عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

هموم الأنبياء

هموم الأنبياء

عن الإمام الباقر (ع) قال: كان على عهد رسول الله (ص) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة، وكان ملازماً رسول الله (ص) عند مواقيت الصلاة كلّها، لا يفقد فى شى‌ء منها، وكان رسول الله (ص) يرقّ له وينظر إلى حاجته وغربته، فيقول: يا سعد لو قد جاءنى شى‌ء لأغنيتك، قال: فأبطأ ذلك على رسول الله (ص) فأشتد غم رسول الله (ص) لسعد: فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله (ص) من غمّه لسعد، فأهبط عليه جبرئيل ومعه درهمان فقال له: يا محمد إن الله عزّ وجلّ قد علم ما دخلك من الغم بسعد أفتحبّ أن تغنيه؟ فقال: نعم فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه، ومِرْة أن يتجّر بهما، قال: فأخذهما رسول الله (ص) ثم خرج إلى صلاة الظهر، وسعد قائم على باب حجرات رسول الله (ص) ينتظره، فلما رآه رسول الله (ص)، قال: يا سعد أتحسن التجارة؟ فقال له سعد: والله ما أصبحت أملك مالًا أتّجر به، فأعطاه رسول الله (ص) الدرهمين وقال له: أتجر بهما وتصرّف لرزق الله تعالى؛ فأخذهما سعد ومضى مع النبى (ص) حتى صلّى معه الظهر والعصر، فقال له النبى (ص)، قم فاطلب فقد كنت بحالك مغتماً يا سعد، قال: فأقبل سعد لا يشترى بدرهم شيئاً إلا باعه بدرهمين ولا يشترى شيئاً بدرهمين إلا باعة بأربعة، وأقبلت الدنيا على سعد؛ فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته، فاتخذ على باب المسجد موضعاً وجلس فيه وجمع تجايره (تجارته) إليه وكان رسول الله (ص) إذا أقام بلال الصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا، فكان النبى (ص) يقول: يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة فكان يقول: ما أصنع أضع مالى؟ هذا رجل قد بعته فأريد أن أستوفى منه، هذا رجل قد اشتريت منه فأريد أن أوفيّه، قال فدخل رسول الله (ص) من أمر سعد غم أشدّ من غمّه بفقره، فهبط عليه جبرائيل (ع)، فقال: يا محمد إن الله قد علم غمّك بسعد، فأيما أحبّ إليك؟ حاله الأولى أو حاله هذه؟ فقال له النبى (ص): يا جبرائيل بل حاله الأولى؛ قد ذهبت دنياه بآخرته، فقال له جبرائيل: إن حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة، قل‌ لسعد: يردّ عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه، فإن أمره سيصر إلى الحال التى كان عليها أولًا، قال فخرج النبى (ص): فمرّ بسعد فقال له: يا سعد أما تريد أن تردّ علىّ الدرهمين الذين أعطيتكهما؟ فقال سعد: بلى ومئتين، فقال له: لست أريد منك يا سعد إلا الدرهمين؛ فأعطاه سعد الدرهمين، قال فأدبرت الدنيا عن سعد حتى ذهب ما كان جمع وعاد إلى حاله التى كان عليها


source : دارالعرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الالاف من الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في اسطنبول
إعلان الفائزين في مسابقة "السلطان قابوس" ...
لبنان السيد نصر الله يتحدث عصر اليوم ويتناول ...
الحكيم يعزي طهران باستشهاد زوار ايرانيين في ...
تفسير «التسنيم» للعلامة الآملي شرح للأفكار ...
قناة الجزيرة للأطفال تنظم مسابقة دولية لتلاوة ...
الحوار بين السنة والشيعة يجب أن لا ينقطع
الحذاء العراقی فی وجه الرئیس الامریکی
ممثل المرجعية يحذر من وقوع ماساة في ناحية ...
دراسة حديثة: النساء المحجبات أبرز ضحايا الكراهية ...

 
user comment