عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

الرجوع اليه في الفتيا:

الرجوع اليه في الفتيا:

كان الامام الحسين ( ع ) من مراجع الفتيا في العالم الاسلامي ، وقد رجع اليه أكابر الصحابة في مسائل الدين ، وكان ممن سأله عبد الله بن الزبير فقد استفتاه قائلا:

" يا أبا عبد الله ما تقول في فكاك الاسير على من هو ؟ ".

فأجابه ( ع ) : " على القوم الذين أعانهم أو قاتل معهم . . . ".

وسأله ثانيا " يا أبا عبد الله متى يجب عطاء الصبي ؟ ".

فاجابه ( ع ) : إذا استهل وجب له عطاؤه ورزقه ".

وسأله ثالثا عن الشرب قائما ؟ فدعا ( ع ) بلقحة - أي ناقة - له فحلبت فشرب قائما ، وناوله ( 1 ) .

قال ابن القيم الجوزي : " إن الباقي من الصحابة من رجال الفتيا هم أبوالدرداء وأبوعبيدة الجراح ، والحسن والحسين " ( 2 ) .

لقد كان المسلمون يرجعون اليه في مسائل الحلال والحرام ويأخذون من أحكام الاسلام وآداب الشريعة كما كانوا يرجعون إلى أبيه.

مجلسه:

كان مجلسه مجلس علم ووقار قد ازدان بأهل العلم من الصحابة ، وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم من الادب والحكمة ، ويسجلون ما يروون عنه من أحاديث جده ( ص ) ويقول المؤرخون : إن الناس كانوا يجتمعون اليه


( 1 ) الاستيعاب المطبوع على هامش الاصابة 2 / 283.

( 2 ) الاعلام.

[137]

ويحتفون به ، وكأن على رؤوسهم الطير يسمعون منه العلم الواسع والحديث الصادق ( 1 ).

وكان مجلسه في جامع جده رسول الله ( ص ) وله حلقة خاصة به ، وسأل رجل من قريش معاوية أين يجد الحسين ؟ فقال له : " اذا دخلت مسجد رسول الله ( ص ) فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله " ( 2 ) .

ويقول العلائلي:

" كان مجلسه مهوى الافئدة ، ومتراوح الاملاك يشعر الجالس بين يديه أنه ليس في حضرة انسان من عمل الدنيا ، وصنيعة الدنيا ، تمتد اسبابها برهبته وجلاله وروعته ، بل في حضرة طفاح بالسكينة كأن الملائكة تروح فيها ، وتغدوا . . . " ( 3 ).

لقد جذبت شخصية الامام ، وسمو مكانته الروحية قلوب المسلمين ومشاعرهم فراحوا يتهافتون على مجلسه ، ويستمعون لاحاديثه ، وهم في منتهى الاجلال ، والخضوع.

من روى عنه:

كان الامام ( ع ) من أعلام النهضة الفكرية والعلمية في عصره ، وقد ساهم مساهمة ايجابية في نشر العلوم الاسلامية ، واشاعة المعارف والآداب بين الناس ، وقد انتهل من نمير علومه حشد كبير من الصحابة وابنائهم وهم : ولده الامام زين العابدين ، وبنته فاطمة ( 4 ) وسكينة وحفيده


( 1 ) الحقائق في الجوامع والفوارق ( ص 105 ).

( 2 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 222.

( 3 ) أشعة من حياة الحسين ( 93 ).

( 4 ) الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الاول ( ص 55 ).

[138]

الامام أبوجعفر الباقر ( ع ) والشعبي ، وعكرمة ، وكرز التميمي ، وسنان ابن أبي سنان الدوئلي ، و عبد الله بن عمر ، وابن عثمان والفرزدق ( 1 ) وابن أخيه زيد بن الحسن ( 2 ) وطلحة العقيلي وعبيد بن حنين ( 3 ) وأبو هريرة ، وعبيدالله بن أبي يزيد ، والمطلب بن عبيدالله بن خنطب ، وأبوحازم الاشجعي ، وشعيب بن خالد ، ويوسف الصباغ ، وأبوهشام ( 4 ) وغيرهم وقد الف احمد بن محمد بن سعيد الهمداني كتابا في أسماء من روى عن الحسن والحسين ( 5 ).

