عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

کيفَ استوی الله عزّ و جلّ على العرش

کيفَ استوی الله عزّ و جلّ على العرش

قال الله تعالى : إ ن ربكم الله الذي خلق السماوات والاَرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، ألا له الخلق والاَمر تبارك الله رب العالمين . الاَعراف ـ 54
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والاَرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الاَمر ، ما من شفيع إلا من بعد إذنه ، ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون . يونس ـ 3
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاَجل مسمى ، يدبر الاَمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون . الرعد ـ 2
طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الاَرض والسماوات العلى . الرحمن على العرش استوى . له ما في السماوات وما في الاَرض وما بينهما وما تحت الثرى . طه 1 ـ 6
الذي خلق السماوات والاَرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا . الفرقان ـ 59
الله الذي خلق السماوات والاَرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش، ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون . السجدة ـ 4
هو الذي خلق السماوات والاَرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ، يعلم ما يلج في الاَرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير . له ملك السماوات والاَرض وإلى الله ترجع الاَمور . الحديد ـ 4 ـ 5

تفسير أهل البيت عليهم السلام

الاِستواء على العرش : استواء نسبة الله إلى العالم
ـ روى الكليني في الكافي علي بن محمد ، ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن موسى الخشاب عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل عن قول الله عز وجل : الرحمن على العرش استوى ، فقال استوى على كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء .
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى : الرحمن على العرش استوى ، فقال : استوى في كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء ، لم يبعد منه بعيد ، ولم يقرب منه قريب ، استوى في كل شيء .
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من زعم أن الله من شيء ، أو في شيء ، أو على شيء ، فقد كفر ، قلت :فسر لي، قال : أعني بالحواية من الشيء له أو بإمساك له أو من شيء سبقه .وفي رواية أخرى : من زعم أن الله من شيء فقد جعله محدثاً ، ومن زعم أنه في شيء فقد جعله محصوراً ، ومن زعم أنه على شيء فقد جعله محمولاً .
وروى في الكافي عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي رفعه ، قال : سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن الله عز وجل يحمل العرش أو العرش يحمله فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الله عز وجل حامل العرش والسماوات والاَرض وما فيهما وما بينهما ، وذلك قول الله عز وجل : إن الله يمسك السماوات والاَرض أن تزولا ، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفورا .
قال : فأخبرني عن قوله : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ، فكيف قال ذلك وقلت إنه يحمل العرش والسماوات والاَرض ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة : نور أحمر ، منه احمرت الحمرة ، ونور أخضر منه اخضرت الخضرة ، ونور أصفر منه اصفرت الصفرة، ونور أبيض منه ابيض البياض ، وهو العلم الذي حمله الله الحملة وذلك نور من عظمته ، فبعظمته ونوره أبصرت قلوب المؤمنين ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون ، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والاَرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة ، بالاَعمال المختلفة والاَديان المشتبهة ، فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا ، فكل شيء محمول ، والله تبارك وتعالى الممسك لهما أن تزولا ، والمحيط بهما من شيء وحياة كل شيء ونور كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً .
قال له : فأخبرني عن الله عز وجل أين هو ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هو هاهنا وهاهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ، فالكرسي محيط بالسماوات والاَرض وما بينهما وما تحت الثرى ، وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ، وذلك قوله تعالى : وسع كرسيه السماوات والاَرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم .
فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه ، وليس يخرج عن هذه الاَربعة شيء خلق الله في ملكوته الذي أراه الله أصفياءه وأراه خليله عليه السلام فقال : وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والاَرض وليكون من الموقنين ، وكيف يحمل حملة العرش الله ، وبحياته حييت قلوبهم ، وبنوره اهتدوا إلى معرفته ! (1)
روي الشيخ الصدوق في التوحيد من حديث عن الاِمام الصادق عليه السلام :
قال السائل : فله كيفية ؟
قال : لا ، لاَن الكيفية جهة الصفة والاِحاطة ، ولكن لابد من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه ، لاَن من نفاه أنكره ورفع ربوبيته وأبطله ، ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ، ولكن لابد من إثبات ذات بلا كيفية لا يستحقها غيره ، ولا يشارك فيها ، ولا يحاط بها ، ولا يعلمها غيره .
