عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

الاشاعـرة

الاشاعـرة


فرقة من متکلمی السُنّة ظهرت فی بدایة القرن الثالث الهجری فی البصرة أسسها ابو الحسن علی بن اسماعیل الاشعری اثر اختلافه مع استاذه الجبائی فی مسألة الصلاح والأصلح، وتعد من اقوى التیارات الفکریة المواجهة للمذهب المعتزلی حتى صارت مذهبا رسمیا للسنّة فی جمیع الاقطار بعد القرن السادس.

عوامل الظهور :

ـ یکمن سر نشوء المذهب الاشعری فی حالة من التغییر الفکری والاستقلالیة بالرأی لدى (علی بن اسماعیل الاشعری) حین تراجع عن المذهب المعتزلی الذی انتهجه لنفسه واستلهم منه جمیع افکاره بعد دراسة امتدت اربعین عاما على ید رئیس المعتزلة فی عصره وشیخ شیوخها محمد بن عبد الوهاب الجبائی.

 الاشاعـرة
محمد متولی الشعراوی، أحد أبرز علماء الأشاعرة فی القرن العشرین

وبدأ انفصاله الفعلی عن الاعتزال بإعلانه التوبة وعدوله عن القول بخلق القرآن فی المسجد الجامع بالبصرة فی یوم الجمعة واقلاعه عن الاخذ بأقوال المعتزلة، وتصدیه لقیادة التیار المعارض والمناهض للفکر المعتزلی.
ـ مال اغلب الناس الى الاشاعرة نتیجة للموقف المتشدد للسلطات الحکومیة العباسیة وبالاخص فی عهد المتوکل والمقتدر وسخطهم على اتباع المعتزلة فانحاز جماعة من المعتزلة الى من یحارب الاعتـزال واخذ الاشعری مکانة رفیعة بین الحکام العباسیـین وتأیـیدهم له وتعقیب خصومه من المعتزلة.
ـ اعقب سقوط الدولة البویهیة المناصرة للتشیع والاعتزال مجیء الدولة السلجوقیة المساندة للتسنن والنشاط الاشعری وکانت دولة السلاجقة قویة تنـتـصر للسنة فساعدت على انتشار مذهب الاشاعرة واخماد صوت الاعتزال واتباعه.
ـ ویمکن ان نضیف عاملا آخر ساهم بجزء کبیر فی دفع الاشعری الى اعلان براءته من المذهب المعتزلی حیث ورد ان خصوم أبی الحسن الأشعری کالحنفیة والحنبلیة والماتریدیة شکوا فی اخلاصه، فبـینما کان المحایدون الابریاء معجبین به الى احد الافتـتان کان خصومه یعلمون ان الذی حمله على سلوک هذا الطریق الجدید لیس هو الاخلاص للشریعة وانما هو الاغراض الشخصیة والرغبة فی لفت الانظار الیه واجتماع کثیر من التلامیذ حوله وفوزه بمکانة سامیة فی عصره، فحول تیار حیاته الى الجهة التی یستطیع ان یظهر فیها...
ـ تبـنی المذهب الاشعری لارآء الـجبریة التی تسوغ اعمال السلطة کان عاملاً سیاسیا فی انتشار المذهب.

النشأة والتطور :

ـ ظهرت فرقة الاشاعرة على مسرح التأریخ حین اعلن ابو الحسن علی الاشعری توبته فی المسجد الجامع بالبصرة یوم الجمعة فی عهد الخلیفة العباسی المقتدر فی الفترة ما بین (295 ـ 320 هـ) وانتقل بعد اعلانه التوبة من البصرة الى بغداد وکانت الاجواء الفکریة والسیاسیة فیها ملائمة لوجود المعارضة للاعتزال والاتجاهات الفلسفیة.
ـ وضع ابو الحسن علی الأشعری الأسس والمنطلقات للفرقة الاشعریة وقدم نتاجاته الفکریة بفترة وجیزة من اعلانه التوبة، فمنها کتاب (اللمع) وکتاب (الابانة) وکتاب اظهر فیه اخطاء المعتزلة وسماه بـ (کشف الاسرار وهتک الاستار) فلما قرأ اهل الحدیث والفقه من اهل السنة والجماعة کتبه، اخذوا بما فیها واعتقدوا بتقدمه واتخذوه اماما حتى نسبوا الیه مذهبهم.
ـ استطاع علماء الاشاعرة تثبیت معالم الفرقة ووضع المناهج والاصول النظریة لها والتصدی لمناظرة المخالفین ودحض افکارهم، وتحمّـلوا مسؤولیة الدعوة للفرقة ودعمها بالادلة والبراهین، ومن ابرز علمائهم ومتصدیهم : الباقلانی، والجوینی من المتقدمین والغزالی والفخر الرازی من المتأخرین، فکانوا یرغَـّبون الناس فی الدخول فی المذهب الاشعری ویبعدونهم عن الاعتزال.
ـ توسعت قواعد الفرقة الأشعریة وانتشرت انتشارا عظیماً برعایة الوزیر (نظام الملک) والخلیفة العباسی (المتوکل) لها، واصبح المذهب الاشعری مذهب الدولة الرسمی وصار یدرس فی نواحی عدیدة من العالم الاسلامی، وانشأ نظام الملک المدارس الکبرى ومن اشهرها المدرسة النظامیة، ومدرسة فی نیشابور ومدرسة فی هراة الى مدارس اخرى درس فیها کبار علمائهم امثال امام الحرمین والاسفرایـینی والغزالی وتفرقوا فی البلدان کالعراق وایران والشام وبلاد المغرب حتى وصلت اراؤهم ومعتقداتهم الى اقصى بلاد افریقیة.

