عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

في رحاب نهج البلاغة (أنا.. من النصوص المأثورة عنه عليه السلام) – الخامس

في رحاب نهج البلاغة (أنا.. من النصوص المأثورة عنه عليه السلام) – الخامس



النشأة
منذ الولادةُ: ومن كلام له عليه السلام: أما إنِّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ، مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ، يَأْكُلُ مَا يَجِدُ، وَيَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ، فَاقْتُلُوهُ، وَلَنْ تَقْتُلُوهُ! أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَأْمُرُكُمْ بِسَبِّي وَالْبَرَاءَةِ مِنِّي؛ فَأَمَّا السبُّ فَسُبُّونِي، فَإِنَّهُ لي زَكَاةٌ،وَلَكُمْ نَجَاةٌ؛ وَأَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلاَ تَتَبَرَّأُوا مِنِّي، فَإِنِّي وَلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَسَبَقْتُ إِلَى الاِْيمَانِ وَالْهِجْرَةِ. (نهج البلاغة(٩٢) الخطبة ٥٧).
(٢٨) أَنَا غُلامٌ... وأَنَا وهوصلى الله عليه وآله ساجدانِ.
قال عليه السلام: ما عَبَدَ اللَّهَ أحدٌ قبلي إلاّ نبيّه صلى الله عليه وآله ولقد هَجَمَ أَبُوطالبٍ علينا وأنا وهوساجدان، فقال: أوفعلتموها ! ثمّ قال لي - وأنا غُلامٌ - : «وَيْحَكَ، أُنْصُرْ ابنَ عمِّك! وَيْحَكَ لا تخذُلْه »وجَعَلَ يحثُّني على مُؤازرته. (شرح نهج البلاغة (٤:١٠٤)).
(٢٩) أَنَا فَتَىً.
بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عليّاًعليه السلام إلى اليمن قاضياً، فقال عليه السلام: يا رسول اللَّه، إنّهم كهولٌ وذَوُوأسنانٍ وأَنَا فَتَىً، وربّما لم أُصِبْ في ما أحكمُ به بينهم، فقال صلى الله عليه وآله له: اذهبْ فإنّ اللَّه سيثبّتُ قلبَكَ ويهدي لسانَكَ. (شرح نهج البلاغة (٧:٢١٩-٢٢٠)).
(٣٠) أَنَا من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كالعَضُدِ من المِنْكَبِ، وكالذِراعِ من العَضُدِ، وكالكفِّ من الذِراعِ، ربّاني صغيراً، وآخاني كبيراً، ولقد علمتم أني كان لي منه مجلسٌ سرٌّ لا يطّلع عليه غيري، وإنّه أوصى إليَّ دونَ أصحابه وأهل بيته، ولأقولنّ ما لم أقلْه لأحدٍ قبلَ هذا اليوم: سألته مرّةً أن يدعولي بالمغفرة فقال: أفعل، ثمّ قام فصلّى، فلمّا رفع يده للدعاء استمعتُ إليه، فإذا هوقائل: « اللهمّ بحقّ عَلِيٍّ عندك اغفر لِعَلِيّ » فقلتُ: يا رسول اللَّه، ما هذا؟ فقال: أوأحدٌ أكرمُ منك عليه فأستشفع به إليه ؟. (ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (٢٠:٣١٥)).