قال السائل : فيعاني الاَشياء بنفسه ؟
قال أبو عبد الله عليه السلام : هو أجل من أن يعاني الاَشياء بمباشرة ومعالجة ، لاَن ذلك صفة المخلوق الذي لا تجيء الاَشياء له إلا بالمباشرة والمعالجة ، وهو تعالى نافذ الاِرادة والمشية ، فعال لما يشاء .
قال السائل : فله رضى وسخط ؟
قال أبو عبد الله عليه السلام : نعم ، وليس ذلك على ما يوجد في المخلوقين ، وذلك أن الرضا والسخط دَخَالٌ يدخل عليه فينقله من حال إلى حال ، وذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى العزيز الرحيم لا حاجة به إلى شيء مما خلق ، وخلقه جميعاً محتاجون إليه ، وإنما خلق الاَشياء من غير حاجة ولا سبب ، اختراعاً وابتداعاً .
قال السائل فقوله : الرحمن على العرش استوى ؟
قال أبو عبد الله عليه السلام : بذلك وصف نفسه ، وكذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملاً له ولا أن يكون العرش حاوياً له ، ولا أن العرش محتاز له ، ولكنا نقول : هو حامل العرش وممسك العرش ، ونقول من ذلك ما قال : وسع كرسيه السموات والاَرض ، فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته ، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاوياً له ، أو يكون عز وجل محتاجاً إلى مكان ، أو إلى شيء مما خلق ، بل خلقه محتاجون إليه .
قال السائل : فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الاَرض ؟
قال أبو عبد الله عليه السلام : ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنه عز وجل أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لاَنه جعله معدن الرزق ، فثبتنا ما ثبته القرآن والاِخبار عن الرسول صلى الله عليه وآله حين قال : إرفعوا أيديكم إلى الله عز وجل ، وهذا يجمع عليه فرق الاَمة كلها .
التوحيد للصدوق / روى الحديثين المتقدمين في لكافي ثم قال :
استعمل الاِستواء في معان : استقرار شيء على شيء ، وهذا ممتنع عليه تعالى كما نفاه الاِمام عليه السلام في أخبار من هذا الباب ، لاَنه من خواص الجسم . والعناية إلى الشيء ليعمل فيه ، وعليه فسر في بعض الاَقوال قوله تعالى : ثم استوى إلى السماء . والاِستيلاء على الشيء ، كقول الشاعر :
فلما علونا واستوينا عليهم * تركناههم صرعى لِنِسْرٍ وكاسرِوالآية التي نحن فيها فسرت به في بعض الاَقوال ، وفي الحديث الاَول من الباب الخمسين .
والاِستقامة ، وفسر بها قوله تعالى : فاستوى على سوقه ، وهذا قريب من المعنى الاَول . والاِعتدال في شيء وبه ، فسر قوله تعالى : ولما بلغ أشده واستوى . والمساواة في النسبة ، وهي نفيت في الآيات عن أشياء كثيرة كقوله تعالى : وما يستوي الاِحياء ولا الاَموات . وفسر الاِمام عليه السلام الآية بها في هذا الباب ، وظاهره مساواة النسبة من حيث المكان ، لاَنه تعالى في كل مكان وليس في شيء من المكان بمحدود ، ولكنه تعالى تساوت نسبته إلى الجميع من جميع الحيثيات ، وإنما الاِختلاف من قبل حدود الممكنات ، ولا تبعد الروايات من حيث الظهور عن هذا المعنى .