الأفکار والمعتقدات :

طرح الاشعریون جملة من الآراء منها :
ـ قالوا : ان الله تعالى عالم بعلم، قادر بقدرة، حی بحیاة، مرید بارادة، متکلم بکلام، سمیع بسمع بصیر ببصر، وهذه صفات ازلیة قدیمة قائمة بذاته تعالى لا هی هو ولا هی غیره، وانه تعالى متکلم بکلام قدیم ومرید بارادة قدیمة، وخالفوا المعتزلة فی ذلک اذ قالوا : انه عالم بذاته بصیر بذاته متکلم بذاته.
ـ ذهبوا الى جواز رؤیة الله سبحانه فی الآخرة وقالوا : ان کل موجود یصح ان یرى فان المصحح للرؤیة هو الوجود وان الرب سبحانه موجود وکل موجود مرئی.
ـ ولهم نظرهم فی افعال الانسان فقالوا : ان الله خالق افعال العباد، وهو مرید کل ما یصدر منهم من خیر أو شر، فعلمه وقدرته وارادته متعلقة بجمیع افعال العباد، ولا مانع من تکلیفهم بما لا یطاق، وان الله تعالى اجرى سنته ان یخلق الشیء عند القدرة الحادثة من، العبد فاذا اراد العبد شیئا وعزم علیه وتجرد له خلقه الله، غیر ان للعبد شیئا سمی « کسبا » وهو الاقتران العادی بین قدرة العبد والفعل فالله یخلق الفعل، عند قدرة العبد وارادته لا بقدرة العبد وارادته، وهذا الاقتران هو الکسب.
ـ وقالوا : بالشفاعة وان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) یشفع لاهل الکبائر من امته، وان الله تعالى یخرج اهل القبلة الموحدین من النار ولا یخلدهم فیها ولا یخلد الا الکفار، والله قادر على ان یغفر لمن یشاء، ولو ادخل الخلائق اجمعهم الجنة لم یکن حیفا، ولو ادخلهم النار لم یکن جورا وظلما لأن الله مالک لخلقه والظلم والجور یتحقق فیما اذا کان التصرف فیما لا یملکه المتصرف. ویقبح منا اذا تجاوزنا به ما رسم لنا ولیس هناک من رسم له الرسوم وبین الحدود.
ـ وفی مسألة خلق القرآن أو قدمه قالوا : ان الالفاظ المنزلة على لسان الملائکة الى الانبیاء (علیهم السلام) دلالات على الکلام الأزلی والدلالة مخلوقة محدثة والمدلول قدیم أزلی.
ـ الایمان عندهم هو التصدیق بالله فقط، ولهذا یرون الفاسق من اهل القبلة مؤمناً بإیمانه فاسقاً بعمله ولا یجوز القول بانه لا مؤمن ولا کافر، لانه لو کان الفاسق لا مؤمن ولا کافر لم یکن منه کفر ولا إیمان ولا کان موحدا ولا ملحدا ولا ولیا ولا عدوا، فلما استحال ذلک کان الفاسق مؤمنا قبل فسقه بتوحیده.
ـ وفی الإمامة قالوا : انها تثبت بالاتفاق والاختیار دون النص والتعیین فمن اختارته الأمة صار اماما واجب الطاعة ولا یشترط ان یکون معصوما ولا افضل أهل زمانه، وقالوا : لا نقول فی حق معاویة وعمرو ابن العاص إلا انهما بغیا على الامام وخرجا عن الحق فقاتلهم الامام علی (علیه السلام) مقاتلة اهل البغی، واما اهل النهروان فهم الشراة المارقون عن الدین بخبر النبی (ص)
ـ الواجبات کلها سمعیة، والعقل لا یوجب شیئا ولا یقتضی تحسینا ولا تقبیحا، فمعرفة الله تعالى بالعقل تحصل وبالسمع تجب، والایمان والطاعة بتوفیق الله، والکفر والمعصیة بخذلانه.
ـ قالوا : بأن الله سبحانه وتعالى لیس بجسم ولا یشبه الاشیاء، وانه على العرش ولم یقولوا شیئا إلا ما وجدوه فی الکتاب أو جاءت به الروایة عن رسول الله (ص).
ـ قالوا : ان عثمان کان مصیبا فی افعاله، وإن قتله کان ظلما وعدوانا، وقال آخرون بخلاف ذلک.
ـ قالوا : ان یزید بن معاویة من العشرة (اشارة الى حدیث العشرة المبشرة فی الجنة) وهم فی الجنة لا محالة.