الأقارب
(١٥) أَنَا أخُوالمصطفى لا شكّ في نَسَبي. (تاريخ أصبهان(٢:٦٠)).
(١٦) أَنَا أخُورسول اللَّه صلى الله عليه وآله وابن عمّه لا يقولُها أحدٌ بعدي. (مسند أبي يعلى (١: ٣٤٧) ح ٤٤٥).
(١٧) أَنَا أخورسول اللَّه صلى الله عليه وآله وابن عمّه، وسيف نقمته، وعماد نصرته، وبأسه وشدّته. (نور الثقلين (٥:٥٩٩)).
(١٨) أَنَا الصِهْرُ.
يقول اللَّه عزّ وجلّ: «وهُوالذِى خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وصِهْرًا».(معاني الأخبار للصدوق، ونور الثقلين (٤:٢٢)و(٥:٥٩٩)).
(١٩) أَنَا زوج البَتُول؛ سيّدة نساء العالمين: فاطمة، التقيّة، الزكيّة، البرّة المهديّة، حبيبة حبيب اللَّه، وخير بناته، وسلالته، وريحانة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سبطاه خير الأسباط، وولداي خير الأولاد، هَلْ أحدٌ يُنكرُ ماأقولُ ؟ أينَ مسلموأهل الكتاب ؟. (نور الثقلين (٥:٥٩٩)).
(٢٠) أَنَا والحسين؛ فنحنُ منكم وأنتم منّا.
ألا أخبركم بذات نفسي، أمّا الحسن ففتىً من الفتيان،...، وأمّآ أَنَا والحسين؛ فنحنُ منكم وأنتم منّا. ابن أبي الحديد، (شرح نهج البلاغة (٢٠:٢٨٤)).
(٢١) أَنَا أُحدّثكم عنّي وعن أهل بيتي.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: أَنَا أحدّثكم عنّي وعن أهل بيتي،...، وأمّا أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منّا. (ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (١٦:١١)).
(٢٢) أَنَا الذي عمّه سيّدٌ في الجنة. (الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص ٨٣)).
(٢٣) أَنَا أخُو جعفرُ الطيّارُ..... في الجنة عند الملائكة. (الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص ٨٣) ,عُيُون المواعظ والحِكَم)
(٢٤) أَنَا أعلم بجعفر.
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بعث أبا رافع مولاه يتلقّى جعفر بن أبي طالب، لمّا قدم من الحبشة فأعطاه علي عليه السلام حتياً وعكةَ سمن، وقال له: أَنَا أعلم بجعفر، إنّه إن علم ثراه مرّةً واحدةً ثمّ أطعمه، فادفع هذا السمن إلى أسماء بنت عميس تدهن به بني أخي من صمر البحر، وتطعمهم من الحتي. (ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (١٩:١٣٣)).
(٢٥) أَنَا أَحَبُّ إليكَ أَمْ فاطمة ؟.
قال عَليّ ابن أبي طالب عليه السلام: يا رسول اللَّه أَنَا أحبُّ إليكَ أَمْ فاطمة ؟ قال: فاطمة أحبُّ إليّ منك، وأنت أعزُّ عليَّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه أباريق عدد نجوم السماء، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنّة إخوانَاً على سُرُرٍ متقابلين، وأنت معي وشيعتك، ثم قرأ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: «...إِخْونَاً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَبِلِينَ ...»[سُورَةُ الْحِجْرِ:١٥] لا ينظر أحدكم في قفاء صاحبه. (تفسير الميزان (١٢:١٧٦) وفي تفسير البرهان عن الحافظ أبي نعيم عن رجاله عن أبي هريرة قال:.)
(٢٦) أَنَا ؛ أَمِ الحسينُ؟.
( قيل) إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان جالساً ذات يومٍ وعنده الإمام عَلِيّ بن أبي طالبٍ عليه السلام إذْ دخل الحسينُ بن عَلِيّ فأخذهُ النَبِيّ صلى الله عليه وآله وأجلسه في حِجْرِهِ، وقبّل بين عينيه وقبّل شفتيه، وكان للحسين عليه السلام ستُّ سنين. فقال علي عليه السلام: يا رسول اللَّه، أتحبّ ولدي الحسين ؟ قال النَبِيّ صلى الله عليه وآله: وكيف لاأحبّه ؟ وهوعضومن أعضائي ؟! فقال علي عليه السلام: يا رسول اللَّه، أيّما أحبّ إليكَ: أَنَا؛ أَمِ الحسينُ؟ فقال الحسينُ: يا أبتي من كان أعلى شرفاً كان أحبّ إلى النَبِيّ صلى الله عليه وآله وأقرب إليه منزلةً.
قال علي عليه السلام لولده: أتفاخرني ياحسين ؟ قال: نعم يا أبتاه، إن شئت. (الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص ٨٣ - ٨٥) وهذا الحديث يحتوي على ما ننقله عن هذا المصدر في هذا البحث بعنوان «أنا»).
(٢٧) أَنَا سَيَّدُ الشيْبِ، وَفيّ سُنَّةٌ مِنْ أَيُّوْبَ.
عن عباية الأسدي، قال: سمعت عليّاًعليه السلام يقول - : أَنَا سَيَّدُ الشِّيْبِ، وَفيَّ سُنَّةٌ مِنْ أَيُّوْبَ، وواللَّه لَيَجْمَعَنَّ اللَّهُ لِيْ أَهْلِيَ، كما جُمِعُوْا لِيَعْقُوْبَ. (رواه المفيد، والكشي).

