عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

الحج : أهدافه ومنافعه

الحج : أهدافه ومنافعه

بقلم: عبدالامير الخرسان - 17-10-2012 | (صوت العراق)
الحمد لله الذي جعل الحج معراجا إليه وانتقالا إلى رضوانه وصفاء للقوب ونقاء للسرائر وتطهيرا للنيات وتوحيدا لطاعته ووحدة للمسلمين وتشييدا للدين وقلعة وحصنا من الكافرين وسيفا على الظالمين المجرمين..
إن لله في البيت الحرام أهداف وأغراض أكرم بها عباده المؤمنين منها :
1 – الأمن والطمأنينة :كما قال تعالى: (وجعله مثابة وأمنا) .. من يدخل الى بيت الله الحرام يشعر بالخشية والقشعريرة والهيبة من الله وبيته الحرام ويشعر انه في أمن واطمئنان وراحة تامة لأنه في بيت الله وضيافة الله وهل هناك أكرم من الله في بيته وحرمته وروضه ورضوانه رزقنا الله وإياكم زيارته في كل عام .. لان هناك الذكر والتهليل والطواف في البيت العتيق وكأنك مع الملائكة عند العرش يسبحون الله لا يفترون.
2 – السكينة والراحة النفسية: ان الحاج في بيت الله الحرام يشعر بتلك السكينة التي أنزلها على رسوله عندما خاطبه في الغار في طريق الهجرة ( وأنزل سكينته عليه ) أي هذه الراحة النفسية والارتياح والاستقرار وابتعاد كل المخاوف والمحذورات عنه والحاج هكذا يشعر بهذا الارتياح النفسي والاطمئنان القلبي والهدوء الروحي الذي يرتقي به الى الله سبحانه في روحه وراحته ورضوانه جل وعلا ...
 ويقول العلماء ان الله جعل للانسان السكينة والاطمئنان والراحة في ثلاثة أشياء :
ا – البيت محل السكن والراحة والهدوء .
ب – الزوجة سكن الرجل واستقراره وراحته كما قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) ..
ج – الليل سكن الانسان وهدوءه وراحته ومنامه كما قال تعالى (وجعل لكم الليل سكنا ) ..
وجعل الله بيته الحرام سكنا وراحة واطمئنان لعباده الوافدين عليه للحج والعمرة طاعة لله وحده .. لذا جعل الله حب الكعبة في قلوب عباده المؤمنين اضافة الى حب الله وحب رسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين الذي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وهم بيوت الله الذي منها ترفع كلمة الله ويذكر فيه اسمه ..
3 – الشراكة بين الناس: أي انهم شركاء في هذا البيت الحرام من حيث المنافع الاقتصادية والمنافع الصحية والأمنية والمنافع الروحية مثل العبادات والطاعات والقيام بمناسك الحج وهذا دليل على ان الله لا يفرق بين أحد من عباده فالغني والفقير والحاكم والمواطن كلهم يقومون بنفس الاعمال والمناسك وهذا درس يستفاد منه للمساواة بين البشرية جميعا .. باعتبار تأثير الجاهلية على النفوس التي فرضت هذا التفريق بين الاسود والابيض والأعجمي والعربي والغني والفقير .. لقد نبذ رسول الله (صلى الله عليه وآله ) هذه العصبية والجاهلية فقال (دعوها إنها منتنة ) اي هذه القبلية والعرقية والطائفية .. نستفيد من هذه المسألة ان الناس شركاء حقيقيون في العبادات والمنافع المادية (الاقتصادية) والمنافع الروحية والامنية . لا يمكن تجاوز أحد من الناس من الاستفادة من خيرات وثروات وطنه ومحل سكنه وراحته !! .
لقد سمى الله المسجد الحرام البيت الحرام وفيها أمر حكيم ! لان البيت هو المحل المسكون بأهله أما اذا غادره أهله للأبد يسمى دار !! أما بيت الله فانه عامر بالناس ليل نهار دائما وأبدا ولا ننسى انه موضع أقدام الانبياء وموضع أقدام أبو الأنبياء ابراهيم (عليه السلام) وموضع أقدام نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وموضع أقدام أئمتنا (عليهم السلام ) وخصوصا امامنا وامام زماننا الامام الحجة المنتظر ( روحي فداه ) .. فأي مقام أعظم من مقام بيت الله الحرام وأي مقام أعظم من مقام من حج اليه وافدا الى الله ورسوله لايريد بهذه الوفادة الاّ وجه الله تعالى .. لذا هناك سؤال ما هو الحج الحقيقي ؟؟ الحج نقلة نوعية الى الله سبحانه وعبادة خالصة لله فالحج الحقيقي هو الحج الخالص لله هو الطاعة والعبودبة لله وحده لا شريك له .. لا للكبرياء .. لا للسمعة .. لا للجاه والمكانة المرموقة .. لانه ما كان لله ينمو وما كان لغير الله يضمحل ..
