عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

عبادة الإمام الباقر ( عليه السلام )

عبادة الإمام الباقر ( عليه السلام )

الإمام الباقر ( عليه السلام ) عَرَف الله تعالى عن طريق آبائه المعصومين وأجداده الطاهرين ( عليهم لسلام ) معرفة يقينية ، استوعب دخائل نفسه ، فأقبل على رَبِّه ، فاطر السماوات والأرض ، بقلب منيب ، وإخلاصٍ شديد ، وطاعة تامة .

أما مظاهر عبادته ( عليه السلام ) فهي :

 
صلاته ( عليه السلام )

روى المؤرخون أنه ( عليه السلام ) كان إذا أقبل على الصلاة اصفَرَّ لونه خوفاً من الله عزَّ وجلَّ ، وخشية منه .

 
وهو كأبيه

الإمام السجاد ( عليه السلام ) في وَرَعه وتُقَاه وتحرُّجِه في الدين .

فقد عرف ( عليه السلام ) عظمة الله تعالى ، خالق الكون ، وواهب الحياة ، معرفة النبيِّين والمتقين .

ويقول الرواة أنه ( عليه السلام ) كان كثير الصلاة ، كثير الدعاء ، كان يصلي في اليوم والليلة مِائة وخمسين ركعة .

ولم تشغله مَرجعيَّته العامَّة للأمّة ، وشؤونه العلمية ، عن كثرة الصلاة ، فكانت الصلاة بالنسبة إليه أعَزُّ شيء عنده ، وقُرَّة عينه ، لأنها الصلَة بينه وبين الله تعالى .

قال عزَّ وجلَّ : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر : 60 .

وجاء في الحَديث الشريف : ( أقْرَبُ ما يَكون العبدُ إلى رَبِّه وهو ساجد ) .

 وكان الإمام ( عليه السلام ) يتجه بقلبه وعقله نحو الله رب العالمين ، ليناجيه بانقطاع تام ، وإخلاص شفاف ، وقد أثرت عنه بعض الأدعية .

وعن أدعيته ( عليه السلام ) في صلاته ، روي عن ابنه
الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( كنت أمَهِّد لأبي فراشه ، فأنتظره حتى يأتي ، فإذا آوى إلى  فراشه ونام ، قمت إلى فراشي .

وقد أبطأ عليّ ذات ليلة ، فأتيتُ المسجد في طلبه ، وذلك بعدما هدأ الناس ، فإذا هو في المَسجِد ساجد ، وليس في المسجد غيره .
فسمعت حنينه وهو يقول :

( سبحانك اللَّهُمَّ ، أنتَ رَبِّي حقاً حقاً ، سَجَدتُ لك يا ربي تَعبُّداً ورِقاً ، اللَّهُمَّ إنَّ عملي ضَعيفٌ فَضَاعِفْه لي ، اللَّهُمَّ قِنِي عَذابَك يوم تَبْعَثُ عبادك ، وتُبْ عَليَّ إنك أنت التوَّاب الرحيم ) .
وروي أنه ( عليه السلام ) كان يقول في السجدة الأولى من صلاته :

( أسألُكَ بحق حبيبك محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلا بَدَّلْتَ سَيِّئاتِي حسنات ، وحاسِبْني حِسَاباً يَسيراً ) .
ويقول ( عليه السلام ) في السجدة الثانية :

( أسألك بحق حبيبك محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلا ما كَفَيتَني مَؤُونَة الدنيا ، وكل هَولٍ دون الجنة ) .
 ثم يقول في السجدة الثالثة :

( أسألك بحق حبيبك محمد ( صلى الله عليه وآله ) لَمَّا أدخلتني الجنة ، وجعلتَني من سُكَّانِها ، ولمَّا نَجَّيتَني من سفعات النار برحمتك ، وصلى الله على محمد وآله ) .
ثم يقول ( عليه السلام ) في الرابعة :

( أسألك بِحَقِّ حبيبك محمد ( صلى الله عليه وآله ) لمَّا غفرت الكثير من ذنوبي والقليل ، وقبلتَ مِنِّي العمل اليسير ) .

