عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

مناظرة الإمام الجواد ( عليه السلام ) مع ابن اكثم

مناظرة الإمام الجواد ( عليه السلام ) مع ابن اكثم

عندما أراد الخليفة المأمون تزويج ابنته أم الفضل من الإمام الجواد ( عليه السلام ) بلغ ذلك العباسيين ، فاعترضوا على الخليفة ، و قالوا : يا أمير المؤمنين ، أتُزَوِّج ابنتك صبياً لم يَتَفَقَّه في دين الله ؟!! ، و إذا كنت مشغوفاً به فأمْهِلْه لِيتأَدَّبْ ، و يقرأ القرآن ، و يعرف الحلال والحرام .
فقال لهم المأمون : وَيْحَكم ، إِنِّي أَعْرَفُ بهذا الفتى منكم ، و إنَّه لأفْقَه منكم ، و أعلم بالله و رسوله و سُنَّتِه ، فإن شِئْتُم فامتحنوه .
فرضوا بامتحانه ، و اجتمع رأيهم مع المأمون على قاضي القضاة يحيى بن أكثم أن يحضر لمسألته ، و اتفقوا على يوم معلوم .
و جاء ابن أكثم ، و قال للإمام ( عليه السلام ) ، بحضور مجلس المأمون : يا أبا جعفر ، أصلَحَك الله ، ما تقول في مُحرم قتل صيداً ؟
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( قَتله في حِلٍّ أو حَرَم ؟ ، عَالِماً كان المُحرِم أم جاهلاً ؟ ، قَتَله عمداً أو خطأً ؟ ، حُرّاً كان المُحرِم أم عبداً ؟ ، كان صغيراً أو كبيراً ؟ ، مُبتدِئاً بالقتل أم مُعِيداً ؟ ، من ذَوَات الطير كان الصيدُ أم من غيرها ؟ ، من صِغَار الصيد كان أم من كباره ؟ ، مُصرّاً على ما فعل أو نادماً ؟ ، في اللَّيل كان قتله للصيد في أوكَارِها أم نهاراً و عَياناً ؟ ، مُحرِماً كان بالعُمرَة إذ قتله أو بالحج كان مُحرِماً ؟ ) .
فتحيَّر يحيى بن أكثم ، و انقطع انقطاعاً لم يُخفَ على أحد من أهل المجلس ، و بَان في وجهه العجز .
فتلجلج و انكشف أمره لأهل المجلس ، و تحيَّر الناس عجباً من جواب الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
فقال المأمون لأهل بيته : أعرفتُم الآن ما كنتم تُنكِرونه ؟
و نظر إلى الإمام ( عليه السلام ) ، و قال : أنا مُزوِّجُك ابنتي أم الفضل ، فرضي ( عليه السلام ) بذلك ، و تمَّ التزويج .
و لمَّا تمَّ الزواج قال المأمون لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إن رأيت - جُعلتُ فداك - أن تذكر الجواب ، فيما فَصَّلتَه من وجوه قتل المحرم الصيد ، لِنعلَمَه ونستفيدَه .
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( إنَّ المُحرِمَ إذا قتلَ صيداً في الحِلِّ ، و كان الصيد من ذَوَات الطير ، و كان من كبارها فعليه شَاة .
فإنْ كانَ أصابه في الحرم ، فعليه الجزاء مضاعَفاً ، و إذا قتل فَرْخاً في الحلِّ ، فعليه حَمْل قد فُطِم من اللَّبن ، و إذا قتله في الحرم ، فعليه الحَمْل ، وقيمة الفرخ .
و إن كان من الوحش ، و كان حِمار وحش ، فعليه بقرة ، و إن كان نعامة فعليه بدنَة ، و إن كان ظبياً ، فعليه شاة .
فإن قتل شيئاً من ذلك في الحرم ، فعليه الجزاءُ مضاعفاً هَدْياً بَالِغ الكعبة ، و إذا أصاب المُحرِمُ ما يجب عليه الهدي فيه ، و كان إحرامه للحجِّ ، نَحَرَهُ بِمِنىً ، و إن كان إحرامه للعُمرة ، نَحَرَه بمَكَّة .
وج زاء الصيد على العالِم و الجاهل سواء ، و في العَمدِ له المأثم ، و هو موضوعٌ عنه في الخطأ ، و الكفَّارة على الحُرِّ في نفسه ، و على السيِّد في عبده ، و الصغير لا كفَّارة عليه ، و هي على الكبير واجبة .
و النادم يسقُط بِنَدمه عنه عقاب الآخرة ، والمُصرُّ يجب عليه العقاب في الآخرة ) .
فقال المأمون للإمام ( عليه السلام ) : أحسنتَ يا أبا جعفر .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين

 
user comment