عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

المخالفون والولاية التكوينية الإعتقادبها ولكن حجرها عليهم

مقدمة لعقيدتنا (السيد المحقق آية الله جعفر مرتضى العاملي حفظه الله وأيده):
إن مهمة الأنبياء لا تنحصر بالتبليغ والدعوة، وإنما تتجاوز ذلك ليكونوا القادة والحكام على الناس، المهيمنين على مسيرة البشرية، حيث يريدون إيصالها إلى الله سبحانه، من خلال تربيتهم وهدايتهم لها، وحاكميتهم وهيمنتهم على كل شؤونها، في مسيرتها إلى كمالها، الذي ينتهي بها إلى معرفته سبحانه وتعالى. ولهم إشراف على كل الواقع الروحي، والعقيدي والتربوي، والسلوكي للأمة، وعلى كل علاقاتها بأي شيء في هذا العالم، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة.
ولأجل ذلك يرفع للإمام عمود من نور يرى فيه أعمال الخلائق. وهذا يحتم أن يكونوا على درجة كبيرة من المعرفة، وان يملكوا قدرات وطاقات كبيرة، تتناسب مع حجم المهمة الموكلة إليهم على مستوى البشرية بل والعالم بأسره. فكان الإمام يرى من خلفه وتنام عيناه ولا ينام قلبه.

المقدمة
أنكر المخالفون علينا (ولازالوا) يُنْكِرُون القول بأن أئمة أهل البيت الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين لهم الولاية التكوينية (بإذن الله سبحانه وتعالى) ، فيجري على أيديهم ما هو خارقٌ للعادة بصفتهم عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ..!!
وأقول لا بأس بالإنكار في حال تعذر وجود الدليل على ذلك..!!
ولكن الأدلة واضحة كالشمس في وضح النهار في القرآن الكريم وفي السنة الشريفة للرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله..!!
وأقول لا بأس بالإنكار في حال تعذر وجود الدليل لديهم على ذلك خارج نطاق القرآن الكريم والسنة الشريفة للرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله إن كانا مصدرين لا يكفيان أو لا يُعوَّل عليهما -والعياذ بالله-..!!
ولكن الأدلة على ذلك في كتب المخالفين للمخالفين (سواء خلفائهم أو علمائهم) أشهر من أن تذكر..!!
يقول ابن حجر الهيتمي المكي في (الفتاوى الحديثية ص 301 ) الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة من الفقهاء والأصوليين والمحدثين وكثيرون من غيرهم ، خلافاً للمعتزلة ومن قلدهم في بهتانهم من غير روية ولا تأمل ، وكان الأستاذ أبو إسحاق يميل إلى قريب من مذهبهم ، أو يئول كلامه إليه كما هو الظاهر أنّ ظهور الكرامة على ألأولياء وهم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده بجمعهم بين القول والعمل وسلامتهم من الهفوات والزلل جائزة عقلاً ... وسيأتي لذلك مزيد في تحق الفرق بينهما (الكرامة والمعجزة) وواقعة نقلاً مفيداً لليقين من جهة مجيء القرآن به ووقوع التواتر عليه قرنا بعد قرن وجيلاً بعد جيل ، وكتب العلم شرقا وغربا وعجماً وعرباً ناطقة بوقوعها ، متواترة تواتراً معنوياً لا ينكره إلا غبي أو معاند.
ويقول أيضاً ( الفتاوى الحديثية ص 107 ) : كرامات الأولياء حق عند أهل السنة والجماعة خلافاً للمخاذيل المعتزلة والزيدية.
ويقول بن تيمية (مجموع فتاوى ابن تيمية ج3 ص 156) :
ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء ، ما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سائر الأمم.
هذا إعتراف من قبلهم ، أتساءل، لماذا ينكرون جريان هذه الأمور على يد أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، هل هو عناد فقط أم بغض لأهل البيت صلوات الله عليهم، أم أن المسألة [exclusive] للمخالفين وأشياعهم وأتباعهم دون غيرهم..؟؟

قاعدة أهل السنة
يقول أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني (661-728هـ) إن من يصل إلى هذه القدرة، لابد أن يكون مكملاً لولاية لله، أي أن الله وهبه هذه الولاية، فجاء في (مجموع فتاواه ج 11 ص283) : ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب الحاجة، فإذا إحنتاج إليها الرجل لضعف ألإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته، وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجاتهم، فهؤلاء أعظم درجة..!!
جاء (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج: 1 ص: 716 ) لمصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي (1017-1067هـ) خطف البارق وقذف المارق للفقيه الا ي الوزارتين أبي عبد الله محمد بن مسعود بن أبي الخصال الغافقي المقتول كلاهما سنة أربعين وخمسمائة رد فيه على بن عرسه عرسة في رسالته في تفضيل العجم على العرب، علم الخفاء وهو علم يتعرف منه كيفية اخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم السحر وقال وله دعوات وعزائم الا ان الغالب على ظني ان ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا يترتب عليها ذلك عادة وكثير ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من أولياء هذه الأمة انتهى.
ومثله في ( أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ج: 2 ص: 275) لصديق بن حسن القنوجي (1248-1307هـ) : علم الخفاء هو علم يتعرف منه كيفية اخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم السحر وقال وله دعوات وعزائم إلا أن الغالب على ظني أن ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا بمباشرة أسباب يترتب عليها ذلك عادة وكثيرا ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من اولياء هذه الامة انتهى.

إستنتاج
إذا الإعتقاد عندهم بأنه لا يمكن عمل ما هو خارقٌ للعادة إلا بالولاية والتي تكون بطريق خرق العادة (من غير أسباب يترتب عليها) كما أخبروا..!!
ولكننا نحن الشيعة نطلق عليه ما يمسى بمسطلح "الولاية التكوينية"، يقول بن تيمية بشأن التأثير الكوني عند الأولياء (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 325) : فمن يجتمع له الأمران بأن يؤتى من الكشف والتأثير الكوني ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعي ، وهو علم الدين والعمل به ، والأمر به ، ويؤتى من علم الدين والعمل به ما يستعمل به الكشف والتأثير الكوني بحيث تقع الخوارق الكونية تابعة للأوامر الدينية أو أنْ تخرق له العادة في الأمور الدينية بحيث ينال من العلوم الدينية ومن العمل بها ومن الأمر بها ومن طاعة الخلق فيها ما لم ينله غيره في مطرد العادة ، فهذا أعظم الكرامات والمعجزات وهو حال نبينا محمد صلى اله تعالى عليه (وآله) وسلم وأبي بكر الصديق وعمر وكل المسلمين ، فهذا القسم الثالث هو مقتضى (إياك نعبد وإياك نستعين) إذ الأول العبادة والثاني هو الإستعانة ، وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم والخواص من أمته المتمسكين بشرعته ومنهاجه باطناً وظاهراً ، فإنّ كراماتهم كمعجزاته لم يخرجها إلا لحجة أو حاجة ..!!
ولم يستسغ ذلك علماء أهل السنة ما أطلقه الشيعة ( وهو الحق ) على هذه القدرة الخارقة ، فقالوا كما جاء في  ( تفسير القرطبي ج: 1 ص: 297 ) : قال علماؤنا رحمة الله عليهم ومن أظهر الله تعالى على يديه ممن ليس بنبي كرامات وخوارق للعادات فليس ذلك دالا على ولايته خلافا لبعض الصوفية والرافضة حيث قالوا إن ذلك يدل على أنه ولي إذ لو لم يكن وليا ما أظهر الله على يديه ما أظهر..!!

لاحظ معي:
أولاً: هو يقول (علماء أهل السنة) ولم يذكر لنا هؤلاء العلماء حتى نراجع أقوالهم..!!
ثانياً: هو ينفي فقط أن تكون سلطته ممتدة وذلك في قوله (فليس ذلك دالا على ولايته)، وهذا لا ينفي أصل الأمر..!!

نتسائل:
ما هو إعتقادهم في هذه الكرامات، ولماذا أطلق عليها "كرامات" وليس "معاجز" كما نعرفها..!!

يقول بن كثير (الروضة الريا فيمن دفن بداريا ج: 1 ص: 72 لعبدالرحمن بن محمد عمادالدين بن محمد العمادي (978- 1051هـ)) : ولا شك أن كرامات الأولياء من جنس معجزات أنبيائهم فمن طعن على الكرامات فقد طعن على المعجزات..!!

ويقول ابن حجر الهيتمي المكي في ( الفتاوى الحديثية ص 108 ) والحاصل أنّ كرامة الولي من بعض معجزات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لكن لعظم إتباعه له أظهر الله بعض خواص النبي على يدي وارثه ومتبعه في سائر حركاته وسكناته.

ويقول الفخر الرازي ( الأربعين في أصول الدين ج2 ص 202) : إنّ حدوث الحبل لمريم من غير الذكر من خوارق العادات ، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر من خوارق العادات ، وأنها ما كانت من الأنبياء فوجب أن يقال: أن تكون هذه الوقائع من كرامات الأولياء.

الكرامات إذاً تعني المعاجز ولكنهم فرقوا في التسمية فقط:
بمعنى، ما يصدر من الأنبياء من خوارق العادات يسمى معاجز
وما صدر من الأولياء من خوارق للعادات يسمى كرامات..!!

أمثلة على بعض هذه الأمور ، كما جاء في ( فيض القدير ج: 4 ص: 507)  لعبد الرؤوف المناوي، نقلاً عن القرطبي:
قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم في رواية من بني إسرائيل أناس محدثون قال القرطبي الرواية بفتح الدال اسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم أو صادق الظن وهو من ألقي في نفسه شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملإ الأعلى أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد أو تكلمه الملائكة بلا نبوة أو من إذا رأى رأيا أو ظن ظنا أصاب كأنه حدث به وألقى في روعه من عالم الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له وهذه كرامة يكرم الله بها من شاء من صالح عباده وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء..!!

نقاط عدة في هذا المقطع لا ينفيها أهل السنة:
1) الألهام من الملأ الأعلى..!!

2) المكاشفة من الملأ الأعلى، والمكاشفة تعني الجهر من الملأ الأعلى لإخبار هذا الإنسان (الولي) فيعلم أن السماء تسدده يقيناً..!!

3) جريان الصدق على اللسان، وأتساءل، هل هناك (مؤمن) لا يقصد أن يجري الصدق على لسانه..؟؟

4) محادثة الملائكة (للولي)..!!

5) الإصابة دوماً تعني التسديد الألهي وهذا صدقاً ما يلقي في روع (الولي) من عالم الملكوت، يقول بن تيمية (مجموع فتاوى بن تيمية ج 11 ص205) : فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات ومكاشفات..!!

6) لا حصر وحجر الأمر الخارق للعادة على أحد إلا أولياء الله (يكرم الله بها من شاء من صالح عباده) ..!!

7) جريان هذه الأمور على يد شخصٍ تعني أنه نال منزلة جليلة من منازل الأولياء، بل يجري هذا على يد من هم أقل من أولياء الله عز وجل حسب الحاجة، كما أخبر بذلك بن تيمية (مجموع الفتاوى بن تيمية ج 11 ص283) : ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب الحاجة، فإذا إحنتاج إليها الرجل لضعف ألإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته، وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجاتهم، فهؤلاء أعظم درجة..!!
إذاً،لا مانع عندهم بأن يكون لولي من أولياء الله قدرة خارقة يكرمه الله سبحانه وتعالى بها..!!

بعد هذا المرور على ما يعتقده أهل السنة، نأتي بطرح نماذج من خوارق الأمور جرت على أيدي خلفائهم وعلمائهم..!!


إحياء الأموات

القدرة على إحياء الأموات لا يستبعده المخالفون على أولياء الله حتى بن تيمية المعادي لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين حيث يقول في (كتاب النبوات ص 218 ) :
فانه لا ريب أن الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر ، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض ، بخلاف إحياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين..!!

ويقول أيضاً (كتاب النبوات ص 298 ) :
وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة..!!

و يقول ابن حجر الهيتمي في ( الفتاوى الحديثية، ص 108 ) : ثم الصحيح أنهم ينتهون إلى إحياء الموتى خلافاً لأبي القاسم القشيري، ومن ثم قال الزركشي: ما قاله ضعيف، والجمهور على خلافه، وقد أنكر عليه حتى ولده أبو نصر في كتابه المرشد، فقال عقب تلك المقالة: والصحيح تجويز جملة خوارق العادات كرامة للأولياء ، وكذا في إرشاد إمام الحرمين، وفي شرح مسلم للنووي تجوز الكرامات بخوارق العادات على اختلاف أنواعها، وخصها بعضهم بإجابة دعوة ونحوها، وهذا غلط من قائله وإنكار للحس، بل الصواب جريانها بانقلاب الأعيان ونحوه.
إحياء أم ولد للحاكم بعد جزعه عليها

يقول ابن العماد الحنبلي أثناء حديثه عن أبو بكر عبد الله باعلوي العيدروسي بعد أن مدحه نقلاً عن كتاب النور السافر ( شذرات الذهب ج8 ص 63 ، النور السافر ص 84) : ومن كراماته أنه لما رجع من الحج دخل زيلع ، وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق ، فاتفق أنه ماتت أم ولد للحاكم المذكور ، وكان مشغوفاً بها ، فكاد عقله يذهب لموتها ، فدخل عليه سيدي لما بلغه عنه شدة عنه من شدة الجزع ليعزيه ويأمره بالصبر ، وهي مسجاة بين يديه ، فعزاه وصبره ، فلم يفد فيه ذلك وأكب على قدمي الشيخ يقبلهما ، وقال : يا سيدي : إنْ لم يحي الله هذه مت أنا أيضاً ، ولم تبق لي عقيدة في أحد ، فكشف سيدي عن وجهها ، وناداها باسمها ، فأجابته لبيك ، ورد الله روحها ، وخرج الحاضرون ، ولم يخرج سيدي الشيخ حتى أكلت مع سيدها الهريسة ، وعاشت مدة طويلة .

تعليق:
ما هذه الولاية يا أصحاب العقول..!!
بمجرد أن نادى بإسمها، حتى قالت "لبيك"..!!
وأتساءل على ضوء هذا النقل، أنطقت قبل أن تدب الروح للجسد، أم هو فقط تقديمٌ وتأخيرٌ في النص..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
فليذهب مسيح بن مريم بخاصته من إحياء الموتى بإذن الله حيث شاء ، فقد جاء باعلوي ونظراءه أمة كبيرة يشاركونه في المعجز ، نعم : الفاصل بين المسيح وهؤلاء أربعة أصابع (إشارة إلى الحديث المعروف المروي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام : بين الحق و الباطل أربعة أصابع . الفاصلة بين العين والأذن)
أحيت إبنها بعدما سمعت خبر موته

أخرج ابن أبي الدنيا في (من عاش بعد الموت ص 28 ) بسنده عن أنس بن مالك : عدت شاباً من الأنصار ، فما كان بأسرع أنْ مات ، فأغمضناه ، ومددنا عليه الثوب ، فقال بعضنا لأمه : احتسبيه،قالت : وقد مات..؟؟ قلنا : نعم، قالت : أحق ما تقولون.. ؟؟ قلنا : نعم. فمدت يدها نحو السماء وقالت : اللهم إني آمنت بك ، وهاجرت إلى رسولك ، فإذا أنزلت بي شدة شديدة ففرجتها ، فأسألك اللهم أنْ لا تحمل عليّ هذه المصيبة اليوم، قال : فانكشف الثوب عن وجهه، فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.

تعليق:
هؤلاء قليلو الصبر على المصيبة والجزع ظاهرٌ على أفعالهم، غير عاجزين على إحياء الموتى، أين هؤلاء من أهل البيت صلوات الله عليهم، أين هم من القائل "اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى"..؟؟ ولكن أهل الصبر والإحتساب أعني بهم آل بيت محمد صلوات الله عليه وعلى آله يعجزون في إعتقادكم عن فعل هذه الأمور..؟؟ بلى، الأمر يتوقف إذا كان فيه كرامات لأهل البيت صلوات الله عليهم، وتقبلون هذه القدرة على أعداء الله سبحانه وتعالى، فقد جاء في ( صحيح البخاري ج: 6 ص: 2608 ) : باب لا يدخل الدجال المدينة 6713 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال ثم يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.. وراجع ذات الحديث في ( صحيح مسلم ج: 4 ص: 2256 باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه ح 2938، وأيضاً صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 213 ح6802 )..!!
إحياء المهر إلى أجلٍ هو مسميه

جاء في ( المؤتلف والمختلف ج: 1 ص: 34 ) لمحمد بن طاهر بن علي بن القيسراني (408-507هـ) :
الثالث منسوب إلى بصرى قرية من قرى الشام منهم أبو عبيد البسري الصوفي صاحب كرامات أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني قال سمعت محمد بن داود قال سمعت أبا بكر بن معمر قال سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته فقال أبو عبيد فقلت يا رب أعرنيه حتى نرجع إلى بصرى يعني قريته فإذا المهر قائم فلما غزونا ورجعنا إلى بصرى قال أبو عبيد لابنه يا بني خذ السرج عن المهر فقلت له يا أبه هو عرق فإن أخذنا عنه السرج داخله الريح فقال يا بني هو همام فلما أخذت عنه السرج وقع فمات .... وذكر ذلك أيضاً بن تيمية في (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 280)..!!

تعليق:
لاحظ معي:
فقال أبو عبيد فقلت يا رب أعرنيه
نسأل، كيف يعيره مهر وهو ميت..؟؟
أليس لابد من إحياء ذلك المهر..!!
لم يسأل الله أن يحيي ذلك المهر،، فكيف قام..؟؟
أتحرك من غير ورح تدب فيه..؟؟ وهذا أعجز من أن تُعاد الروح..!!
ومات متى ما أراد أن يموت في قوله:"حتى نرجع إلى بصرى"..!!
ألا يعني هذا بأن له ولاية (ولو لوقت معين)..؟؟

إحياء الحمار

وجاء في ( الإصابة ج: 3 ص: 390 ) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852) :
3996 شيبان النخعي له إدراك روى إبراهيم الحربي من طريق مجالد عن الشعبي قال خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع فقام فتوضأ ثم قام ثم رأسه فقال اللهم إني أسلمت لك طائعا وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وإن حماري كان يعينني ويكفيني عن الناس فقوني به وأحيه لي ولا تجعل لأحد علي منة غيرك فنفض الحمار رأسه وقام فشد عليه ولحق بأصحابه.. وذكر مثل ذلك أيضاً بن تيمية في ( مجموع فتاواه ج11 ص 281 ) وبن كثير في (تاريخ ابن كثير 6 : 150 ، 292)  وسيأتي في تعليق العلامة الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس..!!

تعليق:
وهذا أوضح من مثلاً للإحياء منه في إحياء المهر ولو أن الرواية الأولى أعجز لعدم ذكر الإحياء في المسألة، بل ظهر منها أنه كان يتحرك دونما روح حيث قال ( إنه همام )، فتأمل ..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس عزيز على الله أن يخلق في مجاهيل أمة محمد صلى الله عليه وآله في عسكر عمر من يضاهي روح الله عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذنه ولو كان المحيى حمارا ، غير إن هذه وأمثالها تخص برجال زمان أبي بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم بمن يحبهم و يعتنق ولائهم ، وإن جاء حديث في كرامة غيرهم فمن الصعب المستصعب قبوله ، والعقل والشرع والمنطق والبرهنة تأباه ، وهنالك يحق كل جبلة ولغط ، ويجري كل ما يتصور من المناقشة في الحساب لماذا هي كلها ؟ أنا لا أدري وإن كان المحاسب يدري .
وللقوم قصة حمار عدوها من دلائل النبوة ذكرها ابن كثير بالإسناد المتصل في تاريخه 6 : 150 ونحن نذكرها محذوف السند ونحيل البحث عنها إلى أولي الألباب من الأمة المسلمة: عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال ، وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل ، قال : فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار ، فكلمه الحمار فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وقد كنت أتوقعك أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمدا ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال : لبيك . قال : تشتهي الإناث ؟ قال : لا . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم..!!
إحياء الدجاجة

قال ابن حجر الهيتمي في (الفتاوى الحديثية ص 108 ) : نقلاً عن اليافعي: قال اليافعي رضي عنه: صح بالسند المتصل إلى الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى أنّ أم شاب عنده دخلت عليه وهو يأكل في دجاجة ، فأنكرت أكله الدجاجة وإطعامه ابنها أرذل الطعام ، فقال لها : إذا صار ابنك بحيث يقول لمثل هذه الدجاجة قومي بإذن الله فقامت ولها أجنحة وطارت بها حق له أنْ يأكل الدجاج..!!


تعليق:
الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني يريد أن يقول أنني أحيي الميت بإذن الله، وذلك آكل أفضل الطعام، ولذلك قال (أي ابن حجر الهيتمي ) نقلاً عن اليافعي ( الفتاوى الحديثية ص 303 ) : ومن المشهور ما روي مسنداً من خمس طرق عن جماعة من الشيوخ الأجلاء أنّ القطب الشيخ عبد القادر نفع الله به جاءت إليه إمرأة بولدها وخرجت عنه لله وله ، فقبله ثم أمره بالمجاهدة ، فدخلت عليه يوماً فوجدته نحيلاً مصفراً يأكل قرص شعير ، فدخلت على الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظم دجاجة قد أكلها . فقالت : يا سيدي : تأكل لحكم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير ، فوضع يده على ذلك الطعام وقال : قومي بالله محي العظام ، فقامت الدجاجة سوية وصاحت ، فقال الشيخ : إذا صار ابنك هكذا فليأكل الدجاج وماشاء..!!..!!

وقال اليافعي في مرآة الجنان 3 : 356 : روى الشيخ الإمام الفقيه العالم المقري أبو الحسن علي بن يوسف بن جرير بن معضاد الشافعي اللخمي في مناقب الشيخ عبد القادر (الشيخ السيد عبد القادر بن أبي صالح موسى الحسني الجيلاني ، مؤسس الطريقة القادرية . من كبار المتصوفين ، ولد في 491 بجيلان [ وراء طبرستان ] وانتقل إلى بغداد شابا ، وتوفي سنة 561 ودفن ببغداد وقبره مشهور يزار) بسنده من خمس طرق ، وعن جماعة من الشيوخ الجلة أعلام الهدى العارفين المقتنين للاقتداء ، قالوا : جاءت امرأة بولدها إلى الشيخ عبد القادر فقالت له : يا سيدي ! إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك ، وقد خرجت عن حقي فيه لله عز وجل ولك ، فقبله الشيخ وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق ، فدخلت أمه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع والسهر ، ووجدته يأكل قرصا من الشعير فدخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أكلها ، فقالت : يا سيدي ! تأكل لحم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير ؟ فوضع يده على تلك العظام وقال : قومي بإذن الله تعالى الذي يحيي العظام وهي رميم . فقامت الدجاجة سوية وصاحت ، فقال الشيخ : إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء .

وقال بن حجر الهيثمي أيضاً في (الفتاوى الحديثية ص 204 ) : ومنه ما حكاه اليافعي رحمه الله وقال : مما علمناه بالسند الصحيح المتصل أنّ الشيخ عبد القادر الجيلاني أكل دجاجة ، ثم لما لم يبق غير العظم توجه إلى الله في إحيائها ، فأحياها الله وقامت تجري بين يديه كما كانت قبل ذبحها وطبخها..!!
وراجع أيضاً تفريح الخاطر ص 32.

تعليق:
لم تكن هذه الدجاجة ميتة فحسب، بل قد أٌكلت، ولم يبق منها سوى العضام..!!
توجه إلى الله في إحيائها فأحياها بإذن الله
أتساءل ما السبب لجعله يحيها..؟؟ إن مثل هذا الأمور لابد أن يكون وراءها سبب يعللها..!!
أم كان ذلك من التفاخر..؟؟
يقول آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله : إن هناك آيات كريمة قد ذكرت تحدي الناس للرسول بالمطالب التعجيزية، فلم يستجب النبي صلى الله عليه وآله لمطالبهم، لكونه بشراً وليس ملكاًً، وهي قد جاءت رداً على ما يزعمونه من لزوم كون النبي من غير البشر، ولذلك عقب الله تعالى هذه الآيات بقوله: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا: أبعث الله بشراً رسولا. قل: لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلّنا عليهم من السماء ملكا رسولا} سورة الإسراء الآيات 94 ـ 95. ولأجل هذا نجد أنه صلى الله عليه وآله لم يستجب لمطالبهم التعجيزية لأن ذلك يعني ترسيخ اعتقادهم الخاطئ في نفوسهم وإقرارهم عليه بصورة عملية. علماً أنه قد ثبت في علم الكلام أنه لا يجب على النبي الاستجابة لكل المطالب من المعاجز الاقتراحية التي يطلبها آحاد أو جماعات القوم الذين بعث إليهم ويكفيه في إثبات صدقه معجزته التي يلقيها من تلقاء نفسه..!!

وأتسأءل ما الفرق بين فعله وفعل نبي الله عيسى عليه السلام ( والذي يجب أن يكون بحكمة إن صح النقل عنه عليه السلام)، فقد جاء في ( تفسير الطبري ج: 3 ص: 285 ) : قال عيسى لليهودي بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيفا فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد فمروا بصاحب بقر فنادى عيسى فقال يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا قال ابعث صاحبك يأخذه قال انطلق يا زفر فجىء به فانطلق فجاء به فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر فقال له عيسى كل ولا تكسرن عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه وقال قم بإذن الله فقام وله خوار قال خذ عجلك قال ومن أنت قال أنا عيسى قال أنت السحار...!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
إن خاصة الأنبياء وفي الطليعة منها إحياء الموتى هل تتأتى لكل مرتاض ، فلا يبقى بينه وبين النبي المرسل أي مائز ؟ وهب إن الباحث تصور لصدورها من الأولياء اعتبارا آخر فتكون كرامة للولي ومعجزة للنبي الذي ينتحل شرعته ، إلا أنه اعتبار اهتدى إليه الفكر بعد روية طويلة ، لكنه لا خارج له تصل إليه العامة ، فاطرادها بل وظهورها من غير اطراد يحط عندها من مقام النبوة لمحض المشاكلة الصورية ، وكلما كان كذلك لا يمكن وقوعه .
ثم هل لأكل خبز الشعير وما جشب من الطعام بمحضه أن يوصل السالك إلى مرتبة يحيي فيها الموتى ، وإن كان المولى سبحانه يعلم إنه متى بلغ إلى هذه المرتبة ألهاه أكل الدجاجة المسلوقة أكلا لما ؟ ! وهل الرياضة شرط في حدوث القوة في النفس والملكات الفاضلة وليست شرطا في بقائها ؟ ! أو ليس التلهي باللذايذ مزيحة لتلكم الأحوال النفسية كما كانت الرياضة مجتذبة لها ؟ فاحف القول السؤال عن هذه المشكلات ، فإن أجابوك فأخبرني .


أمات عصفوراً لأنه بال عليه

جاء في ( الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص 127 رقم 248 ) قال الشعراني أثناء كلامه عن عبد القادر الجيلاني: وتوضأ رضي الله عنه يوما فبال عليه عصفور فرفع رأسه إليه وهو طائر فوقع ميتاً فغسل الثوب ثم باعه وقال: هذا بهذا.

تعليق:
ليس فقط إحياء الأموات بيدهم بل حتى إماتة الأحياء..!!
ثم أتساءل أطلب تعليلاً، ما ذنب هذا العصفور حتى يميته بمجرد أن بال عليه..؟؟
وهل البول على ثوبك يا جيلاني يعادل عندك إماتة حيٍ وبيعه أيضاً..؟؟
أمات رجلاً لكذبه عليه

جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 64) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 54 ع مطرف بن عبد الله بن الشخير الإمام أبو عبد الله العامري الحرشي البصري كان رأسا في العلم والعمل وله جلالة في الإسلام ووقع في النفوس وروى غيلان بن جرير عنه ان رجلا كذب عليه فقال مطرف اللهم ان كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا..!! وراجع أيضاً (تهذيب الكمال ج: 28 ص: 69) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-743هـ)، : وقال مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير أنه كان بينه وبين رجل كلام فكذب عليه فقال مطرف اللهم إن كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا فرفع ذلك إلى زياد فقال قتلت الرجل قال لا ولكنها دعوة وافقت أجلا..!! وأيضاً (سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 189) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ)، وأيضأً (تهذيب التهذيب ج: 10 ص: 157) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ)..!!

تعليق:
إن كان حقاً رأساً في العلم والعمل كما تقولون، لكان أولى أن يدعو للذي كذب عليه بالهداية والصلاح، فأي جلالة في الإسلام لشخص هكذا..؟؟ فما أقول فيمن تواطأوا للكذب على النبي صلوات الله عليه وعلى آله، فهل دعا عليهم نبي الرحمة..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس هذا المستجاب دعوته ببعيد في القسوة عن أبي مسلم الخولاني الذي أعمى المرأة من غير ذنب (سيمر ذلك إن شاء الله تعالى في سرد كرامات المخالفون)، والكذب وإن كان محرما لكن ليس الجزاء عليه إعدام صاحبه ، وليس من السهل السائغ أن تستجاب دعوة كل غير معصوم على من عادى عليه وفيهم من رجال الغضب الثائر مثل أبي مسلم الخولاني ومطرف البصري ، وإلا لوجب على الأمة المستجابة دعوتهم أن تدعو على الكذبة ، وعلى الله أن يجيبهم بقتل رواة هذه القصص فتشاد وتعمر بقاع بأجداث كثيرين من الحفاظ وأئمة الحديث ورماة القول على عواهنه ، حتى تستريح أمة محمد صلى الله عليه وآله من هذه السفاسف التي لا مقيل لها من الاعتبار ، ولا لها نهاية .
عرج إلى السماء السابعة فرأى النبي ص
يموت ويحيى

جاء في ( تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 340 ) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) في حديثه عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي : 650 م د ت ق مسلم وأبي داود والترمذي.... وقال يعقوب بن شيبة ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيب ثنا سوار بن عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن بن الماجشون قال عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه على سرير الغسل وقلنا نروح به فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدميه فتركه ومكث ثلاثا على حاله ثم نشع بعد فاستوى جالسا فقال ائتوني بسويق فشربه فقلنا أخبرنا ما رأيت قال إلى السماء السابعة فقيل من هذا قال الماجشون قيل لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا ثم هبطت فرأيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه فقلت للذي معي أنه القريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال أنه عمل بالحق في زمن الجور..!! وأخرجه ابن عساكر في تاريخ الشام ، وذكره ابن خلكان في تاريخه 2 : 461 ، واليافعي في مرآة الجنان 1 : 351 ، وأبو الفلاح الحنبلي في شذرات الذهب 1 : 259.

تعليق:
وصوله إلى السماء السابعة (فهناك روايات تقول بأن بعض الأنبياء لم يصلوا إلى السماء السابعة)، فهذا أمر أعجب..!!
إشكال في قوله (فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك)، أولم تعرج روحه إلى السماء السابعة..؟؟ إذاً كيف تحرك ذلك العرق..؟؟
فهل هناك إعجاز أعظم من هذا في حياة الأولياء..؟؟
إذاً لماذا تنكرون فضائل ومقامات أهل البيت صلوات الله عليهم، ألمسألة فقط عناد، أم حقد وعداء..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما كنت أحسب أن يوجد في الأمة الإسلامية من يتهم الملك الموكل بقبض الأرواح بالجهل بآونة الوفيات ، وقد وكل به من عند العزيز العليم فقال سبحانه : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم (سورة السجدة : 11) أو من يقذفه بالاستبداد في نزع روح أحد قبل إرادة المولى سبحانه وتعالى وفي الكتاب المنزل قوله : الله يتوفى الأنفس حين موتها (سورة الزمر : 42) وهو الذي يحيي ويميت (سورة المؤمنون : 80) وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (سورة آل عمران : 145) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين (سورة الدخان : 8) هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى (سورة الأنعام : 3) ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (سورة الأعراف : 34) ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (سورة النحل : 61) ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (سورة فاطر : 45) فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل (سورة الزمر : 42) إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون (سورة نوح : 54) . فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا (سورة فاطر : 45) .