النَسَب
(١٣) أَنَا ابنُ عبد المطّلِب.
صمّم المشركون على أن يُلبسوا لأمة أبي جهل رجلاً منهم، فألبس عبدُاللَّه بن المنذر بن أبي رفاعة، فصمد له علي عليه السلام فقتله وهويراهُ أبا جهل، ومضى عنه، وهويقول: أَنَا ابنُ عبد المطّلِب. (ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (١٤:١٣٩)).
وعن نَسَبِهِ قال الامام عليه السلام في جواب معاوية: وَأَمَّا قَوْلك: أَنَّا بَنُوعَبْدِ مَنَاف . . .
فَكَذلك نَحْنُ، وَلكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمَ، وَلاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلاَ أَبُوسُفْيَانَ كَأَبِي طَالِب، وَلاَ المُهَاجرُ كَالطلِيقِ، وَلاَ الصرِيحُ كَاللصِيقِ، وَلاَ المُحِقُّ كَالمُبطِلِ، وَلاَ الْمُؤْمِنُ كَالمدْغِلِ، وَلَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى في نَارِ جَهَنَّمَ.
وَفي أَيْدِينَا - بعْدُ - فَضْلُ النُبُوَّةِ التي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ، وَنَعَشْنَا بِهَا الذلِيلَ.
وَلَمَّا أَدْخَلَ اللَّه الْعَرَبَ في دِينِهِ أَفْوَاجاً، وَأَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الأُمَّةُ طَوْعاً وَكَرْهاً، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ في الدينِ: إِمَّا رَغْبَةً وَإِمَّا رَهْبَةً، عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ السَبْقِ بِسَبْقِهِمْ، وَذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الاَْوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ. فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشيْطَانِ فِيك نَصِيباً، وَلاَ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَالسلاَمُ. (نهج البلاغة (٤ - ٣٧٥) الكتاب ١٧).
(١٤) أَنَا شجرتُها، ودوحةٌ أَنَا ساقُها.
قال عليه السلام: إنّ قريشاً طلبت السعادةَ فشقيتْ، وطلبت النجاةَ فهلكتْ، وطلبت الهدى فضلّتْ، ألم يسمعوا - ويحهم - قوله تعالى : «والذِينَ ءَامَنُواْواتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ...»؟ فأين المعدل والمنزع عن ذريّة الرسول صلى الله عليه وآله الذين شيّد اللَّه بُنيانَهم فوقَ بُنيانهم، وأعلى رؤوسَهم فوق رؤوسِهم، واختارهم عليهم ؟ ألا إنّ الذريّة أفنانٌ أنا شجرتُها، ودوحةٌ أَنَا ساقُها، وإنّي من أحمد بمنزلة الضَوْءِ من الضَوْءِ، كُنّا ظِلالاً تحت العرش قبل خلق البشر، وقبل خلق الطينة التي كان منها البشر، أشباحاً عاليةً لا أجساماً ناميةً.
إنّ أمرنا صعبٌ مستصعبٌ، لا يعرف كنهه إلاّ ثلاثةٌ: ملكٌ مقرّبٌ، أونَبِيٌّ مرسَلٌ، أوعبدٌ امتحنَ اللَّه قلبَه للإيمان، فإذا انكشفَ لكم سرٌّ أووضحَ لكم أمرٌ فاقبلوه، وإلاّ فاسكتوا؛ تَسْلَمُوا، وردّوا علمَنا إلى اللَّه، فإنّكم في أوسع ممّا بين السماء والأرض. (ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (١٣:١٠٥)).

اللقب
(١٠)أَنَا إمامُ البريّة، ووصيّ خير الخليقة، وزوج سيّدة نِساء هذه الأمّة. (نور الثقلين (١:٣٣٨)رقم ١٣٦، قال عليه السلام في بعض خطبه: أيّها الناس، اسمعوا قولي واعقلوا عنّي...)
(١١) أَنَا أميرُ البَرَرَة. (عُيُون المواعظ والحِكَم).
(١٢) أَنَا أميرُ المؤمنين. (الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص ٨٣)).