حدثنا أبوالحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي قال : حدثنا أحمد بن محمد أبو سعيد النسوي قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي بمرو قال : حدثنا محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري وأخوه معاذ بن يعقوب قالا: حدثنا محمد بن سنان الحنظلي قال : حدثنا عبدالله بن عاصم قال : حدثنا عبدالرحمن بن قيس ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ، ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فسأله عنها فأجابه ، وكان فيما سأله أن قال له : أخبرني عن الرب أين هو وأين كان ؟
فقال علي عليه السلام : لا يوصف الرب جل جلاله بمكان ، هو كما كان ، وكان كما هو ، لم يكن في مكان ، ولم يزل من مكان إلى مكان ، ولا أحاط به مكان ، بل كان لم يزل بلا حد ولا كيف .
قال : صدقت ، فأخبرني عن الرب أفي الدنيا هو أو في الآخرة ؟
قال علي عليه السلام : لم يزل ربنا قبل الدنيا ، ولا يزال أبداً ، هو مدبر الدنيا ، وعالم بالآخرة ، فأما أن تحيط به الدنيا والآخرة فلا ، ولكن يعلم ما في الدنيا والآخرة .
قال : صدقت يرحمك الله ، ثم قال : أخبرني عن ربك أيحمل أو يحمل ؟
فقال علي عليه السلام : إن ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل .
قال النصراني : فكيف ذاك ونحن نجد في الاِنجيل ( كذا ) : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ؟
فقال علي عليه السلام : إن الملائكة تحمل العرش ، وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر ، وربك عز وجل مالكه ، لا أنه عليه ككون الشيء على الشيء . وأمر الملائكة بحمله فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه .
قال النصراني : صدقت رحمك الله .. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته بتمامه في آخر كتاب النبوة . . . .
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد ابن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من زعم أن الله عز وجل من شيء أو في شيء أو على شيء فقد أشرك ، ثم قال : من زعم أن الله من شيء فقد جعله محدثاً ، ومن زعم أنه في شيء فقد زعم أنه محصور ، ومن زعم أنه على شيء فقد جعله محمولاً .
قال مصنف هذا الكتاب : إن المشبهة تتعلق بقوله عز وجل : إن ربكم الله الذي خلق السموات والاَرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً . ولا حجة لها في ذلك لاَنه عز وجل عنى بقوله : ثم استوى على العرش ، أي ثم نقل إلى فوق السماوات وهو مستول عليه ومالك له ، وقوله عز وجل ( ثم ) إنما لرفع العرش إلى مكانه الذي هو فيه ونقله للاِستواء ، فلا يجوز أن يكون معنى قوله استوى استولى لاَن استيلاء الله تبارك وتعالى على الملك وعلى الاَشياء ليس هو بأمر حادث ، بل لم يزل مالكاً لكل شيء ومستولياً على كل شيء ، وإنما ذكر عز وجل الاِستواء بعد قوله ثم وهو يعني الرفع مجازاً ، وهو كقوله : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ، فذكر ( نعلم ) مع قوله ( حتى ) وهو عز وجل يعني حتى يجاهد المجاهدون ونحن نعلم ذلك ، لاَن حتى لا يقع إلا على فعل حادث ، وعلم الله عز وجل بالاَشياء لا يكون حادثاً . وكذلك ذكر قوله عز وجل : استوى على العرش ، بعد قوله ( ثم ) وهو يعني بذلك ثم رفع العرش لاِستيلائه عليه ، ولم يعن بذلك الجلوس واعتدال البدن لاَن الله لا يجوز أن يكون جسماً ولا ذا بدن ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .(2)
ـ في الاِقتصاد للشيخ الطوسي
وقوله : الرحمن على العرش استوى ، معناه استولى عليه لما خلقه ، كما قال الشاعر :
قد استوى بشرٌ على العراق * من غير سيف ودمٍ مُهْرَاق
وقوله : لما خلقت بيدي ، معناه أنه تولى خلقه بنفسه ، كما يقول القائل هذا ما عملت يداك ، أي أنت فعلته . وقيل : معناه لما خلقت لنعمتي الدينية والدنيوية وقوله : في جنب الله معناه في ذات الله وفي طاعته .
