عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

المسلم والدولة الاسلامیة

المسلم والدولة الاسلامیة

یتمنى کل مسلم یقول: لا اله الا الله، محمد رسول الله ان تقوم دولة اسلامیة قویة فی بقعة من الارض، أیة بقعة، تحکم باسم الاسلام، وتأخذ بمبادئه وتعالیمه فی جمیع شؤونها، غیر خاضعة فی شیء من تصرفاتها السیاسیة والثقافیة والاقتصادیة لأیة سلطة من الخارج او الداخل. کل مسلم عربیاً کان او اعجمیاً یتمنى قیام هذه الدولة ویشعر من الأعماق بالحاجة الیها.. ولو استطاع ان یخلقها خلقاً، ویدفع ثمنها من دمه وأهله لفعل، وضحى بکل عزیز، لا لغایة اقتصادیة، ولا للمضاهاة والمباهاة، لا لشیء إلا لاعزاز کلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
ورب قائل: ان هذه الدولة موجودة بالفعل، وهی السعودیة التی رسمت على علمها بالخط الطویل العریض کلمة لا اله إلاّ الله محمد رسول الله، واعلنت على الملأ أن دستورها الوحید هو الشریعة الاسلامیة، مع ان المسلمین فی شرق الأرض وغربها یتجاهلون وجودها، ولا یشعرون نحوها بشیء مما ذکرت، بل ان المسلمین کلهم او جلهم یتمنون زوالها، قال الشیخ ابو زهرة فی کتاب «المذاهب الاسلامیة». ان اکثر المسلمین ینفرون من الوهابیة اشد النفور.
الجواب :
اعتقد أن هذا القائل ـ لو وجد ـ فهو غیر جاد فی قوله إلا أن یکون أعمى القلب والعینین، لان العبرة بالتنفیذ، والعمل بما تملیه الشعارات، لا بالشعارات ذاتها، فکثیراً ما تأتی الشعارات للتغطیة والتضلیل، وکلمة لا اله الا الله عظیمة وقویة، وحیة نامیة، فیجب ان تستعمل فیما وضعت له، أو فیما ینسجم معها انسجاماً حقیقیاً، حیث التقدم والازدهار، والعدل والحریة والمساواة، واجتناب المحرمات، لا حیث البؤس المتراکم الى جانب الفسق والفجور، وضروب الإسراف والتبذیر على اسرّة الذهب والسیارات الفخمة، والسهرات الحمر مع السمراوات والشقروات.
واذا نظرنا الى المملکة السعودیة فلا نجد جهة الا وفیها الضعف والهزال، والتأخر والانحطاط، فاول ما یبدو للناظر فی هذه المملکة التفاوت بین الناس، وتفوق بعضهم على بعض بالمال والثراء، وتحالف الاقویاء مع الرأسمالیة الأجنبیة، لاحتکار الخیرات والموارد، واستغلال المستضعفین، وکبت الحریة، والقضاء على الدیمقراطیة، هذا، الى الامیة المتفشیة والأمراض المنتشرة، والفقر الذی بلغ الغایة، مع العلم انه قد مضى على قیام دولة الوهابیة اربعون سنة، وانها تسیطر على منابع البترول، ومناجم الذهب وسائر المعادن، وعلى الارباح من الحجاج وغیر الحجاج.. ولو اخذت السعودیة بتعالیم الاسلام حقاً، وعملت باحکامه لما وجد فی أرضها مریض ولا جاهل ولا بائس، ولعمت العدالة والحریة والرفاهیة، وکانت المثل الأعلى للحضارة والتقدم، وکلنا یعلم ان الله سبحانه حین قیض للاسلام حکاماً مخلصین التزموا بتعالیمه، وساروا على هدیه تغیر مجرى التاریخ، وخرج العالم من ظلمة الجهل والظلم إلى نور العلم والعدل، وأعطى الإسلام بفضل القائمین علیه أصدق مثال، وأبلغ حجة على أن الدین هو المصدر الأول لخیر الإنسانیة وسعادتها، والعلاج الناجع لویلاتها وآلامها.
وبکلمة أن الإسلام ثورة على الجمود والانحطاط، والظلم والمحباة، والطمع والجشع، فإذا ما سادت الأوضاع الفاسدة فی بقعة من الأرض، ورأى حکامها أنهم أولى الناس بالمال والجاه والسلطان تأکدنا أنه لا عین ولا أثر لمعنى الإسلام، حتى ولو تستر ساداتها ومترفوها بمظاهره وشعائره، تماماً کما هی الحال فی المملکة العربیة السعودیة، حیث تتسرب الملایین إلى جیوب المسؤولین، والشعب غارق فی جهله ومرضه وفقره، ولو کان الاسلام دین الدولة حقاً، ودستورها الشریعة الإسلامیة حقاً لکان هذا الدین وهذه الشریعة موضوع الرعایة والتطبیق على رجال الدولة قبل غیرهم. وإذا ربح السعودیون المال والسلطان فإنهم قد خسروا ثقة المسلمین بهم فی شرق الأرض وغربها، ومکانتهم الأدبیة بین الامم، والنتیجة الحتمیة لهذه الخسارة هی نتیجة النازیة والفاشیة بالذات.
کما اننا نلاحظ ان الاسرة المالکة فی الجزیرة العربیة والتی سمت الجزیرة باسمها لا باسم الاسلام ، نجدها لاتدخر جهدا فی التعرض للمسلمین فی کل ارجاء العالم وتترک من لاعلاقة له بالاسلام ومن نماذجهم (الشیخ) اسامه بن لادن الذی یدعی انه رئیس المسلمین فی کل انحاء العالم لکنه لم یتورع من ذبح اواصدار اوامر ذبح غیر الوهابیین فی ای نقطة من هذه المعمورة ، وکما نعلم ان المسلمین الذین یقرون بالشهادتین هم طوائف کثیرة و علی ایة حال فانهم مسلمون .فلماذا الذبح اذا ؟؟
منبع: راسخون

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مدة حكم المهدي المنتظر
العمل الصالح
معالم " نهضة العلماء "
قصة استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه ...
زيارة السيد عبد العظيم الحسني علیه السلام
التوسل بأُم البنين عليها‌السلام
الحب بعد الأربعين
الامام محمد الباقر علیه السلام
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
آفّات التفسير الروائي

 
user comment