هذه الأدعية كما يتوضح منها ، تدل على شِدَّة الإمام ( عليه السلام ) بِتَعلُّقه بالله ، وشِدَّة تَمسُّكه بطاعته ، وعظيم إنابته إليه .
أما أدعيته ( عليه السلام ) في قنوته ، فنذكر منها :

( بِمَنك وكرمك يا من يعلم هواجس السرائر ، ومكامن الضمائر ، وحقائق الخواطر .

يا من هو لِكُلِّ غيب حاضر ، ولك مَنسٍ ذاكر ، وعلى كل شيء قادر ، وإلى الكُلِّ ناظر ، بعد المهل ، وقرب الأجل ، وضعف العمل ، وأرأب الأمل .

وأنت يا الله الآخر كما أنت الأول ، مبيد ما أنشأت ، ومصيرهم إلى البلى ، وتقلدهم أعمالهم ، ومحملها ظهورهم إلى وقت نشورهم من بعثة قبورهم .

عند نفخة الصور ، وانشقاق السماء بالنور ، والخروج بالمنشر إلى ساحة المحشر ، لا ترتد إليهم أبصارهم وأفئدتهم هواء ، متراطمين في غمة مما أسلفوا ، ومطالبين بما احتقبوا ، ومحاسبين هناك على ما ارتكبوا .

الصحائف في الأعناق منشورة ، والأوزار على الظهور مارورة ، لا انفكاك ، ولا مناص ، ولا محيص عن القصاص .

قد أقحمتهم الحجة ، وحَلُّوا في حِيرة المَحجَّة ، وهَمس الضجة ، معدول بهم عن المحجة .

إلا من سبقَتْ له من الله الحسنى ، فنَجا من هول المشهد ، وعظيم المورد ، ولم يكن ممن في الدنيا تمرد ، ولا على أولياء الله تَعنَّد ، ولهم استبعد ، وعنهم بحقوقهم تَفَرَّد .

اللَّهُمَّ فإنَّ القلوب قد بلغت الحناجر ، والنفوس قد علت التراقي ، والأعمار قد نفذت بالانتظار ، لا عن نقص استبصار ، ولا عن اتهام مقدار .

ولكن لما تعاني من ركوب معاصيك ، والخلاف عليك في أوامرك ونهيك ، والتلعب بأوليائك ، ومظاهرة أعدائك .

اللَّهُمَّ فَقرِّب ما قد قرب ، وأورد ما قد دنى ، وحقق ظنون الموقنين ، وبَلِّغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حَقِّك ، ونَصر دينك ، وإظهار حُجَّتك ) .

هذا الأدعية وثيقة كاملة ، تحفل بصورة واضحة عن سعة
علم الإمام ( عليه السلام ) في جميع حقوق المعرفة ، في الظاهر والخفي ، والمعاد وحشر الناس يوم القيامة ، لعرضهم للحساب أمام الله .

وكل واحد منهم يحمل وزره على  ظهره ، ومطالبه بما اقترفه في الدار الدنيا ، ولا ينجو من أهوال ذلك المشهد الرهيب ، إلا من سبقت له من الله الحسنى ، ولم يكن من المستعبدين لعباد الله ، ولا من المتمرِّدين على حقوق الله .

كما يبدو من الدعاء تَعريض بِحُكَّام الأمويِّين ، الذين اتخذوا مال الله دولاً ، وعباد الله خولاً ، وإن القلوب قد بَلَغت الحناجر من ظُلمِهم .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
تربية أطفالنا في ظلّ الإسلام
الإيمان بالإمام المهدي (عج)
حديث الغدير في مصادر أهل السنة
عصمة الأنبياء (عليهم السلام) عند المذاهب ...
خصال الإمام
أدعية الإمام الرضا ( عليه السلام )
ما هو اسم الحسين عليه السلام
سورة الناس
نقد الذات

 
user comment