وقوله : والسماوات مطويات بيمينه ، أي بقدرته ، كما قال الشاعر :
إذا ما رايةٌ رفعت لمجد * تلقاها عَرَابةُ باليمين
وقوله : تجري بأعيننا ، أي ونحن عالمون .
ولا يجوز أن يكون تعالى بصفة شيء من الاَعراض ، لاَنه قد ثبت حدوث الاَعراض أجمع ، فلو كان بصفة شيء من الاَعراض لكان محدثاً ، وقد بينا قدمه . ولاَنه لو كان بصفة شيء من الاَعراض لم يخل من أن يكون بصفة ما يحتاج إلى محل أو بصفة ما لا يحتاج إلى المحل كالغني وإرادة القديم تعالى وكراهته ، فإن كان بصفة القسم الاَول أدى إلى قدم المحال وقد بينا حدوثها ، ولو كان بصفة القسم الثاني لاستحال وجوده وقتين كاستحالة ذلك على هذه الاَشياء . وأيضاً لو كان بصفة الغني لاستحال وجود الاَجسام معه ، وذلك باطل . . . .
ولا يجوز أن يكون تعالى في جهة من غير أن يكون شاغلاً لها ، لاَنه ليس في الفعل ما يدل على أنه في جهة لا بنفسه ولا بواسطة ، وقد بينا أنه لا يجوز وصفه بما يدل عليه الفعل لا بنفسه ولا بواسطة .
ولا يجوز عليه تعالى الحاجة ، لاَن الحاجة لا تجوز إلا على من يجوز عليه المنافع والمضار ، والمنافع والمضار لا يجوزان إلا على من تجوز عليه الشهوة والنفار ، وهما يستحيلان عليه تعالى . والذي يدل على أنه يستحيل عليه الشهوة والنفار أنه ليس في الفعل لا بنفسه ولا بواسطة ما يدل على كونه مشتهياً ونافراً ، وقد بينا أنه لا يجوز إثباته على صفة لا يقتضيها الفعل لا بنفسه ولا بواسطة .
وأيضاً فالشهوة والنفار لا يجوزان إلا على الاَجسام ، لاَن الشهوة تجوز على من إذا أدرك المشتهي صلح عليه جسمه وإذا أدرك ما ينفر عنه فسد عليه جسمه ، وهما يقتضيان كون من وجدا فيه جسماً ، وقد بينا أنه ليس بجسم ، فيجب إذا نفي الشهوة والنفار عنه . وإذا انتفيا عنه انتفت عنه المنافع والمضار ، وإذا انتفيا عنه انتفت عنه الحاجة ووجب كونه غنياً ، لاَن الغني هو الحي الذي ليس بمحتاج .(3)
والاِستواء على أربعة اقسام : استواء في المقدار ، واستواء في المكان ، واستواء في الذهاب ، واستواء في الاِنفاق . والاِستواء بمعنى الاِستيلاء راجع إلى الاِستواء في المكان ، لاَنه تمكن واقتدار .(4)
الرحمن على العرش استوى ، قيل في معناه قولان : أحدهما ، أنه استولى عليه ، وقد ذكرنا فيما مضى شواهد ذلك . الثاني ، قال الحسن : استوى لطفه وتدبيره ، وقد ذكرنا ذلك أيضاً فيما مضى وأوردنا شواهده في سورة البقرة ، فأما الاِستواء بمعنى الجلوس على الشيء فلا يجوز عليه تعالى ، لاَنه من صفة الاَجسام والاَجسام كلها محدثة . ويقال : استوى فلان على مال فلان وعلى جميع ملكه أي احتوى عليه ، قال الفراء : يقال كان الاَمر في بني فلان ثم استوى في بني فلان ، أي قصد إليهم وأنشد :
أقول وقد قَطَعْنَ بنا شرورى * ثواني واستويْنَ من النُّجوعِ
أي خرجن وأقبلن .(5)
ـ كتاب العين ج 7 ص 326
والمساواة والاِستواء واحد ، فأما يسوى فإنها نادرة . . . . ويقال : هما على سوية من الاَمر أي : على سواء وتسوية واستواء .