كما إني ما كنت أشعر إمكان حركة جارحة من جوارح الميت بعد نزع روحه ، فلم أدر بأي صلة بالروح المقبوضة كان يتحرك العرق الماجشوني خلال ثلاثة أيام ، والي أي مركز حساس كانت صلة ذلك العرق النابض وما كنت أدري إن السموات العلى لها أبواب مغلقة يقف عندها ملك الموت في كل عروجه بروح من الأرواح فيستفتح فتفتح له . وليتني أدري هل هذا السير البطئ - ثلاثة أيام - لملك الموت في استصحابه روح الماجشون يخص بالماجشون فحسب أو هو الشأن المطرد في عامة الأرواح ؟ نعم كل هذه تسوغها الدعاية إلى السلطات الأموية الغاشمة التي كانت تحكم على الأمة في تلكم الأيام..!!
رد الشمس، علم الغيب، العروج إلى السماء، طي الأرض...!!


رد الشمس

قال السبكي في " طبقات الشافعيين " ج 5 ص 51 : مما حكي من كرامات الحضرمي واستفاض : إنه قال يوما لخادمه وهو في سفر : قل للشمس تقف حتى نصل إلى المنزل . وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي . فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس ؟ فأمرها الخادم بالغروب فغربت ، وأظلم الليل في الحال .

وقال اليافعي في ( مرآة الجنان " 4 ص 178) : من كرامات إسماعيل الحضرمي وقوف الشمس له حتى بلغ مقصده لما أشار إليها بالوقوف في آخر النهار ، وهذه الكرامة مما شاع في بلاد اليمن وكثر فيها الانتشار ، ومنها : إنه نادته سدرة والتمست منه أن يأكل هو وأصحابه من ثمرها ، وإليه أشرت بقولي :
هو الحضرمي نجل الولي محمد *** إمام الهدى نجل الإمام الممجد
ومن جاهه أومى إلى الشمس أن قفي *** فلم تمش حتى أنزلوه بمقصد

وقال ابن العماد في (شذرات الذهب " 5 ص 362) : له [ للشيخ إسماعيل الحضرمي ] كرامات قال المطري : كادت تبلغ التواتر " إلى أن قال " : ومنها : إنه قصد بلدة زبيد فكادت الشمس تغرب وهو بعيد عنها فخاف أن تغلق أبوابها فأشار إلى الشمس فوقفت حتى دخل المدينة وإليه أشار الإمام اليافعي بقوله :
هو الحضرمي نجل النبي محمد * إلى آخر البيتين المذكورين

تعليق:
عجب عجاب يظهر من القوم..!!
نراهم قد شمروا عن سواعدهم، وبرزت أنيابهم لتقطيع هذه الفضيلة لمولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، فتجد منهم طنينا وهمهمة في صحة الحديث ، وعدم وقوع الواقعة ، وعدم إمكانها، وما إلي ذلك من الأمور التي أرادوا بها إطفاء نور فضائله فضلاً عن نور شخصه صلوات ربي عليه، قال تعالى : «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (32) سورة التوبة..!!

وللباحث أن يستنتج من هذه القضية إن أخبت بها أن إسماعيل الحضرمي أعظم عند الله تعالى من النبي الأعظم ووصيه أمير المؤمنين ، لأن رد الشمس لعلي كان بدعائه تارة وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوراً ، وأما إسماعيل فقد أمر خادمه أن يأمرها بالوقوف ثم أمره بأن يفك قيد أسارها بأمرها بالانصراف ، أو : أشار هو إليها بالوقوف فوقفت ، هذه هي العظمة والزلفة إن صحت الأحلام لكن العقلاء يدرون ورواة القصة أيضا يعلمون بأنها متى صيغت ، ومهما لفقت ، ولماذا نسجت .
تأخير أجله إلى حين يريد ويعلم الغيب

جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 79 أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 1 ص: 360) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 117) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ) : حاتم بن إسماعيل حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!

تعليق:
أولاً: وظاهر الحديث أنه كان يعلم بأن أجله قد حان، ولذلك قال بني صغار فأخر عني الموت، فجاء القول : فأخر عنه الموت عشرين سنة، أي أن أجله كان قبل هذه العشرين سنة..!!
ثانياً: أليس الله عز وجل بأرحم من مخلوقاته..؟؟ أولا يعلم الله بأن عياله صغارا..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما أكرم أولاد سعد على الله وفيهم عمر بن سعد قاتل الإمام السبط الشهيد ؟ فحقا كان على الله أن يستجيب دعوة سعد ويؤخر أجله حتى يربي من له قدم وأي قدم في قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإبادة أهله .

وليتني أدري من الذي أخبر سعدا أو لبيبة أو من روى القصة ومن حفظها بأن سعدا قد أتاه أجله المحتوم الذي إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (سورة يونس 49) و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (سورة آل عمران : 145) فأخره الله عنه ببركة دعاءه عشرين عاما مدة معينة ؟ هل تجد مثل هذا العلم عند العاديين من البشر أمثال سعد ولبيبة ؟ وهل لكل ابن أنثى طريق إلى الكشف عن تلكم المغيبات ؟ نعم ليس على الله بمستنكر أن يطلع على غيبه أي إنسان خلق جهولا سعيدا أو شقيا ، عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ، فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا . (سورة الجن : 26 ، 27)..!!
عم الغيب، رؤية الله عز وجل والكلامه معه سبحانه وتعالى، الكلام بعد الموت، الضحك بعد الموت...!!



علم الغيب

جاء في (صحيح مسلم في كتاب الفتن، مسند أحمد 5 ص 386، البيهقي، تاريخ ابن عساكر 4 ص 94، تيسير الوصول 4 ص 241، خلاصة التهذيب 63، الإصابة 1 ص 218، التقريب 82) وما أخرجه أحمد إمام مذهب الرجل في مسنده ج 5 ص 388 عن أبي إدريس قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة..!!

وذكر أحمد في (مسنده 1 ص 48 و 51)، والطبري في (رياضه 2 ص 74) إخبار عمر عن موته بسبب رؤيا رآها، وما كان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه إلا جمعة..!!

وفي (الرياض النضرة ج 2 ص 75) عن كعب الأحبار إنه قال لعمر. يا أمير المؤمنين اعهد بأنك ميت إلى ثلاثة أيام فلما قضى ثلاثة أيام طعنه أبو لؤلؤة فدخل عليه الناس ودخل كعب في جملتهم فقال : القول ما قال كعب..!!

وفي (الرياض النضرة 2 ص 127، الإتحاف للشبراوي 92) : وإن تعجب فعجب إخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في أيام خلافة أبي بكر،أخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال : كنت فيمن دفن ثابت بن قيس وكان قتل باليمامة (بلدة باليمن على ستة عشر مرحلة من المدينة، وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتى عشر هجرية في خلافة أبي بكر) فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول : محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان البر الرحيم. فنظرنا إليه فإذا هو ميت. وذكره القاضي في " الشفاء " في فصل إحياء الموتى وكلامهم..!!

وفيه أيضاُ: عن عبد الله بن سلام قال : أتيت عثمان وهو محصور أسلم عليه فقال :مرحبا بأخي مرحبا بأخي، أفلا أحدثك ما رأيت الليلة في المنام؟ فقلت : بلى. قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مثل لي في هذه الخوخة - وأشار عثمان إلى خوخة في أعلى داره - فقال : حصروك؟ فقلت. نعم. فقال : عطشوك؟ فقلت : نعم. فأدلى دلوا من ماء فشربت حتى رويت، فها أنا أجد برودة ذلك الدلو بين ثديي وبين كتفي. فقال : إن شئت أفطرت عندنا وإن شئت نصرت عليهم؟ فاخترت الفطر..!!

تعليق :
توجد في طي كتب الحفاظ ومعاجم أعلام القوم قضايا جمة في أناس كثيرين عدوها لهم فضلا وكرامة تنبأ عن علمهم بالغيب وبما تخفي الصدور، ولا يراها أحد منهم شركا، ولا يسمع من القصيمي ومن لف لفه فيها ركزا، وأمثالها في أئمة الشيعة هي التي جسها القوم، وألقت عليهم جشمها، وكثر فيها منهم الرطيط، وإليك جملة من تلكم القضايا..!!

وقد جهلوا بأن علم المؤمن بموته واختياره الموت واللقاء مهما خير بينه وبين الحياة ليس من المستحيل، ولا بأمر خطير بعيد عن خطر المؤمن فضلا عن أئمة المؤمنين من العترة الطاهرة، هلا يعلم الرجل ما أخرجه قومه في أئمتهم من ذلك وعدوه فضائل لهم؟

وأعجب من هذه كلها دعوى الرجل من القوم أنه يرى اللوح المحفوظ ويقرأه فتؤخذ منه تلكم الدعاوي الضخمة، وتذكر في سلسلة الفضائل، وتأتي في كتبهم حقايق راهنة من دون أي مناقشة في الحساب: قال ابن العماد في (شذرات الذهب 8 ص 286) في ترجمة المولى محيي الدين محمد ابن مصطفى القوجوي الحنفي المتوفى 950 صاحب الحواشي على البيضاوي ومؤلفات أخرى : كان يقول إذا شككت في آية من القرآن أتوجه إلى الله تعالى فيتسع صدري حتى يصير قدر الدنيا ويطلع فيه قمران لا أدري هما أي شئ ثم يظهر نور فيكون دليلا إلى اللوح المحفوظ فأستخرج منه معنى الآية.

وقال (أي ابن العماد) في (ج 8 ص 178) في ترجمة المولى بخشي الرومي الحنفي المتوفى 931 : رحل إلى ديار العرب فأخذ عن علمائهم وصارت له يد طولى في الفقه والتفسير (إلى أن قال) : كان ربما يقول : رأيت في اللوح المحفوظ مسطورا كذا وكذا فلا يخطئ أصلا..!!

وقال اليافعي في (مرآة الجنان 3 ص 471) : إن الشيخ جاكير المتوفى سنة 590 كان يقول : ما أخذت العهد على أحد حتى رأيت اسمه مرفوعا في اللوح المحفوظ من جملة مريدي.

وقال أيضاً (ج 4 ص 25) : كان الشيخ ابن الصباغ أبو الحسن علي بن حميد المتوفى 612 لا يصحب إلا من يراه مكتوبا في اللوح المحفوظ من أصحابه. وذكره ابن العماد في شذراته 5 ص 52.

توجد جملة كثيرة من هذه الأوهام الخرافية في طبقات الشعراني، والكواكب الدرية للنووي، وروض الرياحين لليافعي، وروضة الناظرين للشيخ أحمد الوتري وأمثالها.
يتكلم بعد الموت

جاء في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج: 2 ص: 547) ليوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر المتوفى سنة 463: 844 زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك من بني الحارث بن الخزرج روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسرى بروحه فسجى عليه بثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه في أبي بكر وعمر وعثمان ثم مات في حينه روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا إسماعيل بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن سعيد ابن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان فسجى بثوب ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال أحمد أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع سنين وبقيت اثنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم خبر بير اريس وما بير أريس قال يحيى بن سعيد قال سعيد بن المسيب ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق وكانت وفاته في خلافة عثمان وقد عرض مثل قصته لأخي ربعي بن خراش أيضا... وراجع أيضاَ التاريخ الصغير ج: 1 ص: 61 ح 228، تاريخ ابن كثير 6 : 156، الشفا للقاضي عياض، الروض الأنف 2 : 370، الإصابة 1 : 565، ج 2، 24، تهذيب التهذيب 3 : 410، الخصائص الكبرى 2 : 85، شرح الشفا للخفاجي 3 : 108 فقال : هذا مما روته الطبراني وأبو نعيم وابن مندة و رواه ابن أبي الدنيا عن أنس، وحكاه ص 105 عن ابن عبد البر وابن سيد الناس وابن الأثير والذهبي وابن الجوزي وابن أبي الدنيا..!!

تعليق:
يقول: وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسرى بروحه.
تناقض واضح: يقول في البدء أنه تكلم قبل موته، ومن ثم غشي عليه وأسري بروحه، كيف علم بأنه غشي عليه من أن روحه خرجت وهم عازمون على دفنه..؟؟ ويعقب بالقول: روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب..!! عجيب..!!

ثم ما باله لم يحفظ شيء في مولانا أميرالمؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام وقد دارت رحى الأمة لقتله وسفك دمه وأهل بيت صلوات الله عليهم..؟؟

أم أن ذلك راجع لسبب معين حيكت من أجله، ووطنت له الأقلام المغلوب على أمرها والراجية من الدنيا زخرفها وزبرجها..؟؟ أم هناك أمرٌ يجب إيضاحه..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
نعمت الدعاية إلى مبادئ اعتنقها القوم ولم يقتنعوا بابتداعها حتى دعموها بأمثال هذه، وللمنقب أن يسهب في القول هاهنا لكنا نحيله إلى روية القارئ ولنا أن نسائل صاحب هذا المهزأة : هل القيامة قد قامت يوم مات فيه ابن خارجة فكلم الله فيه الموتى؟ أو كان ذلك جوابا عن مسائلة البرزخ قد سمعه الملأ الحضور؟ أو أن عقيدة الإمامية في مسألة الرجعة قد تحققت فرجع ابن خارجة - ولم يكن رجوعه في الحسبان - لتحقيق الحقايق، غير أن تحقيقه إياها لم يعد التافهات؟ وهل كان ابن خارجة متأثرا من عدم إشادته بأمر خلافة الخلفاء إبان حياته وكان ذلك حسرة في قلبه حتى تداركه بعد الموت، وكان من كرامته على الله سبحانه أن منحه بما دار في خلده وهو ميت؟ أو أن الله تعالى كلمه لإقامة الحجة على الأمة وأراه من الكتاب الأول ما لم يره نبيه الرسول الأمين، وأرجأ هذا البلاغ لابن خارجة ومنحه ما لم يمنحه صاحب الرسالة الخاتمة؟ وليت شعري لو كان ابن خارجة كشفت له عن الحقايق الراهنة الثابتة في الكتاب الأول، وأذن له ربه أن يبلغ أمة محمد صلى الله عليه وآله ما فيه نجاحها ونجاتها، فلما ذا أخفى عليها اسم رابع الخلفاء الراشدين - أو الخليفة الحق - ولم يذكره؟ ! أو من الذي أنساه إياه فجاء بلاغا مبتورا؟ أفتراه لم يأت ذكره في الكتاب الأول وما صدق وما صدق، وهو نفس النبي الأعظم في الكتاب الثاني، والمطهر بآية التطهير، وقد قرنت ولايته بولاية الله وولاية رسوله؟ إن هذا لشئ عجاب.
ولعلك لا تعجب من هذه الهضيمة بعد ما علمت أن سلسلة هذه الرواية تنتهي إلى سعيد بن المسيب ونعمان بن بشير وهما هما، وقد أسلفنا البحث عنهما وأنهما في طليعة مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام :
وهنا مشكلة أخرى لا تنحل ألا وهي : إن ابن خارجة توفي في عهد عثمان و أيام خلافته، فهل الصحابة العدول أو عدول الصحابة رأوا هذه المكرمة من كثب و صدقوها وأذعنوا بنبأ ابن خارجة العظيم، ثم نسوها مع قرب عهدهم بها كما نسوا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم في مائة ألف أو يزيدون، وأصفقوا على بكرة أبيهم المهاجر منهم والأنصار على قتل عثمان بعد تلك الحجة البالغة وما شذ منهم محتجا على المتجمهرين عليه بنبأ ابن خارجة، كأن لم يكن شيئا مذكورا؟ وأنت تعرف مقدار عقلية أولئك الحفاظ ومكانتهم من العلم والدين والثقة بروايتهم أمثال هذه المخازي وعدهم إياها من الصحاح والمسانيد، قاتل الله الحب المعمي والمصم.



يضحك (بعد موته) بعدما علم أنه في الجنة

جاء في (شعب الإيمان ج: 1 ص: 520) لأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : 910 أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان ثنا عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين ثنا محمد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلى ربع بن حراش أن لا يفتر عن أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى يتحقق ربعي بعده ألا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله انه لم يزل متبسما على سريره وكنا نغسله حتى فرغنا منه..!!
وفي (تاريخ بغداد ج: 8 ص: 433) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثنا محمد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلي الربيع بن حراش أن لا يفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى يتحقق ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل متبسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه..!! وراجع أيضاً (تهذيب الكمال ج: 9 ص: 56) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-742هـ)، (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 36) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ)..!!

تعليق:
لو إبتسم في إحتضاره لكان أولى لأن المؤمن يكشف عنه الحجاب في تلك اللحظة كما في الروايات..!! والضحك شيء أعظم من الإبتسام، جاء في لسان العرب ج: 10 ص: 459: و الضَّحِك ُ: ظهور الثنايا من الفرح..!!
يرى الله جل وعلى ويكلمه

جاء في (شعب الإيمان ج: 3 ص: 501) لأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : 4202 أخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا عبد الله العبدوي يقول حدثني ابو عمر عبد الرحمن بن أبي قرصافه بعسقلان قال سمعت أبا القاسم البزار يقول قال لي علي بن الموفق حججت نيفا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي ص وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ولأبي وبقيت حجة واحدة قال فنظرت الى الموقف بعرفات وإلى ضجيج أصواتهم فقلت اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل حجه فقد وهبت له هذه الحجة ليكون ثوابها له قال وبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي تبارك وتعالى في المنام فقال لي يا علي بن الموفق علي تتسخى قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم ومثلهم وأضعاف ذلك وشفعت كل رجل في أهل بيته وخاصته وجيرانه وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة..!! وراجع أيضاً (حلية الأولياء ج: 10 ص: 312) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ، (تاريخ بغداد ج: 12 ص: 112) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ)، (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 269) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ،
(صفوة الصفوة ج: 2 ص: 386) لعبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج (510-597هـ) : 273 علي بن الموفق أبو الحسن العابد عن محمد بن أحمد بن المهدي قال سمعت علي بن الموفق ما لا أحصيه يقول اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقا مني إليها فاحرمنيها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لك وشوقا مني إلى وجهك الكريم فأبحنيه واصنع بي ما شئت قال وسمعته يقول خرجت يوما لأؤذن فأصبحت قرطاسا فأخذته ووضعته في كمي وأقمت وصليت فلما صليت قرأته فإذا فيه مكتوب
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي يا بن الموفق تخاف الفقر وأنا ربك..!!

تعليق:
الرجل يتحدث بثقة، وكأنه مقبولٌ عمله، ولا نكران، ولكن نتساءل:
لٍمْ لًمْ يدعو الله أن يقبل حجهم، أم أنه يؤثر على نفسه (من دون خصاصة)، أم يحسب نفسه من أهل هذه الآية «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (9) سورة الحشر..؟؟

ثم أنه رأى الله في المنام، لا أدري أهو أكرم على الله من نبيه موسى عليه السلام حيث قال عز وجل : «وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ»...(143) سورة الأعراف؛ فهل جاء أحدهم وقال مقولة مشابهة لمقولة عمر في أبو مسلم الخولاني: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به ما فعل موسى كليم الله..!!

كان حقا على البيهقي ولأصبهايني الخطيب البغدادي وبرهان الدين وابن الجوزي أن يذكروا شطرا من حياة هذا الرجل بعد الكتاب المذكور المغمورة باليسار والنعمة لتكون تصديقا للخبر وشاهدا على صحة المزعمة، لكنهما أغفلا عن ذلك فلم يقم لنا شاهد ولا حجة..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
نواصب مستجابي الدعوة، تفجير المياه من الصخر الصلد، الولاية على الأنهار.. إلخ




لسان حال الغمام يقول لبيك أبا حفص..!!

جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 123) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 69 أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر السلمي ثنا عطاء بن مسلم عن العمري عن خوات بن جبير قال أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر فخرج عمر بالناس فصلى بهم ركعتين عدا بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثم بسط يديه فقال اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا فبينما هم كذلك إذا أعراب قد قدموا فأتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين بينما نحن في بوادينا في يوم كذا وكذا إذ أظلنا غمام فسمعنا فيها صوتا أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص

تعليق:
في المقطع الأول: اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا
نقول شخصاً دعا الله فأجابه.. ولكن:
الأمر الأول: أهذا الفعل (عدا بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين) به علة..؟؟
الأمر الثاني: أن الغمام قد تحرك ومر على هؤلاء الأعراب: دليلاً على أن سلطته على الغيم قد جرت، فهمت الغيم لينحو نحوه بالغيث..!!
الأمر الثالث: من "الأمر الثاني" يتضح بأن سلطته واضحةـ أن يا أبا حفص "لبيك لبيك"..!!
ناصبي مستجاب الدعوة (مشروط)

جاء في (كرامات الأولياء ج1 ص: 219) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ في سياق ما وري من كرامات عبد الله بن شقيق إذنه : 190 أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا محمد البزاز قال ثنا داود بن الزبرقان عن الجريري قال كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة فكانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فما تجوز ذلك الموضع حتى تمطر..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 213) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ): 486 عبدالله بن شقيق البصري أبو عبد الرحمن سمع من عائشة رضي الله عنها وقال جاورت أبا هريرة سنة وقد روى عن عمر عن الجريري قال كان عبدالله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلاتجوز ذلك الموضع حتى تمطر
وأيضأً في (تهذيب التهذيب ج: 5 ص: 223) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) : 444 ع ص الستة والنسائي في خصائص علي عبد الله بن شريك العامري الكوفي: قال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي وقال الجريري كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر حكاه بن أبي خيثمة في تاريخه..!!

تعليق:
ما هذا الغلو الفاحش، ناصبي ومستجاب الدعوة..!!
لاحظ من نقله العسقلاني في تهذيبه : وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي:
ثقــة لكنه يبغض مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، (يا علي لا يبغضك إلا منافق)..!!
مستجاب الدعوة وبشرط أيضاً: لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلاتجوز ذلك الموضع حتى تمطر..!!
{سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ} (159) سورة الصافات..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
لعلك لا تستبعد إجابة دعوة ولي من أولياء الله وتراها غير عزيز على المولى سبحانه كرامة لصالحي عباده، بيد إن هذه النسبة تبعد من العقيلي بعد المشرقين بعد ما عرفه الملأ ممن نصب العداء لسيد العترة قال ابن خراش : كان عثمانيا يبغض عليا، وقال أحمد بن حنبل : كان يحمل على علي، راجعوا (تهذيب التهذيب 5 : 254)..!!

فأي كرامة لابن أنثى لا يوالي سيد العرب أمير المؤمنين فضلا عن أن يعاديه بعد ما ثبت عن النبي الأقدس من الدعوة المستجابة بقوله في علي عليه السلام : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه..!!

وبعد عهد النبي صلى الله عليه وآله إليه سلام الله عليه إنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق وبعد قوله صلى الله عليه وآله : لا يحب عليا المنافق، ولا يبغضه مؤمن وبعد قوله صلى الله عليه وآله : لولاك يا علي ! ما عرف المؤمنون بعدي وبعد قوله صلى الله عليه وآله : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي. راجعوا (مستدرك الحاكم 3 ص 128 وصححه ووثق الذهبي رواته) وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك، راجعو (مستدرك الحاكم 3 ص 135 وصححه) وبعد قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، راجعوا (مستدرك الحاكم 3 ص 142 صححه الحاكم والذهبي) إلى أحاديث جمة..!

فكيف يسع لمسلم يصدق رسول الله صلى الله عليه وآله في أقواله هذه أن يذعن بكرامة ابن شقيق مبغض علي عليه السلام والمتحامل عليه بالوقيعة فيه، ويراه مستجاب الدعوة، نافذ المشيئة في السحاب. نعم يسوغه الغلو في الفضائل لا عن دراية وأما الجريري راوي هذه المهزأة فقد عرفت في ما مر في هذا الجزء : إنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذه الرواية من آيات اختلاطه.
تفجير الماء من الصخر الصلد وإيقافه

جاء في (معجم البلدان ج: 1 ص: 289) لياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله: إيران هو شطر الذي قبله وقد جاءت في بعض الشعر هكذا والمراد بها وبالتي قبلها واحد إيراياذ ولفظ العجم بها إيراوه قرية بينها وبين طبس خمسة عشر فرسخا على رأس جبل ولها قلعة حصينة وحولها مزارع وبساتين ونخل وأعناب وتفاح وأصناف من الفواكه وفيها مياه جارية عذبة وهي في غاية النزاهة والطيبة وبها خانقاه للصوفية عندها مشهد عليه قبة فيها قبر الشيخ أبي نصر لصاحب الإيراياذي وكانت وفاته بعد الخمسمائة وأهل تلك الناحية يذكرون له كرامات منها أن أهل قريته سألوه أن يستسقي لهم في محل أصابهم فسجد ودعا الله لهم فنبعت عين من وسط الجبل من الصخر الصلد وتدفقت بماء عذب صاف وفارت فورانا شديدا فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن فسكن بإذن الله أخبرني بذلك كله الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغداي وقال شاهدت العين وشربت من مائها وزرت قبر هذا الشيخ مرارا ووجدت عنده روحا وقبولا تاما وعليه نور كثير..!!

تعليق:
لا بأس بأن يدعو الله ليفجر لهم الماء من الصخر الصلد، ولكن، في هذا النقل، نجد دلالة يجب الوقوف عندها بتأمل: (فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن فسكن بإذن الله)
هنا دلالة واضحة على أمر (كن)، وهو قوله للماء المتدفق (أسكن)..!!
ألا يعني هذا بأن له ولاية والتي يطلق عليها بالمصطلح الإسلامي "الولاية التكوينية"..!!
كَشَفَ الماء بعد فيضانه

وجاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 200) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ: 689 عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلام القرشي الفقيه العارف لصاحب أبو عمرو صحب شرف الإسلام ابن عبد الواحد بدمشق ثم ارتحل إلى مصر واستوطن بها إلى أن مات.... وحكى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الضرير الفقيه الشافعي قال كان الشيخ أبو عمرو بن مرزوق من أوتاد مصر وكان شائع الذكر ظاهر الكرامات زاد النيل في سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق وأقام على الأرض حتى أيس من الزرع فضج الناس بالشيخ أبي عمرو ابن مرزوق فأتى إلى وصيروا النيل وتوضأ منه فنقص في الحال نحو ذراعين ونزل عن الأرض حتى انكشفت وزرع الناس في اليوم الثاني

تعليق:
(توضأ منه فنقص في الحال)
لم يصرح هذا النقل بأنه دعا لينكشف الماء..!!
ما إن لمس الماء حتى كان ما كان من أمره، أليست هذه من مدلول "الأمر" أن يا أرض إبلعي ماءك..!!




جريان نهر النيل بعد توقفه..!!

جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 119) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما حسنة مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم

تعليق:
من خلال هذه الرواية: نيل مصر وكما أخبر عنه " ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا"، نسلط الضوء على الآتي:
أولاً: ما الداعي بأن أكتب على بطاقة تلك الكلمات وأُلقيها في النهر..؟؟
ثانياً: لم لا يسأل الله سبحانه وتعالى مباشرة، ليجري النيل..؟؟
ثالثاً: ما هي العلة في تلك البطاقة..؟؟
رابعاً: هذه العبارة: (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر)، تبين لنا :
1- أن نيل مصر يفهم ما يقول له عمر بن خطاب، وقد كان الخطاب موجهٌ إليه مباشرة..!!
2- أليس له سلطاناً على نيل مصر..!!
خامساً: جريان النيل حتى اليوم، سلطانه عليها في حياته وبعد مماته..!!
إنكشاف نهر النيل بمجرد أن توضأ منه

وجاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 201) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح: وحكى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الضرير الفقيه الشافعي قال كان الشيخ أبو عمرو بن مرزوق من أوتاد مصر وكان شائع الذكر ظاهر الكرامات زاد النيل في سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق وأقام على الأرض حتى أيس من الزرع فضج الناس بالشيخ أبي عمرو ابن مرزوق فأتى إلى وصيروا النيل وتوضأ منه فنقص في الحال نحو ذراعين ونزل عن الأرض حتى انكشفت وزرع الناس في اليوم الثاني

تعليق:
(توضأ منه فنقص في الحال)
لم يصرح هذا النقل بأنه دعا لينكشف الماء..!!
ما إن لمس الماء حتى كان ما كان من أمره، أليست هذه من مدلول "الأمر" أن يا أرض إبلعي مائك..!!

ومن تعليق لطيف لإحدى الأخوات على هذه النقل:
تقول ساخرة: ماذا لو إغتسل من ماء النهر..؟؟ فهل سيبقى منه شيء..؟؟
تفجير الماء بغمزة رجلٍ في الأرض

جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 130) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 117 ع أيوب بن أبي تميمة كيسان الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الأعلام كان من الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة وعنه شعبة ومعمر والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير قال بن المديني له نحو ثمانمائة حديث وقال شعبة كان أيوب سيد العلماء وقال بن عيينة لم ألق مثله وقال حماد بن زيد هو أفضل من جالست وأشده اتباعا للسنة وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان أنه سمع الحسن يقول أيوب سيد شباب أهل البصرة قال بن عون لما مات محمد بن سيرين قلنا من ثم قلنا أيوب قال بن سعد كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا وقال أبو حاتم ثقة لا يسأل عن مثله....قال بن عقيل في شمائل الزهاد أنا محمد بن إبراهيم أنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش وخافوا فقال أيوب تكتمون علي قالوا نعم فدور دائرة ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا فقال حدثني عبد الواحد بن زياد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها عن النظر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال تستر علي فقلت نعم فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة في الطاعون وله ثلاث وستون سنة

وجاء في (حلية الأولياء ج: 3 ص: 5) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا خالد بن النضر القرشي قال ثنا محمد بن موسى الحرشي قال ثنا النضر بن كثير السعدي قال ثنا عبدالواحد بن زيد قال كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي فقال ما الذي أرى بك قلت العطش وقد خفت على نفسي قال تستر علي قلت نعم قال فاستحلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حيا قال فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء قال فما حدثت به أحدا حتى مات قال عبدالواحد فأتيت موسى الاسواري فذكرت له ذلك فقال ما بهذه البلدة أفضل من الحسن وأيوب

وجاء في (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 294) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك فى وجهي فقال ما الذى أرى بك قلت العطش قد خفت على نفسى قال تستر على قلت نعم فاستحلفنى فحلفت له أن لا أخبر عنه مادام حيا قال فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معى من الماء قال فما حدثت به أحدا حتى مات

تعليق:
من النقلين نعرف ما يلي بعد أن أصابهم العطش:
يقول عبدالواحد ين زيد –الذي شهد المشهد- :
فغمز برجله على حراء فنبع الماء..!!
أليست هذه خارقة للعادة وهي من فعل "أمر"، بأن غمز برجله على الأرض فنبع الماء من وقتها..!!
وفي الرواية:
ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان
وهنا كسابقتها، أن يا أرض إبلعي مائك، بفعل "أمر"..!!





أقوة نظر ٍ أم قوة صوتٍ أم طوي للأرض

وجاء في (الاعتقاد ج: 1 ص: 314) لأحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا حمزة بن العباس العقبي ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال فبينا عمر يخطب قال فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل قال فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فشددنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله فقيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك..!!

تعليق:
ومن خلال هذه الرواية، يتضح لنا أن ما جرى خارجٌ عن نطاق القوانين الطبيعية، دعنا نسلط الضوء على ما يأتي:

الأمر أولاً: كيف رأى عمر بن الخطاب وهو في المدينة الجيش الذي كان في إيران..؟؟

هنا يكون إحتمالان:

الأول: أن يكون بصر عمر بن خطاب خارقاً بحيث رأى الجيشان وما يحوطهما، أو

الثاني: أن يكون قد طوى الأرض –بفعل أمر- حتى أصبحت أرض إيران في متناوله فرأى الجيشان وما يحوطهما..!!

الأمر ثاني: كيف أسمع عمر بن الخطاب صوته للجيش الذي كان يقوده سارية..؟؟

هنا يكون عدة إحتمالات:

الأول: أن يكون لعمر بن خطاب سلطة على الريح، فساقت كلامه إلى مسامع الجيش في إيران، أو

الثاني: كما قلنا آنفاً أن يكون قد طوى الأرض –بفعل أمر- حتى أصبحت أرض إيران في متناوله فرأى الجيشان وما يحوطهما، وبذا أسمع صوته للجيش..!!

فما المانع هنا من تحقق ذلك فيما إذا كان فيه مصلحة للإسلام والمسلمين؟

وفيما إذا اعتقدنا بأنّها كانت بإذن من الله عز وجل , بل بإرادته وقوته , وما وجود الخليفة عمر بن الخطاب إلا سبباً ووسيطاً للفيض الألهي؟

يقول عبد القاهر البغدادي في (أصول الدين ص 184، 185) : أنكرت القدرية كرامات الأولياء على وجه ينقض العادة، وأثبتها الموحدون لاستفاضة الخبر عن صاحب سليمان في إتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف إليه، ومنها رؤية عمر رضي الله عنه على منبره بالمدينة جيشه بنهاوند، حتى قال يا سارية الجبل وسمع سارية ذلك الصوت على مسافة زهاء خمسماية فرسخ حتى صعد الجبل وفتح منه الكمين للعدو، وكان ذلك سبب الفتح..!!

