهف ، إذ كان فيها إيقاظ بعد رقود ثلاثمائة وتسع سنين ، فهنا بطريق أولى يكون إنطاق الرأس الشريف أعجب ، فرأسه (عليه السلام) بتلاوة هذه الآيات يظهر المعجزة الإلهيّة في نطقه .

ولا يبعد أن تكون الإشارة إلى إمكانية الهداية للناس ، أو إتمام الحجّة عليهم ، كما أنّ عودة أصحاب الكهف إلى الدنيا كان سبباً لهداية الكثير ، ورسوخ الإيمان فيهم ، وإلقاء الحجّة عليهم .

ويمكن أن تكون الإشارة إلى تحدّي أصحاب الكهف الظلم والطغيان في الفئة الحاكمة ، وعدم رضوخهم واستسلامهم لهم مع قلّة عددهم ، فكأنّما كان الإمام (عليه السلام) يريد أن يلفت النظر بأنّ الانحراف السائد المتمثّل في الحكم الأمويّ لابدّ وأن يواجه ، ولو بقلّة العدد والمؤنة ، كما كانت سيرته (عليه السلام) في نهضته ، والله أعلم بحقائق الأُمور .

____________

1- الكهف : 9 .

2- الإرشاد 2 / 117 ، إعلام الورى 1 / 473 .

3- الكهف : 13 .


الصفحة 196


( زينب . بريطانيا . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
السؤال : تستدلّون على التوسّل بالنبيّ والأئمّة ...
السؤال : ما هو المقصود بالتشيّع ؟ ومن هم الشيعة ؟
السؤال : هل كانت الشيعة في زمن الرسول ؟ وما رأي ...
السؤال: ما معنى الإرادة التكوينية ؟ والإرادة ...
ظهور اهل التسنن
هل نزل القرآن على سبعة أحرف؟!!
السؤال : قوله (صلى الله عليه وآله) : ( علي مع الحقّ ، ...
من هو شيخ الأنبياء ومن هو سيد البطحاء وشيخ ...
السؤال: ما هو حكم الخيرة أو الاستخارة ؟ فنرى ...

 
user comment