عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

اختيار مواضع النزول

اختيار مواضع النزول

اختيار مواضع النزول

 

فيما نذكره من اختيار مواضع النزول و ما يفتح علينا من المعقول و المنقول

اعلم أن اختيار موضع النزول ينبغي أن يكون في موضع قريب من الماء للطهارات و الشرب و الضرورات و فيه ما يحتاج إليه الأصحاب و الدواب من المهمات و أن

يكون في وسط القوم الذين صحبتهم لخفارتك و حفظ حرمتك و تجعل الليل إن كان الوقت ليلا مقسما بينهم يحفظ كل منهم بقدر حصته من ليلته و ليس ذلك مخالفا للتوكل

على الله جل جلاله و على حفظه و حراسته. فصل فقد روينا أن النبي ص كان له من صحابته من يحفظه في سفره من أهل عداوته إلى أن نزل قوله جل جلاله وَ اللَّهُ

يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فترك الاحتراس بالناس. فمن الرواية في تحفظه ع في سفره ما نذكر معناه لأن الغرض من ذلك الاقتداء به ص و التعريف بأفعاله. رأينا و روينا من

بعض تواريخ أسفاره عليه أفضل الصلوات أنه كان قد قصد قوما من أهل الكتاب قبل دخولهم في الذمة فظفر منهم بامرأة قريبة العرس‌

 

 

 

                         الأمان ص : 134

 

بزوجها و عاد من سفره فبات في طريقه و أشار إلى عمار بن ياسر و عباد بن بشر أن يحرساه فاقتسما الليلة فكان لعباد بن بشر النصف الأول و لعمار بن ياسر النصف

الثاني فنام عمار بن ياسر و قام عباد بن بشر يصلي و قد تبعهم اليهودي يطلب امرأته و يغتنم إهمالا من التحفظ فيفتك بالنبي ص فنظر اليهودي إلى عباد بن بشر يصلي في

موضع العبور فلم يعلم في ظلام الليل هل هو شجرة أو أكمة أو دابة أو إنسان فرماه بسهم فأثبته فيه فلم يقطع عباد بن بشر الصلاة فرماه بآخر فأثبته فيه فلم يقطع الصلاة

فرماه بآخر فخفف الصلاة و أيقظ عمار بن ياسر فرأى السهام في جسده فعاتبه و قال هلا أيقظتني في أول سهم فقال كنت قد بدأت بسورة الكهف فكرهت أن أقطعها و لو لا

خوفي أن يأتي العدو على نفسي و يصل إلى رسول الله ص و أكون قد ضيعت ثغرا من ثغور المسلمين ما خففت من صلاتي و لو أتى على نفسي فدفعا العدو عما أراده.

 

أقول و ذكر أبو نعيم الحافظ في الجزء الثاني من كتاب حلية الأولياء بإسناده في حديث أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله ص في غزوة فأوينا ذات ليلة إلى شرف فأصابنا

فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفيرة فيدخل فيها و يكفأ عليه بحجفته فلما رأى ذلك منهم قال من يحرسنا في هذه الليلة فأدعو له بدعاء يصيب به فضله فقام

رجل فقال أنا يا رسول الله فقال من أنت فقال فلان بن فلان الأنصاري فقال ادنه فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له قال أبو ريحانة فلما سمعت ما يدعو به رسول

الله ص للأنصاري فقمت فقلت أنا رجل فسألني كما سأله و قال ادنه كما قال له و دعا بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ثم قال حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله و

حرمت النار على عين دمعت من خشية الله و قال الثالثة أنسيتها قال أبو شريح بعد ذلك و حرمت النار على عين غضت عن محارم الله

 

 

 

                         الأمان ص : 135

 

 

 


source : دار العرفان/الامان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فضلِ السَّخاء و الجود
من هم الذين يحبهم الله؟
الحسد والسعایة
حجّ الإمام الكاظم(عليه السلام)
ذكرى إستشهاد حمزة سيد الشهداء
لماذا نبداء بـ : بسم الله الرحم الرحيم
الإمام الحسين (ع) مبادئ متجددة ونظام لفعل الخير
خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أمام نساء ...
آثار الذنوب علی الفرد
الحسين(ع) إماماً و مصباح الهداية

 
user comment