ـ مفردات الراغب ص 251
واستوى يقال على وجهين ، أحدهما : يسند إليه فاعلان فصاعداً نحو استوى زيد وعمرو في كذا أي تساويا ، وقال : لا يستوون عند الله . والثاني أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته نحو : ذو مرة فاستوى ، وقال : فإذا استويت أنت . لتستووا على ظهوره. فاستوى على سوقه . واستوى فلان على عمالته واستوى أمر فلان .
ومتى عدي بعلى اقتضى معنى الاِستيلاء كقوله : الرحمن على العرش استوى ، وقيل معناه استوى له ما في السموات وما في الاَرض ، أي استقام الكل على مراده بتسوية الله تعالى إياه ، كقوله : ثم استوى إلى السماء فسواهن . وقيل معناه استوى كل شيء في النسبة إليه فلا شيء أقرب إليه من شيء ، إذ كان تعالى ليس كالاَجسام الحالة في مكان دون مكان وإذا عدي بإلى اقتضى معنى الاِنتهاء إليه إما بالذات أو بالتدبير ، وعلى الثاني قوله : ثم استوى إلى السماء وهي دخان .

معنى العرش والكرسي عند أهل البيت عليهم السلام

أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته فأذن لي ، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له : أفتقرُّ أن الله محمول ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : كل محمول للمفعول مضاف ، إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل : فوق وتحت وأعلا وأسفل، وقد قال الله : وله الاَسماء الحسنى فادعوه بها ، ولم يقل في كتبه إنه المحمول ، بل قال : إنه الحامل في البر وبالبحر والممسك السماوات والاَرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه : يا محمول !
قال أبوقرة : فإنه قال : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ، وقال : الذين يحملون العرش .
فقال أبو الحسن عليه السلام : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة ، وعرش فيه كل شيء ، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه ، لاَنه استعبد خلقه بحمل عرشه، وهم حملة علمه ، وخلقاً يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه ، وملائكة يكتبون أعمال عباده ، واستعبد أهل الاَرض بالطواف حول بيته ، والله على العرش استوى كما قال ، والعرش ومن يحمله ومن حول العرش ، الله الحامل لهم الحافظ لهم الممسك القائم على كل نفس وفوق كل شيء وعلى كل شيء، ولا يقال محمول ولا أسفل ، قولاً مفرداً لا يوصل بشيء فيفسد اللفظ والمعنى .
قال أبوقرة : فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم فيخرون سجداً ، فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم ؟
فقال أبوالحسن عليه السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه فمتى رضي ، وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه ! كيف تجتريء أن تصف ربك بالتغير من حال إلى حال وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين ! سبحانه وتعالى لم يزل مع الزائلين ولم يتغير مع المتغيرين ولم يتبدل مع المتبدلين ، وَمَنْ دونَه يدُه وتدبيره ، وكلهم إليه محتاج وهو غني عمن سواه !
محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ابن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وسع كرسيه السماوات والاَرض ، فقال : يا فضيل كل شيء في الكرسي ، السماوات والاَرض وكل شيء في الكرسي .
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وسع كرسيه السماوات والاَرض ، السماوات والاَرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والاَرض ؟ فقال : بل الكرسي وسع السماوات والاَرض والعرش ، وكل شيء وسع الكرسي .
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وسع كرسيه السماوات والاَرض ، السماوات والاَرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات والاَرض ؟ فقال : إن كل شيء في الكرسي .(6)
ـ التوحيد للصدوق ص 108
ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، قال : ذاكرت أبا عبد الله عليه السلام فيما يروون من الرؤية ، فقال : الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزء من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزء من نور الستر ، فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب .
