عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

ذكرى جريمة آل سعود بهدم قبور أئمة البقيع

ذكرى جريمة آل سعود بهدم قبور أئمة البقيع


ذكرى جريمة آل سعود بهدم قبور أئمة البقيع
في الثامن من شوال سنة 1344 هجرية

دأبت الأمم على تقديس عظمائها ومصلحيها، وكل من وضع نفسه في خدمة كيانها وهويتها (بل من شكل هويتها) وحضارتها، وبما يرافق هذا التقديس من إفرازات أينعت ثمارها في تشكل شخصيات ، حاولت أن تكمل الطريق من منطلق التأثر والتأثير، بما يؤصله معرفياً، علماء الاجتماع (سيما الاجتماع التاريخي) وعلم الانثربولوجيا الاجتماعية والسياسية أو سلوك وطبائع البشر، من وجود حالة توجه لا شعوري تتركز في كيان الفرد ومجتمعه نحو مثل أسمى والتشبه به، لذا تكون قضية التواصل مع هذا المثل ـ ضرورة في استمرار التشكل الحضاري وديمومة دورتها ـ قراءة لأفكاره، لسيرته، واستذكاره .. وزيارة كل ما يذكر به، الأمر الذي يوفر له الانشداد إلى الأسس والمنطلقات التي سار عليها ذلك المثل الأسمى بغية تدشينها وتكميلها.
لذا ينصح علماء النفس التربوي، على قراءة سير وتراجم عباقرة وأبطال التاريخ ومقومي مسيرته. فلا وجود لأمة تحترم تاريخها وتعتز بمجدها الحضاري، ثم تقدم على محو آثار عظمائها (بهدم قبورهم أو ما شابه ذلك في طمس معالمهم) فتحول مشاهدها إلى أكوام من تراب وأحجار.. فأي تاريخ سيبقي لها وأي مجد ستفتخر به أمام الأمم..
ولا وجود في الدنيا لأمة تمعن في طمس معالم قادتها الذين نوروا التاريخ، وتعبث بمعالمها التاريخية التي تذكرها بالماضي.. فإذا كان الشرك هو ان تحتفل الأمم بعظمائها وتخلد ذكرى أبنائها أو أئمتها.. فعلى ذلك يكون كل من في الأرض مشركاً إلا أتباع مذهب الوهابية.
من هنا يمكن أن ندخل إلى مسألة القبور وزيارتها، ووجودها، وأثرها، وشرعيتها بالذات، تزامناً مع هدم الوهابية لقبور الأئمة (عليهم السلام) في البقيع، والمزارات والأماكن المقدسة لمطلق المسلمين سنة وشيعة، فقد وصفها عون بن هاشم، حين هجم الوهابيون على الطائف بقوله: (رأيت الدم فيها يجري كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجارية أظنها والله حمراء)( نجد وملحقاته، أمين الريحاني، ص256 ).
وكان ممن قتل في هذه الهجمة التاريخية المشهورة التي تدل على همجيتها على البعد البعيد للوهابية عن الإسلام ووجههم المزري والمشوه للإسلام ـ الشيخ الزواوي مفتي الشافعية وجماعة من بني شيبة (سدنة الكعبة)... وكانوا قد بدأوا في تهديم المشاهد والقبور والآثار الإسلامية في مكة والمدينة وغيرهما.. ففي مكة دُمرت مقبرة المعلى، والبيت الذي ولد فيه الرسول (صلى الله عليه وآله)( أمين الريحاني، نقلاً عن حمزة الحسن، الشيعة في المملكة السعودية، ج2، ص271).
أما حول بنكبة البقيع، فلم يُبق الوهابيون حجراً على حجر، وهدموا المسجد المقام على قبر حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، ومسجد الزهراء (عليه السلام)، واستولوا على أملاك وخزائن حرم النبي (صلى الله عليه وآله).. وهُدمت قبور أهل البيت النبوي (عليه السلام)، وقبر عثمان، وقبر الإمام مالك.
وعندئذ وردت عليهم من كل أطراف العالم الإسلامي رسائل احتجاج ـ وهذا ما يدل على رفض العالم الإسلامي وتبرئة وتكفير هذا المنطق الوهابي وكل كيانهم ـ على ما قاموا به من تخريب للمشاهد والآثار الإسلامية... ومن أهم تلك الاحتجاجات وأقواها، ماجاء من مصر والعراق وتركيا والهند وإيران وإندونيسيا، فالبقيع مقبرة مقدسة في المدينة المنورة، وقد دُفن فيها أربعة من أئمة أهل البيت وهم: الإمام الحسن بن علي والإمام زين العابدين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق (عليهم الصلاة والسلام) كما دُفن فيها: إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإسماعيل بن الإمام الصادق، وبعض بنات النبي وبعض زوجاته، وعماته، والسيدة أم البنين حَرَم الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ومرضعة النبي: حليمة السعدية، وجمع من الصحابة والشهداء والتابعين..
