فيما نذكره من أن اختيار المنازل منها ما يعرف صوابه بالنظر الظاهر و منها ما يعرفه الله جل جلاله لمن يشاء بنوره الباهر
أقول أما اختيار المنازل بالنظر الظاهر فأن يكون كما ذكرناه في أرض و مكان فيه ما يحتاج الإنسان إليه له و لأصحابه و لدوابه و يأمن فيه من ضرر يتوجه عليه و أما تعريف الله جل جلاله لمن يشاء بنوره الباهر
كما رويناه من كتاب محمد بن جرير بن رستم الطبري من كتاب دلائل الإمامة عند ذكر كرامات علي بن الحسين ص بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال خرج أبو محمد علي بن الحسين ع إلى مكة في جماعة من مواليه و ناس من سواهم فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها فلما دنا علي بن الحسين ع من ذلك الموضع قال لمواليه كيف ضربتم في هذا الموضع و هذا موضع قوم من الجن هم لنا أولياء و لنا شيعة و ذلك يضر بهم و يضيق عليهم فقلنا ما علمنا ذلك و عملوا على قلع الفساطيط و إذا هاتف يسمع صوته و لا يرى شخصه و هو يقول يا ابن رسول الله لا تحول فسطاطك من موضعه فإنا نحتمل لك ذلك و هذا اللطف قد أهديناه إليك و نحب أن تنال منه لنسر بذلك فإذا في جانب الفسطاط طبق عظيم و أطباق معه فيها عنب و رمان و موز و فاكهة كثيرة فدعا أبو محمد ع من كان معه فأكل و أكلوا معه من تلك الفاكهة
الأمان ص : 136
source : دار العرفان/الامان