ـ التوحيد للصدوق ص 319
باب معنى قوله عز وجل : وكان عرشه على الماء .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ؛ ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا جذعان بن نصرأبونصر الكندي قال : حدثني سهل بن زياد الآدمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالرحمن بن كثير عن داود الرقي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عز وجل : وكان عرشه على الماء ، فقال لي : ما يقولون في ذلك . قلت : يقولون إن العرش كان على الماء والرب فوقه . فقال : كذبوا ، من زعم هذا فقد صير الله محمولاً ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه ! قلت : بين لي جعلت فداك .فقال : إن الله عز وجل حمل علمه ودينه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر ، فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم : من ربكم فكان أول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والاَئمة صلوات الله عليهم ، فقالوا : أنت ربنا ، فحملهم العلم والدين ، ثم قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون ، ثم قيل لبني آدم : أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا: نعم ربنا أقررنا ، فقال للملائكة : إشهدوا ، فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين ، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون . يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق .
حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن علي الاَنصاري ، عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن قول الله عز وجل : وهو الذي خلق السموات والاَرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، فقال : إن الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السموات والاَرض ، وكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله عز وجل ، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فيعلموا أنه على كل شيء قدير ، ثم رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السموات السبع ، وخلق السموات والاَرض في ستة أيام ، وهو مستول على عرشه ، وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين ، ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء ، وتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة ، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه ، لاَنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق ، لا يوصف بالكون على العرش لاَنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علواً كبيرا .
وأما قوله عز وجل : ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الاِمتحان والتجربة ، لاَنه لم يزل عليماً بكل شيء .
فقال المأمون : فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك .

باب العرش وصفاته .

حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثني أبي ، عن حنان بن سدير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن العرش والكرسي فقال : إن للعرش صفات كثيرة مختلفة ، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة . فقوله : رب العرش العظيم ، يقول : الملك العظيم ، وقوله : الرحمن على العرش استوى ، يقول : على الملك احتوى ، وهذا ملك لكيفوفية الاَشياء .
ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي ، لاَنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعاً غيبان ، وهما في الغيب مقرونان ، لاَن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الاَشياء كلها ، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والاَين والمشية وصفة الاِرادة ، وعلم الاَلفاظ والحركات والترك ، وعلم العود والبدء ، فهما في العلم بابان مقرونان ، لاَن ملك العرش سوى ملك الكرسي وعلمه أغيب من علم الكرسي ، فمن ذلك قال : رب العرش العظيم ، أي صفته أعظم من صفة الكرسي ، وهما في ذلك مقرونان .
قلت : جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي ؟
قال : إنه صار جاره لاَن علم الكيفوفية فيه ، وفيه الظاهر من أبواب البداء وأينيتها وحد رتقها وفتقها ، فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الصرف وبمثل صرف العلماء (كذا) وليستدلوا على صدق دعواهما لاَنه يختص برحمته من يشاء وهو القوي العزيز .
فمن اختلاف صفات العرش أنه قال تبارك وتعالى : رب العرش عما يصفون ، وهو وصف عرش الوحدانية لاَن قوماً أشركوا كما قلت لك ، قال تبارك وتعالى : رب العرش ، رب الواحدانية عما يصفون . وقوماً وصفوه بيدين فقالوا : يد الله مغلولة . وقوماً وصفوه بالرجلين فقالوا : وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء . وقوماً وصفوه بالاَنامل فقالوا : إن محمداً صلى الله عليه وآله قال : إني وجدت برد أنامله على قلبي !
فلمثل هذه الصفات قال : رب العرش عما يصفون ، يقول رب المثل الاَعلى عما به مثلوه ، ولله المثل الاَعلى الذي لا يشبهه شيء ولا يوصف ولا يتوهم ، فذلك المثل الاَعلى ، ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الاَمثال وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به ، فلذلك قال : وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ، فليس له شبه ولا مثل ولا عدل ، وله الاَسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره ، وهي التي وصفها في الكتاب فقال : فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ، جهلاً بغير علم ، فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ، ويكفر به وهو يظن أنه يحسن ، فلذلك قال : وما يومن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ، فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها .
يا حنان إن الله تبارك وتعالى أمر أن يتخذ قوم أولياء ، فهم الذين أعطاهم الله الفضل وخصهم بما لم يخص به غيرهم ، فأرسل محمداً صلى الله عليه وآله فكان الدليل على الله بإذن الله عز وجل ، حتى مضى دليلاً هادياً ، فقام من بعده وصيه عليه السلام دليلاً هادياً على ما كان هو دل عليه من أمر ربه من ظاهر علمه ، ثم الاَئمة الراشدون عليهم السلام .
باب أن العرش خلق أرباعاً .
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : إن الله عز وجل خلق العرش أرباعاً ، لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء : الهواء والقلم والنور ، ثم خلقه من أنوار مختلفة : فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة ، ونور أصفر اصفرت منه الصفرة ، ونور أحمر احمرت منه الحمرة ، ونور أبيض وهو نور الاَنوار ومنه ضوء النهار ، ثم جعله سبعين ألف طبق ، غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ، ليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة، ولو أذن للسانٍ منها فأسمع شيئاً مما تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون، ولخسف البحار ولاَهلك ما دونه .
له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلا الله عز وجل ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، ولو أحس شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين . بينه وبين الاِحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم العلم ، وليس وراء هذا مقال .حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : وسع كرسيه السموات والاَرض فقال : السماوات والاَرض وما بينهما في الكرسي ، والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره .(7)
عن أبي الطفيل قال : شهدت علياً رضي الله عنه وهو يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به . وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم أنها بليل نزلت أم بنهار ، أم بسهل نزلت أم بجبل . فقام ابن الكواء وأنا بينه وبين علي رضي الله عنه وهو خلفي قال : أفرأيت البيت المعمور ما هو قال : ذاك الضراح فوق سبع سموات ، تحت العرش ، يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة .(8)

تفسير إخواننا الموافق لمذهبنا

ـ تفسير البيضاوي ج 3 ص 12
ثم استوى على العرش : استوى أمره أو استولى ، وعن أصحابنا أن الاِستواء على العرش صفة لله بلا كيف ، والمعنى : أن له تعالى استواء على العرض على الوجه الذي عناه ، منزهاً عن الاِستقرار والتمكن .
والعرش الجسم المحيط بسائر الاَجسام ، سمي به لاِرتفاعه أو للتشبيه بسرير الملك ، فإن الاَمور والتدابير تنزل منه ، وقيل الملك .
ـ سير أعلام النبلاء ج 20 ص 87
قال أبو موسى المديني : سألت إسماعيل يوماً ( إسماعيل بن محمد الحافظ ) : أليس قد روي عن ابن عباس في قوله استوى ، قعد قال : نعم . قلت له : إسحاق بن راهويه يقول : إنما يوصف بالقعود من يمل القيام . قال : لا أدري أيش يقول إسحاق .
وسمعته يقول : أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة ، ولا يطعن عليه بذلك ، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب .
قال أبوموسى : أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة ، فإذا ترك لاَجل زلته ، ترك كثير من الاَئمة ، وهذا لا ينبغي أن يفعل .
ـ إرشاد الساري ج 3 ص 24
إضافة الظل إليه سبحانه وتعالى إضافة تشريف . . . . والله تعالى منزه عن الظل لاَنه من خواص الاَجسام ، فالمراد ظل عرشه ، كما في حديث سلمان .
ـ إرشاد الساري ج 10 ص 420
قوله تعالى : ثم استوى على العرش ، وتفسير العرش بالسرير والاِستواء بالاِستقرار كما يقول المشبه باطل ، لاَنه تعالى كان قبل العرش ولا مكان ، وهو الآن كما كان ، والتغير من صفات الاَكوان .
ـ الجواهر الحسان للثعالبي ج 2 ص 179
قوله سبحانه : ثم استوى على العرش ، إنه سبحانه مستوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزهاً عن المماسة والاِستقرار والتمكن والحلول والاِنتقال .