والبقيع أرض مقدسة، وأرض مشرفة، وتربة معظمة بل هي قطعة من الجنة لأنها تضم ـ في طياتها.. أبدان ذرية رسول الله وأجساد جمع من أولياء الله.
وقد كانت على هذه القبور قباب وبناء، وكان لها صحن وحرم، فكانت عظيمة في أعين الناس، شامخة في قلوب المسلمين... محفوظة حُرمتها وكرامتها، وكان الناس يتوافدون على هذه البقعة المقدسة لزيارة المدفونين فيها ـ عملاً بالسنة الإسلامية من استحباب زيارة القبور وخاصة قبور ذرية رسول الله وأولياء الله تعالى.
وعندما شن الوهابيون حملتهم عليها، عَمدوا إلى هذه القباب المكرمة فهدموها بمعاول الاستعمار وسَوّوا تلك القبور مع الأرض، وحّولوا البقيع إلى تراب وغبار وأحجار ـ بعد أن كان مفروشاً بالرخام ـ ونَهبوا كل ما كان فيه من فُرش غالية وهدايا عالية، وسرقوا المجوهرات واللآلئ، التي كانت داخل أضرحة أهل البيت (عليهم السلام). وذلك في عام 1342.
كما قاموا قبل ذلك بفعلة شنيعة في سنة 1216هـ (1801م) بالاعتداء على مباني مدينة كربلاء، فهدّموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة بالمرقدين وعبثوا بالمراقد المقدسة وهدموا سور المدينة (دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري، وقائع ندوة علمية عقدت في لندن، دار الصفوة.ط1، ص 607 ).
ومما يدل على همجية النهج الوهابي المنافي لقيم الحضارة والتمدن، ما لاحظه قوم لا شأن لهم وقضية التوحيد، الرحالة السويسري (لويس بورخات) الذي وصف البقيع بقوله: (هي عبارة عن مربع كبير تبلغ سعته مئات من الخطوات، محاط بجدار يتصل من الجهة الجنوبية بضاحية البلدة، وبساتين النخيل الأخرى. وتبدوا المقبرة حقيرة جداً لا تليق بقدسية الشخصيات المدفونة فيها. وقد تكون أقذر وأتعس من أية مقبرة موجودة في المدن الشرقية الأخرى التي تضاهي المدينة المنورة في حجمها، فهي تخلو من أي قبر مشيد تشييداً مناسباً، وتنشر القبور فيها وهي أكوام غير منتظمة من التراب يحد كل منها عدد من الأحجار الموضوعة فوقها (..) وقد خّرب الوهابيون قبورهم وعبثوا بها)( حمزة الحسن، الشيعة في المملكة السعودية، ص211 ).
وهذا بالتأكيد ـ منطقياً ـ لا يدل إلا على الضحالة الحضارية للوهابيين وفقدانهم الوعي الاجتماعي، الديني بل خللهم المعرفي، ولا يمكن وضعهم ضمن إطار إسلامي ينسجم ومنطلقاته الموضوعية، وهذا (الرأي) هو الذي رسخ أخيراً في أقطاب العالم الإسلامي بكل مذاهبه، بأن هؤلاء بعيدين عن الإسلام، سيما مع ما فضحهم أخيراً في ولادتهم المزرية المتمثلة بنظام الطالبان في افغانستان، بما يقوم به من ممارسات ونهج وقوانين تشوه الإسلام.. سيما بعد بروز الإسلام كظاهرة شرقية تهم العالم في بعده الجيوسياسي.
مناقشة الفكر الوهابي
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ الأنبياء/25.
 واذا كنا نعيش آلام ذكرى هدم قبور أئمة أهل البيت في البقيع،فلابد وأن نتسائل عن:
السبب الذي يدعوهم لهدم هذه القبور الطاهرة؟
• هل الزيارة هي الدافع؟
• أم شد الرحال إليها هو الدافع باعتباره محرماً، وهذا مقدمة لفعل المحرم؟
• أو أن المسألة لا تكمن في هذه ولا في تلك، وإنما هل الأصل لدى هؤلاء أن زيارة هذه القبور هو عبادة لغير الله عز وجل؟
• نعم نحن هنا نتساءل أي هذه الأمور هو الدافع لهدم قبور أهل البيت ؟
تعريف العبادة
إذا أردنا أن نتحدث عن هذه المسألة باعتبار أن هذا يورث عبادة لهم أولاً ينبغي أن نعرف ما العبادة؟
عندما نأتي لكتب اللغة نجد مجموعة من المفردات، فمن ضمن العبادة التذلل، الخضوع، والطاعة، وكلها عبادة، فلنأتِ نناقش هذه المفردات كلٌ على حده.
