عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

ما جرى بين رسول ملك الروم و بين يزيد

ما جرى بين رسول ملك الروم و بين يزيد

روى الخوارزمي ، والقندوزي ، والإسفرايني ، والهيتمي ـ واللفظ للأوّل ـ قال : أخبرنا عين الأئمة بإسناده الذي مرَّ آنفاً , عن زيد بن علي ، و عن محمّد بن الحنفيّة ، عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السّلام) أنّه قال : (( لمَّا أتي برأس الحسين (عليه السّلام) إلى يزيد كان يتّخذ مجالس الشرب ، و يأتي برأس الحسين (عليه السّلام) فيضعه بين يديه ، و يشرب عليه ، فحضر ذات يوم أحد مجالسه رسولُ ملك الروم ، وكان من أشراف الروم و أعاظمها ، فقال : يا ملك العرب , رأس مَن هذا ؟
فقال له يزيد : ما لك ولهذا الرأس ؟
قال : إنّي إذا رجعت إلى مَلكنا يسألني عن كلِّ شيء رأيته ، فأحببتُ أن أخبره بقصّة هذا الرأس و صاحبه ؛ ليشاركك في الفرح والسرور .
فقال يزيد : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب .
فقال : و من اُمّه ؟
قال : فاطمة الزهراء .
قال : بنتُ مَن ؟
قال : بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
فقال الرسول : أُفٍّ لك ولدينك ! ما دين أخسّ من دينك ! اعلم أنِّي من أحفاد داود ، و بيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يعظّمونني و يأخذون التراب من تحت قدمي تبركاً ؛ لأنّي من أحفاد داود ، و أنتم تقتلون ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) و ما بينه و بين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ اُمٌّ واحدة ! فأيُّ دين هذا ؟!
ثمّ قال : يا يزيد , هل سمعت بحديث كنيسة الحافر ؟
فقال يزيد : قُل حتّى نسمع .
فقال : إنّ بين عمان والصين بحراً مسيرته سنة , ليس فيه عمران إلاّ بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخاً و عرضها كذلك ، و ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها ، و منها يحمل الكافور والياقوت والعنبر ، و أشجارها العود ، وهي في أيدي النصارى لا ملك لأحدٍ فيها من الملوك ، وفي تلك البلدة كنائس كثيرة ، أعظمها كنيسة الحافر ، في محرابها حقَّةٌ من الذهب معلّقة فيها حافر يقولون : إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى ، وقد زيّنت حوالي الحقَّةِ بالذهب والجواهر , والديباج والإبريسم .
وفي كلِّ عام يقصدوها عالم من النصارى ؛ فيطوفون حول الحقَّةِ ، و يزورونها و يقبّلونها و يرفقون حوائجهم إلى الله ببركتها ، هذا شأنهم و دأبهم بحافر حمار يزعمون أنّه حافر حمار يركبه عيسى نبيّهم ، و أنتم تقتلون ابن بنت نبيِّكم ! لا بارك الله فيكم ولا في دينكم .
فقال يزيد لأصحابه : اقتلوا هذا النصراني , فإنّه يفضحنا إن رجع إلى بلاده ، و يشنّع علينا . فلمَّا أحسَّ النصراني بالقتل قال : يا يزيد , أتريد قتلي ؟
قال : نعم .
قال : فاعلم أنّي رأيتُ البارحة نبيَّكم في منامي و هو يقول لي : يا نصراني , أنت من أهل الجنة . فعجبتُ من كلامه حتّى نالني هذا ، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، و أنّ محمداً (صلّى الله عليه وآله) عبده و رسوله . ثمّ أخذ الرأس وضمَّه إليه ، و جعل يبكي حتّى قُتل )) .
و روى مجد الأئمة السرخسكي ، عن أبي عبدالله الحداد : أنّ النصراني اخترط سيفاً و حمل على يزيد ليضربه ، فحال الخدم بينهما ، و قتلوه و هو يقول : الشهادة الشهادة (1) .
_________________________
(1) مقتل الحسين (عليه السّلام) للخوارزمي 2 / 80 ـ 81 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ملامح عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام )
ابتکار نظرية الصحابة
غزوة بدر الكبرى أسبابها وأهميتها
مناظرة أمير المؤمنين(ع) مع رجل من أهل الشام في ...
احتجاج الإمام علي(ع) بحديث الغدير
الاسرة والحقوق الزوجية
الملهوف على قَتلى الطفوف
نساء يأكلن من خبز النفايات لإشباع بطونهن ، في ...
بعث الإسلام مجدداً وتعميم نوره على العالم:
خروج الحسين: سؤال الحرية؟

 
user comment