ـ نهاية الاِرب للنويري ج 1 ص 32
روي أن أبا ذر قال يا رسول الله ( ص ) أي آية أنزلت عليك أعظم ؟ قال : آية الكرسي ، ثم قال : يا أبا ذر أتدري ما الكرسي قلت لا ، فقال ما السماوات والاَرض في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في فلاة .ونحوه في الجواهر الحسان للثعالبي ج 1 ص196 ونحوه في فتح القدير للشوكاني ج 1 ص 347
ـ لسان الميزان ج 1 ص 78
إبراهيم بن عبدالصمد ، عن عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : الرحمن على العرش استوى على جميع بريته فلا يخلو منه مكان، وعنه عبدالله بن داود الواسطي بهذا . أورده ابن عبد البر في التمهيد وقال لا يصح ، وعبد الله وعبدالوهاب ضعيفان ، وإبراهيم مجهول لا يعرف .
ـ حياة الحيوان للدميري ج 1 ص 382
سئل إمام الحرمين : هل الباري تعالى في جهة ؟ فقال : هو متعال عن ذلك .
ـ الفرق بين الفرق للنوبختي ص 292
وقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته لا مكاناً لذاته. وقال أيضاً : قد كان ولا مكان ، وهو الآن على ما كان .
ـ معالم السنن للخطابي ج 4 ص 302
قال الشيخ : هذا الكلام ( أتدري ما الله إن عرشه على سماواته وقال بأصابعه مثل القبه .. ) إذا جرى على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية ، والكيفية عن الله وصفاته منفية .
ـ تفسير المنار لرشيد رضا ج 12 ص 16
أما عرش الرحمن عز وجل فهو من عالم الغيب الذي لا ندركه بحواسنا ، ولا نستطيع تصويره بأفكارنا ، فأجدر بنا أن لا نعلم كنه استوائه عليه . . . . إن بعض المتكلمين تكلفوا تفسير السموات السبع والكرسي والعرش العظيم ، أو تأويلهن بالاَفلاك التسعة عند فلاسفة اليونان المخالف للقرآن . . . .
قال الزمخشري : . . . . قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى .. الاِستواء على معنيين ، أحدهما الاِستقرار في المكان وهو المعنى القريب المورى به الذي هو غير مقصود ، لاَن الحق تعالى وتقدس منزه عن ذلك .
ـ وقد طعن المستشرق اليهودي جولد تسيهر في تفسير الاِستواء على العرش بغير القعود المادي ، تأييداً لمذهبه في التجسيم ، فقال في مذاهب التفسير الاِسلامي ص169 : وجاء ذكر كرسي الله سبحانه في آية الكرسي . . . . ويقول الزمخشري في ذلك : وما هو إلا تصوير لعظمته وتخييل فقط . ولا كرسي ثمة ولا قعود ولا قاعد . انتهى . وقد كذب هذا اليهودي على الزمخشري ليشنع عليه ، لاَنه خالف مذهبه في التجسيم .(9)
المصادر :
1- روى الكليني في الكافي ج 1 ص 127 و128
2- التوحيد للصدوق ص 247 و ص 315
3- في الاِقتصاد للشيخ الطوسي ص 37
4- تفسير التبيان ج 4 ص 34
5- تفسير التبيان ج 7 ص 159
6- الكافي للكليني ج 1 ص 130
7- التوحيد للصدوق ص 321 و324
8- أخبار مكة للازرقي ج 1 ص 50
9- خزانة الاَدب للحموي ج 1 ص 240

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أهداف التربية في الإسلام
التبرج والحجاب
العلامات التي تسبق مباشرة ظهور الإمام المهدي
شهر رمضان شهر التوبة والاستغفار
القرآن معجزة خالدة
و العاقبة للمتقین
فلسفة الصوم من منظور علمي
سمات الغضب عند المراھقین والشباب
القرائن المفيدة لمعنى الحاكمية في حديث الغدير
حجّ الإمام عليّ(عليه السلام)

 
user comment