1- هل حقيقة العبادة هي التذلل؟
هذا غير صحيح، لأن القرآن الكريم يدفع متبعي رسول الله إلى أن يتذللوا لآبائهم وأمهاتهم يقول تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾ الأنبياء/24 فهو يأمرنا هنا بالذلة أمام آبائنا وأمهاتنا، ولا أحد يستنكف ولا أحد يستنكر إذا رأى أحداً يقبّل يد أبيه أو أمه خضوعاً وذلة، ولم يُفْتِ أحدٌ من علماء المسلمين قاطبة بحرمة ذلك مع أنها ذلة وهي من العبادة، أضف إلى ذلك أن هناك آيات قرآنية ليست تتحدث عن الذلة للأبوين فقط، وإنما الحديث عن الذلة لمطلق المؤمنين والمسلمين، بمعنى أن المؤمنين المخلصين لا إشكال في أن يتذلل الإنسان لهم، وفي القرآن الكريم من الآيات ما تتحدث عن ذلك.
إذن مسألة الذلة لا يقصد العبادة بالذلة خاصة وإنما العبادة أدق من الذلة.
2-هل العبادة هي الطاعة؟
في الرواية: «من سمع لشخص فقد عبده فإن كان عن الله يتحدث فقد عبد الله، وإن كان عن الشيطان يتحدث فقد عبد الشيطان» فهل المراد بمطلق الطاعة هنا هي العبادة؟
بالطبع لا! لأننا مأمورون بأن نسمع لشخص يتحدث عن الله لنطيع الله لكننا لا نعبد ذلك الشخص المتحدث، كما أن العبادة بهذا المعنى وردت في القرآن الكريم حول النهي عن طاعة الشيطان بلفظ العبادة له، فهل يعني ذلك عبادته قال تعالى: ﴿ يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً ﴾ مريم /44. فلا تعبد هنا بعنى لا تطع.
ثم هل نحن مأمورون بطاعة النبي عندما يأمرنا الله في كتابه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ.. ﴾ النساء / 59، وهل نحن مأمورون بطاعة أولي الأمر؟ ﴿ وأطيعوا إولي الأمر منكم ﴾ فهل الطاعة هنا عبادة للرسول؟ أو عبادة لأولي الأمر؟؟! كلا فان هذا غير صحيح، إذن ليست مطلق الطاعة هي عبادة.
أيضاً لا يمكن أن نعبر عن العبادة بكلمات كالتبرك أو الاستعانة أو الطواف كل هذه المفردات لا يمكن التعبير بها على أنها عبادة لأن في الروايات عندنا وردت مفردة التبرك بكثرة، كما أنها وردت عند العامة قبل الخاصة، وإذا أردنا أن نتحدث عن روايات التبرك فهي كثيرة،ليست عندنا نحن الشيعة لا بل عند العامة، يقول صاحب شذرات الذهب ج4 ص346:«وكان الحافظ أبو محمد عبد الغني الحنبلي المقدسي المتوفى عام 600 هـ أنه إذا خرج في مصر يوم الجمعة إلى الجامع لا يقدر يمشي من كثرة الخلق يتبركون به ويجتمعون حوله» وحتى صاحب شذرات الذهب هنا لم يُشكل على أن هذا التبرك نوع عبادة.
أكثر من ذلك أن روايات كثيرة تتحدث على أن هناك شعرة لرسول الله كان يتم التبرك بها ولم يقل أحدٌ أن من تبرك بها فقد عبدها.
حقيقة العبادة
• إذن ما هي حقيقة العبادة؟ هل العبادة هي تذلل؟ أو هي خضوع؟ أو هي طاعة؟
في الحقيقة ليست العبادة بهذه ولا تلك، نعم التذلل والخضوع الطاعة هي بعض مظاهر العبادة تشترك مع غيرها من غير العبادة.
فما هي حقيقة العبادة إذن؟
العبادة: هي الخضوع القولي أوالفعلي لشخص باعتفاد أنه الإله، أو الرب، أو المستقل في أفعاله عن الله سبحانه وتعالى.