ويقول سعد الدين التفتازاني في (شرح المقاصد ج5 ص 74، 75) : والثاني: ما تواتر معنا وإنْ كانت التفاصيل آحاداً من كرامات الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الصالحين، كرؤية عمر رضي الله عنه على المنبر جيشه بنهاوند حتى قال : يا سارية الجبل، وسمع سارية ذلك.
ولكن القول كما سيأتي:

ولاية عمر على العناصر الأربعة
الماء والهواء و التراب والنار

جاء في (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج2 ص 337) للسخاوي رقم (3240) : قال : وترجمته تحتمل مجلدا ضخما وممن أفردها الذهبي في نعم السمر في سيرة عمر وقد أطاعته العناصر الأربع فإنه كتب لنيل مصر وقد بلغه أن عادته أن لا يوفي إلا ببنت تلقى فيه فقطع الله من كتابه هذه العادة المذمومة والهوى حيث بلغ صوته إلى سارية والتراب حين زلزلت الأرض فضربها بالدرة فسكنت والنار حيث قال لشخص أدرك بيتك فقد احترق.انتهى..!!

وفي (مآثر الإنافة في معالم الخلافة ج2 ص306) للقلقشندي، يقول ضمن خطبة له : ((.....والفاروق الشديد في الله بأسا واللين في الله جانبا والموفى للخلافة حقا والمؤدى للإمامة واجبا والقائم في نصرة الدين حق القيام حتى عمت فتوحه الأمصار مشارقا ومغاربا وأطاعته العناصر الأربعة إذ كان لله طائعا ومن الله خائفا وإلى الله راغبا...إلخ.))انتهى..!!

تعليق:
ما هذه العظمة...؟؟!!!
توقف قلمي أن أكتب لمثله
وعجز لساني أن أتحدث عن شخصيتة،
وما جرى على يده إلا قليل وما خفي كان أعظم...!!

ألمثل عمر ولاية كهذه وهو هو ولا تكون لأهل بيت العصمة والوحي صلوات الله عليهم أجمعين..؟؟

بالله عليكم، أفتقبلون بكرامة لعمر بن الخطاب وهو هو، وتردون كرامات وفضائل لمولانا أمير المؤمنين وسيد الخلق أجمعين بعد الرسول الأمين صلوات الله عليه وعلى آله، {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس..!! ظلموك في ولادتك، وفي حياتك وبعد مماتك يا سيدي يا أمير المؤمنين..!!

في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
طوي الأرض،السلطة على الحيوانات، الطيران من بلد لآحر، المشي على البحر والنهر..إلخ



طوى الأرض فذهب إلى عرفة وطاف بمكة في ليلة واحدة من بغداد

جاء في (سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 612) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ) : في حديثه عن (القزويني) الإمام القدوة العارف شيخ العراق أبو الحسن علي بن عمر بن محمد ابن القزويني البغدادي الحربي لصاحب، قال: وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائما بين يدي الشيخ أبي الحسن يومىء بالجلوس فيأبى ثم سرد له ابن المجلي كرامات منها شهوده عرفة وهو ببغداد ومنها ذهابه إلى مكة فطاف ورجع من ليلته

تعليق:
نتسائل:
كيف شهد عرفة وهو ببغداد..؟؟
هل يطوي بالأرض فيكون هناك في لحظة..؟؟
أم هل له وسيلة أخرى يكون بها هناك..؟؟
أليست هذه ولاية له ليكون من أمره ما كان..؟؟
طوى الأرض حتى كان في مكة وكان في مصر

قال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب ج8 ص 54) : وذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك : أن الشيخ قال له يوما وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة : أتريد أن تصلي العصر بمكة بشرط أن تكتم ذلك على حتى أموت، قال فقلت : نعم، قال: فأخذ بيدي، وقال غمض عينيك، فغمضتهما فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة، ثم قال لي : افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا أمنا خديجة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم، ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر وطفنا وشربنا من زمزم. ثم قال لي : يا فلان ليس العجب من طي الأرض لنا، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا. ثم قال لي : إن شئت تمضي معي، وإن شئت تقيم حتى يأتي الحاج. قال فقلت : اذهب مع سيدي فمشينا إلى باب المعلاة وقال لي غمض عينيك فغمضتهما فهرول بي سبع خطوات ثم قال لي افتح عينيك فإذا نحن بالقرب من الجيوشي فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض..!!

تعليق:
طي الأرض بالنسبة للمخالفين لمذهب أهل البيت صلوات الله عليهم شيءٌ يمكن الحدوث، ولا غرابة، ولكن عندما نقول بأن أهل البيت صلوات الله عليهم لهم تلك القدرة، نكون مغالين..؟؟ عندما نقول بأن مولانا صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف وصلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، تٌطوى له الأرض، نكون قد قلنا منكر بل قلنا ما يجعلنا مشركين في نظركم... عجبي بتقلب أمركم متى ينقضي..!!
طوى له الأرض وآتى به ولا يعلم ما حدث

جاء في (حلية الأولياء ج: 8 ص: 362) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـحدثنا ابراهيم بن عبدالله بن اسحاق ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال سمعت أبا سليمان الرومي يقول سمعت خليلا الصياد يقول غاب ابني محمد فجزعت أمه عليه جزعا شديدا فأتيت معروفا فقلت أبا محفوظ قال ما تشاء قلت ابني محمد غاب وجزعت أمه عليه جزعا شديدا فادع الله أن يرده عليها فقال اللهم ان السماء سماؤك والأرض أرضك وما بينهما لك فأت به قال خليل فأتيت باب الشام فاذا ابني محمد قائم منبهر قلت محمد قال يا ابت كنت الساعة بالأنبار. وراجع أيضاً (صفوة الصفوة ج: 2 ص: 322) ، (تاريخ بغداد ج: 13 ص: 207)..!!

تعليق:
ما أسرع أن أستجيب له، حتى أن الرجل لا يدري ما حصل حتى وصل للشام وكان بالأنبار، والأنبار، مدينة قرب بلخ. ومدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ..!!

عجبا العقول تسوغ مثل هذا لكل معروف ومنكر، ولا تسوغه في مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم حضر تغسيل سلمان بالمدائن وكان سلام الله عليه بالمدينة..!!
سلطة على الحيوانات
الذهاب إلى مكة والعودة في ليلة واحدة

جاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 391) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ : 919 محمد بن الحسن بن جعفر الراذاني المقرىء الفقيه لصاحب صحب القاضي أبا يعلى وكان زاهدا ورعا عالما بالقراءات وغيرها وممن تفقه عليه قال ابن السمعاني كان فقيها مقرئا من الزهاد المنقطعين والعباد الورعين مجاب الدعوة صاحب كرامات وأراد مرة أن يخرج إلى الصلاة فجاء ابنه وهو صغير فقال يا ابي أريد غزالا ألع به فسكت الشيخ وقال غدا يجيئك غزال فلما كان الغد جاء غزال ووقف على باب الشيخ وجعل يضرب بقرنه الباب إلى أن فتحوا له ودخل فقال الشيخ لابنه يا بني جاءك الغزال ورئي بعرفة في سنة لم يحج فيها ولم يخرج من بلده وصله إنسان بالطلاق أنه رآه فيها فأخبر الشيخ بذلك فقال أجمعت الأمة قاطبة على أن إبليس عدو الله يسير من المشرق إلى المغرب في افتتان مسلم أو مسلة في لحظة واحدة فلا ينكر العبد من عباد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود ثم التفت إلى الحالف وقال طب نفسا فإن زوجتك معك حلال توفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة

تعليق:
أولا ًالقول : فسكت الشيخ وقال غدا يجيئك غزال فلما كان الغد جاء غزال ووقف على باب الشيخ وجعل يضرب بقرنه الباب إلى أن فتحوا له ودخل فقال الشيخ لابنه يا بني جاءك الغزال

نتساءل:
أكان إتصال حدسي وإلهامي وباطني بين الشيخ وبين الغزال في لحظة اللحظة التي سكت فيها الشيخ..؟؟
أله سلطة على الغزال، ليأتي في موعدٍ قد حدده مسبقاً "بقوله غداً يجيئك غزال.."..؟؟

ثانياً القول: فلا ينكر العبد من عباد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود
أكان من أمره أن يطوي الأرض فيكون في مكة..؟؟
أم كانت له وسيلة أخرى يمكن بها أن يصل إلى مكة في ليلة ويعود إلى المكان الذي أتى منه..؟؟

ثالثاً القول: طب نفسا فإن زوجتك معك حلال
نتساءل:
هل أخبر الشيخ بأنه حلف بالطلاق إذا كان كاذباً..؟؟
فإذا لم يخبره، فكيف علم بما دار بصدر هذا الإنسان..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
في وسع الباحث أن يؤلف من أمثال هذه القصص المبثوثة في طي الكتب والمعاجم تأليفا حافلا...!! ويستفاد منها إن الولي الذي من عليه بطي الأرض له أن يأخذ معه من شاء وأراد من أخلاءه وخدمه، فتطوى لصاحبه الأرض أيضا كرامة لذلك الولي الصالح فضلا عن نفسه، وهذه كلها لا يناقش فيها مهما لم يكن الولي الموصوف من العترة الطاهرة وإلا فهناك كل الجدال والمناقشة، وكل الهوس والهياج. ما عشت أراك الدهر عجبا..!!

لم يكن هذا النكير بدعا مما جاء به القوم في كثير من فضائل مولانا أمير المؤمنين وآله العترة الطاهرة عليهم السلام فإن هناك شنشنة مطردة في واحد واحد منها بالتهكم تارة، وبالتفنيد أخرى، وبالوقيعة في السند طورا، وبالاستبعاد المجرد آونة، وبالمناقشة في الدلالة مرة، ففي كل يوم يطرق سمعك هتاف معتوه، أو عقيرة متعصب، أو ضوضاء من حانق، أو لغط من معربد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. مع أن القوم يثبتون أمثال هاتيك الفضايل لغير رجالات أهل البيت عليهم السلام، من غير أن يضطرب لهم بال، أو تغلي عليها مراجل الأحقاد، أو تمد إليها يد الجرح والتعديل، أو تتبعها كلمة الغمز بالرمي بالغلو أو الافتعال، وإليك نبذا منها.

سلطة على الحوانات

قال الإمام أبو محمد ضياء الدين الوتري في (روضة اللناظرين ص 36): قال الشيخ عقيل بن شهاب الدين أحمد المنبجي العمري أحد أحفاد عمر بن الخطاب، وكان يلقب بالغواص : أعطاني الله الكلمة النافذة في كل شئ، ثم داخله وجد فقام : وقال : يا هوام ! يا حجارة ! يا شجر ! صدقوني، فإني ما ادعيت باطلا، فوفدت الوحوش من الجبل وقد ملأ زئيرها وصراخها البقاع ودارت به، ورقصت الحجارة، فهذه صاعدة وهذه نازلة، واشتبكت الأغصان بعضها ببعضها، ثم حضر فسكت وعاد كل لما كان عليه.
وقال (روضة الناظرين ص 35) : كان يلقب بالغواص، وذلك لأنه مر بجماعة من تلامذة شيخه السروجي بالفرات، ففرش سجادته على الماء وجلس عليها وغاص بالماء إلى الجانب الآخر، ثم ظهر من الماء، ولا بلل بثيابه، فذكر ذلك إخوانه لشيخه مسلمة السروجي فقال : عقيل غواص. فاشتهر بذلك..!!

تعليق:
لما كان (كما يزعمون) من أحفاد عمر بن خطاب، كان لابد من تكريمه، وجعله خلفاً لجده عمر الذي له السيطرة والولاية على العناصر الأربعة، فقد توارثها أباً عن جد..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
حقا إن تأثير هذا الرجل في المواليد الثلاث أقوى من تأثير الله سبحانه في تصديقها إياه إن حققت المزاعم والتافهات، فقد جاء في الذكر الحكيم : و إن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. (سورة الاسراء : 47) وسبح لله ما في السموات والأرض (سورة الصف : 2) ولله يسجد ما في السموات والأرض (سورة النحل : 52) والنجم والشجر يسجدان (سورة الرحمن : 7) ألم تر إن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس (سورة الحج : 19) ومع ذلك لم يسمع أحد للوحوش والدواب نعيقا، وللشجر هفيفا، وللأحجار صعودا وهبوطا، بعنوان السجدة و التسبيح، فهو لا محالة إما بلسان ملكوتي، أو بعنوان جعل الاستعداد، أو الشهادة التكوينية التي لا تفارق كل موجود على حد قول القائل : وفي كل شئ له آية * تدل على إنه واحد وعليه ينزل قوله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو. أي خلق ما يشهد له بأحد الوجوه المذكورة، وإلا فهي دعوى لا شهادة لها إن أريد بها ظاهرها. أو إن للموجودات في تسبيحها وسجودها لغة وأطوارا لا يحسها البشر، إلا من اصطفاه الله من عباده المنتجبين، وعلمه منطق الطير، وعرفه لغة الحجر والشجر والهوام، لكن الشيخ الغواص أعطاء الله الكلمة النافذة في كل شئ حتى زارت وصرخت له الوحوش، ورقصت الحجارة، واشتبكت أغصان الأشجار، فحظيت بسماعها ورؤيتها آذان أولئك الغالين في فضائله ومقلهم، فحيى الله منحة المولى سبحانه لعبده أكثر مما عنده، ولك إمعان النظر وتدقيق البحث حول السجادة والغوص، وهذه كلها سهلة غير مستصعب على الشيخ مهما كان حفيد عمر الخلفية، هكذا يخلق أو يختلق الغلو الفضائل، وافقت العقل أم لم توافق..!



جمع حافتي نهر للعبور
محاكاة مع الأسد

جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 246) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ سياق ما روي من كرامات عبد الله بن منير المروزي : 228 أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل قال ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال ثنا أبو شجاع الفضل بن العباس بن الحصيب التميمي قال ثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي قال سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول كان عبد الله بن منير يوم الجمعة قبل الصلاة بقزوين فإذا كان في وقت صلاة الجمعة يرونه في مسجد آمل فكان الناس يقولون إنه يمشي على الماء فقيل له يا أبا محمد إنك تمشي على الماء قال أما المشي على الماء فلا أدري ولكن إذا أراد الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان

تعليق:
المسجد وكما هو واضح يفرقه عن الناس ماء (النهر)، فكيف بإمكان المرء أن يذهب لذلك المسجد..؟؟
قالوا: إنه يمشي على الماء
فقال: أما المشي على الماء فلا أدري ولكن إذا أراد الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان
أمره أعظم من أن يمشي إنسانٌ على الماء، أليس له سلطة بأن يجعل حافتي النهر مجتمعتان..!!

قال (أي يحيى بن بدر القرشي) وكان عبد الله بن منير إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه فيجمع شيئا مثل الأشنان وغيره فيدخل السوق فيبيع ذلك فيعيش به قال فخرج يوما مع أصحابه فإذا هو بالأسد رابض على الطريق فقيل له هذا الأسد فقال لأصحابه قفوا ثم تقدم هو وحده إلى الأسد فلا ندري ما قال له فقام الأسد فمر فقال لأصحابه مروا

تعليق:
يقولون: فلا ندري ما قال له
أي أنه تحدث للأسد بلغة لم يفهما أولئك الذين كانوا معه
يقول: فقام الأسد فمر فقال لأصحابه مروا
أي لا خوفٌ عليكم..!!
يتضح لكم بأنه له سلطة على الأسد، وله القدرة على فهم ومحاكاة الأسد..

يقول عبد القاهر البغدادي في (أصول الدين ص 184، 185) : أنكرت القدرية كرامات الأولياء على وجه ينقض العادة، وأثبتها الموحدون لاستفاضة الخبر عن صاحب سليمان في إتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف إليه... إلى أن يقول : ومنها قصة سفينة مولى سول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مع الأسد، وقصة عمير الطائي مع الذيب حتى قيل له كليم الذيب، وقصة أهبان بن صيفي وأبي ذر الغفاري مع الوحش وما أشبه ذلك كثير مما حُرمه أهل القدر بشؤم بدعتهم.
السباع تعرف الخليفة الصالح من الطالح
قال اليافعي في (روض الرياحين - ص 165) : حكي إنه لما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخلافة قال رعاء الشاة في رأس الجبال : من هذا الخليفة الصالح الذي قد قام على الناس؟ فقيل لهم : وما أعلمكم بذلك؟ قالوا : إنه إذا قام خليفة صالح كف الذئاب والأسد عن شياهنا.

تعليق:
أتساءل:
أكفت السباع عن الشياه حين كان الأنبياء خلفاء في الأرض، أولم يأتهم بإن السباع لا تكف عن بني آدم فضلاً عن الشياه، قال تعالى في قصة يوسف عليه السلام عن لسان نبيه يعقوب عليه السلام : «قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ»...(13) سورة يوسف..!!
ثم هل عمر بن عبدالعزيز أكرم عند الله من رسوله الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله أوصيائه والأنبياء السابقين..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس:
ما أعرف السباع المفترسة في القرون الخالية بصالح الخلفاء من طالحهم، حتى كفت عن الفرس والعدوان جريا على الصالح العام؟ وما أجهل به الانسان الظلوم الجهول حتى حاد عنه وخاصمه وعانده وحاربه وقاتله؟ ولو كانت هذه السيرة مطردة في السباع في كل أدوار الحياة، ولم يكن هذا الشعور الحي من خاصة سباع عصر عمر بن عبد العزيز ورعاءه؟ لكانت لها أن تفني شياه الدنيا ولم تبق منها شيئا يوم معاوية ويزيد وهلم جرا، أو ارجع إلى الوراء القهقرى..!!
الطيران من بلد لآخر
الفئران ترحل بطلب منه

وقال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب ج8 ص 187) نقلاً عن المناوي : توفي شمس الدين محمد السروي الشهير بابن الحمائل سنة 932، وكان كثير الطيران من بلد لآخر، وكان يغلب عليه الحال ليلا، فيتكلم بألسنة غير عربية من عجم وهند ونوبة وغيرها. ومن كراماته (أي محمد السروي المشهور) أنه شكا له أهل بلد كبير الفأر في مقات البطيخ، فقال لرجل : ناد في الغيط رسم لكم محمد بن أبي الحمائل أن ترحلوا فلم يبق فيها فأر..!!

تعليق:
لا أدري بم كان يطير..!!
أبأجنحة أم كانت له سلطة على الريح كما كانت لنبي الله سليمان عليه السلام حيث يقول : «وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ»...(81) سورة الأنبياء، أم قدرته قد فاقت قدرة الأنبياء عليهم السلام..؟؟
ثم ما هذه القدرة العجيبة (الليلية فقط) والتي يتحدث لألسنة غير عربية حتى مع الحيوانات..؟؟
ثم ما هذه السلطة والولاية على الحيوانات (الفئران)... حتى أنها فهمت قول الرجل وعرفت محمد السروي المشهور بعد إخبارهم بسمه وبرسالته..!!
سبحان الله..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
تصك الآذان مكرمة الطيران من بلد إلى آخر، ولم تجدها في الأمم السالفة حتى في معاجز الأنبياء، مرحبا بأمة محمد صلى الله عليه وآله يوجد فيها من يطير بلا جناح موهوب لجعفر بن أبي طالب عليهما السلام الذي يطير به في الجنة، أو يتجول به في ذلك العالم اللطيف، ولا بدع إذ الأمة للرقي والتقدم، ويوم جعفر غير يوم أبي الحمائل، واكتشافات القرن العشرين غير القرون الأولى وعصور الأمم الغابرة. ومن غلبة الحال على أهل الحال ليلا يتأتى التوسع في اللغات، ويمكن للرجل التكلم بأي لغة، إذا الليل له شأن من الشأن، ولغاتها غير لغات النهار، وهناك جزر ومد، ولف ونشر على قسميه : مرتبا ومشوشا، نعوذ بالله من هذيان الليل، وسفه النهار. ولو كان في تلك البلدة لفيف من الهر لاحتمل تصديق هجرة الفئران، ولأغنوا الناس عن معجزة السروي، لكن كفيت الهررة القتال بابن الحمائل، فمرحبا به وبرسمه..!!
الحشرات والدواب تنحذر للوادي
جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 3 ص: 1172) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 1025 الوخشى الحافظ الامام الجوال أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن احمد بن جعفر البلخي... وقال عمر بن علي السرخسي كنت مراهقا وقت موت الوخشى فحضرته فلما وضع في القبر سمعنا صيحة فقيل خرجت الحشرات من المقبرة وكان في طرفها واد انحدرت اليه وابصرت العقارب والخنافس وهي منحدرة في الوادي والناس ما يتعرضون لها..!!
وذكره أيضاً الذهبي في (سير أعلام النبلاء ج: 18 ص: 365)...فراجع..!!

تعليق:
أتنحذر الدواب بعيداً عن قبره ولا تنحذر لعن فبر من هو خير من مشى على الأرض، أعني بذلك رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أو نفسه أعني أمير المؤمنين عليا صلوات الله عليه أو سبطيه الحسن والحسين صلوات الله عليهما..!!
أي فضل لك عليهم..؟؟
أليس في نفسك شيءٌ يا ذهبي عن هذه المنقبة أيضاً كما هو حالك مع فضائل أمير المؤمنين عليه أفضلا الصلاة والسلام..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
دع الحشرات تنحدر، وانظر إلى عقل هذا الحافظ راوي هذه المهزأة فإنه يخبت إلى مثل هذه الأسطورة ويراها مدحا لرجال قومه، فما بال العقارب و الخنافس لم تغادر مقبرة المدينة الطيبة وبقيعها الغرقد ومسجدها الأعظم ولم تنحدر إلى الوادي وكأنها أنست بها، غير إن حشرات مقبرة الوخشي تفر عنه؟! هذا عقل الذهبي وروايته وتراه لما يقف على منقبة من مناقب مولانا أمير المؤمنين ولم ترقه ولا يجد في سندها ومتنها غمزا يتخلص منها بقوله : إن في نفسي منها شيئا. راجع تلخيص المستدرك..!!

في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
السير على الماء، التحول من مخلوق لمخلوق آخر، تحويل الشيء ذهباً وغيره...إلخ




يضع البساط على البحر فيصلي عليه

جاء في (تاريخ بغداد ج: 6 ص: 86) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) : 3120 إبراهيم بن سعد أبو إسحاق العلوي أحد شيوخ الصوفية وزهادهم انتقل عن بغداد الى الشام فاستوطن بلادها ويحكى عنه كرامات وعجائب، أخبرني إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال إبراهيم بن سعد العلوي أبو إسحاق كان حسنيا من أهل بغداد وكان يقال له الشريف لصاحب وكان أستاذ أبي الحارث الاولاسي حكي عنه أبو الحارث قال كنت معه في البحر فبسط كسائه على الماء وصلى عليه

تعليق:
عقلاً:نتساءل:
هل البساط يطفو على الماء وعليه ما هو كافٍ لإغراقه..؟؟
أليس ذلك خارقٌ لنظام الطبيعة..؟؟ أليس ذلك من سلطته وقدرته وولايته فتمكن من الصلاة على البساط..؟؟
مشى الجيش كله على الماء، وضمان عودة ما ضاع

جاء في (الروضة الريا فيمن دفن بداريا ج: 1 ص: 72) لعبدالرحمن بن محمد عمادالدين بن محمد العمادي (978- 1051هـ) : وعن بن عساكر عن حميد بن هلال العدوي قال حدثني ابن عمي قال خرجت مع أبي مسلم الخولاني في جيش فأتينا على نهر عجاج منكر فقلنا لأهل القرية أين المخاضة فقالوا ما كانت ههنا مخاضة قط ولكن المخاضة أسفل منكم على ليلتين فقال أبو مسلم اللهم أجزت بني إسرائيل البحر وإنا عبادك في سبيلك فأجزنا هذا النهر اليوم ثم قال اعبروا بسم الله قال ابن عمي وأنا على فرس فقلت لأقذفنه أول الناس خلف أبي مسلم قال فوالله ما بلغ الماء بطون الخيل حتى عبر الناس كلهم، ثم وقف فقال يا معشر المسلمين هل ذهب لأحدكم شيء فأدعوا الله تعالى يرده..!؟؟ أخرجه ابن عساكر في تاريخه 7 : 317.
قال ابن كثير:
وهذه مشابة لمعجزة نوح عليه السلام في مسيره من وبمعجزة موسى عليه السلام في فلق البحر وهذه فيها ما هو أعجب من جهة مسيرهم على متن الماء حائل ومن جهة أنه ماء جار فالمسير عليه أعجب من السير على الماء القار فهذا خارق والخارق لا فرق بين أن يكون في بحر أو نهر بل كونه في نهر عجاج كالبرق الخاطف ولم يصل إلى بطون الخيل أعظم وأعجب ولا شك أن كرامات الأولياء من جنس معجزات أنبيائهم فمن طعن على الكرامات فقد طعن على المعجزات

تعليق:
الأمر فيه نظر:
الأمر الأول: سيرهم على ماءٍ جارٍ لم يبلغ بطون الخيل خارق للقوانين الطبيعية، ولا يكون إلا بولاية وسلطة
الأمر الثاني: في قوله (يا معشر المسلمين هل ذهب لأحدكم شيء فأدعوا الله تعالى يرده)، قلت ما بال إنسان عاصٍ لله منهم، فهل يستجيب له هكذا..؟؟ أم لأبي مسلم الخولاني ضمانة بذلك على الله سبحانه وتعالى..؟؟
الأمر الثالث: إعتراف بن كثير نفسه بذلك في قوله: وهذه فيها ما هو أعجب من جهة مسيرهم على متن الماء حائل ومن جهة أنه ماء جار فالمسير عليه أعجب من السير على الماء القار فهذا خارق.. ولم يصل إلى بطون الخيل أعظم وأعجب..!!
الأمر الرابع: من هو أبو مسلم الخولاني..؟؟ ولم هذا الغلو في حقه..؟؟ سيأتي الكلام في ذلك.. فترقب!!
أربعة آلاف تمشي على الماء

جاءفي (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 149) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ في سياق ما روي من كرامات العلاء بن الحضرمي 107 أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن نصر قال ثنا يوسف بن عمر قال ثنا عبد الرحمن بن أبي شيخ قال ثنا أبو الفضل يعني المؤدب قال أنا يحيى بن ورد قال حدثني أبي قال حدثني عدي بن الفضل قال حدثني سعيد بن إياس الجريري عن أبي السليل ضريب ابن نفير قال كنت مرافقا للعلاء بن الحضرمي حين بعث إلى البحرين فسلكنا مفازة فعطشنا عطشا شديدا حتى خشينا على أنفسنا الهلاك وما ندري الأرض فذكر ذلك له فنزل فصلى ركعتين ثم قال يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم اسقنا قال فإذا نحن بسحابة كأنها جناح طائر قد أظلتنا حتى أتينا على خليج من البحر ماخيض قبل ذلك اليوم ولا خيض بعده فالتمسنا سفنا فلم نجد فذكرنا ذلك له فصلى ركعتين ثم قال يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجرنا ثم أخذ بعنان فرسه ثم قال جوزوا باسم الله قال أبو هريرة فمشينا على الماء فوالله ما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة وكان الجيش أربعة آلاف فلما جزنا قال هل تفقدون شيئا قالوا لا قال فأتينا البحرين فافتتحها وأقام بها سنة ثم مات رحمة الله عليه قال أبو هريرة فكنت فيمن مرضه وغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما دفناه تلاومنا في دفنه وقالوا ينبشه كلب أو سبع فكشفنا عنه التراب فلم نجده في قبره..!! وراجع تاريخ ابن كثير 6 : 155، نزهة المجالس 2 : 191، وأوعز إليها ابنا الأثير وحجر في أسد الغابة 4 : 7، والإصابة 2 : 498 فقالا : خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها..!!

تعليق:
أي رجلٍ هو:
1)تمطر السماء بدعاءه كلمح البصر.
2) يجوز البحر ويجوز معه أربعة آلاف ولا تبتل قدم ولا خف ولا حافر.
3) هل له من العظمة أن فرق الله بينه وبين الأرض، فصعد إلى السماء مثلاُ بروحه وجسده إلى جنب الله سبحانه وتعالى..؟؟ ثم أتسائل :
هل هو أكرم على الله من لأنبياء والصالحين وفيهم الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله حتى لا يكون جسده تحت التراب..؟؟
4) إشكال: أي سبعٍ سيبش قبر إنسانٍ وقد دفن في عمق..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
نحن لا ننبس هاهنا ببنت شفة ولا نحوم حول إسناده الباطل، ولا نؤاخذ رواة القصة بقولهم في الحضرمي : هذا خير البشر. وإنه كذب فاحش يخالف ما أجمعت عليه الأمة، وليس على الله بعزيز أن يجعل أفراد جيش جهزه عمر كلها صاحب كرامة، لكنا لا نعرف معنى قولهم : إن هذه الأرض تلفظ الموتى، أي أرض هذه؟ وفي أي قطر هي؟ وهل هي تعرف بهذه الصفة عند الملأ؟ وهل هي شاعرة بخاصتها هذه أو لا تشعر؟ وهل هي باقية عليها إلى يومنا هذا؟ وكيف شذت عن بقاع الأرض بهذه الخاصة؟ ولماذا هي؟ وكيف تخلفت عن ذاتيها في خصوص هذا المقبور؟ وهل كان الرجل في القبر لما نبشوه مجللا بالأنوار وقد أعشتهم عن رؤيته فحسبوه مفقودا، أو إنه غادر القبر إلى جهة لا تعرف، وترك فيه أنواره؟ أنا لا أدري، وهل في منة الراوي أو مدرن القصة أو مفتعلها أو من قاصها الجواب عن هذه الأسؤلة؟
المشي على الماء
جاء في (تاريخ بغداد ج: 6 ص: 86) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) : أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الأصبهاني حدثنا الحسن بن يحيى بن حمويه الكرماني بمكة قال قال أبو الحسن التمار قال أبو الحارث الاولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر فقال بعض إخواني لا تخرج فاني قد هيأت لك عجة حتى تأكل قال فجلست وأكلت معه ونزلت الى الساحل فإذا أنا بإبراهيم بن سعد العلوي قائما يصلى فقلت في نفسي ماأشك الا أنه يريد أن يقول أمشي معي على الماء ولئن قال لي لأمشين معه فما استحكمت الخاطر حتى سلم ثم قال هيه يا أبا الحارث امشي على الخاطر فقلت بسم الله فمشى هو على الماء وذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت الي وقال يا أبا الحارث العجة أخذت برجلك

تعليق:
وهنا أيضاً:
المشي على الماء، أليس خارقاً للعادة..؟؟ إليس له الولاية على الماء لكي يمشي عليه فيحمله وهو من عدم الغرق ضامن..؟؟
يتطور من حال إلى حال

ذكر بن العماد في (شذرات الذهب 7 : 250) و المناوي في (طبقاته) في ترجمة أبي علي حسين الصوفي المتوفى 861 : كان كثير التطور يدخل عليه إنسان فيجده سبعا، ثم يدخل عليه آخر فيجده جنديا، ثم يدخل عليه آخر فيجده فلاحا، أو فيلا وهكذا. وقال آخرون : كان التطور دأبه ليلا ونهارا حتى في صورة السباع والبهائم، ودخل عليه أعداؤه ليقتلوه فقتلوه فقطعوه بالسيوف ليلا، ورموه على كوم بعيد، فأصبحوا فوجدوه قائما يصلي بزاويته، ومكث بخلوة في غيط خارج باب البحر أربعين سنة لا يأكل ولا يشرب...!!

تعليق:
كأنني أشاهد فلماً سينمائياً بطله أبو علي حسين الصوفي..!!
ثم ما هذه القدرة التي يتطور بها من حال إلى حال..؟؟
ثم ما الحكمة في جعله يحيى بعد تقطيعه..؟؟ وكأن المخالفون يريدون إثبات الرجعة التي يعتقد بها شيعة محمدٍ وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين..!!
ثم ما هذه الطبيعة الإعجازية التي لم يسبقه لها إنس ولا جان في البقاء دون طعامٍ أو شراب هذه المدة الطويلة والطويلة..؟؟
ولكن: قولوا في المخالفين ما شئتم..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
من لي بمعتوه يصدق هذه الأفائك؟ متى سمعت بإنسان يتطور بصور الكواسر والبهائم كالشياطين التي تتشكل بأشكال مختلفة حتى الكلب والخنزير؟ أو رجل حي بعد ما قطع بالسيوف إربا إربا؟ أو بشر عاش على الطوي أربعين عاما؟

هذه هي الحقيقة الراهنة لكن علماء الأمة قالوا قولا في أوليائها ولا سبيل إلى رده، لأنه قول عالم في ولي..!!



