عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

بریجیت (جمیلة)

بریجیت (جمیلة)
 

ولدت فی "ألمانیا" بمدینة "هامبورغ" ، ونشأت فی أسرة تعتنق الدیانة المسیحیّة. قضت "بریجیت" شبابها کمعظم الناس فی أوروبا باللهو واللعب والحیاة العابثة ، ولم یکن لها أیّ التزام دینیّ یقیّدها بالذهاب إلى الکنیسة، أو الحضور فی الاحتفالات الدینیّة.
وکانت تعمل "بریجیت" سکرتیرة فی إحدى الشرکات ، ولا ینقصها شیء من الناحیة المادّیّة ، ولکنّها کانت تعانی من حالة تیه وضیاع وفراغ یسلبها حالة الاستقرار النفسی والاتّزان الروحی ، فکانت تبدو فی المجتمع إمرأة مرحة ومستبشرة ، ولکنّها کانت تعانی عندما تخلو مع نفسها من الهمّ والحزن والعذاب.

تعرّفها على الإسلام وإیمانها به:

کانت لا تعرف "بریجیت" عن الإسلام إلاّ ماتسمعه من وسائل الإعلام عنه فکان انطباعها عن الإسلام أنّه مظهر للتخلّف، والظلم للمرأة، ومباشرة العنف ضدّها، أمّا الأدیان الأخرى غیر الإسلام والمسیحیّة فکانت لها بعض المطالعات عنها ، حیث لم تجد فیها ما یجذبها ویسدّ فراغها الروحی.
ثمّ تعرّفت "بریجیت" على شابّ عربیّ هیّأ لها عن طریق إهداء بعض الکتب الدینیّة الأرضیّة المناسبة للتعرّف على الإسلام ، ثمّ سافرت إلى بعض البلدان الإسلامیّة من أجل التعرّف على الإسلام عن قرب ، وکان ممّا لفت نظرها فی الدول الإسلامیّة الحجاب الإسلامیّ للنساء وصوت الأذان المنطلق من منارات المساجد.
ثمّ بدأت بعد عودتها من البلدان الإسلامیّة إلى المانیا بمطالعة القرآن الکریم بتأمّل ، فأحسّت على أثر هذه القراءة بحالات روحیّة بعثت فیها نسمات النشاط، فبدأت تشعر بالسعادة یوماً بعد آخر، واستمرّ الأمر على هذا المنوال حتّى لم یبق لدیها مجال للتردید والشکّ فی أحقّیّة الإسلام ، فاعتنقت الإسلام وهی فی السادسة والعشرین من عمرها ، ثمّ واصلت الحضور فی المساجد والمشارکة فی المجالس الدینیّة ، ثمّ تهیّأت لها الظروف لأکمال دینها بالزواج من ذلک الشابّ العربیّ المسلم.

آیة الحجاب:

سعت "بریجیت" عند قراءة القرآن الکریم أن تتعرّف على المفاهیم الإسلامیّة ، وحاولت تطبیقها والاستفادة منها قدر الإمکان.
وعندما طالعت آیة الحجاب وقرأت ما ورد فی التفاسیر عنها ، وقارنت ما ورد فیها مع حیاتها السابقة، والمجتمع الذی تعیش فیه ، وجدت فی الحجاب أمراً مقدّساً یصون شخصیّة المرأة ، فلم تتردّد فی ارتدائه والتمسّک به.
وبالفعل قد نفعها الحجاب فی حیاتها العملیّة فهی لم تعد تتعرّض لإیذاء الرجال، ومزاحمة الشباب الذین یبتعدون عادة عن النساء المحجّبات، وکأنّما فی الحجاب رسالة تقول: أنا امرأة شریفة، ولست جسداً للعرض بخلاف النساء الغربیّات اللاّتی یعرضن أنفسهن وزینتهن بدون حجاب أو حشمة ممّا یهیّأ الأرضیّة لإثارة الشهوات، والسقوط فی أودیة الانحراف ، وهذه المشکلة تواجهها المجتمعات الغربیّة الیوم ، وتحاول حلّها بوضع القوانین دون علاج المشکلة من جذورها ، ممّا سبّب لهم الفشل فی الحدّ من الاعتداء على النساء وتقلیل التحرّش بهن.

خطابها إلى النساء المسلمات:

تقول "بریجیت": إن من المؤسف أنّ بعض النساء المسلمات اللاّتی جعل لهنّ الإسلام المکانة العظیمة یترکن الحجاب ویتّبعن ثقافة الغرب التی تحطّ من شأن المرأة .
وتضیف "بریجیت": عندما أذهب إلى الدول الإسلامیّة أخاطب النساء غیر المحجّبات بالقول: لماذا تترکن تعالیم هذا الدین الذی یکرّم المرأة بلحاظ فطرتها وثقافتها وشخصیّتها المعنویّة ، وتتّبعن الثقافة الغربیّة التی تهتمّ بالمرأة کجسد یباع ویشترى کالسلع التجاریّة التی تعرض بشکل جذّاب لإغراء المشتری باقتنائها، ولماذا تتّبعون الباطل وأنتم تعرفون الحقّ.
إنّنی أحذّر النساء المسلمات من المستقبل المظلم الذی ینتظرهنّ فیما لو انخدعن بحضارة الغرب، وجرین وراء شعاراته البرّاقة فی الظاهر والزائفة فی الباطن.
وإنّنی أدعو النساء المؤمنات الملتزمات إلى التمسّک بحجابهنّ الذی هزّ العالم وأخاف طغاة الغرب فی عقر دارهم ، ولیکن هذا الحجاب رمزاً للتمسّک بالعفّة والأخلاق ، ومثالاً للنساء المسلمات الغربیّات اللاّتی ینظرن بعین الأمل إلى البلدان الإسلامیّة، وأوصیهنّ بالصبر والاستقامة على هذا السبیل فی مواجهة دعایات الغرب وأحابیله ، ولیعلمن أنّ الله سینصرهن بقدر نصرتهن للإسلام العظیم.
وأخیراً أدعو الله أن ینصر الإسلام والمسلمین، وینشر دینه فی کلّ ربوع العالم ، وإنّنی لا أنسى أن أدعو الله کلّ یوم لأخواتی المؤمنات المحجّبات بالصبر والثبات فی سبیل الله سبحانه وتعالى ، إنّه سمیع مجیب.
المصدر : تحقیق راسخون 2014

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين
اللّيلة الاُولى

 
user comment