فالعبادة هي في الحقيقة مزج بين حالة قلبية وفعل جوارحي، بمعنى آخر أن الطاعة والذلة وغيرها من المفردات إذا انبثقت عن عقيدة في قلب الإنسان، بأن هذا إله أوربّ، أو هو له تاثير مستقل عن الله  فإنها تكون عندئذٍ عبادة.
فلا بد أن تتركب في العبادة ثلاثة عناصر بالمخضوع له والمتذلل له والمطاع اعتقاد بأنه إله والإله معناه من الأله وهو الحيرة في الشيء، بمعنى أنه هو الخالق للكون والموجد للكون، وهو رب بمعنى المعطي والمفيض، أو أن له قدرة في التصرف بالكون بالعطاء أو المنع بشكل مستقل كليا عن الله، فهذه هي العبادة، أي إذا انبثقت العبادة والطاعة والذلة عن عقيدة بأن هذا المفعول له إنما استحق الفعل لأنه إله، أولأنه رب، أو لأنه مستقل عن الله، فحينئذٍ يكون قد عُبد وهذه عبادة حقيقية، وعندها تكون هذه العبادة محرمة، هذا صحيح.
ولكن هل الزيارة تدخل في هذا المجال بمعنى أن زيارة الرسول أو زيارة الأئمة معناها عبادة لهم بهذا المعنى؟ بمعنى آخر هل أننا نعتقد بأن الأئمة آلهة؟ أو أنهم يعتبرون أرباباً بزيارتنا إياهم؟ وأن الله قد فوض لهم؟ كلا وألف كلا.
لا أحد يعتقد بذلك، بل حتى من يستعين، وحتى من يستشفع، إنما يقصد رسول الله وأئمة أهل البيت لا باعتبارهم مستقلين عن الله عز وجل وإنما باعتبارهم هم الصلة بين الخلق والخالق، وبمعنى أن شأنهم عند الله عز وجل أكبر من شأن بقية الخلق، «ومن أجل عين ألف عين تكرم» وأنهم إنما ينفعون في قضاء الحوائج وشفاء المرضى بإذن الله تعالى، الذي يجري هذه الكرامات على أيديهم لكي يعرف الناس قدرهم ويحبوهم ويتعلقوا بهم، فيتبعون الاسلام الذي جاء به النبي محمد(صلى الله عليه وآله) ويمشون على خطى أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وبذلك فيسعدوا في الدنيا والآخرة.
فالدعاء والتوسل بهؤلاء، الهدف منه هوالخضوع لله عز وجل والتقرب إليه سبحانه وتعالى، بوسيلة النبي وأهل البيت(عليهم جمعا أفضل الصلاة والسلام) وما أوجب الله على نفسه من كرامتهم، واستجابة دعاءهم بحق المؤمنين الذين يطلبون شفاعتهم، فهم الوسيلة كما قال تعالى(واطلبوا اليه الوسيلة).
لماذا حوربت هذه الزيارة؟
• هل هذه الزيارة للنبي وأهل بيته هي محاربة لأنها مجرد زيارة؟
• أو لما يرتبط بها من أعمال يعتبرها الوهابيون شركية؟
• ثم ما هي حدود الأعمال الشركية التي يدعونها؟
• وهل البناء على القبرهو عمل شركي ؟
• أم أن الطقوس التي يؤتي بها هي الأعمال الشركية؟
إذا قلنا أن البناء هو من الطقوس الشركية، فإنه يوجد في المدينة المنورة قبة على قبر رسول الله وهي بناء فلماذا حينئذٍ تبقى؟ وهل هي طقس من طقوس الشرك كما يدّعي الوهابيون، خاصة وأنها وضعت على القبر!!؟.
قطعاً لا أحد من المسلمين سنة وشيعة يذهب إلى أن البناء ذاته هو طقس شركي، وإنما العقيدة عند المسلمين عامة أن البقعة الشريفة إما أن تكون بذاتها شريفة كمكة المكرمة أو المدينة المنورة، أو باعتبار شرف قاطنها، وهذا شيء طبعي، «المكان بالمكين» كما يقال، وهذه ليست من عنديّاتنا، بل كل المسلمين يؤمنون بهذه القداسة لهذه البقع، فالبناء للتظليل على الزائر وغيره لا يعتبرون فيه بأساً، فحينئذٍ يكون البناء ليس الهدف منه هو التمجيد بذاته بقدر ما المقصود به زيادة عناية بهذا القبر المقدس بالإضافة إلى أن هذا البناء لا يعتبر من الطقوس الشركية أساساً.