ان للحج أهداف وغايات نذكر منها :
1 – التقوى كما قال تعالى: ( لن ينال الله لحومها ولكن يناله التقوى منكم ) والتقوى هي الورع عن محارم الله واتّقاء شرور الشيطان والنفس الأمارة والعمل الصالح كما قال الإمام علي (ع) ( ان لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك ) وهذه واضحة جدا ..
2 – المغفرة والرحمة والرضوان الالهي: كما قال تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) . وقال الامام الصادق (ع): (ما أمر الله الناس الاّ أن يأتوا هذه الأحجار فيقرّوا لله ذنوبهم ليغفرها لهم وبالنعم ليزيدها عليهم ) ..
3 – النعم الالهية التي أسبغها على الانسان ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .. وقال الامام السجاد ( ان الشاكر للنعمة يتهنّأ بالشكر أكثر من النعمة ) لانه كلما قال الانسان الحمد لله او شكرا لله ،جزاه الله خيرا على شكره لنعمه ..
4 – النقاء والطهارة القلبية والروحية من الذنوب والآثام: وخروج الحاج من عرفات او من طواف الحج الاكبر من الذنوب كيوم ولدته أمه .. لانه وضع أقدامه في بيت الله وموضع أقدام الأنبياء والمرسلين وخيرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فضلا عن موضع أقدام الامام الحجة المنتظر (روحي فداه) .. ينبغي على الحاج وعلى كل مسلم الاهتمام بسلوكه وخلقه وأوقاته .. كيف ينتفع بها ؟ وكيف يصرفها ؟؟ . وان يسير على نهج النبي الاكرم والأئمة (عليهم السلام) ينبغي علينا ان نحاسب أنفسنا في كل خطوة وفي كل عمل حتى لا نقع في خطأ وأن نصحح كل أخطائنا ونستغفر الله منها ونحمد الله كثيرا، كما قال الامام علي (ع): (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبو وزنوها بالقسطاس المسقيم ) . وقال الامام الكاظم (ع): ( ليس منا من لم يحاسب نفسه يوميا فان عمل سيئا استغفر الله منه وأناب وان عمل صالحا حمد الله واستزاد منه ) .
5 – التعارف بين الحجاج من كل أقطار الارض: كما قال تعالى: ( انّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ) . فالتعارف والمصاحبة مهمة جدا في الاسلام وأولاها أهمية كبيرة وجعلها نافعة في الدنيا والآخرة لان الصديق المؤمن يستطيع أن يشفع لصديقه ان كان محتاجا لشفاعة . فالتعارف صفة انسانية جميلة نستطيع بواسطتها حقن الدماء لان المعرفة والصحبة تجلب المحبة والخير والبركة ، كما قال رسول الله (ص):(عشرة يوم خلّة وعشرة شهر صحبة وعشرة سنة رحم ) اي يوجب عليه ما يوجب للرحم من أهميتها وانعكاسها على التعامل والتفاعل الاجتماعي العام .. باعتبار دخول جوانب كثيرة فيها منها الشعور بالامان والاطمئنان عندما تعرف أنك تملك الاصدقاء والاخوة من بعيد ومن قريب وهناك قول جميل للامام علي (ع): (الف صديق قليل وعدو واحد كثير ) جنّبنا الله العداء والاعتداء وكثّر أصدقاءنا وأحبتنا ..
6 – المنافع الاقتصادية: ان الحاج يستفيد من الحج في التجارة باعتباره يستطيع ان يبرم صفقات اقتصادية مع الحجاج الآخرين من دول أخرى أومن دولته ممن يلتقيهم وتعرف عليهم في الحج ..
7 – المنافع الثقافية: لان العلماء الكرماء يتصلون بالحجاج ويتكلمون معهم بلغاتهم ويعرفونهم على مسئولياتهم وتكاليفهم الشرعية إذا رجعوا إلى بلادهم وهنا تكون عند الحاج حصيلة ثقافية واعية وهذا ما شاهده الحجاج والوافدون الى بيت الله الحرام .. زقنا الله وإياكم حج بيته الحرام في كل عام وغفر لنا تلك الذنوب العظام فانه لا يغفرها غيره فهو العزيز الوهاب ..
 والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم وآل بيته الطاهرين ..

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السيد أبو الحسن جلوة الزواري
الاسرة والغزو الثقافي
هل يمكن أن نكون سعداء في حياتنا؟
الإمام الصادق عليه السلام والتفسير العرفاني
تكوين الأسرة المسلمة
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
كلامه عليه السلام في النساء – الثاني
الغناء والرقص زمن الدولة الاموية
قصة مريم في القرآن
فصل (انقسام حقيقة الإنسان و حالاته بالاعتبار)

 
user comment