عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام

الحاج حسين الشاكري

أشعار مؤمن قريش
وأما أشعاره التي يرويها أرباب السير والتأريخ في صحاحهم ومسانيدهم على اختلاف مللهم ونحلهم ونزعاتهم ، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ومتواترة تواترا لا يمكن الطعن فيه ، تدل على إيمان أبي طالب ويقينه برسالة السماء ومن جاء بها وصدقه وأمانته ، وأنه يوحى إليه من ربه وأنه خاتم الرسل والأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) .
وسيأتي ذكر القصيدة اللامية التي نقلها اللواء إبراهيم رفعت باشا ، أمير الحج المصري وقائد حرس حملة الكسوة الشريفة للكعبة قبل مئة عام تقريبا في كتابه
-( مرآة الحرمين ) . وإليك هذه الشذرات من أشعاره ذكرها ونقلها بعض الكتاب والمؤلفين والعلماء من القدماء والمعاصرين على سبيل المثال لا الحصر .
في كتاب الإفصاح  ، للعلامة الشيخ المفيد عليه الرحمة ، المتوفى عام 314 ه‍ ، وفي آخره رسالة ملحقة بعنوان ( إيمان أبي طالب ) : ومما يدل على إيمان أبي طالب وحسن إسلامه ونصرته في الدفاع عن الرسول ورسالته قصائدة ونظمه المؤيد لذلك ، وهي مشهورة ومتواترة على الإجماع . وإليك هذه الشذرات مما قاله :

ألا من لهم آجز الليل مقتم * طواني وأخرى النجم لما تقحم

إلى قوله :

ترجون أن نسخو بقتل محمد * ولم تختضب سمر العوالي من الدم
كذبتم وبيت الله حتى تفرقوا * جماجم تلقى بالحطيم وزمزم
وتقطع أرحام وتنسى خليلة * خليلا ويغشى محرم بعد محرم
وينهض قوم في الحديد إليكم * يذودون عن أحسابهم كل مجرم
على ما أتى من بغيكم وضلالكم * وعصيانكم في كل أمر ومظلم
بظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى * وأمر أتى من عند ذي العرش مبرم
فلا تحسبونا مسلميه ومثله * إذا كان في قوم فليس بمسلم

أفلا يرون الخصومة إلى هذا الحد من أبي طالب في نصرة نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والتصريح بنبوته ، والإقرار بها من عند الله عز وجل ، والشهادة بحقه ، فيتدبرون ذلك ، أم على قلوب أقفالها ؟ !
ومنه قوله ( رضي الله عنه ) :

تطاول ليلي بهم نصب * ودمع كسح السقاء السرب
للعب قصي بأحلامها * وهل يرجع الحلم بعد اللعب

إلى قوله ( رضي الله عنه ) :

قالوا لأحمد أنت امرؤ * خلوف الحديث ضعيف النسب
ألا إن أحمد قد جاءهم * بحق ، ولم يأتهم بالكذب

وفي هذا البيت صرح بالإيمان برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ومنه قوله ( رضي الله عنه ) :

أخلتم بأنا مسلمون محمدا * ولما نقاذف دونه بالمراجم

أمينا حبيبا في البلاد مسوما * بخاتم رب قاهر للخواتم
يرى الناس برهانا عليه وهيبة * وما جاهل في فضله مثل عالم
نبيا أتاه الوحي من عند ربه * فمن قال لا يقرع بها سن نادم
تطيف به جرثومة هاشمية * تذبب عنه كل باغ وظالم

ومنه قوله ( رضي الله عنه ) :

ألا أبلغا عني على ذات بينها * لؤيا وخصا من لؤي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب ؟
وأن عليه في العباد محبة * ولا شك في من خصه الله بالحب

وفي هذا الشعر والذي قبله محض الإقرار برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبالنبوة وصريح بلا ارتياب .
ومن ذلك قوله ( رضي الله عنه ) :

ألا من لهم آخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب

إلى قوله :

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة * متى ما تخبر غائب القوم يعجب ( 1 )
محا الله منها كفرهم وعيوبهم * وما نقموا من باطل الحق مقرب فكذب ( 2 )
ما قالوا من الأمر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب
فلا تحسبونا مسلمين محمدا * لذي غربة منا ولا متغرب
ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في الناس خير مركب

ومن ذلك قوله ( رضي الله عنه ) :

إذا قيل من خير هذا الورى * قبيلا ، وأكرمهم اسره ؟
أناف بعبد مناف أبي * أبو نضلة هاشم الغره ( 1 )
وقد حل مجد بني هاشم * مكان النعائم والزهره
وخير بني هاشم أحمد * رسول المليك على فتره

فإن لم يكن في ذلك شهادة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة ، فليس في ظاهر الآية شهادة ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل له معرفة بأدنى معرفة أهل اللسان .
ومنه قوله في ذكر الآيات للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ودلائله ، وقول بحيراء الراهب فيه ، وذاك أن أبا طالب ( رضي
الله عنه ) لما أراد الخروج إلى الشام ترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إشفاقا عليه ، ولم يعمل على استصحابه ، فلما
ركب أبو طالب ( رضي الله عنه ) بلغه ذلك ، فتعلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالناقة وبكى ، وناشده الله في إخراجه معه ، فرق له أبو طالب وأجابه إلى استصحابه . فلما خرج معه أظلته الغمامة ، ولقيه بحيراء الراهب ، فأخبره
بنبوته ، وذكر له البشارة في الكتب الأولى ، فقال أبو طالب ( رضي الله عنه ) :

إن الأمين محمدا في قومه * عندي يفوق منازل الأولاد
لما تعلق بالزمان ضممته * والعيس قد قلصن بالأزواد
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لاقوا على شرف من المرصاد
حبرا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورد معاشر الحساد

ومنه أيضا قوله يحض النجاشي على نصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) :

تعلم مليك الحبش أن محمدا * نبي كموسى والمسيح بن مريم
أتى بهدى مثل الذي أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المبرجم
وإنك ما تأتيك منا عصابة * بفضلك إلا عاودوا بالتكرم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * فإن طريق الحق ليس بمظلم

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في رحاب نهج البلاغة (أنا.. من النصوص المأثورة عنه ...
هل نحن وحدنا في الكون؟
صلاة التراويح
التكافل الاجتماعي
ماذا تفعل الزوجة فى مواجهة الزوج اللعوب؟
ما لا يجب أن تفعليه عندما يخونك زوجك
مكانة المرأة قبل الإسلام-2
طرق الكسب المشروع
الرجل والمرأة في المجتمع
ليالي القدر ليالي التقدير والإبرام والإمضاء

 
user comment