عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

المواعظ

المواعظ

المواعظ

قال أمير المؤمنين ع قوت الأجساد الطعام و قوت الأرواح الإطعام

و قال ما ظفر من ظفر بالإثم و الغالب بالشر مغلوب

قال الصادق ع من اجتمعت عليه كلمة بحسن الثناء فاتهموه فإنه ليس منكم

و عنه قال إذا رأيتم العبد معتقدا لذنوب الناس ناسيا لذنوبه فاعلموا أنه قد مكر به

و عنه قال أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه قل للمؤمنين لا تلبسوا الناس أعدائي و لا تطعموا طعام أعدائي و لا تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي

عنه قال لقي يوسف رجلا فقال الرجل و الله إني لأحبك فقال له يوسف في الحب لقيت ما لقيت أحبني أبي فلقيت من إخوتي ما لقيت و أحبتني امرأة العزيز فلقيت ما لقيت فلست أريد أن يحبني إلا ربي تبارك و تعالى

عنه قال نحن علويون و شيعتنا علويون و هم خير منا لأنهم يقتلون فينا و لا نقتل فيهم

عن عنوان البصري و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة قال كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين فلما حضر جعفر الصادق ع المدينة اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت من مالك‌

 

                         مشكاةالأنوار ص : 326

فقال لي يوما إني رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار فلا تشغلني عن وردي فخذ عن مالك و اختلف إليه كما كنت تختلف إليه فاغتممت من ذلك و خرجت من عنده و قلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و الأخذ عنه فدخلت مسجد الرسول و سلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة و صليت فيها ركعتين و قلت أسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم و رجعت إلى داري مغتما حزينا و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت و ترديت و قصدت جعفرا و كان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ما حاجتك فقلت السلام على الشريف فقال هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم له قال ادخل على بركة الله فدخلت و سلمت عليه فرد علي السلام و قال اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه و قال أبو من قلت أبو عبد الله قال ثبت الله كنيتك و وفقك لمرضاته قلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته و التسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيرا ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال يا أبا عبد الله ما حاجتك قلت سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته فقال يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يبديه فإن أردت العلم فاطلب أولا من نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك قلت‌

 

                        مشكاةالأنوار ص : 327

يا شريف فقال قل يا أبا عبد الله قلت يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية قال ثلاثة أشياء أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله تعالى به و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا و جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به و نهاه عنه فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه و إذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا و إبليس و الخلق و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا و لا يطلب عند الناس عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلا فهذا أول درجة المتقين قال الله تعالى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قلت يا أبا عبد الله أوصني فقال أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عز و جل و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله ثلاثة منها في رياضة النفس و ثلاثة منها في الحلم و ثلاثة منها في العلم فاحفظها و إياك و التهاون بها قال عنوان ففرغت قلبي له فقال أما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة و البله و لا تأكل إلا عند الجوع و إذا أكلت فكل حلالا و سم الله و اذكر حديث الرسول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان لا بد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه و أما اللواتي في الحلم فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل إن قلت عشرا لم تسمع واحدة و من شتمك فقل إن كنت صادقا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لي و إن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لك

 

                         مشكاةالأنوار ص : 328

و من وعدك بالجفاء فعده بالنصيحة و الدعاء و أما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و إياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للناس جسرا قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي فإني امرئ ضنين بنفسي و السلام

قال رسول الله ص قال تعالى أنا مع الإنسان في نبإ عظيم أخلقه و يعبد غيري و أعطيه و يحمد غيري و أمنعه و يشكو غيري

و أيضا قال أوحى الله تعالى إلى موسى أني وضعت خمسة أشياء في خمسة أشياء و الناس يطلبون في خمسة أخرى فمتى يجدون أني وضعت عز عبادي في طاعتي فهم يطلبون من باب السلطان فمتى يجدون و أني وضعت العلم و الحكمة في الجوع و هم يطلبون في الشبع فمتى يجدون و أني وضعت الغنى في القناعة و هم يطلبون في المال فمتى يجدون و أني وضعت الراحة في الآخرة و هم يطلبون في الدنيا فمتى يجدون و أني وضعت رضاي في مخالفة هواهم و هم يطلبون في موافقة هواهم فمتى يجدون

عن محمد بن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر ع يقول لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر و الجحود و أهل الضلال و الشرك و من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تبارك و تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً قال قلت يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين قال حدثني أبي عن آبائه عن علي ع قال سمعت رسول الله يقول إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل قال ابن‌

 

                         مشكاةالأنوار ص : 329

أبي عمير فقلت له يا ابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر و الله تعالى ذكره يقول وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى‌ و من ارتكب الكبائر لا يكون مرتضى فقال يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك و ندم عليه و قد قال النبي كفى بالندم توبة و قال من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن و لم تجب له الشفاعة و كان ظالما و الله تعالى ذكره يقول ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ فقلت له يا ابن رسول الله كيف لا يكون مؤمنا من لا يندم على ذنب يرتكبه فقال يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي و هو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب و متى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة و متى لم يندم عليها كان مصرا و المصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب و لو كان مؤمنا بالعقوبة لندم و قد قال النبي لا كبيرة مع الاستغفار و لا صغيرة مع الإصرار و أما قول الله تعالى وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى‌ فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه و الدين الإقرار بالجزاء على الحسنات و السيئات فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة

 

                        مشكاةالأنوار ص : 330

 


source : دار العرفان / مشكاةالأنوار
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام الحسن العسكري (ع) والتمهيد لولادة وغيبة ...
إنّ الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة ...
الإمام موسى الكاظم عليه السلام والثورات العلوية
زيارة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
الصلاة من أهم العبادات
علة الإبطاء في الإجابة و النهي عن الفتور في ...
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام
كلام محمد بن علي الباقر ع
منهج القرآن لإحداث التغيير
برهان على صحة الرسالة

 
user comment