الكنية
(٤) أَنَا أَبُوالأئمّة الطاهرين من ولدي. (الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص ٨٤)).
(٥) أَنَا أَبُوالحَسَن. (مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (٢:٣٠٠)).
(٦) أَنَا أَبُوالحَسَن، الذي فللت حدّ المشركين.
لمّا رجعت رسلُ علي عليه السلام من عند طلحة والزبير وعائشة، يؤذِنُونه بالحرب، قام فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصَلّى على رسوله صلى الله عليه وآله ثمّ قال: أيّها الناس إنّي قد راقبتُ هؤلاء القوم كي يرعَوُوا أويرجعوا، ووبّختهم بنكثهم، وعرّفتهم بغيهم فلم يستحيوا، وقد بعثوا إليّ أن: «ابرز للطعان، واصبر للجلاد، وإنّما تمنّيك نفسُك أمانيَ الباطل، وتعدك الغُرور »!.
ألا هبلتهم الهبول، لقد كنتُ وما أُهدَّدُ بالحرب، ولا أرهبُ بالضرب ! ولقد أنصف القارة من راماها، فليُرعِدُوا وليُبْرِقُوا، فقد رأوني قديماً، وعرفوا نكايتي، فكيف رأوني؟! أَنَا أَبُوالحسن، الذي فللتُ حدّ المشركين، وفرّقتُ جماعتهم، وبذلك القلب ألقى عدوّي اليومَ، وإني لعلى ما وعدني ربّي من النصر والتأييد، وعلى يقينٍ من أمري، وفي غير شُبهةٍ من ديني.
أيّها الناس، إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يُقتل مات، إن أفضل الموت القتلُ، والذي نفسُ عَلِيٍّ بيده لأَلْفُ ضربةٍ بالسيف أهونُ من مَوْتةٍ واحدةٍ على الفراش.
اللهمّ إنّ طلحة نَكَثَ بيعتي، وأَلّبَ على عثمان حتى قَتَلَه، ثمّ عَضَهني به ورماني. اللهمّ فلا تُمهله.
اللهمّ إنّ الزُبير قَطَعَ رحمي، ونَكَثَ بيعتي، وظاهَرَ عليَّ عدوّي، فاكفنيه اليوم بما شئتَ. (ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (١/٣٠٦)).
(٧) أَنَا أَبُوحَسَن.
ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية: وَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْك جَلاَبِيبُ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ دُنْيَاً قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا، وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، دَعَتْك فَأَجَبْتَهَا، وَقَادَتْك فَاتَّبَعْتَهَا، وَأَمَرَتْك فَأَطَعْتَهَا، وَإِنَّهُ يُوشِك أَنْ يَقِفَك وَاقِفٌ عَلَى مَا لاَ يُنْجيِك مِنْهُ مِجَنٌّ، فَاقْعَسْ عَنْ هذَا الاَْمْرِ، وَخُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَلاَ تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ أُعْلِمْك مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّك مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشيْطَانُ مِنْك مَأْخَذَهُ، وَبَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ، وَجَرَى مِنْك مَجْرَى الروحِ وَالدمِ.
وَمَتَى كُنْتُمْ - يَا مُعَاوِيَةُ - سَاسَةَ الرعِيَّةِ، وَوُلاَةَ أَمْرِ الاْمَّةِ ؟ بِغَيْرِ قَدَم سَابِق، وَلاَ شَرَف بَاسِق، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ لُزومِ سَوَابِقِ الشقَاءِ، وَأُحَذِّرُك أَنْ تَكُونَ مُتَمادِياً في غِرَّةِ الأُمْنِيَّةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلاَنِيَةِ والسرِيرَةِ. وَقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ، فَدَعِ الناسَ جَانِباً وَاخْرُجْ إِلَيَّ، وَأَعْفِ الْفَرِيقَينِ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أيُّنَا الْمَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ، وَالْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِهِ !
فَأَنَا أَبُوحَسَن قَاتِلُ جَدِّك وَخَالك وأَخِيك شَدْخاً يَوْمَ بَدْر، ذلك السيْفُ مَعِي، وَبِذلك الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي، مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً، وَلاَاسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً، وَإنِّي لَعَلَى الْمِنْهَاجِ الذي تَرَكْتُمُوهُ طَائِعِينَ، وَدَخَلْتُمْ فِيهِ مُكْرَهِينَ.
وَزَعَمْتَ أَنَّك جِئْتَ ثَائراً بِدَمِ عُثْمانَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمانَ فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاك إِنْ كُنتَ طَالباً، فَكَأَنِّي قدْ رَأَيْتُك تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ إِذَا عَضَّتْك ضَجِيجَ آلْجِمَالِ بِالاْثْقَالِ، وَكَأَنِّي بِجَمَاعَتِك تَدْعُونِي جَزَعاً مِنَ الضرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَالْقَضَاءِ الْوَاقِعِ، وَمَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ، إِلَى كِتَابِ اللَّه، وَهِيَ كَافِرةٌ جَاحِدَهٌ، أَومُبَايِعَةٌ حَائِدَةٌ. (نهج البلاغة طبعة صبحي الصالح دار الكتاب اللبناني - بيروت ١٣٨٧ه(ص ٣٦٩ - ٣٧١) الرسالة ١٠).
(٨) أَنَا أَبُوشبر وشبير. (عُيُون المواعظ والحِكَم).
(٩) أَنَا أَبُواليتامى . (الفضائل لابن شاذان القُمّي(٨٤)).

