عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

المرأة.. نظير الرجل

المرأة.. نظير الرجل

المرأة.. نظير الرجل

 (الإنسان.. ، أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) ؛ الإمام علي بن أبي طالب (ع)

بأي زمن كنا ، و في أي مكان ، فالمرأة تبقى هي المرأة ، و لايفرقها شيء عن الرجل ، سوى بعض الفروقات البايولوجية في تركيبة جسم ؛ كل منهما إذ يمثلان بتواجدهما معاً طرق ديمومة الحياة ، و لعل أصعب ما يواجه الإنسان المعاصر ، رجلاً كان أو امرأة ، حين يجعل أحدهما من نفسه وقوداً ،  ليحرق الآخر بعد أن يزله إلى موقع الخطيئة ، و لعل أحد الأسباب السايكولوجية لوجود مثل هذا التوجه ، الذي يستهدف الإيقاع بالآخر جنسياً ، هو نوع من التعبير عن وجود نزوع من الشعور القوي لدى طرف محدد أو لدى الطرفين باتجاه استحسان مبدأ المشاعية القديم، الذي شهدته المجتمعات السحيقة في إحدى مراحل تخلفها و جهلها ، حيث كان التفكير منصباً ، أن يكون الرجل لكل النساء ، و تكون كل امرأة لكل الرجال ، و هذه المرحلة من تاريخ الانحطاط البشري ، قد عفى عليها الزمن ، رغم أن عمليات الفساد و الإفساد ، ما تزال إحدى سمات بعض المجتمعات المتأخرة أو المتقدمة ، بالرغم من محاولات احاطة ذلك بمساحيق التجميل ، التي لا تفيد شيئاً لأي عمل قبيح خارج عن إطار العرف و العفاف.

بديهي أن الاستهانة بالمرأة من قبل الرجل شأن ، يدل إلى اعتباره (مرض نفسي) في الحد الأدنى للتفسير ، و الرأي العام في كل مكان الآن ، يجتمع على حقيقة أن يكون من خصال الناس الأسوياء عدم إتباع سلوك العنف الكلامي أو باليد مع النساء عموماً داخل الأسرة و الزوجة بشكل خاص.

في تقرير حديث قدمه البنك الدولي حول ما يتعلق بموضوع التنمية الشاملة في العالم ، و الذي اهتم في جانب منه بأحوال المرأة تبين: (أن العنف الأسري ضد النساء عادة منتشرة في مختلف بقاع العالم ، و لا تستثنى من ذلك لاالدول النامية ، و لاالدول المتقدمة ، و إنها عادة تخترق كل الطبقات الاجتماعية و العوائل المختلفة ، و من المعلوم أن مثل هذه الاستنتاجات ، تحظى بتعزيز مشاركة منظمات دولية عدة ك (منظمة الصحة العالمية) و (منظمة رعاية الطفولة) و ( منظمة الأنشطة السكانية) و غيرها.

و مما جاء في تقرير البنك الدولي الآنف : (أن نسبة ما بين 20- 50% من النساء ممن شملهن البحث، تعرضن لضرب من الزوج، ففي المجتمع العربي ، الذي تنتشر فيه مقولات عمومية متداولة جداً مثل ، أن المرأة نصف المجتمع ، و كذلك ففي المجتمع الإسلامي ، الذي تتردد فيه الدعوات للتشجيع على إقامة الزواج مثل ،الزواج نصف الدين ، إلا أن الاستهانة بالمرأة يكاد أن يكون أمراً مفروغاً عنه بكثير من الأحيان ، حيث تتعرض إلى الإهانة لأسباب تافهة جداً و بالذات بعد فترة الزواج.

و مع أن كل بيت ، يكتسب أهمية عظيمة عند كل عائلة ، و يحاط بشيء من الهالات ، إلا أن ما يحدث أحيان داخل البيوتات يكون منافياً لمثل هذا الانطباع الطبيعي ، فقد جاء في دراسة مهمة لمنظمة الصحة العالمية نشرت مؤخراً ، أن (1) من بين كل (4) نساء ، تتعرض للعنف من قبل أحد أفراد الأسرة خلال حياتها.

إن خلق شخصية فذة للمرأة ، تأتي أولاً من خلال احترامها ، و هي طفلة صغيرة إذ ستنشأ على أساسيات إنسانية بعيداً عن أي عملية مصادرة أو ابتزاز ، و هذا ما سيساهم أن تكون المرأة ذات صفات أولية مقبولة عند أبويها أولاً ، ثم المجتمع ثانياً ، و قبل هذا و ذاك ، هو مرضاة الله سبحانه و تعالى ، و بذاك فقط ممكن أن تكون الحياة ذات معنى ، حيث يكون العدل سائداً بين الناس دون تمييز امرأة كانت أو رجل.

المصدر : شبکة النباً المعلوماتية

(من موقع: تبيان)

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين

 
user comment