لقد اتخذ الامام الجامع النبوي مدرسة له فكان به يلقي محاضراته في علم الفقه والتفسير ، ورواية الحديث ، وقواعد الاخلاق وآداب السلوك وكان المسلمون يفدون عليه من كل فج للانتهال من نمير علومه المستمدة من علوم النبي ( ص ) ومعارفه.

رواياته عن جده:

وروى الامام الحسين ( ع ) مجموعة كبيرة من الاحاديث عن جده الرسول ( ص ) وقد ذكر الزهري في كتاب ( المغازي ) أن البخاري روى عن الحسين أحاديث كثيرة ، وفيها باب تحريض النبي ( ص ) على قيام الليل ، كما روى عنه الترمذي في كتاب ( الشمائل النبوية ) أحاديث


( 1 ) تهذيب التهذيب 2 / 345.

( 2 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 311.

( 3 ) سير اعلام النبلاء 3 / 188.

( 4 ) تاريخ ابن عساكر 13 / 50 . ( * ) ( 5 ) النجاشي ( ص 73 ) . ( * )

[139]

كثيرة ، وقد نقلها عنه سفيان بن وكيع ( 1 ) ونلمع إلى بعض رواياته عن جده:

1 - قال ( ع ) : قال رسول الله ( ص ) : " من حسن اسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه " ( 2 ).

2 - قال ( ع ) : قال رسول الله ( ص ) : " من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ( 3 ).

3 - قال ( ع ) : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة ( أو قال تصيبه مصيبة ) وان قدم عهدههها فيحدث لها استراجاعا إلا أحدث الله عنه ذلك ، وأعطاه ثواب ما وعده عليها يوم أصيب بها " ( 4 ).

4 - قال ( ع ) : سمعت النبي ( ص ) يقول : " إن الله يحب معالي الامور ويكره سفاسفها " ( 5 ).

5 - قال ( ع ) : سمعت النبي ( ص ) يقول : " من يطع الله يرفعه ، ومن يعص الله يضعه ومن يخلص نيته لله يزينه ، ومن يثق بما عند الله يغنيه ، ومن يتعزز على الله يذله " ( 6 ).

6 - قال ( ع ) : كان رسول الله ( ص ) اذا استقى قال : " اللهم اسقنا سقيا واسعة وادعة عامة نافعة غير ضارة تعم بها حاضرنا وبادينا ، وتزيد بها في رزقنا ، وشكرنا ، اللهم اجعله رزق ايمان وعطاء ايمان ، ان عطاءك لم


( 1 ) الثائر الاول في الاسلام ( ص 10 ).

( 2 ) و ( 3 ) مسند الامام احمد بن حنبل 1 / 201.

( 4 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 312 ، أسد الغابة 2 / 19 ، الاصابة 1 / 222.

( 5 ) و ( 6 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 219 . ( * )

[140]

يكن محظورا ، اللهم انزل علينا في ارضنا سكنها ( 1 ) وانبت فيها زينتها ومرعاها " ( 2 ).

7 - قال ( ع ) : حدثني أبي عن النبي ( ص ) أنه قال : " المغبون لا محمود ولا مأجور " ( 3 ).

8 - روى ( ع ) عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : " رأس العقل بعد الايمان بالله عزوجل التحبيب إلى الناس " ( 4 ).

9 - روى عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت " ( 5 ).

مسنده:

الف هذا المسند أبوبشير محمد بن أحمد الدولابي المتوفى سنة ( 320 ه ) وقد أدرجه في غضون كتابه " الذرية الطاهرة " ( 6 ) ، وهذه بعض بنوده:


( 1 ) سكنها : بفتح السين والكاف ، غياث أهلها الذين تسكن أنفسهم اليه.

( 2 ) عيون الاخبار 2 / 273.

( 3 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 312.

( 4 ) الخصال ( ص 17 ).

( 5 ) الخصال ( ص 23 ).

( 6 ) من مخطوطات المكتبة الاحمدية بجامع الزيتونة في تونس توجد منه نسخة مصورة في مكتبة الامام أمير المؤمنين استنسخها العلامة السيد عزيز الطباطبائي اليزدي . ( * )

[141]

1 - روى علي بن الحسين عن أبيه أن رسول الله ( ص ) قال:

" من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه . . ".