ينجي المستغيثين
ذكر شمس الدين العيدروسي في (النور السافر ص 84) عن الأمير مرجان أنه قال : كنت في نفر من أصحاب لي في محطة صنعاء الأولى فحمل علينا العدو فتفرق عني أصحابي وسقط بي فرسي لكثرة ما أثخن من الجراحات فدار بي العدو حينئذ من كل جانب فهتفت بالصالحين، ثم ذكرت الشيخ أبا بكر رضي الله عنه، وهتفت به فإذا هو قائم، فوالله العظيم لقد رأيته نهارا، وعاينته جهارا، أخذ بناصيتي وناصية فرسي، وشالني من بينهم حتى أوصلني المحطة، فحينئذ مات الفرس ونجوت أنا ببركته رضي الله عنه ونفع به..!!

تعليق:
ما هذه اللطائف من عجائبكم أيها المخالفون..؟؟
ألستم تقولون بأن هذا كفر (أنتم أيها الوهابيون)..؟؟
إقرأوا ما يقول هذا الرجل: فهتفت بالصالحين
فلم لم يستصرخ برب العالمين..؟؟
ولم يذكر الله قط في موقفه هذا، بل قال: ثم ذكرت الشيخ أبا بكر رضي الله عنه، وهتفت به فإذا هو قائم، فوالله العظيم لقد رأيته نهارا، وعاينته جهارا، أخذ بناصيتي وناصية فرسي، وشالني من بينهم حتى أوصلني المحطة..!!

عجبي عجبي من عجائب*** قومٍ غيببوا لآل محمد فضائل
ورضوا بما جاء بـــه *** الداني من كل بر وفاجر
تحويل الباذنجان ذهباً

جاء في (صفوة الصفوة ج: 2 ص: 507) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : عابد آخر عن أبي الحسن بن خيرون صاحب أبي بكر عبد العزيز قال قال لي أبو بكر عبد العزيز كنت مع أستاذي يعني أبا بكر الخلال وأنا غلام مشتد فأجتمع جماعة يتذاكرون بعد عشاء الآخرة فقال بعضهم لبعض أليس مقبل يعني رجلا أسود كان ناطورا بباب حرب لنا مدة ما رأيناه فقاموا يقصدونه وقال لي أستاذي يعني الخلال لا تبرح أحفظ الباب فتركتهم حتى مضوا وأغلقت الباب وتبعتهم فلما بلغنا بعض الطريق قال أستاذي هو ذا أرى وراءنا شخصا آخر قفوا فقالوا لي من أنت فأمسكت فزعا من إستاذي فقال أحدهم لأستاذي بالله عليك إلا تركته فتركني ومضيت معه فدخلنا إلى قراح فيها باذنجان مملوء والأسود قائم يصلي فسلموا وجلسوا إلى أن سلم وأخرج كيسا فيه كسر يابسة وملح جريش قال كلوا فأكلوا وتحدثوا وأخذوا يذكرون كرامات الأولياء وهو ساكت فقال واحد من الجماعة يا مقبل قد زرناك فما تحدثنا بشيء فقال أي شيء أنا ونصف شيء عندي أحدثك أنا أعرف رجلا لو سأل الله تعالى أن يجعل هذا القراح الباذنجان ذهبا لفعل فوالله ما أستتم الكلام حتى رأينا القراح يتقد ذهبا فقال له أستاذي يعني الخلال يا مقبل لأحد سبيل أن يأخذ من هذا القراح أصلا واحدا فقال له خذ وكان القراح مسقيا فأخذ أستاذي الأصل فقلعه ما فيه ذهبا فوقعت من الأصل باذنجانة صغيرة وشيء من الورق فأخذته وبقاياه معي إلى يومي قال ثم صلى ركعتين وسأل الله تعالى فعاد القراح كما كان وعاد كان ذلك الأصل أصل باذنجان آخر

تعليق:
علماء الكيمياء والفيزياء إجتهدوا ليصروا الحديد ذهباً، فما إستطاعوا.. ولنا أن نقول:

الأمر الأول: تصيير الباذنجان ذهباً خالصاً: ألا يعني بأمر خارقٍ للعادة كان على يديه..؟؟

الأمر الثاني: (فقال له أستاذي يعني الخلال يا مقبل لأحد سبيل أن يأخذ من هذا القراح أصلا واحدا فقال له خذ)، يدل على:
1- إن سؤال الخلال يقوله (لأحد سبيل) يعني أن الأمر ذاته مستحيل..!!
2- أمر الإمكان كان من هذا الرجل بقوله "خذ"..!!

الأمر الثالث: عودت القراح كما كان عليه "بل" رجوع أصل آخر للباذنجان، فتأمل..!!
فأخبروني، أهذا أمرٌ طبيعي، أم أنه خارقٌ للعادة..؟؟
جعل الأرض كلها ذهباً وهو يعلم الغيب

جاء في (الروض الفائق ص 126) : عن الحسن البصري رحمة الله عليه قال : كان بعبادان رجل فقير أسود يأوي إلى الخرابات فحصل معي شيء فطلبته فلما وقعت عينه علي تبسم وأشار بيده إلى الأرض فصارت الأرض كلها ذهبا تلمع ثم قال : هات ما معك. فناولته وهالني أمره فهربت..!!

تعليق:
من خلال هذا النقل يتضح لي أمور، منها :
1- أولا هذا الرجل الفقير يعلم الغيب، فقد علم ما جاء من أجله الحسن البصري..!!
2- هذا الرجل الفقير له قدرة خارقة بأن يجعل الأرض ذهباً بمجرد أن يشير إليها بيده..!!
3- إشكالٌ، إذا كانت له القدرة على جعل الأرض ذهباً، فلماذا يقول للبصري هات ما عندك، رغم أن الذي فعله من المفترض أن يكون مبتغاه (أني ليست بحاجة لك ولا لغيرك إلا الله عز وجل، وما فعلت هذا إلا لأخبرك بأني بخير والحمد لله) ولكن ما صدر منه لا يليق..!!
تحويل الخمر عسلاً

جاء في (الإصابة في تمييز الصحابة ج: 2 ص: 254) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852) قال: وروى بن أبي الدنيا بإسناد صحيح عن خيثمة قال أتى خالد بن الوليد رجل معه زق خمر فقال اللهم اجعله عسلا فصار عسلا وفي رواية له من هذا الوجه مر رجل بخالد ومعه زق خمر فقال ما هذا قال خل قال جعله الله خلا فنظروا فإذا هو خل وقد كان خمرا..!! وراجع أيضاً سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 376، كرامات الأولياء ج: 1 ص: 142، تاريخ ابن كثير 7 : 114..!!

تعليق:
هذه الكرامات للفجار من هذه الأمة والذين قتلوا المؤمنين أمثال مالك بن نويرة ونزوا على زوجته..!!
ولكن عندما تقول في حق الطيبين الطاهرين آل بيت محمدٍ صلوات الله عليهم حقً وفضل، أجابوك بأن هذا غلو وهذا لا ميكن حدوثه وهذا غير صحيح، و و و..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
إقرأ صحيفة حياة خالد السوداء مما مر في الجزء السابع ص 156- 168 ط 1 وسل عنه بني جذيمة ومالك بن نويرة وامرأته، وسل عنه عمر الخليفة، حتى تعرفه بعجره وبجره، ثم احكم بما تجد الرجل أهلا له..!!
تحويل الحصى تبر

جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 185) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : ع حيوة بن شريح الامام القدوة أبو زرعة التجيبي المصري شيخ الديار المصرية، وروى احمد بن سهل الأردني عن خالد بن الفزر قال كان حيوة بن شريح من البكائين وكان ضيق الحال جدا فجلست وهو متخل يدعو فقلت لو دعوت أن يوسع عليك فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فأخذ حصاة فرمى الي بها فإذا هي والله تبرة ما رأيت أحسن منها وقال ما خير في الدنيا الا الآخرة ثم قال هو اعلم بما يصلح عباده فقلت وما اصنع بهذه قال استنفقها فهبته والله ان أرد..!!

تعليق:
تحويل الخصى تبرا، من دون دعاء، تبركت بيده حين رماها فما خرجت من يده إلى وهي تبرة...!! ولا ننكر أن يحصل ذلك بإذن الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما غلب الهوى نفوسهم في رد فضائل وكرامات آل بيت محمدٍ صلوات الله عليه وعلى آله، كان لابد أن نعجب من أفعالهم قبل أقوالهم..!! والله المستعان..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
من يعرف الإسم الأعظم، يشتري حوراء من الله، الإخبار بما يراه النائم وعجائب أخرى...!!



كرامات ظاهر وباطنة ويعرف الإسم الأعظم

جاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 1 ص: 254) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ:
247 إسماعيل بن إبراهيم بن على الفراء الصالحى بسفح الجبل كان صالحا زاهدا ورعا ذا كرامات ظاهرة ومعاملات باطنة صحب الشيخ الفقيه اليونينى ويقال إنه يعرف الاسم الأعظم مات فى جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وستمائة

تعليق:
نتساءل:
ماهي تلك الكرامات الظاهرة..؟؟
ما هي الكرامات الباطنة..؟؟
لابد أنها أمور خارج عن الأمور الطبيعية، بل وعجيبة، وذلك قيل عنه أنه يعرف الإسم الأعظم..!!
إشترى حوراء من الله بأربعة آلاف ختمة

جاء في (تاريخ بغداد ج: 8 ص: 461) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) في حديثه عن 4577 زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان بن عبد الله أبو يحيى الناقد، قال: أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني بها حدثنا معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني قال قال أبو زرعة الطبري قال أبو يحيى الناقد اشتريت من الله حوراء بأربعة آلاف ختمة فلما كان آخر ختمة سمعت الخطاب من الحوراء وهي تقول وفيت بعهدك فها أنا التي قد اشتريتني فيقال إنه مات عن قريب..!!

تعليق:
كم المدة التي إستغرقها لختم القرآن أربعة آلاف ختمة..؟؟ ولا عجب إن قالوا في يوم وليلة أو أكثر أو أقل من ذلك، فإن من الممكن عند القوم أن يختمها في بضع دقايق فإن أبا مدين المغربي كان يختم في اليوم والليلة سبعين ألف ختمة، وقد جاء مثلاً في (شرح معاني الآثار ج: 1 ص: 346) لأحمد بن محمد بن سلامة بن عبدالملك بن سلمة أبو جعفر الطحاوي (229-321هـ) حيث يقول: وأما قول بن مسعود رضي الله عنه بعد ذلك إنما سمى المفصل لتفصلوه فإن ذلك لم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد يحتمل أن يكون ذلك من رأيه فإن كان ذلك من رأيه فقد خالفه في ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه كان يختم القرآن في ركعة...وأيضاً راجع (المغني ج: 1 ص: 293) لعبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد (541- 620هـ). وفي (الثقات ج: 3 ص: 40) لمحمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354هـ في حديث عن تميم الداري وكان يختم القرآن في ركعة..!!
ثم هل الله سبحانه وتعالى يعطي العبد بشيء..؟؟ وهو جل وعلى يقول : «تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ»...(27) سورة آل عمران...!!
ثم هل الله جل وعلى محتاج لختمة من القرآن الكريم حتى يقايضك ويعطيك حوراء (في الحياة الدنيا)..؟؟
الإخبار بما يراه النائم

جاء في (تاريخ بغداد ج: 1 ص: 276) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) و (صفوة الصفوة ج: 2 ص: 476) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن أبي طاهر محمد بن علي العلاف قال عملا أبا الحسين إبن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم وكان أبو الفتح بن القواس جالسا إلى جنب الكرسي فغلبه النعاس فنام فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه فقال له أبو الحسين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك قال نعم فقال أبو الحسين لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه أو كما قال.. وذكره أيضاً الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز (673-748هـ) في (سير أعلام النبلاء ج: 16 ص: 508) : الخطيب حدثنا شرف الوزراء أبو القاسم حدثني أبو طاهر بن العلاف قال عملا ابن سمعون وهو يعظ وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي فنعس فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح فقال له أبو الحسين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك قال نعم فقال لذلك امسكت خوفا ان تنزعج...!!

تعليق:
وما مثلك إلا مثل نبي الله دانيال عليه السلام ونبي الله يوسف عليه السلام {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (43) سورة يوسف... يمكنك أيها الملك أن تسأل إبن سمعون فيجيبك قبل أن تقوم من مكانك..!!
يقول بن سمعون : لذلك امسكت خوفا ان تنزعج..!!
أتساءل، ألم ينم أبو الفتح القواس وأنت تخطب..؟؟ فأي أزعاجٍ كان يمكن أن يقطع نومه..؟!
ولعمري ما نام أبو الفتح إلا من خطبتك التي رفعتها..!! لله درك..!!
الإخبار بما في الخواطر

قال أبو محمد ضياء الدين الوتري في (روضة الناظرين ص 133) في ترجمة الشيخ محمد الغزالي الموصلي الشهير بالغزلاني (وذلك لأن الغزلان لا زالت كانت تزوره وتأنس به، راجع نفس الصفحة) المتوفى 605 نقلا عن الشيخ محمد أبي عبد الله بن تاج ابن القاضي يونس الموصلي أنه قال : كنا مع جماعة من ثقات علماء الموصليين بزيارة الشيخ محمد الغزلاني قدس الله سره وكان الوقت وقت المغرب، وقد أظلم الغار الذي هو فيه فثقل ذلك على الجماعة فكشف ما في خواطرهم وتبسم وقال : ما عندنا زيت ولا لنا سراج، ثم أشار إلى شجرة أمام الغار، فلمعت أغصانها نورا أضاء منه الجبل، فوالله ما بتنا ليلة أبهج وأكثر أنسا عندنا من تلك الليلة..!!

تعليق:
أي إسمٍ أعظمٍ ملكت يا غزالي حتى عرفت ما في نفوس القوم..؟؟
ثم ما هذه الولاية التي بها جعلت أغصان الشجرة أنواراً تُضيء الجبل..؟؟
ولعمري إن من كان حولكم من الإنس والجن والحيوانات ظنوا بأن الصبح قد تنفس وطلعت الشمس..!!
يعلم حوائج زائريه وهو في قبره

قال ابن العماد في (شذرات الذهب 7 : 292) : توفي أبو القاسم محمد بن إبراهيم من بيت بني جمعمان سنة 857 وكان إماما مجتهدا وانتهت إليه الرياسة في العلم والصلاح في اليمن وله كرامات منها : إنه كان يخاطبه الفقيه أحمد بن موسى عجيل من قبره، وإذا قصده أحد في حاجة توجه إلى قبره فيقرأ عنده ما تيسر من القرآن ثم يعلمه فيجيبه.

تعليق:
للعين حقٌ أن تدمع عندما تقرأ مثل هذا..!!
ولكن لو قلنا بأن أهل البيت صلوات الله عليهم أبواب الله التي منه تؤتى، يعطي الله بواسطتهم الخير إن سأل بجاههم، ما لقينا إلا الغلو جواباً منكم..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
زلة العالم يضرب بها الطبل، وزلة الجاهل يخفيها الجهل..!!
عجائب سهل التستري

ذكر الشعراني في (طبقات الأخيار 1 : 158) نقلا عن كتاب (الجواهر) لسهل بن عبد الله التستري المتوفى 283 أنه قال : أشهدني الله تعالى ما في العلى وأنا ابن ست سنين، ونظرت في اللوح المحفوظ وأنا ابن ثمان سنين، وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سنين، ورأيت في السبع المثاني حرفا معجما حار فيه الجن والإنس ففهمته، وحمدت الله على معرفته، وحركت ما سكن وسكنت ما تحرك بإذن الله تعالى وأنا ابن أربع عشرة سنة..!!

تعليق:
ما فضل الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله في الإسراء والمعراج من فضائلك يا سهل..؟؟
وليت شعري، ما كان منه حينما بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً..؟؟ أفكان شفيعا للأمة بل هل أصبح نبياً ما جاء بما جاء به لا قبله ولا بعده من الجن والأنس..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليت شعري متى ما أشهد الله ما في العلى نبيه الأعظم صاحب الرسالة الخاتمة؟ ومتى ما نظر صلى الله عليه وآله في اللوح المحفوظ وفك طلسم السماء؟ وهل رأى ذلك الحرف المعجم الذي حار فيه الجن والإنس وفهمه، وهل حرك وسكن بإذن الله؟ أيم الله إن هذه الأساطير المشمرجة لا يبوح بها إلا من يتخبطه الشيطان من المس وإن هي إلا سم ناقع على روح الاسلام، تمس كرامة الأولياء، وتشوه سمعة الأمة المسلمة، وتسود صحيفة تاريخها عند الأمم، وتضحك الملأ على عقلية أولئك المؤلفين الذين جمعت بيراعهم أشتات التاريخ الاسلامي..!
جبال الحروف
يأخذ قبساً من نار من القمر..!!

وجاء في (روض الرياحين لليافعي 172) عن سهل بن عبد الله قال : صعدت جبل قاف فرأيت سفينة نوح مطروحة فوقه. و قيل لأبي يزيد رضي الله عنه : هل بلغت جبل قاف؟ فقال : جبل قاف أمره قريب بل جبل كاف وجبل صاد وجبل عين وهي محيطة بالأرض حول كل أرض جبل بمنزلة حائطها، وجبل قاف بهذه الأرض وهي أصغر الأرضين، وهو أيضا أصغر الجبال، وهو جبل من زمردة خضراء وقيل : إن خضرة السماء من خضرته. وروي : إن الدنيا كلها خطوة للولي. وحكي : إن وليا من أولياء الله تعالى احتاج إلى النار فرفع يده إلى القمر فاقتبس منه جذوة في خرقة كانت معه..!!

تعليق:
هل سفينة نبي الله نوح عليه السلام لازالت راسية فوق الجبل لم تذهب أكثر من معالمها..؟؟
ثم هل خضرة السماء من خضرة الجبل كما يزعم..؟؟ أفتضحك العالم الغربي والشرقي بأن يقولوا علماء المسلمين لا علم له بالعلوم الطبيعية والظواهر الطبيعية..!!
ثم أسأل الذي حاك هذه القصة، هل القمر كتلة نارية حتى يأخذ منها بقيس..؟؟ أم أنه مرآة لشعاش الشمس..؟؟
جاء من هو أفضل عن الله من نبيه موسى الكليم عليه السلام حيث قال: «إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ»...(7) سورة النمل، فهذه الأمة بها من يأتي بنار من القمر..؟؟
ثم كيف وصل إلى القمر، هل كان يطال كل شيء..؟؟ بلى عندما نعلم بأنه عَرج إلى السماء سابقاً وهو بن ست سنين..!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
حقا قيل : الجنون فنون : وأيم الله يميت القلب ويجلب الهم ضياع التاريخ الاسلامي بيد هؤلاء المعشوذين الذين شوهوا صحائفه بأمثال هذه الترهات التي لم يخلق مثلها في أساطير الأولين..!!
له نخلة يحدثها، ويعلم الغيب

جاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 150) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ: قال الشيخ موفق الدين لم أسمع عن أحد يحكى عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عن الشيخ عبد القادر ولا رأيت أحدا يعظم في أصل الدين أكثر منه وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام إنه لم تتواتر كرامات أحد من المشايخ إلا الشيخ عبد القادر فإن كراماته نقلت بالتواتر وذكر الشيخ ناصح الدين ابن الحنبلي أنه حكى له الشيخ ابن غريبة أن الوزير ابن هبيرة قال له الخليفة يريد المقتفى وقد شكى من الشيخ عبد القادر وقال إنه يستخف بي ويذكرني وله نخلة في رباطه تتكلم ويقول يا نخلة لا تتعدي أقطع رأسك إنما يشير إلي تمضي إليه وتقول له في خلوة ما يحسن بك أن تتعرض للإمام أصلا وأنت تعرف حرمة الخلافة قال الشيخ أبو الحسن فذهبت إليه فوجدت عنده جماعة فجلست أنتظر خلوة منه فسمعته يتحدث ويقول في أثناء كلامه نعم أقطع رأسها فعرفت أن الإشارة إلي فقمت وذهبت فقال لي الوزير بلغت فأعدت عليه ما جرى فبكى الوزير وقال لا نشك في صلاح الشيخ عبد القادر

تعليق:
لنا نقطتين في هذا الأمر
النقطة الأولى: لم ينفي هذا النقل أن تلك النخلة تحدثه، والدليل على ذلك قوله (نعم أقطع رأسها)، أي أن هذه النخلة عزيزة عليَّ ولكن أقطعها إذا كنت تريد قول الحق وهو أني لا أستخف بالخليفة..!!
النقطة الثانية: علمه بالغيب، وذلك من أمور
1- كيف أن علم بقدوم الرجل إليه..؟؟
2- كيف علم بأنه قد جيء به ليقول الصدق أو تُقطع رأس تلك النخلة..؟؟
3- هل علم بالحديث الذي دار بين هذا الرجل والوزير..؟؟
النخلة تحمل بقلم

جاء في (مختصر طبقات الحنابلة ص 11) : قال أبو طالب علي بن أحمد : دخلت يوما على أبي عبد الله وهو يملي وأنا أكتب فاندق قلمي فأخذ قلما فأعطانيه فجئت بالقلم إلى أبي علي الجعفري فقلت : هذا قلم أبي عبد الله أعطانيه فقال لغلامه : خذ القلم فضعه في النخلة عسى تحمل. فوضعه فيها فحملت.

تعليق :
نتساءل:
ما هي كرامات وعظمة هذا الرجل حتى يأتي أبو يعلى الجعفري فيقول ما قال إيماناً بأن ذلك شيءٌ لا محالة فيه كرامة لهذا الرجل..؟؟
ثم ما هي هذه العظمة بأن قلماً خاص به ومس يده يكون له هذه الأعجاز..؟؟
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
الولاية عى النار وفيه (عمر يستغيث بغير الله) ، يتأمرون على الملكين منكر ونكير....إلخ



الولاية على النار

جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 157) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : في سياق حديثه عن كرامات تميم الداري رحمة الله عليه 113 أخبرنا علي بن محمد بن علي بن يعقوب قال ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا الفضل بن حباب الجمحي قال ثنا محمد بن عنبسة الخزاعي قال ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء أن معاوية بن حرمل ختن مسيلمة الكذاب قال قدمت المدينة فبقيت ثلاثة أيام لا أطعم شيئا فأتيت عمر بن الخطاب فقال اذهب فانزل على خير أهل المدينة فدخلت المسجد فإذا فيه رجل لما صلى العصر ضرب بيده إلى من عن يمينه وشماله فذهب بهما إلى منزله فإذا هو تميم الداري فصليت إلى جنبه فضرب بيده إلي وإلى أخي فذهب بنا إلى منزله ووضعت المائدة وجيء بالطعام فأكلنا أكلا شديدا فلبثنا أياما فخرجت نار من غار في الحرة فجاء عمر بن الخطاب فقال يا تميم أنت لها فقال يا أمير المؤمنين أنا وما عسى أن أكون أنا قال أقسمت عليك لما قمت فقام فاتبعته فجعل يحوشها حتى أدخلها الغار الذي خرجت منه فقال عمر رضي الله عنه ما من شهد كمن لم يشهد وما من رأى كمن لم ير..وأخرجه أبو نعيم في (الدلائل ص212) عن معاوية بن حرمل، وأخرجه البيهقي عنه، قال : خرجت نار بالحرة، وذكر نحوه كما في (البداية ج6 ص153)، وأخرجه البغوي عنه، قال: قدمت على عمر فقلت: يا (كذا)، تائب من قبل أن يقدر عليَّ، فقال: من أنت؟ فقلت: معاوية بن حرمل خَتَن مسيلة (أي زوج ابنته)، قال: إذهب فانزل على خير أهل المدينة، قال: على تميم الداري، فبينا نحن نتحدث؛ إذ خرجت نار بالحرة، فجاء عمر إلى تميم، فقال: يا تميم، أخرج: فقال: وما أنا؟ وما تخشى أن يبلغ من أمري؟ فصغر نفسه، ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجت منه، ثم إقتحم في أثرها، ثم خرج فلم تضره.. كذا في (الإصابة ج3 ص 497)، وأخرجه أبو نعيم في (الدلائل ص 212) عن ضمرة عن مرزوق مختصراً، وفي روايته: فقال عمر: لمثل هذا نحبك با أبا رقية..!!

تعليق:
بهذا النص، نجد أن النار تطيع تميم الداري، فله ولاية عليها لا محال..!!
فهل كانت النار تدافع عن نفسها حتى غلبها وأدخلها مخرجها..؟؟
وأتساءل، عمر بن خطاب له ولاية على العناصر الأربعة، فلم لم يستخدم ولايته على النار هنا..؟؟ أم كان فقط يريد إظهار كرامة وفضل تميم..؟؟
ثم هل أشرك عمر بن خطاب عندما أراد إخماد النار.. فلم يطلب من الله أن يطفئها بل ذهب وسأل تميم..؟؟
وأتساءل، إذا كان تميم الداري هو خير أهل المدينة، كان أولى أن يكون مكانك يا عمر بن خطاب..؟؟
الجلوس في النار

لا تحرقه النار كنبي الله إبراهيم الخليل ع
جاء في (الروضة الريا فيمن دفن بداريا ج: 1 ص: 79) لعبدالرحمن بن محمد عمادالدين بن محمد العمادي (978- 1051هـ) نقلاً عن ابن كثير : وقد وقع حصول بن أبي الحواري مع شيخه أبي سليمان الدارني رضي الله عنهما الآتي ذكرهما قريبا قصة تشبه هذه وكلاهما ساكن داريا كما رواه ابن عساكر في ترجمة أحمد بن أبي الحواري بسنده وجه أنه جاء إلى أستاذه أبي سليمان الداراني يعلمه أن التنور قد سجروه وأهله ينتظرون ما يأمرهم به فوجده يكلم الناس وهم حوله فأعلمه بذلك فلم يلتفت إليه واشتغل عنه بالناس ثم أعلمه ثانيا فلم يلتفت إليه ثم أعلمه ثالثا فقال له أبو سليمان اذهب واجلس فيه واشتغل أبو سليمان بالناس فذهب أحمد إلى التنور وهو يضطرم نارا والحاصل فيه فكان عليه بردا وسلاما وما زال جالسا حتى فرغ أبو سليمان من كلامه فقال لمن حوله قوموا بنا إلى أحمد فإني أظنه قد ذهب إلى التنور والحاصل فيه امتثالا لما أمرته به فذهبوا فوجدوه جالسا فيه فأخذه أبوسليمان بيده وأخرجه رضي الله عنهما..!!

تعليق:
لا أدري لمن ينسب هذا الإعجاز، ألسليمان الداراني أم لأحمد الحواري..؟؟ وذلك من وجهين:
الوجه الأول: سليمان الداراني إستخدم ولايته على النار فجعلها برداً وسلاماً على أحمد الحواري وكان ضامناً سلامته..!! أو
الوجه الثاني: أحمد الحواري إستخدم ولايته على النار فجعلها برداً وسلاماً عليه..!!
وكلا الوجهين إعجاز خارقٌ لقوانين الطبيعة..!!

بل قال بن تيمية بأن ذلك جائز حتى على من لم يكن من الصالحين (فقط لأنه من أمة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله)، فجاء في (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 459) قلت للأمير أنا ما امتحنت هؤلاء لكن هم يزعمون أن لهم أحوالا يدخلون بها النار وان أهل الشريعة لا يقدرون على ذلك ويقولون لنا هذه الأحوال التي يعجز عنها أهل الشرع ليس لهم أن يعترضوا علينا بل يسلم إلينا ما نحن عليه سواء وافق الشرع أو خالفه وأنا قد استخرت الله سبحانه أنهم أن دخلوا النار ادخل أنا وهم ومن احترق منا ومنهم فعليه لعنة الله وكان مغلوبا وذلك بعد أن تغسل جسومنا بالخل والماء الحار فقال الأمير ولم ذاك قلت لأنهم يطلون جسومهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع وباطن قشر النارنج وحجر الطلق وغير ذلك بالخل والماء الحار بطلت الحيلة وظهر الحق فاستعظم الأمير هجومي على النار وقال أتفعل ذلك فقلت له نعم قد استخرت الله في ذلك وألقى في قلبي أن افعله ونحن لا نرى هذا، وأمثاله ابتداء فان خوارق العادات إنما تكون لأمة محمد المتبعين له باطنا وظاهرا لحجة أو حاجة فالحجة لإقامة دين الله والحاجة لما لا بد منه من النصر والرزق الذي به يقوم دين الله وهؤلاء إذا اظهروا ما يسمونه إشاراتهم وبراهينهم التي يزعمون أنها تبطل دين الله وشرعه وجب علينا أن ننصر الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ونقوم في نصر دين الله وشريعته بما نقدر عليه من أرواحنا وجسومنا وأموالنا فلنا حينئذ أن نعارض ما يظهرونه من هذه المخاريق بما يؤيدنا الله به من الآيات.

جاء في (الاستيعاب 2 : 666، صفة الصفوة 4 : 181، تاريخ ابن عساكر 7 : 318، تذكرة الحفاظ للذهبي 1 : 46، تاريخ ابن كثير 8 : 146، شذرات الذهب 1 : 70، تهذيب التهذيب 12 : 236) : دعا الأسود العنسي - المتنبي - أبا مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب اليمني التابعي المتوفى 60 / 62 فأجج الأسود نارا عظيمة وألقى فيها أبا مسلم فلم تضره، وأنجاه الله منها، فكان يشبه بإبراهيم الخليل، فوفد على أبي بكر مسلما فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به ما فعل بإبراهيم خليل الله..!!
وفي لفظ ابن كثير : فقدم على الصديق فأجلسه بينه وبين عمر وقال له عمر : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أري في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل وقبله بين عينيه..!!

تعليق :
هل الأمة ناقصة وبها رسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله وهو أفضل الكائنات على الإطلاق حتى يأتي أحدهم ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أري في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل وقبله بين عينيه..!!؟؟
ثم ما هذا التشبيه القبيح، من هو أبو مسلم الخولاني لكي يقاس ويقارن بنبي الله إبراهيم عليه السلام..؟؟
أم لأنه من أعوان الطليق بن الطليق الباغي، فقيل فيه ما قيل..؟؟

وعندما يروي شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم بأن موالٍ لأمير المؤمنين عليه السلام يدخل التنور بأمر الإمام عليه الصلاة والسلام، فتكون النار برداً وسلاماً على هذا الرجل، يكون الشيعة مغالين..!! سبحانك يا رب، لا حول ولا قوة إلا بك..!!
الحريق والغريق وكرامة أحمد بن حنبل
روى ابن الجوزي في (مناقب أحمد ص 297) بإسناده عن فاطمة بنت أحمد قالت : وقع الحريق في أخي صالح وكان قد تزوج إلى قوم مياسير فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول : ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب لأبي كان يصلي فيه أتبرك به وأصلي فيه قالت : فطفى الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حواليه والثوب سليم.
قال ابن الجوزي :
قلت : وهكذا بلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي إنه وقع الحريق في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتابا كان فيه شيء بخط أحمد. وقال : قلت : ولما وقع الغرق ببغداد في سنة أربع وخمسين وخمسمأة وغرقت كتبي سلم لي مجلد فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.
وقال الذهبي في ذيل العبر عند ذكر ما وقع سنة 725، واليافعي في المرآة : ومن الآيات أن مقبرة الإمام أحمد بن حنبل غرقت سوى البيت الذي فيه ضريحه فإن الماء دخل في الدهليز علو ذراع ووقف بإذن الله وبقيت البواري عليها غبار حول القبر، صح هذا عندنا، وجر السيل أخشابا كبارا وحيات غريبة الشكل..!!

وأيضاً في (سير أعلام النبلاء ج: 11 ص: 230) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (673-748هـ) في حديثه عن أحمد بن حنبل: أبو بكر بن شاذان حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسلم؛ قال ((ابن الجوزي)) وبلغني عن قاضي القضاة...إلخ..!!
قلت (أي الذهبي) وكذا استفاض وثبت ان الغرق الكائن بعد العشرين وسبع مئة ببغداد عام على مقابر مقبرة أحمد وان الماء دخل في الدهليز علو ذراع ووقف بقدرة الله وبقيت الحصر حول قبر الامام بغبارها وكان ذلك اية..!! وراجع أيضاً مرآة الجنان 4 : 273، شذرات الذهب 6 : 66، صلح الإخوان للخالدي ص 98..!!