أبرز الشخصیات :
1 ـ على بن اسماعیل الاشعری ابو الحسن (ت 324 هـ).
2 ـ محمد الطیب بن القاضی المعروف بابن الباقلانی (ت 403 هـ)
3 ـ عبد القاهر بن طاهر البغدادی ابو منصور (ت 429 هـ).
4 ـ عبد الملک بن عبد الله الجوینی امام الحرمین (419 ـ 478 هـ).
5 ـ محمد بن محمد بن محمد الغزالی الطوسی الشافعی ابو حامد (450 ـ 505 هـ).
6 ـ محمد بن عبد الکریم الشهرستانی ابو الفتح (479 أو 467 ـ 548 هـ).

الانتشار ومواقع النفوذ :
ـ تعد فرقة الاشاعرة من اکثر الفرق السنیة انتشارا فی العالم الاسلامی، وصار المذهب الاشعری المذهب الرسمی للسنة فی جمیع الاقطار بعد القرن السادس الهجری وقل من یتخلف عنه.
ـ انتشرت عقیدة الاشاعرة فی بلدان متعددة من العالم الاسلامی کالعراق وخراسان والشام وبلاد المغرب حتى وصلت الى اقصى اقطار افریقیة، وروج محمد بن تومرت فی الاندلس وحمل الناس على اتباع مذهب الاشاعرة.

احداث ووقائع :

ـ لم یزل النزاع قائما على قدم وساق بین الحشویة والحنابلة من أهل الحدیث من جهة ومتکلمی الأشاعرة من جهة أخرى ـ مع أن امام الأشاعرة کان قد اعلن اقتفاء أثر امام الحنابلة ‌ـ ونار الجدل مستعرة بین الفریقین عبر العصور المختلفة وذلک ان الطائفة الاولى کانت متمسکة بروایات التشبیه والتجسیم ومثبتة لله سبحانه ما لا یصح نسبته الیه، والطائفة الثانیة تتبرأ من هذه الأمور ولقد بلغ السیل الزبى فی عصر أبی نصر عبد الرحیم بن أبی القاسم عبد الکریم القشیری، رئیس الاشاعرة، فقام أکابر الاشاعرة فی عصره تعضیدا ومساندة لشیخهم برفع الشکوى الى الوزیر نظام الملک حول ما بثه الحنابلة من سموم التشبیه والتجسیم، وتمت الرسالة بتوقیع کثیر من علمائهم، فعاد جواب نظام الملک الى فخر الدولة والی الإمام ابی اسحاق بإنکار ما وقع، والتشدید على خصوم ابن القشیری وذلک سنة تسع وستین وأربعمئة للهجرة فسکن الحال بعد قمع الحشویة.
ـ ناظر الاشعری استاذه الجبائی فی مسألة الصلاح والاصلح وانتصر علیه والمناظرة هی :
ـ الأشعری : أتوجب على الله رعایة الصلاح أو الاصلح فی عباده ؟
ـ الجبائی : نعم.
ـ الاشعری : ما تقول فی ثلاثة إخوة : أحدهم کان مؤمنا براً تقیاً، والثانی کان کافراً فاسقاً والثالث کان صغیراً فماتوا، کیف حالهم ؟
ـ الجبائی : اما الزاهد ففی الدرجات، واما الکافر ففی الدرکات واما الصغیر ففی أهل السلامة.
ـ الاشعری : ان اراد الصغیر ان یذهب الى درجات الزاهد هل یؤذن له ؟
ـ الجبائی : لا، لانه یقال له : ان اخاک انما وصل الى هذه الدرجات بسبب طاعاته الکثیرة، ولیس لک تلک الطاعات.
ـ الاشعری : فان قال ذلک الصغیر : التقصیر لیس منی، فانک ما ابقیتـنی ولا اقدرتـنی على الطاعة.
ـ الجبائی : یقول الباری جل وعلا : کنت اعلم انک لو بقیت لعصیت، وصرت مستحقا للعذاب الالیم، فراعیت مصلحتک.
ـ الاشعری : لو قال الاخ الکافر : یا اله العالمین، کما علمت حاله فقد علمت حالی، فلم راعیت مصلحته دونی؟
ـ الجبائی : إنک مجنون.
ـ الاشعری : لا بل وقف حمار الشیخ فی العقبة !!
فانقطع الجبائی.
من ذاکرة التاریخ :
ـ فی عام (436 هـ) کتب استفتاء یتعلق بحال الشیخ الاشعری فی زمان شیخ الاشاعرة ابی القاسم القشیری بخراسان عند وقوع الفتنة بین الحنابلة والاشاعرة وهی :
بسم الله الرحن الرحیم اتفق أصحاب الحدیث إن ابا الحسن علی بن اسماعیل الاشعری کان إِماماً من أئمة اصحاب الحدیث، ومذهبه مذهب اصحاب الحدیث، تکلم فی اصول الدیانات على طریقة أهل السنة، رد على المخالفین من اهل الزیغ والبدعة، وکان على المعتزلة والروافض والمبتدعین من اهل القبلة والخارجین من الملة، سیفاً مسلولاً ومن طعن فیه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء فی جمیع أهل السنة.
ـ استدل الرازی محمد بن عمر بن الحسین ـ من علماء الاشاعرة البارزین ـ على استحباب الجهر بالبسملة فی الصلاة وقال : بان علیاً کان یجهر بها وقد ثبت ذلک بالتواتر، ومن اقتدى فی دینه بعلی بن أبی طالب فقد اهتدى، والدلیل علیه قوله (صلى الله علیه وآله) : اللهم أدر الحق مع علی حیث دار.

