عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

احاديث أصحاب المعصومين

احاديث أصحاب المعصومين

إذا كان أصحاب الائمة المعصومين ( رضوان الله عليهم ) ، وبعض الخاصَّة مِن أقاربهم ، كالعباس بن علي ، ومسلم بن عقيل ، وحبيب بن مظاهر الأسدي وأضرابهم ، أيضاً يُمكن حمل أقوالهم وأفعالهم على الصحَّة والحكمة ، كالمعصومين ( سلام الله عليهم ) ، مع أنَّه لا مُلازمة في ذلك ؛ للاحتمال الراجح ـ بلْ المُتعيِّن ـ أنَّ للعصمة دخلاً في الإلهام والتوجيه لهم ( عليهم السلام ) ، وهي غير مُتوفِّرة في أصحابهم ( عليهم الرضوان ) ؛ فلا يكون الدليل السابق شاملاً لهم . فإنْ كانت النتيجة صحيحة ـ أعني : مُطابقة أعمالهم للحكمة ـ فلا بُدَّ أنْ يكون ذلك بدليل آخر ، لا بنفس الدليل السابق .
وجواب ذلك : إنَّ الدليل على ذلك مُتوفِّر في عدد مِن خاصَّة أصحاب الأئمَّة ( سلام الله عليهم ) ؛ وذلك لعِدَّة وجوه :
الوجه الأوَّل : إنَّ مثل هؤلاء الخاصَّة معصومون بالعصمة غير الواجبة ،
كما أنَّ الأئمَّة معصومون بالعصمة الواجبة ، فإنَّ العصمة على قسمين :
القسم الأوَّل : العصمة الواجبة ، وهي التي دلَّ الدليل العقلي على ثبوتها بالضرورة للأنبياء وأوصيائهم ( عليهم السلام ) . كما هو مبحوث في العقائد الإسلاميَّة . وهذه المرتبة عطاء مِن قِبَل الله إليهم ، لا ينالها غيرهم ولا يُمكن أنْ يكون الدليل عليها دليلاً على غيرهم أيضاً .
القسم الثاني : العصمة غير الواجبة ، وهي مرتبة عالية جِدَّاً مِن العدالة ، والانصياع لأوامر الله سبحانه ونواهيه ، بحيث يكون احتمال صدور الذنب عن الفرد المُتَّصف بها نادراً أو مُنعدماً ؛ لمدى الملكة الراسخة لديه والقوَّة المانعة عن الذنوب فيه .
وفكرتها نفس الفكرة السابقة ؛ لأنَّ معناها واحد مِن الناحية المنطقيَّة ، إلاَّ أنَّها تُفرَّق عنها ببعض الفروق :
أوَّلاً : عدم شمول البرهان على العصمة الواجبة للعصمة الأُخرى .
ثانيا : عدم شمول العصمة الواجبة للخطأ و النسيان بخلاف الأُخرى .
ثالثاً : مُلازمة العصمة الواجبة مع درجة عالية مِن العلم بخلاف الأُخرى ؛ فإنَّها قد تحصل لغير العالم كما تحصل للعالم .
رابعاً : انحصار عدد أفراد المعصومين بالعصمة الواجبة بالأنبياء والأوصياء . وأمَّا العصمة الأُخرى فبابها مفتوح لكلِّ البشر ، في أنْ يسيروا في مُقدِّماتها وأسبابها حتَّى ينالوها ، وليست الرحمة الإلهيَّة خاصَّة بقوم دون قوم .
إذا عرفنا ذلك ؛ أمكننا القول بكلِّ تأكيد : إنَّ عدداً مِن أصحاب الأئمَّة ( عليهم السلام ) معصومون بالعصمة غير الواجبة هذه ؛ ومعه يتعيَّن حمل أقوالهم وأفعالهم على العصمة والحكمة ، شأنهم في ذلك شأن أيِّ معصوم .
الوجه الثاني : إنَّ أمثال هؤلاء الأصحاب والمُقرَّبين للأئمَّة ( عليهم السلام ) ، قد ربَّاهم المعصومون ( عليهم السلام ) ، وكانوا تحت رعايتهم وتوجيههم ، وأمرهم ونهيهم ردحاً طويلاً مِن الزمن ، إلى حدٍّ يُستطاع القول : إنَّهم فهموا الاتِّجاه المُعمَّق والارتكازي - لو صحَّ التعبير ـ للمعصومين ( سلام الله عليهم ) ؛ ومِن هنا كان باستطاعتهم أنْ يُطبِّقوا هذا الاتِّجاه في كلِّ أقوالهم وأفعالهم .
