فيما نذكره إذا خاف من المطر في سفره و كيف يسلم من ضرره و إذا عطش كيف يغاث و يأمن من خطره
و روينا بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب دلائل الرضا ع بإسناد الحميري إلى سليمان الجعفري إلى أبي الحسن الرضا ص قال كنت
معه و هو يريد بعض أمواله فأمر غلاما له يحمل له قباء فعجبت من ذلك و قلت ما يصنع به فلما صرنا في بعض الطريق نزلنا إلى الصلاة و أقبلت
السماء فألقوا القباء علي و عليه و خر ساجدا فسجدت معه ثم رفعت رأسي و بقي ساجدا فسمعته يقول يا رسول الله يا رسول الله فكف المطر
الأمان ص : 129
قلت أنا و كنت مرة قد توجهت من بغداد إلى الحلة على طريق المدائن فلما حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم و الرعود و استوى الغمام
للمطر و عجزنا عن احتماله فألهمني الله جل جلاله أنني أقول يا من يمسك السماوات و الأرض أن تزولا أمسك عنا مطره و خطره و كدره و ضرره
بقدرتك القاهرة و قوتك الباهرة و كررت ذلك و أمثاله كثيرا و هو متماسك بالله جل جلاله حتى وصلنا إلى قرية فيها مسجد فدخلته و جاء الغيث شيئا
عظيما في اللحظة التي دخلت فيها المسجد و سلمنا منه و كان ذلك قبل أن أقف على هذا الحديث. أقول و توجهت مرة في الشتاء بعيالي من مشهد
الحسين ص إلى بغداد في السفن فتغيمت الدنيا و أرعدت و بدأ المطر فألهمت أنني قلت ما معناه اللهم إن هذا المطر تنزله لمصلحة العباد و ما
يحتاجون إليه من عمارة البلاد فهو كالعبد في خدمتنا و مصلحتنا و نحن الآن قد سافرنا بأمرك راجين لإحسانك و برك فلا تسلط علينا ما هو كالعبد لنا
أن يضر بنا و أجرنا على عوائد العناية الإلهية و الرعاية الربانية و أجر المطر على عوائد العبودية و اصرفه عنا إلى المواضع النافعة لعبادك و
عمارة بلادك برحمتك يا أرحم الراحمين فسكن في الحال. أقول و هذا من تصديق الآيات المعظمات في إجابة الدعوات و لمحمد ص من جملة
المعجزات و لذريته من جملة العنايات فإنه جل جلاله استجاب من المحسنين و من المسيئين
source : دار العرفان/الامان