خلاصة البحث :

ـ الأشاعرة فرقة من متکلمی السنة ظهرت بدایة القرن الثالث الهجری، وزعیمها علی بن اسماعیل الاشعری وقد سمیت الفرقة باسمه واحتلت مکانة مرموقة فی أوساط المسلمین حتى صارت مذهباً رسمیاً للسنة فی جمیع الاقطار بعد القرن السادس الهجری.
ـ تضافرت عوامل کثیرة فی تکوین هذه الفرقة من ابرزها :
1 ـ الاختلاف الفکری والعقائدی بین ابی الحسن الاشعری واستاذه الجبائی وتغلب الاشعری علیه فی کثیر من المناسبات ونیابته عنه فی اجراء المناظرات مع خصومه .
2 ـ دعم السلطة العباسیة للاشاعرة فی وقوفهم بوجه التیار المعتزلی فمال اغلب الناس إلى المذهب الاشعری الذی یحظى بدعم الخلفاء العباسیین .
3 ـ سقوط الدولة البویهیة المناصرة للاعتزال ومجیء الدولة السلجوقیة المساندة (للمذهب الاشعری) واحتضانه وتأسیس الدوائر العلمیة لنشره وتدریسه .
ـ استطاع المذهب الاشعری تولی الصدارة من بین المذاهب السنیة والانتشار فی بلدان اسلامیة عدیدة کالعراق وایران والشام والمغرب حتى وصلت آراء الفرقة الى اقصى القارة الافریقیة.
ـ تمیزت الفرقة الاشعریة عن غیرها من الفرق بتعدد آرائها وتصدى کبار علمائها کالاشعری وامام الحرمین والغزالی والباقلانی والبغدادی، ومن اهم عقائدها هی : ان صفات الله زائدة على ذاته، وان افعال العباد خیرها وشرها مخلوقة لله سبحانه، وان الاستطاعة مع الفعل لا قبله، وان رؤیة الله فی الآخرة جائزة، وانکروا التحسین والتقبیح العقلیین، وان الامامة بالاتفاق والاختیار دون النص والتعیین، والواجبات کلها ـ سمعیة وغیرها ـ من الاراء والمعتقدات.
ـ برز فی المذهب الاشعری علماء کبار تابعوا الاشعری فی افکاره ودعوا الناس الیه ودعموه بالأدلة والبراهین امثال القاضی أبی بکر الباقلانی وأبی منصور عبد القاهر البغدادی وامام الحرمین الجوینی، وأبی حامد الغزالی وأبی الفتح محمد بن عبد الکریم الشهرستانی وفخر الدین الرازی وغیرهم من مشاهیر الفرقة.


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دخول جيش السفياني الى العراق
فاطمة عليها السلام وليلة القدر
آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وإفرازاتها
مدة حكم المهدي المنتظر
العمل الصالح
معالم " نهضة العلماء "
قصة استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه ...
زيارة السيد عبد العظيم الحسني علیه السلام
التوسل بأُم البنين عليها‌السلام
الحب بعد الأربعين

 
user comment