كما يُستطاع القول : إنَّ الأصحاب ( رضوان الله عليهم ) تلقُّوا مِن الأئمَّة ( عليهم السلام ) توجيهات وقواعد عامَّة في السلوك والتصرُّف ، أكثر مِمَّا هو مُعلَن بين الناس بكثير ؛ بحيث استطاعوا أنْ يُطبِّقوا هذه القواعد طيلة حياتهم .
الوجه الثالث : إنَّ هؤلاء مِن خاصَّة الأصحاب همْ مِن الراسخين في العلم ، وقد أصبحوا كذلك لكثرة ما سمعوا ، ورووا عن المعصومين ( عليهم السلام ) ابتداءً بالنبي ( صلَّى الله عليه وآله ) وانتهاء بالأئمَّة ( عليهم السلام ) ، مِن حقائق الشريعة ودقائقها وأفكارها .
وقد يخطر في البال : أنَّ عنوان ( ... الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ... ) ( 1 ) خاصٌّ بقسم مِن الناس ، ولا يُمكن أنْ يشمل قسماً آخر ، فهو خاصٌّ إمَّا بالأئمَّة المعصومين ( عليهم السلام ) أو بمَن هو معصوم بالعصمة الواجبة ، بما فيهم الأنبياء ( عليهم السلام ) . وأمَّا شمول هذا العنوان لغيرهم فهو محلُّ إشكال ، وخاصَّة بعد أنْ ورد في بعض الروايات ( 2 ) تفسيره بأحد هذين المعنيين .
وجوابه : إنَّ أخصَّ الناس مِمَّن يُمكن اتِّصافه بهذه الصفة ، هُمْ المعصومون عامَّة والأئمَّة خاصَّة ، وهُمْ القدر المُتيقَّن مِن هذا العنوان ـ أعني : الراسخين في العلم ـ وهُمْ فعلاً كذلك . ولا يُمكن أنْ يُضاهيهم بدرجتهم أحد ؛ ومِن هنا ورد التفسير في ذلك ( 3 ) إلاَّ أنَّ هذا لا يُنافي أنْ يكون الباب مفتوحاً لكثيرين في أنَّ يتَّصفوا بهذه الصفة ، بعد أنْ يصلوا إلى درجات عالية مِن طهارة النفس والإخلاص واليقين .
وإنَّ أهمَّ وأخصَّ مَن يُمكن أنْ يتَّصف بذلك همْ أصحاب الأئمَّة ( عليهم السلام ) ، مِمَّن تربُّوا على أيديهم وانصاعوا إلى توجيهاتهم .
فإذا تمَّ لنا ذلك ؛ أمكننا أنْ نُعقِّب عليه ما يتَّصف به الراسخون بالعلم مِن مزايا وصفات تفوق غيرهم ، بما لا يُقاس ولا يعرفه الناس ، بما فيه الاطِّلاع على مراتب مِن تفسير وتأويل القرآن الكريم . وكذلك الاطِّلاع على كثير مِن واقعيَّات الأُمور ، التي لا يعرفها إلاَّ الخاصَّة مِن الخلق ، وإنَّما نحن نعترَّض ونستشكل لمدى جهلنا بهذه المراتب العُليا ، ولمدى قصورنا وتقصيرنا لا أكثر ولا أقلَّ .
الوجه الرابع : إنَّ هؤلاء مِن خاصَّة أصحاب الأئمَّة ( عليهم السلام ) مِن ( المُقرَّبين ) ، بعد أنْ نلتفت إلى أنَّ سورة الواقعة مِن القران الكريم ، قسَّمت البشر إلى ثلاثة أقسام لا تزيد و لا تنقص ، هم :
أوَّلاً : أصحاب الشمال أو أصحاب المَشئمة وهُمْ أصحاب النار هُمْ فيها خالدون .
ثانياً : أصحاب اليمين.
ثالثاً : المُقرَّبون.