تعليق:
أكل شيء له علاقة بأحمد بن حنبل لا يحترق..؟؟
ثم ما بال الماء بزعمكم لا يقرب للضريح..؟؟
أولم يكن من فضل سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه وعلى آله أن الماء إنحسر عن قبره بوم أراد نواصب بني أمية والعباس إغراقه..؟؟ أفكان هذا النقل تغطية أو مساواتكم للإمام صلوات الله عليه وعلى آله بالمجسم بن حنبل..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
وكفى شاهدا على صدق هذه الكرامة عدم وجود أي أثر من ذلك المرقد المعظم اليوم، وقد جرفته السيول، وعفت رسمه، كأن لم يكن، وغدا حديث أمس الدابر..!!
يدعو فتلد المرأة بل يغير ما في رحمها من حمل
جاء في (سنن البيهقي الكبرى ج: 7 ص: 443) لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي (384-458هـ) : 15334 أخبرني أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو شعيب صالح بن عمران الدعاء حدثني أحمد بن غسان ثنا هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي قال ثم بينما مالك بن دينار يوما جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء ثم دعا ثم قال اللهم هذه المرأة إن كان ريح فأخرجها عنها الساعة وإن كان جارية فأبدلها بها غلاما فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ثم رفع مالك يده ورفع الناس أيديهم وجاء الرسول إلى الرجل فقال أدرك امرأتك فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط بن أربع سنين قد استوت أسنانه ما قطعت أسراره..!!

وأيضاً في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 216) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: في سياق ما روي من كرامات أبي يحيى مالك بن دينار رحمة الله عليه: 184 أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال أنا محمد بن مخلد العطار قال ثنا أبو شعيب صالح بن حمدان الدعاء قال حدثني أحمد بن غسان قال ثنا هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي قال بينما مالك بن دينار يوما جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين...إلخ..!! وذكر ذلك القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن ج: 9 ص: 287)..!!!

تعليق:
أمور عدة تظهر من هذه الرواية، منها:
1) ما هي عظمة مالك بن دينار حتى يقول (ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء) فأخبرونا ما وصل إليه هذا الرجل حتى يعتقد البعض بأنه وصلة تلك الرتبة (النبوة)..؟!
2) القرآن الكريم يقول : {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} (15) سورة الأحقاف، فهل يصل الحمل إلى أربع سنين، وهو مخالف للقرآن الكريم..؟؟ إلا اللهم كان ولياً من أولياءه فحفظه من كيد أعدائه، أو أظهر به إعجازاً أظهاراً لدعوته..!!
3) هل كانت المرأة حاملا بجارية أم بغلام..؟؟
4) فإذا كانت جارية، فبدعاء بن دينار وقدرته وعظمته وكرامته عند الله، أبدلها الله بغلام..!!
5) العجيب أن به أسنان وأسراره باقية، فعلى ماذا كان يتغذى وهو بن أربع سنين، أم كان يأكل من بدن أمه..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس من المستحيل التلفظ بالمحال، لكن التقوى أو الحياء يزع كل منهما الانسان عن أن يلهج بما هو خارج عن مستوى المعقول. ألا من مسائل هذا الراوي عن إن رحم المرأة هل فيها تمطط فتبلغ من السعة ما يقل ابن أربع سنين وقد استوت أسنانه ونبت شعره ويركب الرقاب؟ وهب إن فيها تمططا فهل ما يحويها من بنية البدن له مثل ذلك التمطط؟ فيجب عليه أن يكون في هيئة الحامل إذن تضخما أكثر من النساء العاديات، فهل كانت أم الغلام هكذا؟ أو إنها بقيت على حالتها وهي كرامة أخرى لأحد من عباد الله؟ سبحان الذي تولى كلائة هذه المرأة المسكينة عن أن تنكسر عظامها، وتنقطع عروقها، وينفتق جلدها ولحمها، وقد فعل سبحانه ما أراد في الزمن من الماضي. ورحم الله مالك بن دينار لولا دعائه للمرأة المسكينة لكان يبقى جنينها في بطن أمه أربعين عاما أو إلى ما شاء الله. ثم هل كان المولود في بطن أمه أنثى فأبد له دعاء ابن دينار ذكرا؟ أو أنه كان ذكرا ولا صلة للدعاء المذكور به، وأن الله هو الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور؟ وإن من المقطوع به إن في تلك الساعة كان قد أفرزت خلقة المولود وصور مثاله فلم يبق فيه بعد مجال للتغير والتأثر وإنه إما ذكر أو أنثى، فلا محل من الإعراب لدعاء ابن دينار : [ وإن كان في بطنها جارية فأبدلها بها غلاما ] غير أنه دعا، وهل كانت له هذه الدعوة المستجابة بعد الولادة أخذا بقوله : إنك تمحو ما تشاء وتثبت؟ لعلها له وليس على الله بعزيز، ولا يسئل عما يفعل، وهو على كل شئ قدير..!!
دعا عليها فأعمى بصرها بسبب تافه
جاء في (تاريخ بن عساكر 7 : 317) : كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل داره فكان في وسطها كبر فيدخل فينزع ردائه وحذاءه وتأتيه إمرأته بطعام فيأكل فجاء ذات ليلة فكبر فلم تجبه، ثم أتى باب البيت فكبر وسلم وكبر فلم تجبه، وإذا البيت ليس فيه سراج وإذا هي جالسة بيدها ود (كذا) تنكت به الأرض فقال لها : مالك؟ فقالت : الناس بخير وأنت أبو مسلم لو إنك أتيت معاوية فيأمر لك بخادم ويعطيك شيئا تعيش به؟ فقال : اللهم من أفسد علي أهلي فاعم بصره. وكانت أتتها امرأة فقالت : أنت امرأة أبي مسلم الخولاني فلو كلمت زوجك يكلم معاوية ليخدمكم ويعطيكم. فبينا هذه المرأة في منزلها إذا أنكرت بصرها فقالت : سراجكم طفئ؟ فقالوا : لا. فقالت : إنا لله، ذهب بصري، فأتت إلى أبي مسلم فلم تزل تناشده الله وتطلب إليه حتى دعا الله فرد بصرها ورجعت امرأته إلى حالها التي كانت عليها..!!

تعليق:
ما هذا السبب الذي من أجله أعمى بصر المرأة المسكينة..؟؟
وهل طلبت إلا ما يطلبه الباقي وهو من أتباع الطليق الباغي بن الطليق..؟؟
فما أسرع الإستجابة لأعداء الله..!!!!!!!!!!!!!!!

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما أقسى صاحب هذه المعاجز حيث أعمى امرأة مسلمة من غير ذنب تستحق لأجله مثل هذه العقوبة؟ فإن مراجعة معاوية كبقية المسلمين وهو أميرهم فيما حسبوه -والرجل في الرعيل الأول من شيعته- للتوسيع عليه ليس فيها اقتراف مأثم ولا اجتراح سيئة تستحق المسكينة عليها التنكيل بها، فهلا دعا الله سبحانه أن يهديها وامرأته أن يثبت قلبيهما على الصبر والتقوى إن كان يعلم من نفسه إجابة دعوته؟ لكنه أبى إلا القسوة، أو أن المغالي في فضله افتعل له ذلك ذاهلا عن إن ما افتعله يمس كرامة الرجل، ونحن نجل ساحة قدس المولى سبحانه عن أن تكون عنده إجابة لمثل هذه الدعوة الصادرة عن الجهل.
يتكلم رأسه بعد قطعه
جاء في (تاريخ بغداد ج: 5 ص: 178) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) و (تهذيب الكمال ج: 1 ص: 513) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-742هـ) و (سير أعلام النبلاء ج: 11 ص: 168) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (673-748هـ) : في الحديث عن الخزاعي الامام الكبير الشهيد أبو عبد الله أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثهم الخزاعي المروزي، يقول: بعد ان مدوا له رأسه بحبل وهو مقيد ونصب رأسه بالجان الشرقي وتتبع اصحابه فسجنوا قال الحسن بن محمد الحربي سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول رأيت أحمد بن نصر حين قتل قال رأسه لا اله الا الله قال المروذي سمعت أحمد ذكر أحمد بن نصر فقال رحمه الله لقد جاد بنفسه وعلق في اذن أحمد بن نصر ورقه فيها هذا راس أحمد بن نصر دعاه الامام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى الا المعاندة فعجله الله إلى ناره وكتب محمد بن عبد الملك وقيل حنق عليه الواثق لأنه ذكر للواثق حديثا فقال تكذب فقال بل انت تكذب وقيل انه قال له يا صبي ويقول في خلوته عن الواثق فعل هذا الخنزير ثم ان الواثق خاف من خروجه فقتله في شعبان سنة احدى وثلاثين وكان أبيض الراس واللحية ونقل عن الموكل بالرأس انه سمعه في الليل يقرأ يس وصح انهم اقعدوا رجلا بقصبة فكانت الريح تدير الرأس إلى القبلة فيديره الرجل قال السراج سمعت خلف بن سالم يقول بعدما قتل ابن نصر وقيل له الا تسمع ما الناس فيه يقولون ان رأس أحمد بن نصر يقرأ فقال كان رأس يحيى يقرأ وقيل رئي في النوم فقيل ما فعل الله بك قال ما كانت الا غفوة حتى لقيت الله فضحك الي

تعليق:
كيف لا يعجب المرء من قومٍ رفضوا كرامات وفضائل أهل البيت صلوات الله عليهم، ولكن مع الأسف، وافقوا عليها في حق غيرهم، لا، ولكن لما كان يبهظهم وأمثالهم ما يؤثر من أن رأس مولانا أبي عبد الله الحسين السبط الشهيد صلوات الله عليه كان يقرأ القرآن الكريم على عامل السنان، ولقد كانت هذه الأكرومة متسالما عليها في العصور الخالية، فنحتوا هذه الأفائك تجاهها تخفيفا لتلك المنزلة الكريمة الخاصة ببضعة المصطفى صلى الله عليه وآله..!!
أحمد بن حنبل يخاطب منكر ونكير
ذكر ابن الجوزي في (مناقب أحمد ص 454) : عن عبد الله بن أحمد يقول : رأيت أبي في المنام فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي. قلت : جاءك منكر ونكير؟ قال : نعم، قالا لي : من ربك؟ قلت : سبحان الله أما تستحيان مني؟ فقالا لي : يا أبا عبد الله ! أعذرنا بهذا أمرنا..!!

تعليق:
لا أدري أأباه يستثني نفسه من سؤال منكر ونكير إياه..؟؟
ثم من الذي يستجوب من..؟؟ أبن حنبل يستوجب الملكان العظيمان..؟؟
ثم ما هذا الإعتراض على أمر الله..؟؟ أولم يعلم بأن ذلك جارٍ وأنهما مكلفان بذلك من قبل الله عز وجل..؟؟
وأتساءل:
هل كان منه هذا الموقف أيضاً يوم جاء لقبض روحه ملك الموت عزرائيل..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما أجرأ الإمام على الملكين الكريمين في ذلك المأزق الحرج؟ وما أجهله بالناموس المطرد من سؤال القبر وإنه بأمر من الله العلي العزيز؟ حتى جابه الملكين بذلك القول الخشن، ما أحمد وما خطره؟ وقد جاء في الرواية : إن عمر ارتعد منهما لما دخلا عليه

قال السيد الجرداني في (مصباح الظلام ج 2 ص 56) : إن الله تعالى أعطى عليا علم البرزخ فلما مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس علي على قبره ليسمع قوله للملكين، فلما دخلا عليه ارتعد منهما ثم أجاب فقالا له : نم. فقال : كيف أنام وقد أصابني منكما هذه الرعدة؟ وقد صحبت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أشهد عليكما الله وملائكته أن لا تدخلا على مؤمن إلا في أحسن صورة ففعلا. فقال له علي بن أبي طالب : نم يا ابن الخطاب ! فجزاك الله من المسلمين خيرا لقد نفعت الناس في حياتك ومماتك....اقرأ واضحك..!!

وفي (طبقات ابن سعد 3 : 206، تاريخ بغداد 14 : 215، تاريخ عمر لابن الجوزي ص 99، كنز العمال 6 : 331) : وكان عمر بمحل من المهابة على حد قول عكرمة : إنه دعا حجاما فتنحنح عمرو كان مهيبا فأحدث الحجام، فأعطاه عمر أربعين درهما..!!

وعلى الملكين أن يشكرا الله سبحانه على أن كف الإمام عن أن يصفعهما فيفقأ عينهما كما فعل موسى بملك الموت في مزعمة أبي هريرة فرجع إلى ربه فقال :أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله إليه عينه. كما في سنن النسائي 4 : 118.. راجع صحيح البخاري 1 : 158 في أبواب الجنائز، و ج 2 : 163 باب وفاة موسى، صحيح مسلم 2 : 309 باب فضائل موسى، مسند أحمد 1 : 315، العرائس للثعلبي ص 139..!!

وفي لفظ الطبري في تاريخه 1 : 224 : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه قال : فرجع فقال : يا رب ! إن عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامته عليك لشققت عليه. فقال : ائت عبدي موسى فقل له : فليضع كفه على متن ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة، وخيره بين ذلك وبين أن يموت الآن. قال : فأتاه فخيره فقال له موسى : فما بعد ذلك؟ قال : الموت. قال : فالآن إذا. قال : فشمه شمة قبض روحه، قال : فجاء بعد ذلك إلى الناس خفيا.

وأخرج الحكيم الترمذي (مختصر تذكرة القرطبي ص 29) مرفوعا : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى جاء موسى فلطمه ففقأ عينه فصار يأتي الناس بعد ذلك خفية. ذكره الشعراني في..!!

ما أعيى هذا الملك [ المأخوذ فيه البأس والشدة من الله شديد البطش ] حتى تمكن منه إنسان فصفعه وفقأ عينه؟ ثم لم يزل الخوف مزيج نفسيته حتى تخفى عن الذين هم في قبضته، ورهن تصرفه، حيث وكل بهم وبقبض أرواحهم، ولا كرامة لهم على الله ككرامة موسى النبي عليه السلام فيحاذر الصفعة منهم.

وإن تعجب فعجب إن مرسل ملك الموت وهو الله سبحانه لم لم يعطه بأسا يفوق كل بأس وهو يعلم من خلق، وإن فيهم من يجرأ على رسوله فيصفعه فيفقأ عينه، وفيهم من يخافه الرسول فيخفي نفسه عنه؟ أكان ذلك غفلة؟ أم أن خزانة القدرة قد نفدت؟ أم لم يكن يعلم ما يقع - وهو علام الغيوب - حتى وقعت الواقعة؟ أم لم يكن في صفوف الموظفين بعالم الملكوت أي تدريب حتى يتمكنوا مقابلة الشدايد إلى عهد موسى، ثم اطرد التدريب بإخفاء الموظف نفسه عند تنفيذ وظيفته؟ ! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا..!!

وهلم معي إلى النبي المعصوم موسى على نبينا وآله وعليه السلام ونراه كيف يتجرأ على ملك الموت، وهو يعلم إنه رسول من الله العظيم، وإنه إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وإنه لا تجديه الصفعة والفقأة، وعلى فرض أن يهرب عنه هذا الرسول أو ينسحب عنه بانتظام فإنه يأتيه غيره أشد منه بأسا، لأن الله سبحانه مميته لا محالة، ولا مرد لمجري قضائه، وهب إنه تخلص من بأس هذا الملك فهل يتخلص من بأس مرسله المنتقم القهار، وقد أثار غضبه بمجابهة ممثله؟ أبعد الله الإفك والزور عليه سبحانه وعلى رسوله وملائكته، وانتقم من كل أفاك أثيم.

أضف إلى ذلك كله ما قاله سيدنا الحجة شرف الدين العاملي في كتاب أبي هريرة ص 86 مما لفظه : ونحن لم برئنا من أصحاب الرس وفرعون موسى وأبي جهل وأمثالهم ولعناهم بكرة وأصيلا؟ أليس ذلك لأنهم آذوا رسل الله حين جاؤوهم بأوامره؟ فكيف نجوز مثل فعلهم على أنبياء الله وصفوته من عباده؟ حاشا لله إن هذا لبهتان عظيم. ثم إن من المعلوم إن قوة البشر بأسرهم، بل قوة جميع الحيوانات منذ خلقها الله تعالى إلى يوم القيامة لا تثبت أمام قوة ملك الموت فكيف (والحال هذه) تمكن موسى عليه السلام من الوقيعة فيه؟ وهلا دفعه الملك عن نفسه، مع قدرته على إزهاق روحه، وكونه مأمورا من الله تعالى بذلك؟ ومتى كان للملك عين يجوز أن تفقأ؟ ! ولا تنس تضييع حق الملك وذهاب عينه ولطمته هدرا إذ لم يؤمر الملك من الله بأن يقتص من موسى صاحب التوراة التي كتب الله فيها : إن النفس بالنفس، والعين بالعين، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن، والسن بالسن والجروح قصاص (إشارة إلى الآية 45 من سورة المائدة وقد وجدنا في الفقرة ال‍ 23 من الأصحاح 21 من اصحاحات الخروج من التوراة الموجودة في أيدي اليهود والنصارى في هذه الأيام ما هذا لفظه : إن حصلت أذية تعطى نفسا بنفس، وعينا بعين، وسنا بسن، ويدا بيد، ورجلا برجل، وكيا بكي، وجرحا بجرح، ورضا برض).

ولم يعاتب الله موسى على فعله هذا بل أكرمه إذ خيره بسببه بين الموت والحياة سنين كثيرة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور؛ وما أدري ما الحكمة في ذكر شعر الثور بالخصوص؟ ! الخ..!!
الإمام مالك يأمر منكر ونكير بالتنحي
وللإمام مالك موقف خطر مع الملكين العظيمين : منكر ونكير، لا يقل عن موقف الإمام أحمد معهما ذكره الشعراني في (الميزان 1 : 46) قال : لما مات شيخنا شيخ الاسلام الشيخ ناصر الدين اللقاني رآه بعض الصالحين في المنام فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال : لما أجلسني الملكان في القبر ليسألاني أتاهم الإمام مالك فقال : مثل هذا يحتاج إلى سؤال في إيمانه بالله ورسوله؟ تنحيا عنه، فتنحيا عني..!!

تعليق:
ما أعجب هذا أيها المخالفون..!!
الله يأمر الملكين بسؤاله وأنت يا مالك ترد أمر الله عز وجل..؟؟ ياااااااااا للعجب..!!
ثم أليس يعلم الله بإيمان المرء، فلو كان خالصاً مخلصاً لكان الله أولى به منهما من البدء..!!
ثم هل هناك سؤالان فقط في القبر..؟؟ وهما: الإيمان المرء بالله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله حتى يقول مالك ما قال.. أم أن الملكين سألا هذين السؤالين ومن ثم قاطعهما مالك يقوله ذاك..؟؟

قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ألا من معبر يعبر هذه الأحلام؟
ولعل كل فرد من المعبرين يقول :
أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين. وإن اتخذها الحفاظ كأصل مسلم استندوا إليها عند المغالاة في الفضائل. كأن الملكين لم يكن عندهما عرفان بمن يحتاج إلى سؤال في إيمانه، ولم يكن هنالك ناموس مطرد من المولى سبحانه يتبعانه، أعوذ بالله من ضئولة العقل..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
يجلس مجلس القحاب والعياذ بالله ويُغفر له بدمعة، المشي على الماء، تقطعت السيوف في يده،،،



السيد الاميني:
ما هي الولاية التكوينية والتشريعية ؟؟

الكلام تارة في معناها و اخري في ادلتها:
و اما معناها: والظاهر : بأنها القدرة على فعل المعجزات ـ أي : خرق نواميس الطبيعة ـ والتسلط على الظواهر الكونية , وما يتعلق بعالم الوجود , كالاحياء والإماتة , والقبض والبسط , والإيجاد والخلق والمنع ونحو ذلك .
و بعبارة اخري: بأنها : القدرة والقابلية على التصرف في التكوينات مطلقا من قبل النبي والأوصياء عليهم السلام وبأذن الله تعالى وليست بالاستقلال ويمكن اعطاء معنى آخر لهذه الولاية بان نقول : ان الولاية تكوينية الثانية بالوجدان للنبي والأئمة عليهم السلام ومن الأحاديث الشريفة ومن القرآن نفسه هو انه تعالى لما كانت ذاته المقدسة علم وقدرة كله ونور كله كما في توحيد الصدوق (1) ، بإسناده عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لم يزل الله جل وعز ربنا ، والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته والامبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدرة فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على البصر والقدرة على المقدور . وأراد أن يخلق لكي يعرف ، فخلق كلهم مظاهر لعلمه وقدرته و نوره ، أي وجوده ، فجميع مافي الوجود مظاهر لصفاته وأفعاله ، فالموجودات لها مراتب مختلفة في اتصافها بالمظهرية حسب اختلافها في القرب إليه تعالى والبعد عنه تعالى ، فكل موجود كان أقرب إليه تعالى كان أكثر مظهراً لصفاته وأفعاله تعالى .
ومن المعلوم أن المستفاد من الآيات والاحاديث هو : أن أول الموجودات قرباً حدوثاً وبقاءً بالنسبة إليه تعالى هو أرواح محمد وآله الطاهرين الأئمة المعصومين عليهم السلام .
فلذا هم المظاهر الاتم لصفاته وافعاله تعالى ، فكل موجود كان أتم وأكمل في المظهرية فهو أكبر من آية وعلامة ودليلاً عليه تعالى ، وحيث لا أقرب إليه تعالى ولا أتم في المظهرية منهم عليهم السلام فهم الآية الكبرى .
ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والوصي عليه السلام : « مالله آية أكبر مني » وجهة كونهم أتم المظاهر ؛ لكونهم أقرب الموجودات إليه تعالى ، ولأنّ علمه تعالى وقدرته ونوره أكثر ظهوراً فيهم عليهم السلام وذلك لانهم الاسماء الحسنى .
ففي كتاب التوحيد من الكافي ، في باب النوادر باسناده عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ) (2) قال : نحن والله الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلاّ بمعرفتنا (3) .

وشرحه الاجمالي ما قاله الصادق عليه السلام ففيه في ذلك الباب باسناده عن مروان ابن صباح قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ان الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، و لسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الاشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الانهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبدالله ، ولولا نحن ما عبدالله ، هكذا غيره من الاحاديث الأخر
.
ولازم ذلك هو أن آثار القدرة وآثار العلم فيهم عليهم السلام أكثر ظهوراً مما ظهر من غيرهم ، ومن المعلوم أن قدرته تعالى هي النافذة في الاشياء والمتصرفة فيها ، بل لا وجود لغيره تعالى مطلقا إلاّ بالقدرة ، فحينئذ لازمه أن قدرتهم هي قدرة الله الظاهرة فيهم عليهم السلام النافذة في الاشياء بإذنه تعالى ، فهم بهذا المعنى أولياؤه تعالى أي المتصرفون بإذنه في الوجود ، وهذا معنى الولاية التكوينية


فتبين ان ولاية التكوينية حيث انها من شوؤن الامام و المعصوم فيجب الاعتقاد بها

(1) توحيد الصدوق : 139 .
(2) الاعراف : 180 .
(2) الكافي ـ كتاب التوحيد : 2 | 115 .



و لذا اعزايي لابد لنا من الورود في جهات من البحث:
1- معني الولاية التشريعية و الولاية التكوينية .
و اما الولاية التكوينية لها معني اللغوي و الاصطلاحي.
معنى الولاية التكوينية لغة :
الولاية : التمكن من الشيء والتسلط عليه .
التكوينية : مأخوذة من الكون .
فالولاية التكوينية لغة هي : التمكن من الإحداث في الكون والتسلط عليه

معنى الولاية التكوينية اصطلاحاً :
قد اختلفت كلمات العلماء في معنى هذا الاصطلاح الجديد , والظاهر : بأنها القدرة على فعل المعجزات ـ أي : خرق نواميس الطبيعة ـ والتسلط على الظواهر الكونية , وما يتعلق بعالم الوجود , كالاحياء والإماتة , والقبض والبسط , والإيجاد والخلق والمنع ونحو ذلك .
و اما المعني الغير الصحيح للولاية التكوينية التي لانقولها للمعصومين :وهي القائلة بأنّ معنى الولاية التكوينية لغير الله إنّهم يتصرفون بالكون والخلق بانفصال عن إرادة الله ، أو أنّ الله تعالى قد فوّض إليهم شؤون العالم، وهذه المعاني كما قلنا قد اتفق العلماء على استلزامها للشرك المحرم

و هذا المعني منفي راسا

معنى الولاية التشريعية :
هي : القدرة والتصرف في أمور تتعلّق بعالم التشريع والقانون كالحلال والحرام , والواجب والمباح , والأحكام في الصحة والبطلان ونحو ذلك .
إذن , إذا كان متعلّق التصرف والولاية هو التشريع فالولاية تشريعية , وإذا كان متعلقها أموراً وجودية فهي ولاية تكوينية .
2- من له الولاية ؟
اتفقت كلمة علمائنا بأنّ للأنبياء والائمة المعصومين (ع) ولاية تكوينية وتشريعية , بموهبة وإذن من الله تعالى , واختلفت كلمتهم في معنى وحدود تلك الولاية وسعة قدرتها
و اما الدليل :
والولاية التكوينية ثابتة لغيره تعالى وذلك بثبوتها للملائكة. يقول تعالى (فالمدبرات أمرا) النازعات 5. وبقوله تعالى : (قل يتوفاكم ملك الموت) السجدة 11.
والولاية التكوينية ثابتة أيضاً للأنبياء والجن والناس من غير الأنبياء, فعن الأنبياء يتحدث القرآن عن عيسى عليه السلام, بقوله: (وابرىء الأكمه والأبرص واُحيي الموتى بإذن الله) آل عمران 49. فالآية واضحة في اثبات الاحياء لعيسى عليه السلام, وهو تصرف تكويني.
وعن الجن يقول تعالى: (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين) النحل38 - 39.
أما ثبوتها لغير الأنبياء من الناس فبقوله تعالى : (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) النحل - 40.
ثم إن ذكر العلم هنا في هذه الآية ووجوده عند هذا الشخص دون ذلك الذي كان من الجن يشعر ان لهذا العلم مدخلية في التصرف, وإلاّ لكان ذكره لغواً لا ضرورة له.
فالولاية التكوينية ثبتت لمن عنده علم من الكتاب فهي قطعاًً تثبت لمن عنده علم الكتاب! لأن للعلم كما قلت مدخلية وعلية في التصرف التكويني, وقد قال تعالى (ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب).
و اما ثبوتها للاهل البيت عليهم السلام :
و حيث ان نبينا افضل من جميع الانبياء السابقين فما ثبت لهم ثبت لنبينا واوصياء نبينا افضل من اوصياء جميع الانبياء فما ثبت لاوصياء الانبياء ثبت لاوصياء نبينا صلى الله عليه وآله. و حيث ان
الولاية التكوينية ثابتة في القرآن الكريم للانبياء ولغير الانبياء فثبوتها بنص صريح لبعض الانبياء بحديث القرآن عن عيسي عليه السلام بقوله (وأبريء الاكمه والابرص واحيي الموتى بأذن الله) آل عمران 49 فالآية تثبت الاحياء لعيسى عليه السلام والاحياء تصرف تكويني لا تشريعي.
كما ان الولاية التكوينية تثبت لغير الانبياء من الناس بقوله تعالى (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك) النحل 40 هذا التصرف الذي قام به وصي سليمان بجلب عرش ملكة سبأ من اليمن الى فلسطين هو اجلى تعبير للولاية التكوينية بمعنى التصرف بنظام التكوين.
فهذه الولاية التكوينية ثابية لنبينا و اهل بيته صلوات الله تعالي عليهم .
والقول بالولاية التكوينية بهذا المعني ليس من المغالات فيهم عليهم السلام انما يكون مغالات اذا قلنا ان الولاية التكوينية ثابتة لهم من دون اذن من الله تعالى ولا نقول نحن بذلك.




اليد الغيبية:

الحمد لله وسبحانك اللهم، صلِّ على محمد وآله مظاهر جمالك وجلالك وخزائن أسرار كتابك الذي تجلت فيه الأحدية بجميع أسمائك حتى المُستأثر منها الذي لا يعلمهُ غيرك. واللعن على ظالميهم أصل الشجرة الخبيثة


السلام عليكم ورحمـة الله تعالى وبركاته

تقبل الله أعمااالكم وطاعاتكم يا رب بأحسن القبول ان شاء الله



قال الإمام الخميني - عليه الرحمة - في كتابه الحكومة الإسلامية :

(( وثبوت الولاية والحاكمية للإمام (ع) لا تعني تجرده عن منزلته التي هي له عند الله، ولا تجعله مثل مَن عداه من الحكام ، فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية . وخلافة تكوينية تخضع لولأيتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وان من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل. وبموجب ما لدينا من الروآيات والأحاديث فإن الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) كانوا قبل هذا العالم "أنوارا فجعلهم الله بعرشه محدقين"، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمهه الا الله. وقد قال جبرائيل - كما ورد في روآيات المعراج -: لو دنوت أنملة لاحترقت. وقد ورد عنهم (ع): إن لنا مع الله حالات لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء (عليها السلام) لا بمعنى أنها خليفة أو حاكمة أو قاضية، فهذه المنزلة شيء آخر وراء الولاية والخلافة والأمرة، وحين نقول: أن فاطمة (ع) لم تكن قاضية أو حاكمة أو خليفة فليس يعني ذلك تجردها عن تلك المنزلة المقربة، كما لا يعني ذلك أنها أمرأة عادية من أمثال ما عندنا. وإذا قال قائل: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فقد اقر له بمرتبة هي فوق كونه وليا أو حاكما على المؤمنين. ونحن لا نعارض في هذا، بل نؤيده، وان كان ذلك مما استاثر الله به بعلمه )) انتهى موضع الحاجة


أقول : بعض العلماء يعبّر بالولاية التكوينية و بعضهم يعبّر بالخلافة التكوينية . أما الفرق بين

( الولاية ) و ( الخلافة ) في بحثنا فهو خلاف اعتباري:

مثال ( المدرس و الوكيل و المدير ) . ( الوكيل ) نقول عنه أنه رئيس إذا نظرنا إلى العلاقة بينه و بين المدرس . و نقول عن الوكيل أنه مرؤوس إذا نظرنا إلى العلاقة بينه و بين المدير .

رغم أن وظيفة الوكيل هي هي لم تتغير .


فكذا هذا المنصب هو( خلافة ) إذا نظرنا إلى صاحب الولاية الحقيقة التامة المطلقة و هو الله تعالى . فهو الذي أعطاهم هذا المنصب فهم خلفاؤه .


و لكن إذا نظرنا إلى هذا المنصب من جهة العلاقة بينهم - عليهم السلام - و بين الكون فنقول عنها ( ولأية )

*****************************

مصباح الفقاهة – سماحة السيد الخوئي - عليه الرحمة - ج 3 ص 279 :

1 - في ولايتهم ( عليهم السلام ) التكوينية أما الجهة الأولى ، فالظاهر انه لا شبهة في ولايتهم على المخلوق بأجمعهم ، كما يظهر من الأخبار ، لكونهم واسطة في الإيجاد ، وبهم الوجود ، وهم السبب في الخلق ، إذ لولاهم لما خلق الناس كلهم ، وإنما خلقوا لأجلهم ، وبهم وجودهم ، وهم الواسطة في الإفاضة ، بل لهم الولاية التكوينية لما دون الخالق . فهذه الولاية نحو ولأية الله تعالى على الخلق ولاية إيجادية ، وان كانت هي ضعيفة بالنسبة إلى ولأية الله تعالى على الخلق ، وهذه الجهة من الولاية خارجة عن حدود بحثنا وموكولة إلى محله .

*****************************

من تفسير نفحات القرآن لسماحة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي – دام ظله –



أمـا الـمراد من الولاية التكوينية , هو قدرة الإنسان على التصرف بصالح الخلق والتكوين بأمر اللّه وإذنه , والإتيان بأفعال خلافا للمعتاد والمسيرة الطبيعية لعالم الأسباب , فمثلا يبري المريض الذي لا عـلاج له بإذن اللّه , وذلك من خلال الهيمنة والنفوذ الذي وهبه اللّه تعالى له , أو يحيي الموتى , وأعمال أخرى من هذا القبيل ,وكل أشكال التصرف المعنوي غير الاعتيادي في أرواح وأجسام البشر , وهذا النوع يشمل الطبيعة أيضاً.

