عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

الشریف الرضی

الشریف الرضی

أبو الحسن، محمد بن الحسین بن موسى، ویلقب بالشریف الرضی (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضی العلوی الحسینی الموسوی تأثر بـالشیخ المفید. شاعر وفقیه ولد فی بغداد / العراق وتوفی فیها. عمل نقیباً للطالبیین حتى وفاته.
نسبه الشریف الرضی ذو الحسبین أبو الحسن محمد بن أبی أحمد الحسین بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهیم ابن الإمام أبی إبراهیم موسى الکاظم. أمه السیدة فاطمة بنت الحسین بن أبی محمد الحسن الأطروش بن علی بن الحسن بن علی بن عمر بن علی بن أبی طالب. قُلِّدَ الشَّرِیفُ الرَّضِیُّ نِقَابَةَ الطَّالِبِیِّینَ بِالْعِرَاقِ، وَلُقِّبَ بِالرَّضِیِّ ذِی الْحَسَبَیْنِ، وَلُقِّبَ أَخُوهُ الْمُرْتَضَى ذَا الْمَجْدَیْنِ، فَعَلَ ذَلِکَ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ (1)
والده أبو أحمد کان عظیم المنزلة فی الدولتین العباسیة والبویهیة لقبه أبو نصر بهاء الدین بالطاهر الأوحد، وولی نقابة الطالبیین خمس مرات، ومات وهو النقیب وذهب بصره، ولولا استعظام عضد الدولة أمره ما حمله على القبض علیه وحمله إلى قلعة بفارس، فلم یزل بها حتى مات عضد الدولة فأطلقه شرف الدولة ابن العضد واستصحبه حین قدم بغداد، وله فی خدمة الملة والمذهب خطوات بعیدة، ومساعی مشکورة، ولد سنة 304 وتوفی لیلة السبت 25 جمادى الأولى سنة 400 ورثته الشعراء بمراث کثیرة، وممن رثاه ولداه المرتضى والرضی ومهیار الدیلمی ورثاه أبو العلاء المعری بقصیدة توجد فی کتابه سقط الزند.
الشریف الرضی هو مفخرة من مفاخر العترة الطاهرة، وإمام من أئمة العلم والحدیث والأدب، وبطل من أبطال الدین والعلم والمذهب، هو أول فی کل ما ورثه سلفه الطاهر من علم متدفق، ونفسیات زاکیة، وأنظار ثاقبة.
وإباء وشمم، وأدب بارع، وحسب نقی، ونسب نبوی، وشرف علوی، ومجد فاطمی، وسودد کاظمی، إلى فضائل قد تدفق سیلها الأتی، ومئانر قد التطمت أواذیها الجارفة، ومهما تشدق الکاتب فإن فی البیان قصورا عن بلوغ مداه، درس هو وأخوه الشریف المرتضى على ید الشیخ المفید أحد فقهاء المعروفین القدامى.
لاشک ان الرضی قد جاء بعد وفاة المتنبی بعد فترة وجیزة ، وکان المتنبی آنذاک کما یقال ( ملاِّ الدنیا وشغل الناس) ولاشک انه کان من رواد الشعر والادب واصحاب الرای والکلمة فی الادب ، وقد سطر اروع واعظم البطولات فی میادین الشعر والنزال ، ولابد ان بهذا العملاق سائر الشعراء . منهم شاعرنا الرضی الذی – کما یذکر حنا الفاخوری – حاول التقرب منه ومجاراته .ولاکن الرضی تفرد فی المدیح وله اسلوبه الخاص به .
اسلوب المتنبی فی المدیح هو الاسلوب القدیم ، الذی یبدا باستهلال القصیدة بالغزل والوصف وصف الدیار والمطیة والسیر .. الی الممدوح حتی یتخلص لکن الرضی خالف هذا الاسلوب القدیم فی العدید من جوانبه . فهوکثیرا مایستهل القصیدة بالفخر والشکوی من الزمن وقلما یبداها بالغزل والوصف.
أعماله وشعره
من أهم الأعمال التی اشتهر بها الشریف الرضی هو نهج البلاغة وهو کتاب جمع فیه الخطب والحکم القصار وکتب الإمام علی (علیه السلام) لعماله فی شتى أنحاء الأرض. له دیوان تغلب فیه القوة والعذوبة والنفس البدوی والجزالة وله کتب عدة منها «مجاز القرآن» و«المجازات النبویة» و«خصائص امیر المؤمنین الامام علی » و«مختار من شعر الصابئ» وبعض الرسائل منشورة.
ویعد الشریف الرضی من فحول الشعراء وله شعر کثیر فی الغزل العذری والاجتماعیات، من مثال شعره:
رمانی کالعدو یرید قتلی
فغالطنی وقال أنا الحبیب
وأنکرنی فعرفنی إلیه
لظى الأنفاس والنظر المریب
وقالوا لم أطعت وکیف أعصی أمیراً من رعیته القلوبُ
تُوُفِّیَ الشَّرِیفُ الرَّضِیُّ (مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الْحَسَنِ) ، صَاحِبُ الدِّیوَانِ الْمَشْهُورِ، وَشَهِدَ جِنَازَتَهُ النَّاسُ کَافَّةً، وَلَمْ یَشْهَدْهَا أَخُوهُ لِأَنَّهُ لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَنْظُرَ إِلَى جِنَازَتِهِ، فَأَقَامَ بِالْمَشْهَدِ إِلَى أَنْ أَعَادَهُ الْوَزِیرُ فَخْرُ الْمُلْکِ إِلَى دَارِهِ، وَرَثَاهُ کَثِیرٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ مِنْهُمْ أَخُوهُ الْمُرْتَضَى، فَقَالَ:
یَا لِلرِّجَالِ لِفَجْعَةٍ جَذَمَتْ یَدِی
وَوَدِدْتُهَا ذَهَبَتْ عَلَیَّ بِرَاسِی
مَا زِلْتُ آبَى وِرْدَهَا، حَتَّى أَتَتْ
فَحَسَوْتُهَا فِی بَعْضِ مَا أَنَا حَاسِی
وَمَطَلْتُهَا زَمَنًا، فَلَمَّا صَمَّمَتْ لَمْ
یَثْنِهَا مَطْلِی، وَطُولُ مِکَاسِی
لَا تُنْکِرُوا مِنْ فَیْضِ دَمْعِی عَبْرَةً
فَالدَّمْعُ خَیْرُ مُسَاعِدٍ وَمُؤَاسِ
وَاهًا لِعُمْرِکَ مِنْ قَصِیرٍ طَاهِرٍ
وَلَرُبَّ عُمْرٍ طَالَ بِالْأَرْجَاسِ (2)
المصادر :
1- الکامل فی التاریخ ج7 ص544
2- الکامل فی التاریخ ج7 ص608

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الجنة لمن زارها
لـمـــاذا كــــتـم جـمـــاعـــــة مــن ...
غزة
من وصايا الإمام الباقر (عليه السلام)
منزلة القرآن الكريم في خطب أمير المؤمنين في نهج ...
آراء المستشرقين ومواقفهم من القرآن
فضلِ السَّخاء و الجود
من هم الذين يحبهم الله؟
الحسد والسعایة
حجّ الإمام الكاظم(عليه السلام)

 
user comment