إذاً ؛ فالأخيار مِن الناس، غير ( أصحاب الشمال ) على قسمين : أصحاب يمين ، ومُقرَّبون .
وهذان القسمان يختلفان كثيراً في الدرجات عند الله سبحانه ، إلى حَدٍّ يُستطاع القول : إنَّ العوالم التي يعيشونها في الجنان بعد هذه الحياة ليس مِن جنس واحد ، بلْ هي مِن جنسين مُختلفين تماماً ، ولا يُمكن إيضاح تفاصيله في هذه العُجالة . ويكفي أنْ نُشير إلى أنَّ الجنَّة الموصوفة في ظاهر القرآن الكريم ، والتي يطمع بها سائر الناس ، إنَّما هي جنَّة أصحاب اليمين ، وأمَّا جنَّات المُقرَّبين فهي شي آخر ومِن جنس مُختلف لا يُشبه ذاك على الإطلاق .
وينبغي الالتفات إلى أنَّ الباب بالرحمة الإلهيَّة مفتوح لكلِّ أحد ، في أنْ يُصبح مِن أصحاب اليمين ، أو المُقرَّبين ، بمُقدار ما أدَّى مِن عمل ، وبمُقدار ما يُطيق مِن قواه العقليَّة والنفسيَّة والروحيَّة ، ونحو ذلك مِن الأُمور .
فإذا تمَّ لنا ذلك أمكننا بكلِّ تأكيد أنْ نقول : إنَّ خاصَّة أصحاب الأئمَّة ( عليهم السلام ) ، همْ فعلاً مِن المُقرَّبين ، وليسوا فقط مِن أصحاب اليمين .
ومَن كان مِن المُقرَّبين كان ـ مِن المُهمين ـ المُسددَّين مِن قِبَل الله سبحانه جزماً بنصِّ القرآن ، ومثاله نزول الوحي على مريم بنت عمران وآسية بنت مُزاحم زوجة فرعون ، وأُمُّ موسى ، والعبد الصالح ، وكلُّهم ليسوا مِن الأنبياء ولا المُرسلين .
وإذا ثبت كون خاصَّة أصحاب الأئمَّة ( عليهم السلام ) الراسخين في العلم ومِن المُقرَّبين ، فلا عجب في اتِّصافهم بأوصاف تفوق غيرهم بمراتب ، مثل قوله ( صلَّى الله عليه وآله ) : ( سلمان مِنَّا أهل البيت ) وقوله : ( ما أقلَّت الغبراء وما أضلَّت الخضراء ذي لهجة أصدق مِن أبي ذَرٍّ ) ، وما ورد مِن أنَّ حذيفة وميثم التَّمار ( كان ميثم رضي الله عنه عبداً لامرأة مِن بني أسد ، فاشتراه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واعتقه على كثير وأسراراً خفيَّة مِن أسرار الوصيَّة ، فكان ميثم يُحدِّث ببعض ذلك فيشكُّ فيه قوم مِن أهل الكوفة ، وينسبون علياً ( عليه السلام ) في ذلك إلى المَخرقة والإيهام والتدليس حتَّى قال ( عليه السلام ) له يوماً بمحضر خلق كثير مِن أصحابه وفيهم الشاكُّ والمُخلص : ( يا ميثم ، إنَّك تؤخد بعدي وتُصلب وتُطعن بحربة ، فإذا كان ذلك اليوم الثالث ابتدر منحراك وفمك دماً فتُخضَّب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، فتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم مِن المِطهرة .