وربما تكون لـ((الولاية التكوينية )) أربع حالات بعضها ((مقبولة )) وبعضها (( غير مقبولة )).

1 ـ ((الولاية في أمر الخلقة وخلق العالم )) :بمعنى أن اللّه تبارك وتعالى يمنح عبداً من عباده أو مـلـكـا مـن مـلائكـته قدرة خلق العوالم أو محوها من الوجود , ومن المسلم به أن هذا الأمر ليس مـستحيلا , لان اللّه على كل شي قدير وقادر على منح أي نحو من القدرة لأي إنسان , بيد أن آيات الـقـرآن تـؤكـد في كل المواضع على أن خلق عالم الوجود والسموات والأرضين والجن والإنس والـمـلائكة والنباتات والحيوانات والجبال والبحار قد حصل بقدرة اللّه جل وعلا , لا عن طريق عـبـاده الـخـاصين أو ملائكته , لذا فقد نسب الخلق إليه في جميع الأحوال , ولم ينسب هذا الأمر إلى غـيـره ((بـنـحـو واسـع )) فـي أي مـوضـع أبداً , وعليه فان خالق السموات والأرضين والنبات والحيوان والإنسان هو اللّه وحده .

2 ـ (( الولاية التكوينية في إيصال الفيض )) : بمعنى أن كل إمداد ورحمة وبركة وقدرة من قبل اللّه تعالى تـصل إلى عباده أو سائر الكائنات في عالم الوجود بواسطة أولياء اللّه وخاصة عباده , كمياه الشرب بالنسبة للبيوت في مدينة ما التي تمر من خلال الأنبوب الرئيس وهذا الأنبوب الكبير يستلم المياه من مصدرها ويوصلها إلى جميع النقاط , ويعبر عنه بـ((الواسطة في الفيض )).

وهذا المعنى ليس محالا أيضاً من الناحية العقلية , ويشاهد نموذجه في العالم الصغير , وبناء الإنسان , وتـوزيـع الـمـواد الـغذائية إلى كافة الخلايا عن طريق شريان القلب , فما المانع من ذلك في العالم الكبير أيضاً ؟.

ولكن مما لا شك فيه أن إثباته بحاجة إلى دليل مقنع , وإذا ما ثبت فهو بإذن اللّه تعالى .

3 ـ ولاية تكوينية في حدود معينة كإحياء الموتى وشفاء المرضى الذين لا علاج لهم ونحو ذلك .

وقـد وردت نـمـاذج من هذا النوع من الولاية بشان بعض الأنبياء في القرآن الكريم بصراحة حيث سـيـشار إليها لاحقا , والروايات الإسلامية شاهد على ذلك أيضاً , من هنا فان هذا الفرع من الولاية التكوينية ليس ممكنا من ناحية العقل فحسب , بل هنالك أدلة نقلية عليه أيضاً.

4 ـ الولاية الـتي تعني الدعاء من اجل تحقيق المطالب , ويأتي ذلك بقدرة اللّه تعالى , بهذا فان النبي (ص ) أو الإمام المعصوم يدعو فيتحقق ما طلبه من اللّه تعالى .

وهذا المعنى ليس فيه أي محذور عقلي ولا نقلي , وان الآيات والروايات مليئة بنمإذج منه , بل ربما لا يمكن إطلاق اسم الولاية التكوينية عليه لان استجابة دعائه تأتي من قبل اللّه تعالى .

ويـشـاهد في الكثير من الآيات إشارات إلى الـ ((الإسم الأعظم )) الذي كان لدى الأنبياء والأئمة أو بعض أوليا اللّه (من غير الأنبياء والأئمة ) , ومن خلاله كانوا يستطيعون التصرف بعالم التكوين .

وبغض النظر عن المراد من (( الاسم الأعظم )) ـ الذي بحثناه بشكل مفصل في بحث صفات اللّه ـ فـان مثل هذه الروايات ربما تكون ناظرة إلى القسم الثالث من الولاية التكوينية وتنطبق عليه بشكل تام .

بهذه الإشارة نعود إلى بعض آيات القرآن في هذا المجال ((الولاية التكوينية )):.

1 ـ ( ويـعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربـكـم أنـي اخـلـق لـكـم مـن الطين كهيئة الطير فانفخ ‌فيه فيكون طيرا بإذن اللّه وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن اللّه وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين ) (آل عمران ـ 48 و49).

2 ـ ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ) (ص ـ 36).

3 ـ ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ء أشكر أم أكفر و من شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم ) (النمل ـ 40).

فـي الآيـة الأولـى يـدور حـديث أولا عن الألطاف الإلهية بحق عيسى (ع ) حيث (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ).

ثم بعثه كرسول إلى بني إسرائيل , (ورسولا إلى بني إسرائيل ) , ومن ثم يشرح كلام المسيح (ع ) في إثبات حقانيته وبيان معاجزه التي تم بيانها في خمس مراحل :.

يـقـول فـي الأولى : (إني قد جئتكم بآية من ربكم أني اخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن اللّه ).

وفي الثانية والثالثة : ( وأبرئ الأكمه والأبرص ).

والرابعة : ( وأحيي الموتى بإذن اللّه ).

والخامسة : ( وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ).

إن التمعن في مضمون هذه الآية والتفاوت في التعابير المستعملة فيها , يوضح هذه المسالة وهي : إن الـمـسـيـح (ع ) يـنسب خلق الطير إلى اللّه تعالى , بينما في الأقسام الثلاثة الأخرى ينسب (شفاء الأعـمـى , والأبرص , وإحياء الموتى ) إلى نفسه , ولكن بإذن اللّه وأمره , وهذا هو المقصود من الولاية التكوينية , حيث إن اللّه تعالى قد يمنح مثل هذه القدرة للإنسان بحيث يؤثر في عالم الخلق والطبيعة بأمره , ويخرق الأسباب الطبيعية , فيحيي الميت ويشفي المرضى الذين يستحيل علاجهم.

هذا النموذج من الولاية التكوينية التي وهبها اللّه تبارك وتعالى لعبده المسيح (ع ) , ولا مانع أو حائل أبداً دون إعطاء مثل ذلك لسائر الأنبياء أو الأئمة المعصومين (ع ).

وإذا قـال قائل : إن مقصود هذه الآية هو إن المسيح (ع ) كان يدعو فيبرئ اللّه المريض , أو يحيى الميت , فقد نطق بما يخالف ظاهر الآية , لان الآية تقول بوضوح : ( بإذن اللّه ) أي أنني افعل ولكن تحقيق الفعل بإذن اللّه , وليس هنالك من دليل لترك هذا والبحث عن معنى يخالف الظاهر.

بـل لـيس هنالك مانع أيضاً في مرحلة خلق الطير من أن يلقي اللّه تعالى هذا الأثر في فم عيسى (ع ) فـيـكـون القيام بمثل هذا العمل بإذن اللّه , بيد أن بعض المفسرين لم يقتنعوا بهذا المعنى وقالوا : إن خلق الطير مستند إلى اللّه مباشرة , ولعل هذا القول يأتي لئلا يدعي الجهلاء ألوهية المسيح , لان أمر الخلقة متعلق به وحده :.

وورد شـبـيه هذا المعنى أيضاً في الآية 110 من سورة المائدة , غاية الأمر أن الخطاب كل من قبل اللّه تعالى للمسيح (ع ) لا على لسان المسيح (ع ) , فيقول تعالى :.

( وإذ تـخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني ).

والـملفت للنظر هو أن اختلاف التعبير الذي كان في سورة آل عمران ظاهر بدقة هنا أيضاً , أي لم تـنـسـب مـسألة الخلق وخلق الطير إلى المسيح (ع ) , ولكن نسب إليه إحياء الموتى وشفاء المرضى والعمي الذين يستحيل علاجهم , وان جاء التعبير بإذن اللّه في كل ذلك .

ومـلـخص الكلام أن هذه الآيات تثبت بان الولاية التكوينية لعيسى (ع ) هي في نطاق خاص , وليس هـنـالـك دليل على اختصاصها المطلق بالمسيح (ع ) , ويمكن أن تصدق بحق سائر الأنبياء أو الأئمة المعصومين بمقتضى أن : ((حكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد)).

وفي الآية الثانية يتحدث تعالى عن تسخير الرياح لسليمان (ع ) ويقول : (فسخّرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ).

يـسـتـفـاد مـن هذه الآية والآيات التي تليها انه وكما أن الشياطين كانت تنفذ أمر سليمان وتنجز له أعمالا مهمة في البر والبحر , فان الريح كانت تنفذ أمره أيضاً ,وكانت تتحرك حيث يأمرها , وهذا الأمر ليس سوى مصداق للولاية التكوينية في هذا الجانب من الموجودات .

وورد نـظـيـر هـذا المعنى أيضاً في الآية 81 من سورة الأنبياء , إذ يقول تعالى ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) , والحديث هنا عن أمر سليمان على العواصف .

وهـذا الاحتمال وارد أيضاً فيما جاء في قصة موسى (ع ) من ضرب الحجر وانبثاق عين الماء فيه بإذن اللّه ( سورة البقرة / الآية 60 ) , وكذا ضرب البحر بالعصا ,حيث يقول تعالى : ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) (الشعراء / 63) , وكل ذلك كان من قبيل الولاية التكوينية أيضاً.

والـخـلاصة هو انه في جميع الحالات التي يمنح فيها اللّه تعالى لأحد عباده الخاصين القدرة والقوة للنفوذ في عالم الخلق والطبيعة , يحصل لذلك العبد نوع من الولاية التكوينية .

والـحديث في الآية الثالثة عن التصرف التكويني لشخص من المقربين لسليمان ومن خاصته , بيد أن اسـمـه لـم يـأت في القرآن سوى بوصف الذي عنده علم من الكتاب , فعندما خاطب سليمان أصحابه وخاصته : ( قال يا أيها الملا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ).

( قـال عـفـريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) , ثم يضيف ( وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ).

وبـطبيعة الحال أن هذا لم يكن ادعاء فحسب , بل انه نفذ وعده , إذ نقرأ في سياق الآية : ( فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ).

وهنا بحوث كثيرة :.

مـن ذلـك الـذي كـان عنده علم من الكتاب ؟ فالمعروف والمشهور انه كان وزير سليمان , آصف بن برخيا الذي يقال بأنه كان ابن أخته , وطبقا لما ورد في الرواية في تفسير العياشي في جواب الإمام محمد بن علي الجواد (ع ) ليحيى بن الأكثم فان (( آصف )) كان وصي وخليفة سليمان (ع ) , وكان نبيا , وكان سليمان (ع ) يريد بهذا العمل تعريف العامة بمكانته ومنزلته , وإلا فانه كان يمتلك القدرة على هذا العمل من باب أولى .

وقـد احـتمل البعض أيضاً بان هذا الشخص كان سليمان نفسه , إلا انه لا ينسجم وظاهر الآية .

واحـتمل البعض انه كان رجلا من بني إسرائيل , حيث يتعارض هذا مع التفسير الذي يقول بأنه كان اصـف بن برخيا , لأنه وحسب الظاهر كان من بني إسرائيل على أية حال فالذي يحظى باهتمامنا هنا لـيـس شـخصا بعينه , بل الغرض هو أن احد أولياء اللّه كانت له القدرة في التصرف في عالم التكوين وعالم الأسباب من خلال امتلاكه لـ ((علم من الكتاب )) أو معرفة الاسم الأعظم , أو أي شي آخر , وان يـنـقـل عـرش ومـلـكة سبأ من أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية إلى أقصى شمالها خلال طرفة عين , ولا يخفى أن هذا الأمر ممكن لسائر أولياء اللّه والأنبياء والأئمة المعصومين (ع ).

لاسيما وقد ورد في بعض الروايات عن الإمام الباقر (ع ) :.

((إن اسـم اللّه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فـخـسـف بـالأرض مابينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسـرع مـن طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف واحد عند اللّه تعالى استاثر به في علم الغيب عنده , و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم )) .

ونـقـل هذا المعنى أيضاً في روايات أخرى عن الإمام الباقر (ع ) والإمام الصادق (ع ) وبعض أئمة أهل البيت (ع ).

ويـستفاد بوضوح مما مر من الآيات أن الولاية التكوينية أمر ممكن وجدير بالقبول في نظر القرآن الكريم .

الولاية التكوينية في الأحاديث الإسلامية . كـثـيـرا مـا نصادف في الروايات الإسلامية إشارات عن المعجزات التي حصلت في إطار الولاية الـتكوينية , وتوضيح ذلك أن المعجزات لها أقسام وأنواع فبعضها يحصل بدعاء النبي (ص ) أو الإمام الـمعصوم فقط , وبعض يحصل بطلب الناس منهم وبإذن اللّه , وبعضها يحصل عن طريقهم وبفعلهم , أي أن بعض المعجزات يحصل من خلال تصرفهم ومقامهم الروحي والمعنوي وبإذن اللّه , بحيث لا يمثل سوى الولاية التكوينية التي نتحدث عنها الآن .

وهذه الحالات كثيرة للغاية , وفيما يلي نشير إلى بعض النمإذج منها :.

1 ـ ورد نـمـوذج ظريف منها في نهج البلاغة ـ خطبة القاصعة ـ حيث يقول (ع )((ولقد كنت معه (ص ) كما أتاه الملا من قريش فقالوا له : يا محمد انك ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك , ونحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنك نبي ورسول , وان لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب )).

فقال رسول اللّه (ص ) ((وما تسألون )) قالوا : تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يـديـك , فـقـال (ص ) : ((إن اللّه عـلى كل شي قدير , فان فعل اللّه لكم ذلك , أ تؤمنون وتشهدون بـالحق )) ؟ قالوا : نعم , ((فإني سأريكم ما تطلبون واني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير , وان فيكم مـن يطرح في القليب ومن يحزب الأحزاب )) , ثم قال (ص ) : يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين باللّه واليوم الآخر , وتعلمين أني رسول اللّه فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن اللّه .

فو الذي بعثه بالحق ( لانقلعت ) بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقـفـت بـين يدي رسول اللّه (ص ) مرفرفة , وألقت بعضها الأعلى على رسول اللّه (ص ) وببعض أغصانها على منكبيه , وكنت عن يمينه (ص ).

فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا ـ علوا واستكبارا : فمرها فليأتك نصفها , ويبقى نصفها , فأمرها بذلك فاقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا فكادت تلتف برسول اللّه (ص ) فقالوا ـ كفرا وعتوا ـ : فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان , فأمره (ص )فرجع , فقلت أنا : لا الـه إلا اللّه , إنـي أول مؤمن بك يا رسول اللّه , وأول من اقر بان الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك .

فـقـال القوم كلهم : بل ساحر كذاب عجيب السحر , خفيف فيه , وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا ((يعنونني )) ؟.

وانـي لـمـن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم , سيماهم سيماء الصديقين ,وكلامهم كلام الأبرار , عـمـار الليل ومنار النهار , متمسكون بحبل القرآن , يحيون سنن اللّه وسنن رسوله , لا يستكبرون ولا يعلون , ولا يغلون ولا يفسدون , قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل )) .

تـأملوا تعابير هذه الخطبة قليلا , فإنها تثبت أن هذا الأمر الخارق للعادة حدث بنفوذ وتصرف النبي (ص ) في التكوين , وعليه فما ورد في ذيل هذه العبارة (إن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى )) , هو أمر اللّه وإذنه والقدرة التي قد وهبها لنبيه لمثل هذا التصرف , كما ورد التعبير بـ ((إذن اللّه )) في بداية هذه الكلمة .

بـنـاء على ذلك , فالتعابير مثل مر ليحدث كذا أو كذا , وكلام رسول اللّه (ص )أيتها الشجرة افعلي كذا وكذا , كلها أدلة على ولاية النبي (ص ) ونفوذه التكويني .

2 ـ يـروي الـمرحوم العلامة المجلسي في كتاب بحار الأنوار عن سلمان الفارسي : لما قدم النبي (ص ) المدينة تعلق الناس بزمام الناقة , فقال النبي (ص ) :يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة , فعلى باب من بركت فأنا عنده (وهذا أفضل طريق للخلاص من كل اختلاف وتفرقة ).

فأطلقوا زمامها وهي تهف في السير حتى دخلت المدينة , فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري , ولم يكن في المدينة أفقر منه , فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي (ص ) , فنادى أبو أيوب : يا أماه افتحي الباب , فقد قدم سيد البشر , وأكرم ربيعة ومضر , محمد المصطفى والرسول المجتبى .

فـخـرجـت وفتحت الباب وكانت عمياء , فقالت : وا حسرتاه ليت كانت لي عين أبصر بها وجه سيدي رسول اللّه (ص ) في المدينة وضع (ع ) كفه على وجه أم أبي أيوب فانفتحت عيناها (ربما يراد في وضع اليد الإشارة باليد , أو وضع اليد فوق قطعة قماش ) .

3 ـ كـما وردت هذه الرواية أيضاً في الكتب المشهورة لدى الشيعة والسنة وهي لما لم يأت النصر عـلـى يـد بعض أمرا الجيش في معركة خيبر , قال رسول اللّه (ص ) : ((سأعطي الراية غدا إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله , يفتح اللّه على يديه , ثم أرسل على علي وكان أرمدا , فحضر فبصق في عينية فبرات , ثم سلمه الراية وفتح خيبر)) .

تفيد هذه الروية المشهورة أن النبي (ص ) ابر عين علي (ع ) من خلال ولايته التكويني ـ بإذن اللّه ـ.

4 ـ وجـاء فـي تـاريـخ أمير المؤمنين (ع ) أيضاً ((مد الفرات في عهد علي (ع ) فأقبل إليه الناس , فـقـالـوا : يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق لان في الفرات قد جاء من الماء ما لم ير مثله وقد امتلأت جنبتاه فاللّه اللّه , فركب أمير المؤمنين (ع ) والناس معه وحوله يمينا وشمالا 0000 حتى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه , فوقف والناس ينظرون فتكلم بالعبرانية كلاما فنقص الفرات ذراعا , فقال : حسبكم ؟ قالوا : زدنا)) .

فهل هذا الفعل سوى تصرف تكويني بإذن اللّه ؟.


5 ـ ونقرأ في تاريخه (ع ) أيضاً أنه وأثناء مروره قرب الكوفة جاه قوم من اليهود ,وقالوا : ((أنت علي بن أبي طالب الإمام ؟ فقال : أنا ذا , قالوا : لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستة من الأنبياء , وهـو ذا نـطـلب الصخرة فلا نجدها فان كنت إماما أوجدنا الصخرة فسار القوم خلف أمير المؤمنين (ع ) إلى أن اسـتـبطن فيهم البر فإذا بجبل من رمل عظيم فقال (ع ) : أيتها الريح انسفي الرمل عن الـصـخـرة بـحـق اسـم اللّه الأعظم فما كان إلا ساعة حتى نسفت الرمل وظهرت الصخرة )) وهذا نموذج آخر من النفوذ والتأثير على عالم التكوين .

وقـد وردت نـمـاذج أخرى فـي كـثـيـرة كتب التاريخ والتفسير , والحديث ,ومختلف المصادر الإسلامية للشيعة والسنة , حيث يحتاج ذكرها كلها إلى تدوين كتاب مستقل .

إن هـذه الآيات والـروايات تـؤكـد أن أولياء اللّه سواء من الأنبياء أو الأئمة المعصومين (ع ) كانوا يتمتعون بقدرة بأمر اللّه وإذنه , بحيث كانوا يستطيعون التصرف في عالم التكوين من خلال ما وهبهم اللّه تعالى من إذن في حالات معينة ,وهذا ما نعبر عنه بالولاية التكوينية .

وبـطـبـيعة الحال , فان الولاية التكوينية لها تفرعات أخرى أيضاً , منها التأثير في القلوب المستعدة لـقـبـول الحق عن طريق الألطاف المعنوية والروحية , وتربية وهداية النفوس المؤهلة من خلال التأثير الروحي فيها , حيث تتوفر أمثلة كثيرة لذلك في التاريخ الإسلامي .

وغـالـبـا مـا كـان يـحصل لكثير من الأشخاص تحول وتغير مفاجئ , بنحو لا ينسجم مع الموازين والمعايير الطبيعية , وذلك بمجرد وجودهم في محضر رسول اللّه (ص ) أو الإمام المعصوم (ع ) , وبالتالي يستقيم سلوكهم في الحياة على أثره .

إن هـذا الـتـحـول والـتـغير المفاجئ والخارق للعادة يحصل أيضاً نتيجة لـ ((الولاية التكوينية )) والتأثير في النفوس المؤهلة .

*****************************

من استفتاءات سماحة الميرزا جواد التبريزي – عليه الرحمة





س44: هل يجوز الاعتقاد بالتفويض التكويني للأئمة (ع) وعلى فرضه فهل تكون «الولاية التكوينية» عبارة عن قدرة مودعة في المعصوم أم أنّه «أي المعصوم (ع)» يسأل فيُعطى من قبل اللّه عزّ وجلّ؟


بسمه تعالى

ج44: الاعتقاد بالتفويض باطل، فإنّ اللّه بالغ أمره والأئمة (ع) وسائط وشفعاء بينهم وبين اللّه سبحانه وتعالى في مقام استدعاء الحاجات من اللّه تعالى، قال تعالى: «وَابتَغُوا إليه الوَسيلَةَ»ولا نعرف وسيلة أشرف من النبي (ص) والأئمة (ع) ولهم الولاية التكوينية كما ثبتت لسائر الأنبياء، وهم أفضل من سائر الأنبياء، والحكمة اقتضت ذلك حيث أنّهم ربّما يتصرّفون تصرّفاً تكوينياً لدفع كيد من يريد السوء في الدّين والمسلمين وإنّما يمتازون عن سائر الأنبياء حيث أنّهم يثبتون نبوّتهم بالمعجزة وخرق العادة بخلاف الأئمة (ع) فإنّ إمامتهم ثبتت بتعيين رسول اللّه (ص) وهم باب ابتلي به الناس بعد النبي (ص) كما ورد في زيارة الجامعة، ولذا قلّت تصرّفاتهم التكوينية ولم يتصرّفوا في اقتراح من الناس بل كانوا يفعلون في موارد قليلة لاقتضاء الحكمة والضرورة بإبطال مدّعي النبوّة أو الإمامة. و بنحو ذلك كما أوضحنا ذلك في بعض الاستفتاءات سابقاً، واللّه العالم.






سؤال 1225: ما هو حد الغلو، وهل تصح عقيدة المؤمن إذا رأى أن للائمة (ع) مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وعموما إذا اعتقد بالمضامين التي جاءت في الزيارة الجامعة الكبيرة، وهل يشمل اللعن في قوله تعالى: (يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان) القائلين أن الله فوض إلى الأئمة (ع) الأحكام الشرعية وشؤون الخلق والرزق... مع إقرارهم وإذعانهم بأن كل ذلك من الله سبحانه، وعموما ماذا تعني الولاية التكوينية للائمة (ع)؟


التبريزي: الغلاة هم الذين غلوا في النبي أو الأئمة أو بعضهم (سلام الله عليهم أجمعين) بأن أخرجوهم عما نعتقد في حقهم من كونهم وسائط ووسائل بين الله وبين خلقه، وكونهم وسيلة لوصول النعم من الله إليهم، حيث أن ببركتهم حلت النعم على العباد، ورفع عنهم الشرور، قال الله سبحانه: (وابتغوا إليه الوسيلة) كأنه التزموا بكونهم شركاء لله تعالى في العبودية والخلق والرزق، أو أن الله تعالى حل فيهم، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو الهام من الله تعالى، أو القول في الأئمة (ع) أنهم كانوا أنبياء، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع التكاليف، وغير ذلك من الأباطيل.


وعليه فالاعتقاد بان للائمة مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل ـ ما عدا نبينا محمد (ص) ـ أو الاعتقاد بالمضامين التي جاءت في الزيارة الجامعة الكبيرة بنوعها صحيح، يوافق عقيدة المؤمن، وأما أية (يد الله مغلولة... الخ) فهي ناظرة إلى اليهود، ولا تشمل مثل هؤلاء بمدلولها.


وأما الولاية التكوينية، فهي التصرف التكويني بالمخلوقات إنسانا كان أو غيره، ويدل عليها آيات منها: قوله تعالى: (وأوحينا إلى موسى أن الق عصاك، فإذا هي تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا مناك وانقلبوا صاغرين) ومنها: قوله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك، إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا، وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني، فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني، وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني، وإذ تخرج الموتى بإذني... الخ) حيث أسند الله الفعل إلى الأنبياء، وغير ذلك من الآيات، وبما أنه لا نحتمل أن يكون ذلك ثابت للأنبياء دون نبينا (ص) فحينئذ ثبت ذلك لنبينا محمد (ص)، وقد ثبت أن عليا (ع) نفس النبي (ص) بنص القران، ولا فرق بين الأئمة (ع). إذن ما ثبت للأنبياء ثبت للنبي (ص) وما ثبت له (ص) ثبت للائمة (ع) إلا منصب النبوة.


نعم الفرق بين الأنبياء والأئمة أن الأنبياء كانوا يفعلون ذلك لإثبات نبوتهم بالمعجزة، وأما الأئمة فكانوا لا يفعلون ذلك إلا في موارد نادرة، كما ورد ذلك في الأخبار، وكان الناس مكلفين بمعرفتهم.


امتحانا من الله للأمة، بعد وفاة الرسول (ص)، حتى يتميز من يأخذ بقوله (ص) ومن لا يأخذ، ولذا ورد في الزيارة الجامعة أنهم الباب المبتلى به الناس.


فكيف يظن بشخص يلتزم بإمامتهم، وأنهم عدل للنبي (ص) إلا في منصب النبوة، ولا يلتزم بالولاية التكوينية لهم (ص).


مع أن الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون الولاية التكوينية بأيديهم حتى يتمكنوا من إبطال من يدعي النبوة بعد النبي (ص) بالسحر ونحو ذلك، مما يوجب إضلال الناس، والله العالم.

*****************************

من كتاب (من فقه الزهراء(ع)) لسماحة السيد محمد الشيرازي - عليه الرحمة –

إن مكانة وعظمة الزهراء (صلوات الله عليها) لا يمكن أن يستوعبها أي واحد من المخلوقات إلا النبي (ص) والوصي(ع) فإن الضيق لا يمكن أن يحيط بالواسع وأنى للذرّة أن تحيط بالمجرة؟! وأنّى للمغرفة أن تستوعب المحيط؟!


كما قالوا بالنسبة إلى استحالة إدراكنا لله سبحانه لأن اللا متناهي يستحيل أن يحيط به المتناهي المحدود أو يدرك كنهه، ولا شك أنهم (ع) ليسوا كالله سبحانه في اللا تناهي واللا محدودية إلا أنهم (ع) أوسع من الناس الضيقين بما قد يلغى النسبة بين الطرفين ويجعلها أبعد من نسبة القطرة إلى المحيطات، وقد (سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها) كما في الحديث الشريف.


فإنها (عليها الصلاة والسلام) أفضل من الأنبياء كافة باستثناء الرسول(ص)، كما دلت على ذلك أدلة متعددة.


وهي (عليها الصلاة والسلام) حجّة على كل أولادها الأئمة الطاهرين(ع) ـ وهم أفضل من الأنبياء والملائكة كافة ـ ولذا قال الإمام العسكري(ع): (وهي حجّة علينا).


وقال الإمام الحجة(عج): (وفي ابنة رسول الله(ص) لي أسوة حسنة).


وقد قال الإمام الحسين(ع): (أمي خير مني).


ولها(ع) الولاية التكوينية بتفويض الله سبحانه لها كتفويضه الولاية لهم).


أما كونها( كسائرهم) في حجية قولها وفعلها وتقريرها فمما قام عليه الإجماع، بالإضافة إلى الأدلة الثلاثة الأخر..


*****************************






س8: ما هو نظركم بالنسبة إلى الولاية التكوينية والتشريعية للمعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) بصورة عامة، ولفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بصورة خاصة، وقد نوهتم عنهما في كتابكم القيم (من فقه الزهراء(عليها السلام))؟


ج8: دلت الأدلة المعتبرة المؤيدة بالموارد الكثيرة: أن فاطمة الزهراء وسائر المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) لهم جميعاً الولاية التكوينية والتشريعية معاً، وقد جاء في زيارة الإمام الحسين… التي قال عنها الشيخ الصدوق عليه الرحمة: (إنها اصح زياراته … رواية) ما يلي: (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم والصادر عما فصل من أحكام العباد).

*****************************

استفتاء لسماحة الشيخ محمد الفاضل اللنكراني – عليه الرحمة






ـ ما هو حدّ الغلو، وهل تصحّ عقيدة المؤمن إذا رأى أنّ للأئمّة صلوات الله عليهم مقاماً لا يبلغه ملكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسل؟ وعموماً، إذا اعتقد بالمضامين التي جاءت في الجامعة الكبيرة.

هل يشمل اللعن في الآية { يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان} القائلين إنّ الله فوّض إلى الأئمة(عليهم السلام) الأحكام الشرعيّة وشؤون الخلق والرزق...، مع إقرارهم وإذعانهم بأنّ كلّ ذلك من الله، وهبه لهم وفوّضه إليهم، فهم يباشرون خلق الخلق ورزقهم وإنزال السحاب وإنبات الثمر و... كما يباشر عزرائيل(عليه السلام) قبض الأرواح؟ عموماً، ماذا تعني الولاية التكوينيّة للأئمّة(عليهم السلام)؟ وهل تؤمنون بها؟ نرجو أن تذكروا دليلا معتبراً على ذلك.


ج ـ اعلم انّ الغلاة على طوائف:


الأولى: من يعتقد الربوبية لأمير المؤمنين(عليه السلام) أو لأحد من الأئمة المعصومين فلا إشكال في كفرهم ونجاستهم لأنّه إنكار لألوهيته سبحانه وهو من أحد الأسباب الموجبة للكفر والنجاسة.


الثانية: من يعتقد بشركة علي أو أحد الأئمة(عليهم السلام) مع الله تبارك وتعالى في تدبير العالم وهو أيضاً نجس لكونه مشركاً.


الثالثة: من اعتقد بأنّه تعالى قد اتّحد مع عليّ(عليه السلام) أو حلّ فيه وهذه الطائفة لو اعتقدوا أنّ علياً(عليه السلام) قد صار بعد الحلول أو الاتحاد إلهاً في مقابل الله تعالى فهم مشركون لا إشكال في نجاستهم ولو اعتقدوا أنّ العبد قد يفنى في الله فناء الظلّ في ذي الظل بحيث تزول الإثنينية وتجيء الوحدة وقد تحقّق هذا في علي(عليه السلام) فهذه العقيدة وإن كانت باطلة إلاّ أنّها لا توجب الكفر والنجاسة.


الرابعة: المفوّضة وهم الذين يعتقدون انّ الله تعالى هو خالق السماوات والأرضين وما بينهما ويعترفون بألوهيته سبحانه مع الاعتقاد بأنّ الاُمور الراجعة إلى التشريع والتكوين كلّها بيد أمير المؤمنين أو أحدهم(عليهم السلام) وانّ الله قد عزل نفسه عمّا يرجع إلى تدبير العالم وفوّض الاُمور إليهم وهذه العقيدة وإن كانت باطلة وإنكاراً للضروري لأنّ الاُمور الراجعة إلى التكوين والتشريع كلّها مختصّة بذات الواجب إلاّ أنّها لا توجب الكفر مستقلّة. نعم لو رجع إلى تكذيب النبيّ(صلى الله عليه وآله) فهو كافر لذلك.


الخامسة: من لا يعتقد بربوبيّة أمير المؤمنين(عليه السلام) ولا يعتقد بتفويض الاُمور إليه أو إلى أحد من ولده وإنّما يعتقد بأنّه وغيره من المعصومين بعده ولاة الأمر وأنّهم كما ثبتت لهم الولاية التشريعية ثبت لهم الولاية التكوينية فيقدرون على الإماتة والإحياء، والشفاء والإغناء بإذن الله تبارك وتعالى وإقداره لهم مع حفظ كمال قدرته واستقلاله تعالى وعدم انعزاله، وأنّ كلّ شيء بيده ولا حول ولا قوّة إلاّ به،


وكون أزمّة الاُمور طرّاً بيده، فهذا مع أنّه لا يكون مستلزماً للكفر يكون كمال التوحيد، لأنّ المعتقد بهذه العقيدة الصحيحة يعتقد بأنّ دائرة قدرة الله ليس لها حدّ محدود، وأنّه تعالى كما يقدر نفسه على الإماتة والإحياء كذلك يقدر على إقدار الغير على ذلك وإعطاء هذه المزيّة له مع حفظ قدرته وثبوت المزيّة لنفسه، فكيف يكون هذا من الكفر والشرك، مع أنّه لا محيص من الالتزام بذلك بالإضافة إلى طائفة اصطفاهم الله من بين الناس وفضّلهم على غيرهم بمقتضى الآيات والروآيات الكثيرة في هذا الباب { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}.


