العِشرة هي التناسق مع نظام الخليقة
مهما يكن من شيء فان لجميع الكائنات في عالم الوجود تناسق فيما بينها يشبه المعجزة وأن التماسك فيها يجعل من نظام الوجود باسره في أفق أهل المعرفة وحدة تامة،
وكأنما
جميع الكائنات في مسرح الوجود تدعوا بني الانسان بلسان حالها أن تعالوا حتى تجعلوا الصحبة والصداقة والتضامن والتناسق الايجابي هو الأساس والأصل في حياتكم الصحبة
والصداقة والتضامن والتناسق الايجابي هو الأساس والأصل في حياتكم وأن يصبح كل انسان في كافة المجالات من مادية وروحية وأخلاقية وانسانية مكمّلًا للآخر وأن يملأ كل
منكم فراغاً في حياة الآخر بالطريقة اللائقة اعتماداً على الايمان باللَّه واليوم الآخر والمعرفة بأحكام الاسلام المحفزة لحياة أفضل خصوصاً في مجال العِشرة والصداقة، تعايشوا
لكي تَعمُرَ دنياكم وآخرتكم وتنعموا بدفىء السعادة والفلاح إلى الأبد وتَبنوا في ظل مثل هذه العِشرة والصحبة جواً من الأمن والأمان والوداد والمحبة والكرامة والشرف.
كم انتج التناسق وأُلفة بين الكائنات من ثمرات عظيمة للوجود، وللانسان بوجه خاص. حبذا لو قام بني الانسان أيضاً ببناء روابط
نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 26
صحيحة فيمابينهم وتبادلوا القيم في الحياة بالصحبة والصداقة حتى يصبح فضاء الحياة فضاءاً يشبه الجنان فينتفع كل انسان من الآخر انتفاعاً انسانياً وأخلاقياً، ولكن لا
تحصل مثل هذه الصداقة ولا يتحقق نظير هذا التناسق إلا بالاعتماد على جوهر الايمان باللَّه سبحانه واليوم الآخر والعمل وفق النُّظم الدينية القيمة والتأسي بالأنبياء والأئمة
عليهم السلام مع جعل القرآن مثلًا اعلى يقتدى به.
source : دار العرفان /سماحة الاستاذ العلامة انصاریان