وماذا عن نقل الموتى لدى القوم؟
والحديث عندهم ليس عن الزيارة فقط، بل هناك حديث عن نقل الموتى، فأحياناً أنا أذهب لأزور فأشد الرحال إلى الزيارة، وأحياناً أنا قد أموت في تلك البقعة وتُنقل جُثتي بناء على وصية إلى منطقة معينة، فإذا قلنا أن الزيارة وأنا في حال الوعي- والزيارة الهدف منها تجديد العهد والميثاق مع صاحب القبر- فإن فيها نوعاً من أنواع الوعي بالمبادئ والقيم التي جاء من أجلها صاحب القبر، يعني نوع من أنواع تجديد البيعة لرسول الله ، وهذا معروف لدينا، بينما نقل الجثمان من مكان لآخر، فإلى أي شيء يرمز؟
مع أن نقل الجثمان كما ينقل الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة لا باس به، حيث ينقل عن الحنابلة جواز النقل، بل لا يرى هناك أي بأس في ذلك، يعني عندما نأتي إلى هذا النمط للحديث عن النقل يقول هكذا: «أنه أجمع الحنابلة على جواز النقل لمصلحة تدل إلى سببين: إما لشرافة المكان أو لوجود رجل صالح في المكان فيجوز النقل إليه، ونص ما ذكر: «قال الحنابلة: «لا بأس بنقل الميت من الجهة التي مات فيها إلى جهة بعيدة عنها بشرط أن يكون النقل لغرض صحيح كأن ينقل إلى بقعة شريفة ليدفن فيها أو ليدفن بجوار رجل صالح...» المصدر الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري ج1 ص537
إذن النقل والتطواف بالميت لا يعد من شد الرحال المحرم، بينما لو جئنا لشد الرحال بالمعنى الذي سوف أتناوله في حديثي الآتي، فيكون نقل الميت فيه إشكال.
من مختلقاتهم لا أكثر ولا أقل:
بقي أمر وهو أنهم يدّعون بأن الزيارة تنقسم إلى قسمين؟
القسم الأول: زيارة بدعية!.
والقسم الثاني: زيارة شركية تؤدي إلى بدعيات؟!
ويقولون أن الزيارة البدعية: أنه لم يأت بها أحد ولم يأمر بها الرسول وإنما أتى بها الناس فصارت حينئذٍ بدعية.
أما الزيارة التي تؤدي إلى الشركيات: هي زيارة شرعية وهي زيارة لا يؤتى فيها ما يُبغض الله عز وجل، لكن الزيارة التي تدعو إلى الشركيات كما قد يدعى هي الوقوف بين يدي الميت، ومن ثم إشراك الميت مع الله في الألوهية، هذه هي الزيارة الشركية!!.
والجواب هو: أن قضية الزيارة وأنها بدعية فهذا لم يذهب إليه أحد، إلا ابن تيمية ومن جاء بعده من فقهائهم، حيث قالوا: إن هذه الزيارة من الشركيات، فإنه قد نقل عن محقق كتاب «الجواب الباهر في زيارة أهل المقابر» الذي ألفه ابن تيمية بعد ذكر الفتوى أنه ذكر بأنه قال: «وأما جواز مس قبر النبي والتبرك به فهذا القول غريب جداً، ولم أر أحداً نقله عن الإمام».
وقال ابن تيمية في الجواب الباهر في زيارة أهل المقابر: «اتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي ولا يُقبّله، وهذا كله محافظة على التوحيد على الأحوال الشركية من اتخاذ القبور مساجد» أو كما يدعي.
وهذه دعوة صادرة من بعد ابن تيمية نفسه، لذا نجد أن بعض علماء الحنابلة عندما يتحدثون عن الحج، يقولون: «ويستحب لمن قدم إلى مكة حاجاً أن يعرج على قبر رسول الله فيطوف به».
وعليه فإن التطوّف عندهم ليس عملاً شركياً، فليست الزيارة عندهم شركاً، أكثر من أن الطواف بقبر النبي عندهم ليس عملاً شركياً، والدليل على ذلك كما تحدث القرآن عن الصفا والمروة، ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ البقرة/ 158، أي الطواف بهما ليس شركاً ولو كان شركاً لنهى عنه الله عز وجل وإن كان في المسعى، فالله عز وجل لم يأمر بالطواف على الكعبة نفسها في القرآن الكريم.
دعوى لم يقل بها أحدٌ غيرابن تيمية:
إن الدعوة التي يدعيها ابن تيمية لم يقل بها أحد، نعم إنها دعوة بدأت من عصره، وهكذا جاءت مسألة حرمة الزيارة والمس، بينما لا يذهب أحد من العلماء إلى ذلك الرأي، بل حتى بعض الحنابلة ذهبوا إلى جواز الزيارة كما أسلفنا وأكثر من ذلك أن بعضهم أوجب الزيارة في الحج.