ومن العجب بعد ذلك من بعض المنتحلين للتشيّع المعتقدين بالإمامة كيف يرى أنّه لا فضيلة للأئمّة(عليهم السلام) على غيرهم، وأنّ امتيازهم في مجرّد استجابة الدعاء، وأنّهم لا يقدرون على شيء من الاُمور المذكورة، فإذا كان المسيح قادراً على إحياء الموتى، غاية الأمر بإذن الله، كيف لا يكون الإمام قادراً عليه؟ وتأويل الآية الظاهرة في ذلك من دون قيام دليل على خلاف ظاهره لا مجال له أصلا.


ودعوى رجوعه إلى الشرك واضحة الفساد، فإنّ الشرك لا يتحقّق إلاّ بالاعتقاد باتّحاد الرتبة في الذات أو في الفعل أو في العبادة وما نعتقده في أئمّتنا(عليهم السلام)لا يرجع إلى ذلك بوجه، فإنّ قدرتهم تابعة لقدرة الله ولا تكون واقعة في عرضها، كما أنّ قدرة الوكيل في طول قدرة الموكّل.

ومن جميع ما ذكرنا ظهر المراد من الملعونين في الآية الشريفة التي اُشير إليها في السؤال، فتدبّر.

*****************************

كتاب المكاسب والبيع - تقرير بحث النائيني للآملي - عليها الرحمة - ج 2 ص 332 :

( فاعلم ) أن لولايتهم مرتبتين ( أحدهما ) الولاية التكوينية التي هي عبارة عن تسخير المكونات تحت إرادتهم ومشيتهم بحول الله وقوته ، كما ورد في زيارة الحجة أرواحنا له الفداء بأنه ما من شيء إلا وانتم له السبب ، و ذلك لكونهم عليهم السلام مظاهر أسمائه وصفاته تعالى فيكون فعلهم فعله وقولهم قوله ، وهذه المرتبة من الولاية مختصة بهم وليست قابلة للإعطاء إلى غيرهم لكونها من مقتضيات ذواتهم النورية ونفوسهم المقدسة التي لا يبلغ إلى دون مرتبتها مبلغ.

( وثانيتهما ) الولاية التشريعية الإلهية الثابتة لهم من الله سبحانه وتعالى في عالم التشريع بمعنى وجوب إتباعهم في كل شيء وأنهم أولى بالناس شرعا في كل شيء من أنفسهم وأموالهم ، والفرق بين المرتبتين ظاهر ، حيث أن الأولى تكوينية والثانية ثابتة في عالم التشريع وان كانت الثانية أيضاً لا تكون ثابتة إلا لمن له المرتبة الأولى إذ ليس كل أحد لائقا للتلبس بذلك المنصب الرفيع والمقام المنيع إلا من خصه الله بكرامته وهو صاحب المرتبة الأولى على ما هو الحق عندنا خلافا للعامة الذاهبين إلى إثبات تلك المرتبة الثانية لكل من يقلد أمر الأمة من كل بر وفاجر ولو كان من آل يزيد أو آل مروان ( ولا إشكال عندنا ) في ثبوت كلتا المرتبتين من الولاية للنبي وللأوصياء من عترته صلوات الله عليه وعليهم ، ويدل عليه الأدلة الأربعة.

*******************************

- القواعد الفقهية - السيد البجنوردى- عليه الرحمة - ج 7 ص 338 :

وليس علاج ودواء لأمراض النفس أحسن وأنفع وأفيد من التوبة ، إذ بها يطهر القلب عن الرذائل ويحفظ سلامته ، وبها يخرج عن الحيوانية والبهيمية . وربما يحصل له مرتبة شامخة من الولاية التكوينية بحيث يكون له بعض التصرفات في الكون . كما اتفق لبعض الكملين من العلماء الأخيار . نعم الولاية المطلقة مخصوصة بنبينا صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام ، فيتصرفون في جميع الأشياء بإذن الله حتى في الحيوانات والنباتات كلها بإذن الله . وهذه الولاية المطلقة لهم عليهم السلام لا ربط لها بالتوبة ، حاشاهم عن العصيان والاحتياج إلى التوبة ، بل موهبة إلهية لاستعدادهم الذاتي ونفاسة جوهرهم وكونه من عليين ، فوصلوا إلى أعلى مراتب الكمال وإلى أقرب مدارج القرب إلى ذي الجلال ، بحيث يكونون سمعه الذي يسمعون به ، وبصره الذي يبصرون به ، ويده التي يبطشون بها . وهذه الولاية هي التي يبرأ بها الأكمه والأبرص بإذن الله ، ويحيى الموتى بها بإذنه تعالى ، وكذلك في سائر التصرفات المنقولة عنهم عليهم السلام المروية في الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأبرار في هذا الموضوع ، ككتاب مدينة المعاجز للسيد البحراني قدس سره وغيره مما هو مثله.




الولاية التشريعية و الولاية التكوينية


بقلم

الشيخ علي البامياني


اتفقت الأمامية على ثبوت الولاية التكوينية للنبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة ولباقي الأنبياء والأوصياء. وملخص الكلام في الولاية أنها تنقسم إلى التشريعية والتكوينية.

ومعنى الولاية التشريعية: إن إرادة رسول الله مقدمة على كل إرادة في مقام اتخاذ القرار والاختيار للمؤمنين، وتحل إرادته بديلة عن إرادة المؤمن أي أن المؤمن إذا أراد أن ينجز عملاً ومنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو إذ لم يرد وأمره فيجب عليه أن يقدم أمر الرسول على إرادته وخيرته، ويطبق أوامره سواء في الحرب أو في السلم، وسواء في أخذ المال وإعطائه وسواء في النكاح أو الطلاق أو الجلاء عن الوطن أو كسب الرزق أو سائر الشؤون الحياتية ولازم ذلك أن للنبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) حق الطاعة على العباد.


وحق طاعتهم على العباد تنقسم إلى قسمين:

الأول: تنفيذ أوامرهم الشرعية الراجعة إلى التبليغ والسير إليه تعالى.

الثاني: وجوب إطاعة أوامرهم الشخصية.


أما الأول: فلا شك في وجوب إطاعتهم في الأحكام الراجعة إلى التبليغ إذ بعد العلم بأن الأحكام الإلهية لا تصل إلى كل أحد بلا واسطة وأن النبي (صلى الله عليه وآله) صادق في أخباره عن الله تعالى.

فلا مناص من وجوب إطاعته وحرمة معصيته وجوباً شرعياً.


وأما الثاني: أيضاً لا خلاف في وجوب إطاعة أوامرهم الشخصية التي ترجع إلى جهات شخصهم كوجوب إطاعة الولد للوالد. ويُستدل على وجوب الإطاعتين بمجموعة من غير اعتراض.

فمنها: قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)(1) فتجب إطاعته عليهم من غير اعتراض.

ومنها: قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه ومن نهاكم عنه فانتهوا)(2).

أوجبت الآية إطاعة النبي (صلى الله عليه وآله) أمراً ونهياً، لأن قول الرسول (صلى الله عليه وآله) وحي من الله تعالى.. (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى)(3).

ومنها: قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(4)، فقد أوجب سبحانه وتعالى فيها إطاعته وإطاعة رسوله وإطاعة أولي الأمر، وألوا الأمر هم الأئمة من آل بيت الرسالة.

ومنها: قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(5)، والمراد بولاية الله والرسول التصرف في شؤون المسلمين، ثم الولاية التي لله والرسول ثابتة أيضاً لمن جمع بين الوصفين أي الزكاة والركوع وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) فكما أن الله تجب إطاعته كذلك الرسول والإمام.

ومنها: قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)(6).

فهذه الآيات تثبت وجوب طاعتهم وشمول ولايتهم على الأموال حيث دلالتها على الولاية ظاهرة سواء في الأمور المتعلقة بالأحكام الشرعية أم بأمورهم الشخصية، لا سيما بقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)(7) أي فليس لهم الخيرة من أمرهم إذ حكمهم (عليهم السلام) ولو بما يرجع إلى شخصيتهم تجب إطاعته والأخذ به، خصوصاً عند ملاحظة موردها حيث نزلت هذه الآية حين خطب النبي (صلى الله عليه وآله) بنت جحش لمولاه زيد ابن حارثة فكرهت ذلك لأن زيداً ليس لها بكفؤ، والمعنى أن هذا الزواج بأمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، ولا إرادة لأحد من المؤمنين في قبال الرسول (صلى الله عليه وآله) واردته، وهذا هو معنى الولاية.


قصة زينب بنت جحش:

ومن الحقول التي طبقت فيها الولاية التشريعية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قصة زينب، فقد زوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمره الولائي من غلامه ودعية زيد بن حارثة وبعد أن طلقها زيد، تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمره الولائي أيضاً.

توضح ذلك: أن زينب وهي بنت عمة النبي (صلى الله عليه وآله)، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، وكانت قد تزوجت رجلاً اسمه جحش فأنجت منه بنتاً تدعى زينب، فزينب بنت جحش هي بنت أميمة بنت عبد المطلب وبنت عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وكان زيد بن حارثة غلام رسول الله، واعتقه النبي (صلى الله عليه وآله) وسماه بعد عقته ابنه وكانت قضية الابن بالتبني معروفة ومشهورة ومتداولة بين الناس آنذاك، وكان العرب قبل الإسلام يعتبرون الابن بالتبني وهو الدعي ابناً حقيقياً في الأحكام أي يجرون أحكام الابن الحقيقي على الابن الدعي حتى في استحقاق الإرث وحرمة النسب، ومن المتفق عليه عند العقلاء الأخيار منهم والأشرار أن العادات الموروثة عن الآباء والأجداد هي بمنزلة القانون والديانة لا يجوز لأحد أن يخالفها كائناً من كان فكان الابن بالتبني عندهم كالابن الحقيقي وإذا كانت بناً هي كالبنت الحقيقة.

ولذلك فإنهم عندما يزوّجونه، فقد كانوا يعتبرون زوجته الابن الحقيقي شملها أحكام المحارم وإذا ما طلق الدعي زوجته، فإنهم كانوا لا يتزوجونها، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أنها زوجة ابنهم ولها حرمة مؤبدة، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى كان الحياة الجاهلية أي الاعتقاد بأن الفضل والشرف إنما هو بالمال والعشيرة والقوم والقبيلة كانت شائعة بين العرب.

فكانت المرأة التي ذات النفوذ والشخصية فيم تأتي الزواج من عبد معتق ليس له شأن من حيث الحسب والنسب، وكان الكبار يزوجون بناتهم لأشخاص معروفين من أهل البيوتات ومن ذوي القبائل والعشائر وممن لهم مكانة ومنزلة في المجتمع، ويرون تزويجهن للفقراء والعبيد المعتقين أكبر عار عليهم وكانوا يؤثرون الموت أو تطليق بناتهم على مثل هذا الزواج. وشاءت حكمته تعالى أن يلغي هذه العادة وينهى عنها بالفعل لا بالقول.

وكان رسول الله ً(صلى الله عليه وآله) مكلفاً من ربه أن ينسف هذه الأحكام الجاهلية نسفاً. فعليه أن يعلن للناس أولاً بأن شرف المؤمن بالأيمان والتقوى لا بالمال والحسب والنسب، ولذلك فكل مسلم فقير، حتى لو كان عبداً معتقاً، له الحق أن يتزوج من بنات المتنفذين والوجهاء، وكذلك يمكن لبنات المتنفذين والوجهاء الزواج من المؤمنين الفقراء.

فالتكافؤ في الزواج واختيار الزوج والزوجة هو الإيمان والتقوى لا التكافؤ في المال والاعتبار والعشيرة والقوم والقبيلة.

وأن يعلن للناس ثانياً بأن الابن بالتبني ليس ابناً حقيقياً، وأن التبني لا يترتب عليه أي أثر من آثار النسب فالدعي ليس ابناً والدعية ليست بنتاً، وإن الدعي لا يرث ولا يورث، وهو ليس محرماً، والبنت الدعية ليست محرماً والابن الدعي ليس محرماً بالنسبة إلى زوجة الإنسان وزوجته لا تكون محرماً بالنسبة إليه. فإن طلق الابن الدعي زوجته فللإنسان أن يتزوجها بعده، لأنها امرأة أجنبية لكل ما للكلمة من معنى، وهي ليست من المحارم، يقول تعالى: (وما جعل أدعياءكم أبناء ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل)(8).

وعندما أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يطبق الأمر الأول وهو التزاوج بين الأشراف والضعفاء فإنه أراد أن يطبقه على عشيرته الأقربين فذهب عند زينب بنت جحش ـ بنت عمته ـ وخطبها لزيد بن حارثة غلامه ودعيه الذي كان بالأمس عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء وهو يتزوج فعلاً من امرأة لها شأنها نسباً وجمالاً ولا يطمع في أمثالها إلا السادة الأشراف.

ولكن عز على زينب بنت جحش كما جاء في (تفسير الدر المنثور): أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكف منه وقالت: أنا خير منه حسباً. فأنزل الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم من ويعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)(9).

وفي ضوء الأمر الولائي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلت زينب بالزواج من زيد وأصبحت زوجة له، غير أن هذا الزواج لم يكن مقروناً بالهدوء والسكينة، إذ كانت زينب ترى في نفسها الشرف والعظمة وترى زوجها غلاماً معتوقاً لأبن خالها محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أن تفاقم الوضع وتأزمت الحياة حتى بلغ الأمر درجة نفذ صبر زيد وشرع بالتعب وجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال له: لا طاقة لي على العيش مع زينب فأذن لي بطلاقها.

فأذن له النبي (صلى الله عليه وآله)، وطلقها.

وهنا كلف النبي (صلى الله عليه وآله) أن يطبق الحكم الثاني وهو إلغاء الآثار المترتبة على التبني، فبدأ بنفسه في المرحلة الأولى إذ أُمر بزواج زينب امرأة دعية ليضع للناس عملياً أن زوجة الدعي ليست من المحارم وأن زواجها ليس فيه إشكال.

تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) زينب بأمر الله مع خشيته الناس، وذلك رفعاً لهذه البدعة الجاهلية. وقد نُفذ هذا الحكم بحمد الله ولم تعد الآثار الابن الحقيقي مترتبة على الابن بالتبني.

أما الروايات الدالة على الولاية التشريعية فهي فوق حد الإحصاء ونكتفي بالإشارة إلى ( الزيارة الجامعة) المروية بسند صحيح.

وقول النبي (صلى الله عليه وآله) في غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، والمراد من المولى هو الأولى بالتصرف، والحاصل أنه لا شبهة في ولايتهم واستقلالهم في التصرف بأموال الناس وأنفسهم فتوهم كون السيرة على خلاف ذلك، وأن الأئمة لم يأخذوا أموال الناس بغير المعاملات المتعارفة بينهم فلا يجوز ذلك للسيرة فاسد، وذلك من جهة أن غير أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن متمكناً من العمل بقوانين الإمامة، بل كانوا تحت أستار التقية بل أمير المؤمنين أيضاً في كثير من الموارد لم يفعل ذلك لأجل المصلحة وعدم الاحتياج إلى مال الناس، فلا يكشف عدم الفعل على عدم الولاية فمقتضى ولايتهم التشريعية هو وجوب إطاعتهم.

أما الولاية التكوينية فهي عبارة عن تسخير الكائنات الإمكانية تحت إرادة أولياء الله تعالى ومشيئتهم بحيث تصير في طاعتهم واختيارهم وينفذ أمرهم فيها وكن بحول الله وقوته وإذنه بأن تكون ولايتهم على الكون طولية لا عرضية بمعنى أن ولايتهم مستمدة من ولايته عز وجل، فما المانع أن تكون ولاية النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة إلى الكون ما دامت بإذن الله تعالى وجعله.

ونكتفي بذكر مجموعة من الآيات التي تدل على الولاية التكوينية للأنبياء والأوصياء. فنقول: أنه قد تحدثت آيات الكتاب العزيز عن عدة أنبياء بأن لديهم قدرة الولاية التكوينية كإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى (عليهم السلام) وغيرهم.

قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فاتخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم)(10). فطلب إبراهيم (عليه السلام) من الله سبحانه أن يريه إحياء الموتى كان لزيادة إيمانه فقط.

وقوله تعالى: حاكياً عن النبي موسى (عليه السلام): (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى)(11).

وقوله تعالى: (وترك البحر رهواً إنهم جندٌ مغرقون)(12).

وقوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم)(13).

وقوله تعالى: (وأوحيا إلى موسى أن ألقى عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون)(14).

وهذه معاجز صدرت من موسى (عليه السلام) فلو لم تكن له ولاية على هذه الأشياء لما انقلبت العصا إلى حية ولما تفجر من الصخر الماء، ولما اشنق البحر إلى قطع بينها يسلكها بني إسرائيل إلى جانب الآخر وهم آمنون على أنفسهم من الغرق.

وأما داود (عليه السلام) فقد سخر سبحانه له الطير والجبال يسبحن معه والرياح ولين له الحديد بدليل الآيات التالية: (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين)(15). وقال تعالى: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب)(16). وقال تعالى: (يا جبال أوبي معه والطير وألنّا له الحديد)(17).

فالمستفاد من هذه الآيات أن الله سبحانه أعطى داود تلك الولاية التكوينية بحيث إذا أراد داود (عليه السلام) في أي ساعة تسخير الرياح لجرت بأمره، ولا يريد إلا ما أراده وتسخير الكائنات لداود (عليه السلام) لم يكن حالة استثنائية تفرد بها داود، بل هي عامة تشمل الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).

وليس داود أفضل من النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة حتى يسخر له ما لم يسخر للنبي وعترته (عليهم السلام).

فالثابت عند الفريقين أن النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل من الأنبياء والمرسلين على الإطلاق فإذا ثبت تسخير الكائنات إلى ما دونه بالفضيلة ثبت بطريق أولى إلى نبينا وعترته الطاهرة، وقد أعطى النبي وعترته أكثر مما أعطي آل داود من المعاجز والهيمنة المطلقة على الأشياء.

وقد ورد بسند صحيح عن هارون بن موفق مولى أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) في حديث طويل: (لم يعط داود وآل داود شيء إلا وقد أعطي محمد وآل محمد أكثر)(18).

وأما النبي سليمان (عليه السلام) فقد ورد في مجموعة من الآيات تسخير الكائنات له. قال تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين)(19). وقال تعالى: (وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين، وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون)(20). وقال تعالى: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب)(21).

فمفاد هذه الآيات أن الله سخر لسليمان (عليه السلام) الجن والطير والريح، كما أن أباه داود (عليه السلام) سخرت له الجبال والطير وهذه المعاجز هي نوع من إظهار الولاية التكوينية فمجموع هذه المعاجز هي عبارة عن إظهار سلطة الأنبياء والأولياء على هذا الكون مما يزيد في تثبيت عقائد المؤمنين بهم وزيادة إيمانهم وقوة يقينهم.

وأما النبي عيسى (عليه السلام) قد تحدثت الآيات عنه وما تميز به هذه النبي الكريم من إحياء الموتى وخلق الطير و... قال تعالى: (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمة والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني)(22).

وقال تعالى: (ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأُبرئ الأكمة والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين)(23).

ولقد أتى عيسى (عليه السلام) بأربع حالات يعجز عنها البشر مهما أوتوا من قوة العلم هي:

1- خلق الطير من الطين ومن دون تناسل.

2- نفخ الروح في الطير المصنوع من طين.

3- إبراء الأكمة والأبرص.

4- إحياء الموتى.

وهذه الأمور وإن كانت من المستحيلات عادة لكنه سبحانه فوضها إلى بعض عباده تشريفاً وتعظيماً لهم لطاعتهم له عز وجل فسمح لهم أن يتدخلوا في عالم الخلق والتكوين وأن يحدثوا ما يعتبر خارقاً لقوانين الطبيعة ثم استعمال أفعال مثل أبرئ وأحي بصيغة المتكلم يدل على أن هذه الأفعال من عمل الأنبياء أنفسهم، بل ظاهر الآيات تدل على أنهم يتصرفون بعوالم التكوين ويقومون بتلك الأفعال بمحض إرادتهم التي هي في طول إرادة الله سبحانه وإنهم كانوا يخلقون بإذن الله تعالى، لأن عملية الخلق استقلالاً هي من مختصات الباري عز وجل.

ومن الآيات التي تدل على الولاية التكوينية قوله تعالى: (قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)(24)، فمن كان يمتلك بعضاً من علم الكتاب كآصف بن برخيا كان قادراً على جلب عرش بلقيس بأقل من طرفة عين فما بالك بمن عنده كل علم الكتاب كعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فهو بطريق أولى قادر على التصرف التام في عالم العناصر والأجساد، فيمكن ببعض الأسماء الإلهية أن تيسر الجبال وتقطع الأرض ويكلم به الموتى، كما قال الله تعالى: (ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى)(25).

وفي الروايات الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) أن آية: (قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)(26) نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وفي صحيحه عبد الله بن أحمد بن نهيك عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن المثنى قال: سألته عن قول الله عز وجل: (ومن عنده علم الكتاب).

قال: نزلت في علي (عليه السلام) عالم هذه الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). وفي رواية أخرى نزلت في علي (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي الأئمة بعده(27).

وفي صحيحه أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي مريم قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله: (قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)(28). قال كذب ذاك علي بن أبي طالب (عليه السلام)(29).

وتركنا ذكر الروايات الدالة على الولاية التكوينية للأئمة (عليهم السلام) لأحد سببين:


الأول: رعاية للاختصار.


الثاني: أن أهل السنة يرفضون الروايات الواردة من طريق أهل البيت (عليهم السلام).

وكيف كان فقد ثبت مما ذكرناه أن الولاية التكوينية من لوازم مقام النبوة والإمامة، فاتهام الشيعة بأنهم يعتقدون بالولاية التكوينية للأئمة من آل البيت ليس إلا تضليلاً إعلاميا ضدهم، إذ ليس مرادهم من الولاية التكوينية ولاية تفويضية من الله إلى الأئمة (عليهم السلام)، بمعنى أن الله قد فوض أمر الكون إليهم بعد خلقه، بل مرادهم منها أنهم يتصرفون بعوالم التكوين بإذن الله سبحانه.

بقي الكلام فيما يقوله بعض من فرض على نفسه التشكيك في عقائد الناس من أنه لو كانت للمعصوم ولاية تكوينية فلماذا لم يستخدمها ويدفع عن نفسه الضرر.

فنقول في جوابه: إن عدم استعمال المعصوم (عليه السلام) للولاية التكوينية ليدفع عن نفسه الضرر ليس دليلاً على عدم وجودها فيه إذ لا ملازمة بين وجود الولاية وبين استخدامها في جلب الخير لنفسه، ودفع الشر عنه وإلا أي لو كان هناك ملازمة عقلية في ذلك لكان على الله تعالى أن يستخدم ولايته التكوينية على من اعتدى على ساحة قدسه وكبرياء جلاله.



الهوامش:

1- سورة الأحزاب: الآية 6.

2- سورة الحشر: الآية 7.

3- سورة النجم: الآية 4.

4- سورة النساء: الآية 59.

5- سورة المائدة: الآية 55.

6- سورة الأحزاب: الآية 36.

7- سورة الأحزاب: الآية 36.

8- سورة الأحزاب: الآية 4.

9- سورة الأحزاب: الآية 36.

10- سورة البقرة: الآية 260.

11- سورة طه: الآية 77.

12- سورة البقرة: الآية 24.

13- سورة البقرة: الآية 60.

14- سورة الأعراف: الآية 117.

15- سورة الأنبياء: الآية 79.

16- سورة ص: الآية 36.

17- سورة سبأ: الآية 10.

18- الاختصاص: تأليف الشيخ المفيد: (ص299).

19- سورة الأنبياء: الآية 81.

20- سورة النمل: الآيتان 16-17.

21- سورة ص: الآية 36-39.

22- سورة المائدة: الآية 111.

23- سورة آل عمران: الآية 49.

24- سورة النمل: الآية 40.

25- سورة الرعد: الآية 31.

26- سورة الرعد: الآية 43.

27- بصائر الدرجات: ص234.

28- سورة الرعد: الآية 43.

29- بصائر الدرجات: ص235.








الولاية التكوينية بين العلية والمعلولية أم هي مبدأ القدرة والسلطنة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمّدٍ وعلى آلِ محمّد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لأجل الإنتفاع و الإستفادة أقدم لكم هذه اللمحة من بعض النظريات و الأقوال حول الولاية التكوينية بين العلية والمعلولية أم هي مبدأ القدرة والسلطنة .

آمل أن أكون قد وفقت لمرادي ;


الولاية التكوينية للمعصوم عليه السلام


الحديث عن الولاية التشريعيّة وهي الولاية المستفادة من قوله تعالى: ( وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ بكلماتٍ فأتمّهن قال إني جاعلك للناس ا ماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ).

فهذه الآية المباركة تدلّ على ما يسمّى بالولاية التشريعية، فالإمام هو الذي يؤتمَّ به فقوله تعالى » إني جاعلك للناس ا ماماً « يعني إني جاعلك مقتدى للاُمة، ألا وأنّ لكل مأموم ا ماماً يقتدي به ويستضي بنور علمه.

فالإمامة تعني الولاية وتعني وجوب الطاعة ووجوب الالتزام بما يأمر وينهى، وهذا هو معنى الولاية التشريعية، وهي ثابتة للإمام عليه السلام ، والآن نريد أن نبحث القسم الآخر من الولاية الذي قد يُدّعى للإمام عليه السلام ، وهو ما سُمي بالولاية التكوينية.

إنّ الولاية في جانب التشريع مصطلح قرآني، وارد في القرآن الكريم، ووارد في السنّة أيضاً، لقوله تعالى : » النبيُّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم « فهذه ولاية تشريعية، أي يجب على المؤمنين أن يتّبعوا النبي لو أمرهم بأي أمرٍ، فهو أولى بهم من أنفسهم، فكما أنّ الإنسان ولي نفسه، له الحق في أن يتصرّف بالشكل الذي يحلو له ما لم يخرج من دائرة الشريعة، فكذلك النبيُّ أولى به من نفسه، وعليه أن يطيع النبي.

أمّا في السنّه الشريفة، فقوله صلى الله عليه واله وسلم : » من كنت مولاه فهذا علي مولاه «.

حيث اعطى الولاية التشريعية لعلي عليه السلام ، أي أنّ علياً كنفس رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم ، يجب على المسلمين أن يتّبعوه كما كان يجب عليهم أن يتّبعوا الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم .

أمّا عنوان الولاية التكوينية، فأنا لم أره لا في القرآن الكريم ولا في الأحاديث الشريفة، ا نّما هو مصطلح متأخّر جاء على لسان بعض علمائنا الأعلام رضوان اللّه تعالى عليهم في زمن متأخر، ولهذا لا نستطيع أن نبحث عن معنى هذه الكلمة في الكتاب والسنة، فهي لم ترد فيها ا نّما وردت على لسان قسم من علمائنا الكبار.
إدارة العالم والعلاقة بين الخالق والمخلوق


وقبل أن نبحث الولاية التكوينية للأئمة، والتي تتلخص في الحقيقة في معنى أنّ اللّه تبارك وتعالى كأنّما قد فوّض للأئمة عليهم السلام - بمستوى من مستويات التفويض -، أمر إدارة العالم إليهم، نشير الى العلاقة بين الخالق والمخلوق، بين اللّه تبارك وتعالى وإدارة العالم الذي خلقه، ثم ننتقل من هذا الارتباط الموجود بين اللّه تبارك وتعالى وبين خلقه أو العالم المخلوق له ألى موضوع الأئمة وعلاقتهم بالعالم.

فعلاقة الإدارة مثلاً، هل رُبطت بالإمام المعصوم، وهل أنّ اللّه تعالى وهبها للإمام المعصوم أم لا؟

إنّ سير الاُمور، وسير الأحداث دائماً - فلسفياً وعقلياً - لا يخلو عن أن يكون خاضعاً لأحد مبدأين :

الأول : مبدأ العليّة، وهو الذي يُسيّر الحوادث، أي أنّ الأحداث تتكرر وتتغير وتتحرك وتتبدل وفق عللها، وهذا ما قال به الفلاسفة العقليون الذين آمنوا بضرورة العليّة وبحجّة أنّ الشي الممكن - المسمى بممكن الوجود - نسبته الى الوجود والعدم على حد سواء، فلا يمكن أن يرجح جانب الوجود فيه إلّا بعلّة، إذ لو لم تكن هناك علّة، ا ذن كان ترجيح جانب الوجود على جانب العدم ترجيحاً بلا مرجّح وهو مستحيل على حدّ قول الفلاسفة، ولا نريد أن ندخل في صميم البحث الفلسفي، حيث تعلمون أنّ الفلاسفة الماديين الجدد أنكروا مبدأ العليّة، ولم يؤمنوا إلّا بمبدأ التقارن، أي تقارن شي‌ء بشي، كاقتران النار بالاحتراق، واقتران حركة المفتاح بانفتاح الباب، وما شابه ذلك من دون أن يؤمنوا برابطة العليّة بين النار والاحتراق أو بين حركة المفتاح وانفتاح الباب، وافترضوا رابطة العليّة هذه شيئاً غيبيّاً لا يمكن أن يخضع للتجربة، وبما أنّ الفلاسفة الماديين هم تجريبيون يؤمنون بأنّ مصدر المعرفة هو التجربة، والتجربة لا تستطيع أن تكشف مبدأ العليّة، لذا انكروا هذا المبدأ، وقالوا : أنّ سير الاُمور لا يكون إلّا بحفنة من التقارنات والصدف.

ولاُستاذنا الشهيد الصدر رضوان اللّه تعالى عليه في هذه المسألة بحث مفصل وطريف وممتع في كتابه الاُسس المنطقية للاستقراء، يقول فيه إنّ إيماننا بمبدأ العليّة لا يقوم على أساس المباني الفلسفية العقلية التي تقول باستحالة الترجيح بلا مرجّح، وأنّ الممكن نسبته الى الوجود والى العدم على حدّ سواء، فلا بدّ ا ذن من علةٍ كي تترجح كفة الوجود على كفة العدم، بل نضيف الى ما قاله الفلاسفة العقليون بأنّ التجربة لوحدها أيضاً كافية لإثبات مبدأ العليّة خلافاً للفلاسفة المحدثين الذين قالوا إنّ العلية لا تثبت بالتجربة، وهذا له بحث مفصل وعميق لا مجال لشرحه هنا، وإجمال قوله ( رضوان اللّه عليه (هو : أنّنا حينما نكرر إيجاد شي‌ء ونرى نتيجةً تقترن مع ذاك الشي، كما في تكرار إيجاد النار واقتران الاحتراق بها مثلاً، نستكشف من هذا التكرار والتعدد بحساب الاحتمالات، نقطة مشتركة ثابتة في كل هذه الأعداد من التجربة، هي العنصر المشترك بين هذه التجارب العديدة، وليس هذا العنصر المشترك إلّا العليّة، إذ لولا أنّ النار علّة للاحتراق، لكان هذا التكرار مجرد تجمع صدف ومن دون وجود نقطة مشتركة فيما بينها، وهذا مستبعد جداً بضرب القيم الاحتماليّة بعضها في بعض. هذا أحد المبدأين اللذين بالإمكان افتراض سير هذا العالم والأحداث التي نراها على أساس أحديهما.
والمبدأ الثاني الذي يمكن افتراض قيام العالم على أساسه هو مبدأ السلطة والقدرة والسلطنة، وهذا ما اعتقده اُستاذنا الشهيد رحمه الله مبدأً لظهور العالم، فإيجاد اللّه سبحانه وتعالى للعالم ليس بالعلية، فإنّ العلية أمر يَستبطن استحالة الانفكاك بين العلة والمعلول وهذا بدوره يستبطن الجبر، أمّا اللّه تبارك وتعالى فهو يفعل ما يشاء وفق إرادته ووفق قدرته وسلطنته، والقدرة شي‌ء والعلية شي‌ء آخر، والفارق بين القدرة والعليّة أمر مبرهن في محله، وفي الجملة، لا شكّ أنّنا نحسّ في وجداننا بالفارق بينهما فهناك فرق - كما مثّل العلماء - بين حركة الحجر الذي يسقطونه من الأعلى وبين حركة الإنسان وهو ينزل من الدرج، هاتان حركتان: حركة الإنسان وهو ينزل من الأعلى الى الأسفل وحركة الحجر أيضاً حينما ينزل من الأعلى الى الأسفل، لكن الوجدان يحكم بفارق جوهري بينهما، ويعتقد كثير من العلماء أنّ الفارق بينهما هو عبارة عن الإرادة، فالحجر لا يمتلك الإرادة، بينما يملكها الإنسان، فالحجر ينزل من الأعلى الى الأسفل بلا إرادة، بلا شوق بلا حب، بلا اختيار، أمّا الإنسان فإنّه ينزل من الإعلى الى الأسفل بإرادة وشوق وعلى هذا الأساس امتاز مبدأ الجبر عن مبدأ الاختيار، واُستاذنا الشهيد آية اللّه العظمى السيّد محمّد باقر الصدر (رض) يرى أنّه لا يُكتفى بهذا المقدار من الفارق، لأنّه لا يحقق الاختيار ولا يخرجنا من عالم الجبر، فأيُّ فرق بين ما يصدر من الإنسان - في حالة الوجل من حركات غير اختيارية - وبين ما يصدر من إنسان آخر اعترتُهُ حالة الشوق، فلو كان الأمر كما قالوا، وأنّ الإرادة تعني أن تعتري الإنسان حالة الشوق والرغبة الأكيدة فيصدر منه العمل الذي اشتاق إليه قهراً، فلا فرق - إذاً - بين ما يصدر من الإنسان في حالة الشوق أو حالة الوجل أو حالة الخجل، أو سائر الحالات فمجرد أنّ هذا شوق ومحبة ورغبة لا يجعل هذا العمل اختيارياً.