وأمضِ حتَّى أُريك النخلة التي تُصلب على جدعها ) فأراه إيَّاها . فكان ميثم يأتيها ويُصلِّي عندها ويقول : بوركت مِن نخلة ! لك خلقت ولي غذيت . ولم يزل يتعاهدها حتَّى قطعت ، وحتَّى عرف الموضع الذي يُصلب عليه في الكوفة وحدَّ في السنة التي قُتِل فيها ، فدخل على أُمِّ سلمة ( رض ) فقالت : مَن أنت ؟ قال : أنا ميثم . قالت : والله ، لربَّما سمعت رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) يذكرك ويوصي بك عليَّاً ( عليه السلام ) في جوف الليل ، فسألها عن الحسين ( عليه السلام ) فقالت : هو في حائط له . قال : أخبريه أنَّني أحببت السلام عليه ، ونحن مُلتقون عند رب العالمين إنْ شاء الله ، فدعت بطيب وطيَّبت لحيته ، وقال : أما إنَّها ستُخضَّب بدم . فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فحبسه وحبس معه المُختار بن أبي عبيدة ، فقال له ميثم : إنَّك تُفْلِت وتخرج ثائراً بدم الحسين ( عليه السلام ) فتقتل هذا الذي يقتلنا ، فلمَّا دعا عبيد الله بالمُختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله ، يأمره بتخلية سبيله فخلاَّه وأمر بميثم أنْ يُصلب ، فلمَّا رُفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على تحت خشبته وَرشَّه وتجميره ، فجعل ميثم يُحدِّث بفضائل بني هاشم ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد . فقال : ألجموه . وكان أوَّل خلق الله ألجم في الإسلام) . (4)
وحبيب بن مُظاهر كان لديهم علوم خاصَّة ، قد نُسمِّيها :
علم المنايا والبلايا ، أو علم ما كان وما يكون ، أو علم الجفر ونحو ذلك . ومثله ما ورد : أنَّ عليَّاً ( عليه السلام ) قال لابنه العباس ( عليه السلام ) وهو صغير : ( قُلْ : واحد ) . فقال : واحد . فقال له : ( قُلْ : اثنين ) . فرفض ؛ لأنَّه ( عليه السلام ) يجد الوجود الإلهي والنور الإلهي هو الواحد الأحد ، ولا شيء غيره .
إذاً ؛ فلا يوجد اثنان ليقول : اثنين . وهذا كان ثابتاً له في صغره ، فكيف يُصبح ؟ وماذا ينال مِن مدارج اليقين في كبره ؟ . إلى غير ذلك مِن الروايات .
الوجه الخامس : إنَّ التصرُّفات المُهمَّة ، التي ترتبط بالمصالح العامَّة وبالحكمة الإلهيَّة في تدبير المُجتمع وتسبيب أسبابه ، هي دائماً محلُّ عناية الله سبحانه وتدبيره ، وكلُّ شيء يتوقَّف على ذلك فهو حاصل لا محالة بقدرة الله سبحانه ، وكلُّ مانع يمنع عنه فهو مُنتفٍ بقدرته أيضاً ، لكنْ مع حفظ ظاهر الأسباب والمُسبَّبات المعهودة بطبيعة الحال . والمقصود صدق ما ورد مِن ( ان لله غايات وبدايات ونهايات في أفعاله جل جلاله ) ( 5 ) ، وأنَّ الأُمور تسير كنظام الخرز يتبع بعضها بعضاً ؛ الأمر الذي يُنتج أنَّ ما يُريده الله سبحانه في البشر حاصل لا محالة . و لا يستطيع أحد على الإطلاق تغييره ، وإنْ خطر في ذهنه كونه مؤثِّراً أو فاعلاً لشيء مِن الأشياء ، قلَّ أو كثر مِن هذه الجهة أو أيِّ جهةٍ أُخرى.
فإذا تمَّ لنا ذلك : أمكننا القول : بأنَّ تصرُّفات الأئمَّة ( سلام الله عليهم ) وأصحابهم لا شكَّ مُندرجة في هذا النظام الإلهي العام ، ومؤثِّرة في سير التاريخ البشري عامَّة والإسلامي خاصَّة ؛ وحيث عرفنا أنَّ كلَّ ما يُريده الله سبحانه في هذا التاريخ ، فإنَّه لا بُدَّ مِن حدوثه ، يعني حتَّى لو توقَّف على أيِّ سبب خارق للطبيعة ؛ ومِن المُستطاع القول ـ عندئد ـ : إنَّ الإلهام والتوجيه الإلهيَّين لهؤلاء ضروريٌّ في هذه المرحلة مِن التاريخ ، بلْ في كلِّ مرحلة منه ، بلْ ليس مِن الضروري في الفرد أنْ يعلم كونه موجَّهاً ومُسدَّداً مِن قبل الله سبحانه ، بلْ قد يكون كذلك مِن حيث لا يعلم لمدى أهميَّة تأثيره في المصالح العامَّة والتاريخ الإسلامي أو العالم .