كما يوجد عندهم مجموعة من الروايات التي تحدثت عن هذا النمط، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوداني الفقيه البغدادي الحنبلي في الهداية: «وإذا فرغ من الحج استحب له زيارة قبر النبي وقبر صاحبيه».
وفي شد الرحال أكثر إيضاحاً:
الأمر الآخر إذا قلنا إن هذه الزيارة ليست ببدعة، فهل ينطبق عليها الحديث المنسوب الى رسول الله (ص): «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا». والجواب هو: أنه من المعلوم لغويا أن في أداة الاستثناء «إلا» الواردة في هذا الحديث يفتقر إلى المستثنى منه، والمستثنى منه هنا ما الذي يمكننا أن نقدره – كما عند النحويين – ؟ إما أن نقول لا تشد الرحال إلى «مساجد» إلا هذه المساجد المذكورة، فيكون حينئذٍ أن شد الرحال إلى المساجد فيما فيها القبور جائز، باعتبار أن المساجد كلها بيوت الله عز وجل وأن هذه الثلاثة الصلاة فيها أفضل من الصلوات في غيرها، فمن يريد أن يطلب الخير قد يطلبه في مسجده الذي هو قريب منه، أو يشد الرحال لمسجد ثوابه أكثر من مسجده القريب منه، فلماذا يُحمّل نفسه وعثاء السفر دون أن يحصل على مزيد خير؟ هذا مبرر نقوله مع فرضية صحة الرواية، مع أن الرواية عندنا غير صحيحة، لكننا نبرر على فرض صحة هذه الرواية.
أو نقول أن المستثنى منه هنا يقدر على أنها «الأماكن»أي لا تشد الرحال إلى الأماكن إلا إلى ثلاث..» وإذا قلنا بهذا التقدير فإنه سينفتح علينا البواب واسعاً، وعندها يمكننا أن نقول إن كثيراً من المحرمات لا يجوز أن يرحل الإنسان إليها حتى ولو كان في طلب العلم، إذا قصد طلب العلم فإنه لا يشد الرحال له على هذا الأساس وهذا التقدير، لأنه لم يُستثنَ من هذه الرواية، كما أنه لا يجوز شد الرحال إلى حدائق الحيوان والمعالم الأثرية أو ما إلى آخره كالسياحة وغيرها، ونحن نرى إعلانات في التلفزيون أن زر الأماكن الفلانية والأماكن الفلانية فهل هذه دعوة لشيء محرم شرعاً على هذا الأساس؟! وفي هذا إشكال شرعي طبعاً يفترض أن يكون عندهم، وهذه الدعايات كلها تصب في هذا المصب، فعندما تدعو الناس إلى زيارة إلى الجنوب أو إلى الشمال أو إلى الشرق أو إلى الغرب أو إلى الوسط من دون أن يكون هناك منطقة فيها المسجد الحرام أو مسجد النبي أو البيت المقدس فهل إنك بذلك تكون قد ارتكبت محرماً لأنك أمرت الناس بزيارتها، والأمر بالمحرم هو بحد ذاته محرم؟؟!.
إذن المسألة لو قلنا لا تشد الرحال بهذا المعنى ويراد هذا المعنى فتكون هذه كارثة، كما أن ما يُعبر عنها أنها متاحف حيث عندما نزور هذه المتاحف فإننا ماذا نرى، إن الزائر لها لا يرى سوى آثار قديمة وأدوات كالسيف والخنجر والإبريق ووو أوملبوسات كالبشوت وغيرها، وإن هذه الآثار عندما توضع ما الهدف منها؟ الهدف أنهم يدعون الناس لزيارتها، فعليه يكون أصل وضعها مشكلاً شرعاً على هذا الأساس وهذا التفسير الوهابي للأمر!.
وماذا عن الأمر لو كانت الزيارة مشروعة؟
هذا إن نحن ادعينا أن الرواية تحمل هذا المعنى بمعنى أنه لا تشد الرحال، ولكن هل نستطيع أن ندعي أمراً آخر وهو أن الزيارة بذاتها مع غض النظر عن الروايات في النهي، أن هذه الزيارة هي جائزة بحد ذاتها وهي حلال شرعاً، نعم على هذا الأساس عندنا قسمان من الروايات:
1ـ قسم من الروايات عامة.
2ـ قسم من الرويات خاصة.