إنّ المائز والمقياس الحقيقي الذي يفصل بين الجبر والاختيار هو مسألة السلطنة والقدرة وليس مسألة الشوق، ولا يعني هذا الاستغناء عن الشوق والإرادة، فهذا مما لا بدّ منه،فإنّ الشوق يلازم الاختيار، والإنسان المختار لا يعمل شيئاً إلّا بالشوق والاختيار، إلّا أنّ الشوق ليس هو الذي جعل هذا العمل اختيارياً، لو لم يكن الى جانبه القدرة والسطنة التي تعني أنّه يستطيع أن يفعل ويستطيع أن لا يفعل.

ولاُستاذنا الشهيد (رض) رأي آخر طرحه على مستوى الافتراض والاحتمال لا الجزم واليقين بعد أن كتب الاُسس المنطقية للاستقراء.

يقول فيه : إنّنا نفترض أنّ مبدأ العلية بالمعنى الفسلفي لا وجود له في العالم، وهذا احتمال لا دليل لدينا يمنعنا عن ذلك أو يبطله، فمن المحتمل أنّ كل ما نراه يعود الى مبدأ السلطنة والقدرة وإرادة اللّه تبارك وتعالى، وحتى ما نراه من أنّ النار تحرق، فإنّ التفكير الفسلفي الاعتيادي المتعارف يقول إنّ النار علة للإحراق.

إنّ اللّه تعالى خلق العلة وهي النار مثلاً، أمّا عليّتها فهي ذاتيّة لها ولكن توجد الى جانب ذلك فرضية اُخرى معقولة أيضاً وهي أن تكون قد اقتضت الحكمة الربانيّة أن يخلق اللّه تعالى دائماً الإحراق متى ما تتحقّق الملاقاة بالنار، وكلا هذين الأمرين محتملان، فالرأي الأوّل وهو - الرأي الفلسفي - المعروف محتمل، والاحتمال الثاني - الذي طرحه السيد الشهيد الصدر قدس سره - وهو أنّ لا تكون النار علة للإحراق، وا نّما شاءت إرادة اللّه تبارك وتعالى أن تخلق الإحراق متى وجدت النار وهذا محتمل أيضاً ولا ينفيه القانون الفلسفي الذي يقول بأنّ الممكن نسبته الى الوجود والعدم على حدّ سواء ولا يوجد إلّا بمرجّح فصحيح أنّ الممكن بحاجة الى مرجح، ولكنّ من قال أنّ مرجحه مبدأ العلية، فلعل مرجحه مبدأ الإرادة، إرادة اللّه وقدرة اللّه تبارك وتعالى، فالقانون الفلسفي لا يبطل هذا الاحتمال، وكذلك القانون التجريبي - الذي أشرنا إليه - فإنّ كثرة التجارب باشعالنا النار الآف المرات مثلاً ورؤيتنا ترتب الإحراق على ذلك، يُدلنا على وجود عنصر مشترك فيما بين هذه التجارب العديدة، ولكن من قال أنّ هذا العنصر المشترك هو عبارة عن العليّة فلعله عبارة عن إرادة اللّه تبارك وتعالى وقدرته وسلطنته، فهو أراد أن يخلق الاحتراق متى ما صنعنا النار.

وعلى أية حال، حينما ننتقل الى لغة القرآن نرى أنّ اللّه تبارك وتعالى نسبَ كلّ شي‌ءٍ في هذا العالم إليه جل وعلا، ونرى هذه اللغة واردة حتى في الأفعال الاختيارية للإنسان كما في كثير من الآيات. فهنالك لونان من الآيات المباركات، لون منها ينسب الاُمور الى اللّه تعالى، ولون آخر ينسب أفعال البشر بمستوى من مستويات النسبة الى اللّه تبارك وتعالى، أمّا اللون الأوّل من الآيات التي تنسب الاُمور الى اللّه تبارك وتعالى فهي من قبيل قوله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر (وقوله تعالى ( إنّ اللّه هو الرزّاق ذو القوة المتين )وقوله تعالى ( اللّه يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها (وقوله تعالى ( قل لن يصيبنا إلّا ما كتب اللّه لنا )، وغير ذلك من الآيات، وهناك آيات راجعة الى فعل البشر كقوله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكنّ اللّه رمى )وقوله تعالى : ( ولا تقولنَّ لشي‌ءٍ إنّي فاعل ذلك غداً إلّا أن يشاء اللّه )، وقوله تعالى : ( ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد )، وقوله تعالى : ( ولو شاء اللّه ما اشركوا )، وقوله تعالى : ( ولو شاء اللّه ما فعلوه )، وقوله تعالى : ( فلو شاء لهداكم أجمعين )وقوله تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعاً )، وأمثال ذلك من الآيات.

إنّ تفسير الآيات من القسم الأوّل الراجع الى غير الأفعال الاختيارية يكون لها على أساس من المقولتين اللتين أشرنا إليهما سيكون أحد تفسيرين، إمّا أنّ اللّه تبارك وتعالى بإرادته المباشرة وبلا وساطة مبدأ العليّة، يفعل الاُمور، ويخلق ما يريد، ويصنع ما يشاء، ويغير، ويبدل، ويحرك، كل ذلك وفق إرادته مباشرةً، أو أنّ الاُمور تجري بأسبابها وعللها، » أبى اللّه إلّا أن يُجري الاُمور بأسبابها «، فقانون العلية هو الذي يحكم العالم، ويسيّر الاُمور، ولكنّ إرادة اللّه تكمن فوق العلل، يعني أنّ أصل العلل الأساسية مخلوقة من قبل اللّه تبارك وتعالى وبإرادته سبحانه، فإرادته عز وجل ليست هي التي تسير الاُمور بالمباشرة وا نّما تسيرها من وراء قانون العليّة الذي هو مخلوق للّه، فبأحَدِ التفسيرين ترجع الاُمور كلها الى اللّه كما نطقت بذلك هذه الآيات المباركات.

وأمّا القسم الثاني من الآيات، وهي الآيات الراجعة الى الأفعال الاختيارية للبشر كقوله : » وما رميت إذ رميت ولكنّ اللّه رمى « فهذا أيضاً تفسيره واضح، ولا نؤّول هذه الآيات ولا نلتزم بالجبر، فلا نقول إنّ هذه الآيات تفيد الجبر وتسلب القدرة والاختيار من الإنسان وتجعل أعمالنا هي أعمال اللّه.

والذي نفهمه من هذه الآيات هو أنّ الفعل البشري له - دائماً - جانبان ، جانب نفسي وجانب مادي، فالرمي مثلاً في الآية الكريمة : » ما رميت إذ رميت « له جانب نفسي يرجع الى الشخص الرامي فلو لم يرد أن يرمي لا يرمي، وله أيضاً جانب مادي وهو أنّ السهم يخرج من القوس ويتحرك وينتهي الى الشخص الذي تمّ توجيه السهم إليه فيقتله فبالقياس الى الجانب النفسي تأتي إرادة البشر، وسلطته وقدرته، القدرة التي خلقها اللّه تعالى فيه، فهذه القدره تؤثر أثرها وبهذا لا ننتهي الى الجبر.

وأمّا الجوانب المادية فكلها تنتهي الى اللّه فهو - سبحانه - الذي جعل هذا السهم يخرج من القوس لدى تحرك اليد وجعل الهواء بالشكل الذي يخترقه هذا السهم، وهو الذي جعله يصيب ذاك الهدف، والشخص المستهدف أيضاً هو الذي جعله يُخترق بهذا السهم، فتزهق روحه ويُميتهُ، كل هذا من اللّه تبارك وتعالى.
معنى الولاية التكوينية


بعد هذه المقدمة ندخل في مسألة الولاية التكوينية، قلنا أنّ هذا المصطلح متأخر، ولذا نتساءل عن معناه والمقصود منه بالنسبة للأئمة عليهم السلام ؟ وما هو دور الأئمة عليهم السلام على أساس القول بولايتهم التكوينية؟ وما هو دورهم عليهم السلام ضمن هذه الاُسس الفلسفية والقرآنية التي أشرنا إليها وعرضناها في بداية البحث، فإن كان المقصود بالولاية التكوينية، خرق نواميس الطبيعة، فإنّ الإمام عليه السلام يخرق أحياناً نواميس الطبيعة ويأتي بما يسمى بالمعجز، فيشق القمر، أو يجعل الحصى تُسبّح ويمنع النار عن الإحراق وما الى ذلك من الاُمور التي هي خرق لقوانين الطبيعة، فإنّ سُمّي هذا بالولاية التكوينية، فهو معقول ومقبول وثابت في الكتاب والسنة المتواترة، فلا شكّ ولا ريب أنّ الأئمة عليهم السلام أظهروا من المعاجز ما لا يحصى، والمعجز هو خرق قانون الطبيعة، إلّا أنّ هذا ليس شيئاً جديداً حتى يطلق عليه مصطلح جديد باسم » الولاية التكوينية «، وليس هو إلّا تطبيقاً لأحد القانونين اللذين أشرنا إليهما، فلو آمنا بمبدأ العليّة، وبأنّ هذا المبدأ لا يتخلف - استحالة انفكاك المعلول عن العلة -، فعندئذٍ يكون خرق قوانين الطبيعة بمعنى أنّ اللّه تعالى هدى رسوله والأئمة المعصومين عليهم السلام الى علل غائبة عنا، فهم يعرفونها ونحن لا نعرفها، فيتدخل الإمام وفق تلك العلل الغائبة عنا.

وعلى سبيل المثال أنّ النار تحرق لكن هناك علّة تمنع النار عن الإحراق، وتلك العلة يعرفها الإمام فيوجد ذاك المانع فلا تحرق النار، ونسمي هذا حسب ظاهر الأمر خرق قانون الطبيعة، أو خرق نواميس الطبيعة، هذا تفسير الإعجاز وفق مبدأ العلية، فإذاً الإعجاز يثبت دون بطلان مبدأ العلية، أي أنّ مبدأ العلية - وهو استحالة انفكاك العلّة عن المعلول - ثابت.. إلّا أنّ الإمام في نفس الوقت يأتي بالمعجز، فإتيانه بالمعجز لا يعني شل العلة عن العليّة، وا نّما يعني أنّه أتى بعلل هي غائبة عنا يعرفها ولا نعرفها، هذا هو تفسير المعجز بناءاً على هذا المسلك، أمّا على المسلك الآخر المؤمن بمبدأ الإرادة وقدرة اللّه تبارك وتعالى وأنّنا لسنا بحاجة الى مبدأ العلية الى صف مبدأ الإرادة وقدرة اللّه، فالأمر أوضح، إذ أنّ الإمام أو النبي عندما يريد أن يأتي بالمعجز يطلب من اللّه تبارك وتعالى أن يتدخل بإرادته وبقدرته البالغة، فيتدخل فيكون المعجز خلافاً لمقتضى الطبيعة التي نألفها وعلى أيّة حال فالمعجز معترف به من أول الأمر، سواءاً سميناه بالولاية التكوينية أو لم نسمه بالولاية التكوينية، أمّا لو أراد القائلون بالولاية التكوينية أنّ المعصوم عليه السلام يتمكن دائماً أن يفعل ما يريد، أي لا يعجز عن أي شي‌ء، فهذا خلاف صريح القرآن، فالقرآن الكريم يقول: ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجّر الأنهار خلالها تفجيراً أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى الى السماء ولن نؤمن لرقيّك حتى تنزل علينا كتاباً نقرأه قل سبحان ربي هل كنت إلّا بشراً رسولاً )، أي أنّ هذه الاُمور خارجة عن قدرتي فلو أنّ اللّه أراد أن أفعل، فعلت وحينما لا يريد لم أفعل ولا استطيع أن أفعل.

وإذا تجاوزنا هذين التفسيرين ولا أظنهما مقصودين لأصحاب الرأي القائل بالولاية التكوينية، فقد يكون المراد بالولاية التكوينية أنّ اللّه عز وجل فوض العالم وما يجري فيه الى الإمام عليه السلام ، فالإمام هو الذي يُسيّر الأحداث، فإن كان هذا هو مقصود القائل بالولاية التكوينية، فعندئذٍ نقول : إنّ هذا ينقسم الى قسمين أو يحتمل فيه احتمالان، أمّا أن يفترض أصحاب هذا الرأي أنّ الإمام يسيّر الأحداث وفق عللها الغائبة عنّا والتي عرّفها له اللّه تبارك وتعالى، فالإمام وفق العلل يسيّر الأحداث، وأمّا أن يفترض - ما يشبه مقولة المفوّضة - أنّ اللّه تبارك وتعالى كا نّما فوض الاُمور إليهم، وبدلاً عن إرادة اللّه » إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون « تحلّ إرادة الأئمة عليهم السلام ويقع ما يريدون فهم الذين يريدون الحياة لمن يحيى ويريدون الموت لمن يموت وهكذا، وبالإرادة مباشرة يفعل الإمام ما يريد.

فإن فُرض الأوّل وهو أنّ اللّه تبارك وتعالى أرشد الأئمة عليهم السلام الى علل الحوادث والأحداث فيتصرفون في العالم وفق تحريك العلل، فهذا كلام فى الوقت الذي لم أجد دليلاً عليه لا في كتاب ولا في سنّة، لا يوجد دليل مخالف ومعارض له فى الكتاب والسنّة، ولا توجد لدينا ضرورة دينية تمنع عن القول بذلك.

أمّا لو قصدوا المعنى الثاني وهو أنّ اللّه فوض إليهم الاُمور، فكما أنّ اللّه تبارك وتعالى يفعل ما يريد وما يشاء وبإرادته يُسير العالم كذلك نفترض الإمام عليه السلام ، وكأنّه يحلّ محلّ اللّه تبارك وتعالى، وبإذنه سبحانه ومشيئته، فهذا فى روحه يرجع الى التفويض، أو الى شق من شقوق التفويض، الذي ننكره كما ننكر الجبر ونقول، لا جبر ولا تفويض.

ا نّ التفويض له معنيان وشقان، فتارة يُفترض أنّ اللّه تعالى فوض العالم الى عباده وهو كا نّما ترك العالم، وعبادُه يفعلون ما يريدون، و اُخرى يفترض: أنّ اللّه تبارك وتعالى فوض العالم الى قسم من عباده فقط وهم المعصومون عليهم السلام ، وهذا التفويض بشقيه يخالف ظاهر الآيات المباركات التي تسند الاُمور - دائماً ومباشرة - الى اللّه تعالى كما في الآيات التي أشرنا إليها منها قوله تعالى : » ألا له الخلق والأمر « وقوله تعالى » إنّ اللّه هو الرزّاق « وقوله تعالى » اللّه يتوفى الأنفس حين موتها « وقوله تعالى » لن يصيبنا إلّا ما كتب اللّه لنا « وما شابه ذلك. كما أنّ هناك آيات اُخرى تقبل الحمل على نفس المعنى الذي ندّعيه من قبيل قوله تعالى بالنسبة للمسيح عليه السلام : ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيه فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني )، فالمقطع الأوّل، » وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني « هو من القسم الذي ذكرناه من أنّ فعل البشر ينسبه الى اللّه بالمعنى الذي شرحناه، فقد خلق من الطين كهيئة الطير - وكل إنسان يستطيع أن يخلق الطين كهيئة الطير -، وهو فعل البشر ومع ذلك فإنّ اللّه تعالى يقول : » بإذني « وكل ما قام به عيسى عليه السلام هو بإذن اللّه، من إبراء الأكمه والأبرص وإخراج الموتى وغير ذلك، كما أنّ الآية الاُخرى تتحدث عن لسان عيسى عليه السلام : ( أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن اللّه واُبري الأكمه والأبرص واُحيي الموتى بإذن اللّه واُنبّئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم ).

إن كلمة بإذني أو كلمة بإذن اللّه فى هذه الآيات المباركات هي على منوال الآيه الاُخرى التي تقول : ( وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن اللّه )، الذي يعني أنّ الموت من قبل اللّه تعالى، فهو الذي يميت النفس، وهو الذي يميت الإنسان، (وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن اللّه)، وكذلك في الآيات الماضية حينما يقول »اُبرى‌ء الأكمه والأبرص« و » اُحيي الموتى بإذن اللّه « أي أنّ اللّه تعالى يُبري‌ء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، وما على عيسى عليه السلام إلّا أن يطلب من اللّه تبارك وتعالى أن يُيري‌ء ويحيي، وعندها يُيري‌ء ويحيي سبحانه وتعالى.
روايات إثبات الولاية التكوينية للأئمة :


أمّا الروايات التي قد يتسمك بها لإثبات الولاية التكوينية للأئمة عليهم السلام فهي من قبيل ما ورد فى زيارة الجامعة الكبيرة كقوله عليه السلام : » بكم فتح اللّه وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه وبكم ينفّس ألهم... «، قد يفترض أنّ هذا يعني الولاية التكوينية، أي أنّ الأئمة هم الذين يديرون الأرض والسماء والغيث وما شابه، وكذلك الرواية المعروفة أو الحديث القدسي المعروف على الألسن، » لولاك لما خلقت الأفلاك «، ومنها الروايات الواردة بعنوان » لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها «، فيقال إنّ حياة العالم مرتبطة بحياة الإمام والحجّة المعصوم، ولولاه لفنى وانتهى العالم، ومنها ما روي عن أبي حمزة » قال : قلت لأبي عبد اللّه الصادق عليه السلام ، تبقى الأرض بغير ا مام؟ قال عليه السلام لو بقيت الأرض بغير ا مام لساخت « ورواية اُخرى، وهي التوقيع الشريف المعروف عن الإمام صاحب الزمان الذي أجاب فيه على عدة اسئلة من جملتها قوله عليه السلام : » وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء «، وعن الإمام الباقر عليه السلام يقول : » لو بقيت الأرض يوما بلا ا مام منّا لساخت بأهلها، ولعذبهم اللّه بأشد عذابه، وذلك أنّ اللّه تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه، وأماناً في الأرض لأهل الأرض، لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد اللّه أن يهلكهم ولا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا اللّه، ثم يفعل اللّه ما يشاء ( شاء (وأحبَّ «، وأمثال هذه الروايات كثيرة وهي شبه متواترة كلها تدل على هذا المضمون، وعلى أنّ قوام العالم بالإمام المعصوم وبدونه ينتهي العالم.

فمجموع هذه الروايات لا شكّ تعطي معنى مسلماً عند أتباع مدرسة أهل البيت عليه السلام ، وهو أن قيام العالم ووجود العالم وسبب الحياة فى العالم كله مرتبط بالإمام المعصوم، ولولاه لما كان شي‌ء من هذا القبيل، إلّا أنّ هذا لا يعني ما يسمى بالولاية التكوينية، فافتراض أنّهم سلام اللّه عليهم هم الذين يباشرون العمل الذي يفترض مباشرته من قبل اللّه تبارك وتعالى شي‌ء، وافتراض أنّ اللّه تعالى هو الذي يديم العالم ويدير الاُمور ببركتهم سلام اللّه عليهم شي‌ء آخر، وهذه الروايات ا نّما دلت على المفهوم الثاني ولم تدل على المفهوم الأوّل، فالاستدلال بها على مبدأ الولاية التكوينية بالمعنى الأوّل خلط بين المفهومين.




المشاركة الأصلية بواسطة لواء الحسين
يقول »اُبرى‌ء الأكمه والأبرص« و » اُحيي الموتى بإذن اللّه « أي أنّ اللّه تعالى يُبري‌ء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، وما على عيسى عليه السلام إلّا أن يطلب من اللّه تبارك وتعالى أن يُيري‌ء ويحيي، وعندها يُيري‌ء ويحيي سبحانه وتعالى.
.

هذه النتيجة خلاف الظاهر

الظاهر من الايات و هذه الايا ت و هذه الاية ان الله سبحانه اقدر عيسي بن مريم علي الاحياء و الاماته و هذا نسميه الولاية التكوينيه باذن الله .

و الحائري ينفيها.





المعاجز التي صدرت عن المعصومين عليهم السلام كاشفة عن الثبوت الولاية التكوينية لهم عليهم السلام

كما ان الولاية التكوينية تثبت لغير الانبياء من الناس بقوله تعالى (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك) النحل 40 هذا التصرف الذي قام به وصي سليمان بجلب عرش ملكة سبأ من اليمن الى فلسطين هو اجلى تعبير للولاية التكوينية بمعنى التصرف بنظام التكوين.
أما اثبات الولاية التكوينية لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وللأئمة عليهم السلام فيكون بأن نبينا افضل من جميع الانبياء السابقين فما ثبت لهم ثبت لنبينا واوصياء نبينا افضل من اوصياء جميع الانبياء فما ثبت لاوصياء الانبياء ثبت لاوصياء نبينا صلى الله عليه وآله.
والقول بالولاية التكوينية ليس من المغالات فيهم عليهم السلام انما يكون مغالات اذا قلنا ان الولاية التكوينية ثابتة لهم من دون اذن من الله تعالى ولا نقول نحن بذلك.
نحن مع كلمة لا إله إلا الله دائماً وابداً ولكن معرفة الامام عليه السلام حق معرفته لا تخرجنا عن تلك الكلمة بل تزيدنا تمسكاً بها





أنا معك فيما تفضلت به و لكن نحن قآئلين أن هذه الولاية ليست بنحو الإستقلاية , و ليست هذه الولاية في عرض ولاية الله عز و جل بل في طولها , و لكن كون إعمال الإرادة فهي بإذن الله , و إلا المقدرة على الفعل موجود و إلا لم يكن هناك معنى لطلب الإذن في إعمال الولاية إن لم تكن هناك قدرة على إعمالها فعلى هذا يجب أن نفهم معنى , بإذن الله في الآية الكريمة .

و أهل البيت عليهم السلام محال مشيئة الله صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين

و أنا أوردت هذا البحث للتبيين مبدأء ثاني و هو مبدأء القدرة و السلطنة بدل مبدأء العلة و المعلولة , فهذا البحث كان مدخلا لهذا التعريف الجديد في فهم الأمور و هو ماذكر السيد الشهيد السعيد آية الله العظمى سيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه في كتابه الأسس المنظقية للإستقرآء , و قد شرح معناه تلميذه آية الله العظمى سيد كاظم الحائري دام ظله , وفقكم الله لما يحب و يرضى .




السلام عليكم

نحن ايضا لانقول بالاستقلالية الولاية للمعصومين عليهم السلام .

الولاية الذاتية لله تعالي.
و اما الولاية العرضية و التبعية للمعصومين لاغبار عليها و الروايات و المعاجز ادل دليل عليها,

ليس كل ما يقول السيد الصدر و تلميذه مطابقا للادلة




تفضل بقرآئة هذا البحث , فإنه يفتح لك بعض الآفاق الجديدة , في هذا الموضوع :

الولاية التكوينية بين العلية والمعلولية أم هي مبدأ القدرة والسلطنة ؟

و هذا بحث مستفاد من كتاب الأسس المنطقية للإستقرآء للسيد الشهيد السعيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه , و بشرح آية الله العظمى سيد كاظم الحائري دام ظله تلميذ السيد , فك كتب الإمامة و القيادة .




إن الولاية التكوينية وعلم الغيب لذى الأئمة شيء محير
فإذا كان لذيهم هذا الأمر وبإستطاعتهم التغيير لماذا لم يستخدموه, إن من يقرأ سيرة الأئمة يجزم قاطعاً بأن ليس لذيهم أي ولاية تكوينية أو علم بالغيب
فهل من المعقول أن يرسل الإمام علي أفضل رجلين عنده وهما محمد بن أبي بكر و مالك بن الأشتر إلى مصر وبتم قتلهما , ولم يحذرهما مما سيجري عليهما إذا كان يعلم الغيب
وإذا كان لذيه هذه القدرة الخارقة كيف يقبل بالتحكيم
وحتى الإمام الحسن لماذا يعين إبن عمه عبيد الله بن العباس قائداً للجيش إذا كان يعلم بأنه سيخونه وسيتجه لمعاوية
وكذلك باقي الأئمة لم يسخدموا هذه القوة الخارقة
وإذا كان الله قد كتب أن تكون الأمور هكذا وتسير بهذه الطريقة فما حاجة الأئمة للولاية التكوينية وعلم الغيب , لأنها ستكون بلا فائدة تذكر إذا لم يستخدموها



بسمه جلت اسماؤه
عزيزي الكناري الإنسان لا محالة ميت فمن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
بناءا على نظريتك يجب على الأنسان أن يقتل نفسه عندما يولد.
أو أن لا يخرج من منزله أبدا.
الإمور يجب أن تسير بناءا على مجرايات الأحداث.
يعني أهل مصر أرادوا قائدا فأرسل إليهم الإمام علي سلام الله عليه ما يحتاجون إليه بغض النظر عن هل سيقتل هؤلاء أم يبقون على قيد الحياة.
الإنسان يفعل الحق وإن كان مرا.

أما هذه السذاجة التي تبديها بين فينة وأخرى فعليك أولا فهم المقصود بعلم الغيب والمقصود بقدرتهم على فعل الشيئ.


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكناري  
كلام مكرر ولم تجب عن الموضوع
ثم إذا كانت الأمور تسير على مجريات الأحداث على حسب ماذكرت, يعني أن الإمام يسير الأمور على حسب عقلة وتفكيره ولا دخل لها بعلم الغيب أو الولاية التكوينية
.
بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب كان على قدر جوابك. لا أكثر ولا أقل. وليس له دخل بالموضوع أصلا.
وكلامك أعلاه صحيح وهذا ما أقول به وهذا لا يعني أن الإمام ليس عنده علم ب "غيب" أو أنه لا يملك ولاية تكوينية.
ما هو علم الغيب وما هو إمتداده؟ هذا شيئ لا أعلمه ولكني أعلم يقينا أن عندهم علم ب الغيب. وأحاديثهم وما يجري في وقتنا الحاضر لخير دليل على هذا الشيئ.

اقتباس:
أو أن الله قد قدر هذه الأمور وأن مجريات الأحداث يجب أن تكون بهذه الطريقة وبالتالي فلاحاجة لعلم الغيب أو ولاية تكوينية لأنها لا تستطيع أن تغير مجريات الأمور وأمر قد قدره الله
ويا عزيزي : الرجاء الإبتعاد عن الشخصنة , فأنا أستطيع أن أرد عليك أيضاً
لا أؤمن بكلامك أعلاه بتاتا.
ولكن لي تعليق على " فلا حاجة لعلم الغيب أو ولاية تكوينية"

هل الله عز وجل قدر(أجبر) للقاتل أن يقتل؟
الجواب: لا
هل يعلم الله عز وجل أن هذا القاتل سيقتل؟
الجواب: نعم
هل علم الله عز وجل بأن هذا القاتل سيقتل يفضي إلى أن الله عز وجل قدر هذا الشيئ؟
الجواب: لا

هل يعلم الإمام الحسين سلام الله عليه بأنه سيقتل في كربلاء؟
الجواب: نعم
هل ذهب الإمام الحسين سلام الله عليه إلى كربلاء لكي يقتل؟
الجواب: لا
هل طلب الإمام الحسين من جيش يزيد أن يدعوه وشأنه؟
الجواب: نعم
هل حاججهم الإمام الحسين سلام الله عليه كي يدعوه وشأنه؟
الجواب:نعم
هل قتل الإمام الحسين سلام الله عليه بكربلاء؟
الجواب: نعم
هل علم الإمام الحسين سلام الله عليه بذلك؟
الجواب: نعم

المسألة معك مسألة فهم قبل أن تكون مسألة طرح إشكالات.
والسذاجة جاءت من هناك.
يعني أن لم تكلف نفسك عناء التفكير في هذه المسألة بل طرحت إشكالاتك.


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكناري
يعني
هل تريدون منا القبول بالشيء ونقيضه
يعني أن النبي و الإمام يعلم الغيب ولا يعلم الغيب (فلم نعرف إلى الآن ماهو هذا الغيب , ولو رجعنا إلى معاجم اللغة العربية لوجدنا أن من معاني الغيب هو الشك)
النبي والإمام معصوم وغير معصوم ,(فالعصمة اختيارية)
النبي الإمام عنده ولاية تكوينية لكن لا يستخدمها لكن لا نعرف لماذا لا يستخدمها
فهذا ما فهمته من الإجابات ومن أبحاث وتعريف تلك المفاهيم
شكراً جزيلاً لكم جميعاً

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على شيعة الكرار

رجل يملك سيارة ولا يستخدمها
هل ننكر أنه يملك السيارة لانه لا يستخدمها؟

عجيب أمرك.

ولماذا تريده أن يستخدم الولاية التكوينية؟
هل ليرد الموت عنه؟
الإنسان خلق ليموت ليحيى

ألم أقل لا تعمل تفكيرك؟

ثم يا هذا المعجزة كانت بإستشهاده سلام الله عليه.

الناس تقول للحسين سلام الله عليه نقتلك كرها منا لأبيك.
لو استخدم المعجزة لقالوا عنه ساحر


أخي الكريم " كناري " سألت واستشكلت بهذا القول :
اقتباس:

لأنها ستكون بلا فائدة تذكر إذا لم يستخدموها
اقتباس:

النبي الإمام عنده ولاية تكوينية لكن لا يستخدمها لكن لا نعرف لماذا لا يستخدمها
فهذا ما فهمته من الإجابات ومن أبحاث وتعريف تلك المفاهيم
شكراً جزيلاً لكم جميعاً
فأقول لك أخي الكريم لو أنك كلفت نفسك قليلا وقرأت البحوث السابقة لعرفت الرد على هذا السؤال ..

والآن أنقل لك رد الشيخ علي البامياني على إشكالك حيث يبين قائلا :
اقتباس:
بقي الكلام فيما يقوله بعض من فرض على نفسه التشكيك في عقائد الناس من أنه لو كانت للمعصوم ولاية تكوينية فلماذا لم يستخدمها ويدفع عن نفسه الضرر .

فنقول في جوابه:
إن عدم استعمال المعصوم (عليه السلام) للولاية التكوينية ليدفع عن نفسه الضرر ليس دليلاً على عدم وجودها فيه إذ لا ملازمة بين وجود الولاية وبين استخدامها في جلب الخير لنفسه، ودفع الشر عنه وإلا أي لو كان هناك ملازمة عقلية في ذلك لكان على الله تعالى أن يستخدم ولايته التكوينية على من اعتدى على ساحة قدسه وكبرياء جلاله.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

بغض بعض الصحابة لعلي(عليه السلام)
هل ان عيسی عليه السلام ابن الله جل وعلا
كيف يجزى الانسان بثار عمله في الدنيا
المعاد (1)
الامام علي (ع ) يرفض المبايعة على سيرة الشيخين :
بعض مصادر حديث ( لا فتى إلا علي .... )
مسألة عدالة الصحابة باختصار
الآيات النافية لاِمكان الرؤية
إجتهاد عمر في آيات الخمر
ما معنى الحديث القائل "الحسود لا يسود"؟ هل هو ...

 
user comment