ولا شكَّ أنَّنا نستطع إبراز بعض النقاط لأصحاب الأئمَّة ( عليهم السلام ) ، لإيضاح مدى تأثير أعمالهم وأقوالهم في التاريخ القريب والبعيد :
النقطة الأُولى : كونهم منسوبين إلى الأئمَّة ( عليهم السلام ) مع أنَّ تأثير الأئمَّة أنفسهم في التاريخ أوضح مِن أنْ يخفى ، وقد يكون ذلك عن طريق أصحابهم . بلْ كثيراً ما يكون ذلك .
النقطة الثانية : كون الدين الإسلامي في صدر الإسلام كان محصوراً في منطقة محدودة ، وغير مُنتشر في بقاع عديدة مِن العالم مِمَّا بلغه بعد ذلك .
النقطة الثالثة : قوَّة الأعداء المُتربِّصين بالدين وأهل الدين ، بالمَكر والحيلة والغيلة ، مِن الداخل ومِن الخارج على السواء .
النقطة الرابعة : الإعداد لظهور المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ؛ فإنَّ نجاح حركته إذ يُريد أنْ يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ( 6 ) .
وكما هي وظيفته الإلهيَّة في ذلك .
أقول : نجاحها يتوقَّف على أسباب ، وتلك الأسباب ينبغي أنْ يعدَّها الله قبله ، وهو جلَّ جلاله فاعل ذلك لا محالة ؛ لأنَّ ظهور المهدي ( عليه السلام ) وعد والله لا يُخلف الميعاد .
وقد يخطر في الذهن : إنَّه يكفي الإعداد للظهور في العشر السنوات الأخيرة السابقة عليه في علم الله سبحانه .
قلنا : كلاَّ ، فإنَّ الحال في هذه العشر سنوات أيضاً تحتاج إلى سبب ، وسببه يحصل في العشر السنوات التي قبلها ، وهكذا إلى أنْ يصل إلى عصر صدر الإسلام ، ويتَّصل بالأئمَّة المعصومين ( عليهم السلام ) وأصحابهم . بلْ يتَّصل بما قبل الإسلام مُنذ نزول آدم ( عليه السلام ) فما بعده ؛ لأنَّ ذلك كلَّه نظام واحد مُتَّصل ومُتسلسل ، يتبع بعضه بعضاً في الحكمة الإلهيَّة كنظام الخرز .
الوجه السادس : إنَّ ما ذكرناه مِن الوجوه السابقة قد يُناقش في عمومها لكلِّ أصحاب الأئمَّة ، أو قُلْ : لكلِّ تصرُّفاتهم ، وإنْ كان الوضع السابق يجعلها شاملة على أيِّ حال . ولكنَّ المقصود الآن : أنَّ بعض التصرُّفات مِن بعض أصحابهم غير الخاصَّة منهم ، يُمكن أنْ تكون على خطأ ، أو قابلة للمُناقشة بشكل وآخر . وليس بالضرورة أنْ تكون الأقوال والأفعال والتصرُّفات الموجودة في ذلك الحين ، ضروريَّة الحمل على الصحَّة ، ويكون التاريخ مسؤولاً عن تصحيحها ، بلْ يُمكن نقدها واعتبارها باطلاً فعلاً ، وتحميل مسؤوليَّتها على أصحابها ـ سواء اعتبرناهم معذورين فعلاً عنها غفلةً أو جهلاً أم غير معذورين ـ باعتبار التفاتهم إليها وتعمُّدهم لها . وهذا يكون موكولاً إلى الباحث التاريخي ، ولا حاجة الآن إلى تسمية أحد بهذا الصدد .
المصادر:
1- سورة آل عمران آية 7 .
2- أصول الكافي للكليني ج1 باب 77 ص 213 .
3- مجمع البيان للطبرسي ج2 ص 701 .
4- الكُنى والألقاب ج3 ص217 .
5- كشف المُراد للعلاَّمة ص 306
6- البرهان للمُتَّقي الهندي : الباب 11 ، الحديث ( 2 -3 ) - أعيان الشيعة للأميني ج2 ص46 .

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين
اللّيلة الاُولى
قال الإمام الحسين (عليه السلام): (اللهم إني لا ...
دروس من مواقف أبي ذر (رضوان الله علیه)
الإمام الصادق (ع)

 
user comment