أولاً: الروايات العامة:
مثل قوله : «إلا إنني كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها» هذه رواية عامة يؤمن بها المسلمون جميعا وليس الشيعة خاصة ، ولدينا روايات كثيرة تصب في هذا المضمون، كما أنه يوجد روايات عند العامة تقول بهذا الرواية، كما ذكر في السنن، يذكر هذا الحديث وأحاديث كثيرة لسنا بحاجة إلى إحصائها في الحقيقة، حيث أن هناك رواية عن عائشة تروي أن الرسول كان يخرج لزيارة بقيع الغرقد، فإذا أجاز الرسول زيارة القبور، ألا يمكن أن يكون ذلك عاملاً لإبطال رواية شد الرحال، وعليها تبقى زيارة القبور على جوازها وإطلاقها.
وماذا عن قول ابن تيمية في هذا الشأن؟
لكن بالنسبة لابن تيمية وكلامه فقد ادعى الإجماع فكيف يرد عليه؟ نقول بأن هناك تهافت في كلام ابن تيمية حيث أن محقق كتاب الجواب الباهر لابن تيمية يقول: «قال ابن تيمية في الجواب الباهر ص 41 حيث نقله عن ابن عمر دون غيره من الصحابه «أما مس منبر النبي فقد أثبت الإمام ابن تيمية في الجواب الباهر ص41 فعله عن ابن عمر دون غيره من الصحابة – أي أن ابن عمر زار القبر دون غيره - وروى أبو بكر بن شيبة في المصنف ج4 ص121 عن زيد بن الحباب قال: حدثني فلان، قال: حدثني يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: رأيت نفراً من أصحاب النبي إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى زَمانة المنبر القرعاء«المكان الذي كان الرسول يضع يده عليه» فمسحوها ودعوا، قال: ورأيت يزيد يفعل ذلك وهذا لما كان منبره الذي لامس جسده الشريف، أما الآن بعدما تغير لا يقال بمشروعية المسح تبركاً به».
هكذا علق المحقق بقوله: «أما الآن بعدما تغير لا يقال بمشروعة المسح تبركاً به»، وهذا طبعاً يعد اعترافاً ضمنياً بأن لجسد رسول الله خاصية، مع أنهم يقولون بأن الرسول ليس له خاصية، وأن مثله مثل بقية الناس، ولكن إذا مس جسده شيء فإنه يُتبرك به، والمسجد النبوي وطأه الرسول وكثير من الأماكن يتشرف بها ليس باعتبار الجسد الساكن وإنما باعتبار الروح واللطف الإلهي الموجود فيها.
أما قوله: أما جواز مس قبر النبي فقد ذكرنا أن بعض الناس كان يفعل ذلك، بعض الصحابة كان يفعل ذلك، مس القبر ومس المنبر.
كارثة وأي كارثة!
أما بعض ما قد يدعيه الآخرون وهو أنه ما الفائدة من الزيارة إلا أننا نستجمع ونستعدي الآخرين، فهذه كارثة حقيقة، نعم إذا نحن أخذنا في مراعاة هذه الجوانب، فهذه كارثة، بحيث أن البعض بين الفينة والأخرى يقومون بتصدير خطابات أنه على المؤمنين ألا يزورون ولا يدخلون البقيع ولا يفعلون ولا ولا، من باب حفظ الوحدة، وهكذا نبدأ في التنازل عن معتقداتنا شيئاً فشيئاً، إن هذه سوف تستتبع أموراً أخرى حتى نبقى بلا عقيدة، أصلاً قد نصبح مسخاً في عقيدتنا، فنحن كشيعة قد لا يعجب القوم فينا مسألة معينة، بما في اللعن بمعناه العام، فعندما تلعن الظالمين فإنه سيقال لك هذا لا يجوز، وعندما تصلى على أهل البيت وتخصهم بالذكر فإنه لا يجوز عندهم، لأنك سوف تستثير حفائظ الآخرين، وبتسليمنا لهم فإننا نتقدم خطوة للقضاء على هذا المذهب، وهذه كارثة، وهذا يجرنا لأمور خطيرة كأن نأتي للمسلمين ونطالبهم ألا يثيروا حفائظ المسيحيين، فالمسيحيون يقدسون من حرّف التوراة والإنجيل، ومع ذلك نحن ننتقد هؤلاء، أو نأتي لبعض الشيعة في بعض المناطق كما في العراق ونقول لهم لا تلعنوا الشيطان لأن فئة الإيزيديين عندهم لعن الشيطان محرم وهو يجرح مشاعرهم، لذا فإنك لا تستطيع أن تلعن، أكثر من ذلك أن نأمر أتباعنا ألا يصلوا على محمد وآل محمد فالصلاة على محمد وآل محمد كما عند الصابئة هوأمر يستفز هؤلاء ولا يمكن الواحد منهم أن يخرج من الماء إذا كان في ماء.