2 - قال الحسين ( ع ) : وجدت في قائم سيف رسول الله ( ص ) صحيفة مربوطة وهي : " أشد الناس على الله عذابا القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه . ومن جحد نعمة مواليه فقد برئ مما أنزل الله عزوجل .

3 - روى الحسين ( ع ) قال : قال رسول الله ( ص ) : " إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ".

4 - روى الحسين عن أبيه عن جده قال ( ص ) : " يكون بعدي ثلاث فرق ، مرجئة ، وحرورية ، وقدرية ، فان مرضوا فلا تعودوهم ، وان ماتوا فلا تشهدوهم ، وان دعوا فلا تجيبوهم ".

5 - روى ( ع ) عن جده ( ص ) أنه قال : " ما من عبد أو أمه يضمن بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا أنفق أضعافها في سخط الله ، وما من عبد يدع معونة أخيه المسلم ، والسعي في حاجته ، قضيت تلك الحاجة ، أو لم تقض إلا ابتلي بمعونة من يأثم فيه ، ولا يؤجر عليه ، وما من عبد ولا أمة يدع الحج وهو يجد السبيل اليه لحاجة من حوائج الدنيا إلا نظر إلى المحلقين قبل أن يقضي الله تلك الحاجة.

6 - روى يحيى بن سعيد قال : كنت عند علي بن الحسين فجاءه نفر من الكوفيين فقال علي بن الحسين : يا أهل العراق ، أحبونا حب الاسلام فاني سمعت أبي يقول : قال رسول الله ( ص ):

" يا أيها الناس ، لا ترفعوني فوق حقي فان الله عزوجل قد اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ".

7 - روت فاطمة بنت الحسين عن أبيها و عبد الله بن عباس : أن رسول الله ( ص ) كان يقول:

[142]

" لا تديموا النظر إلى المجذومين ، من كلمهم منكم فليكن بينه وبينكم قيد رمح . . . ".

8 - روت فاطمة بنت الحسين ( ع ) عن أبيها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " ان الله يحب معالي الاخلاق وأشرافها ، ويكره سفاسفها . . . ".

9 - روت فاطمة بنت الحسين عن أبيها أن رسول الله ( ص ) قال:

" لا تديموا النظر إلى المجذومين ".

10 - روت فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال : كان رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجر علي ، وكان يوحى اليه ، فلما سرى عنه - أي الوحي - قال : يا علي صليت العصر ؟ قال : لا ، قال : اللهم انك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فردها عليه فردها عليه ، فصلى وغابت الشمس.

11 - روت فاطمة عن أبيها أن النبي ( ص ) قال : " للسائل حق وان جاء على فرس ".

12 - روت فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال : قال رسول الله ( ص ):

" من اصيب بمصيبة فذكرها وان تقادم عهدها فأحدث لها استرجاعا احدث الله له ثواب ما وعده حين اصيب بها . . . ".

13 - روت فاطمة بنت الحسين ( ع ) عن أبيها ، قال : قال رسول الله ( ص ) : " لما اخذ الله ميثاق العباد جعل في ( الحجر ) فمن الوفاء بالبيعة استلام الحجر ".

14 - روى عبد الله بن سليمان بن نافع مولى بني هاشم ، عن الحسين ابن علي قال : قال رسول الله ( ص ) : " يا بني هاشم أطيبوا الكلام ، واطعموا الطعام ".

[143]

15 - روى أبوسعيد الميثمي قال : سمعت الحسين بن علي يقول:

قال رسول الله ( ص ) : " من لبس ثوب شهرة كساه الله ثوب نار . . . ".

هذه بعض بنود مسند الامام الحسين ( ع ) وهي حافلة بآداب السلوك وتهذيب الاخلاق التي لا غني للناس عنها.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الأدلّة على إسلام أبي طالب؟
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم ...
ميثم التمار
نظرية عدالة الصحابة (7)
في رحاب نهج البلاغة (لماذا نهى أمير المؤمنين عن ...
مناظرة الشيخ المفيد ( ره ) مع بعض مشايخ العباسيين ...
عائشة ما بعد حياة النبي صلى الله عليه وآله (موقف ...
الشيعة في ألبانيا
إيمان أبي طالب (رضي الله عنه) حقيقة.. تدحض الشبهات
مقامات أهل البيت عليهم السلام في سوريه

 
user comment