الاسم
(١) أَنَا الذي سمّتني أُمّي حَيْدَرَهْ.
قوله عليه السلام يوم خيبر: «أنا الذي سمّتني أمّي حَيْدَرَهْ * كليثِ غاباتٍ كريهِ المنظرهْ * أكيلُهُمْ بِالصاعِ كَيْلَ السَنْدَرَهْ ».(بحار الأنوار (٣١:٤ - ١٨) باب ٣٣).
قال ابن قتيبة: كانت أمّ علي عليه السلام سمّتهُ - وأَبُوطالبٍ غائبٌ حينَ ولدتْه - : «أسداً»باسم أبيها «أَسَد بن هاشم بن عبد مناف »فلمّا قَدِمَ أَبُوطالب غيّر اسمه، وسمّاه «عليّاً».(وحيدرة: اسمٌ من أسماء الأسد.ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (١:١٢) و(١٩:١٢٧) وبحارالأنوار(٢:٢٧٥) ح ٤١).
(٢) أَنَا اسمي في الإنجيل: «إليا»وفي التوراة: «بريها»وفي الزبور: «ارى»وعند الهند: «كبكر»وعند الروم:«بطريسا»وعند الفرس: «جبير»وعند الترك: «تيبر»وعند الزنج: «حيتر»وعند الكهنة:«بويى»وعند الحبشة: «بتريك »وعند أمّي: «حيدرة»وعند ظئري: «ميمون»وعند العرب: «عَلِيّ »وعند الأرمن: «فريق»وعند أبي: «ظهير».
ألا، وإنّي مخصوصٌ في القرآن بأسماءٍ احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم. (بحار الأنوار (٣٣: ٢٨٣) ح ٥٤٧ عن بشارة المصطفى للطبري ونور الثقلين (٥:٥٩٩)و(٤:٤٨٥) عن معاني الأخبار للصدوق).
(٣) أَنَا عَلِيّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأخوه، ورسوله إليكم.
اطّلع أهل وادي اليابس على مقدم عَلِيّ بن أبي طالب وأصحابه إليهم، فخرج إليه منهم مئتا رجل، شاكين في السلاح، فلمّا رآهم علي عليه السلام خرج اليهم في نَفَرٍ من أصحابه، فقالوا لهم: من أنتم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ وأين تريدون؟ قال عليه السلام: أَنَا عَلِيُّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأخوه، ورسوله إليكم، أدعوكم إلى شهادة أن لا إلهَ إلاّ اللَّه وأنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ، ولكم إن آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خيرٍ وشرٍّ، فقالوا له: إيّاك أَردنا، وأنت َطلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذْ حذرك واستعدّ للحرب. (نور الثقلين (٥:٦٥٤-٦٥٥)).

انتهى .

مقتبس (بتصرف) من مجلة علوم الحديث العدد الثامن السنة الرابعة /١٤٢١هـ .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين

 
user comment