لذا فإن بعض الإعلاميين قذر، ولا يمكن الأخذ بعين الاعتبار ما ينشرون وما يقولون، لذا علينا بالوعي، فإن البعض من المؤمنين إذا ما سمع كلمة قال لك إن القناة الكذائية قالت كذا والقناة الكذائية قالت كذا، إن هؤلاء تشملهم الآية الكريمة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» الحجرات/6
ثانياً: الروايات الخاصة:
رواية يذكرها صاحب السنن، عن الرسول : «من زارني كانت حقاً علي الشفاعة له يوم القيامة».
بالإضافة إلى فتوى الحنبلي أنه عندما يحج الإنسان فعليه بزيارة الرسول أضف إلى ذلك ما فعله الصحابي بلال بن رباح، كما ذكر ابن الأثير وصاحب كتاب أسد الغابة ج1 ص 28 حيث يقول: «إن بلالاً رأى رسول الله في عالم الرؤيا يعتب عليه عن جفوته يقول له: ما هذه الجفوة؟ يقول: فجلس باكياً ومن ثم شد الرحال إلى مدينة الرسول ، الروايات لا تقول إنه دخل المسجد، بل تقول جاء إلى القبر فمرّغ وجهه على التراب الطاهر باكياً ووجد الحسنيين فضمهما إلى صدره وبكى» هذه الرواية صريحة في جواز زيارة قبر النبي، وبلال صحابي وعمل الصحابي حجة، وانظر إلى أُسْد الغابة في ترجمة بلال تجد هذه الرواية مذكورة.
وفي رواية أخرى على أن السيدة الزهراء كانت تخرج كل يوم جمعة لزيارة قبرعمها الحمزة.
وقد ورد في كتاب الذخائر القدسية في زيارة خير البرية ص112 لمؤلفه عبد الحميد بن محمد أقدس بن الخطيب المدرس في الجامع الحرام يقول: «ومن ذلك الاستشفاء بتربة حمزة وتربة صهيب اللذين استثنيا من حرمة نقل تراب الحرم المدني إلى غيره فيجوز نقلهما كما سننبه على ذلك... أما الأول فمجرب للصداع، وأما الثاني فقد جربه العلماء للشفاء من الحمى شرباً وغسلاً لكن الشرب هو الوارد في حديث أبي النجار وغيره». حيث أن عندهم فتوى بعدم جواز نقل تراب الحرم ولكن يستثنون نقل تراب حمزة وصهيب هذا ما ورد عندهم، ونحن يعاب علينا الزيارة ويعاب علينا نقل تربة الإمام الحسين حيث أننا نعتني بها ونصلي عليها. كما يروي أبو النجار في هذا الكتاب أيضاً أن الرسول أمر بالاستشفاء بهاتين التربتين.
بالإضافة إلى زيارة حمزة والاستشفاء بتربته، فإنه عندنا رواية زيارة فاطمة لقبر عمها الحمزة، وزيارة الرسول لقبر أمه بالأبواء، وأمه كما يدعون أنها ماتت كافرة ولم تكن مسلمة، فهذا أمر جديد وهو زيارة الكافر والعياذ بالله، لأن الرسول فعله على فرض أن أمه كافرة(معاذ الله) كما يدّعي السلفيون، مع أنها عندنا كانت مسلمة على دين الحنفية، وكل آباء النبي وامهاته كانوا مسلمين.
والنتيجة..
 إن مسألة الزيارة ومسألة هدم القبور ليس الهدف منها القضاء على الشركيات، وإلا لوجب الحفاظ على القباب ونهي الناس عن الشركيات خاصة، أوعن الركوع والسجود لهذه الأضرحة كما يدّعون، لكنها عندما هدمت فالهدف منها شيء آخر، وهو عداوة وبغض لأهل البيت ومحاولة قطع ارتباط المسلمين سنة وشيعة بهم ، لأن المسلمين السنة في مصر وغيرها من البلاد الاسلامية يزورون قبور أهل البيت وقبور الأولياء ولا يعدون ذلك شركا كما يدعي السلفيون.
وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اللّيلة الاُولى
قال الإمام الحسين (عليه السلام): (اللهم إني لا ...
دروس من مواقف أبي ذر (رضوان الله علیه)
الإمام الصادق (ع)
الشيعة الإمامية
إبليس هل کان من الملائکه؟
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
اُسلوب التعامل مع المنافقين
شعر الإمام الحسين
معرفة الله تعالى أساس إنساني

 
user comment