عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

صراعات فرق أهل السنة

صراعات فرق أهل السنة
فی دائرة العصر العباسی وقعت الکثیر من الصدامات بین فرق أهل السنة وأغلب هذه الصدامات ارتبطت بفرقة الحنابلة.
ومن هذه الصدامات ما وقع فی عصر الخلیفة المقتدر بالله بین فرقة الحنابلة وفرقة الشافعیة فی عام 317هـ (المتقدر بالله هو أبو الفضل جعفر بن المعتضد، ولی الخلافة وله ثلاثة عشر عاماً، وکان قد تم خلعه من قبل عبدالله بن المعتز، ثم استرد السلطة مرة أخرى وقبض على الأمراء والفقهاء الذین خلعوه وقتل عدداً منهم.. وقتل المقتدر عام 320هـ.).
قال السیوطی: وفی هذه السنة هاجت فتنة کبرى ببغداد بسبب قوله تعالى:(عسى أن یبعثک ربک مقاماً محمودا).
فقالت الحنابلة: معناها یقعده الله على عرشه ـ أی الرسول(صلى الله علیه وآله وسلم).
وقال غیرهم: بل هی الشفاعة.
ودام الخصام واقتتلوا حتى قتل جماعة کثیرة(1).
وکان الحنابلة قد اعتدوا على الطبری فی المسجد وقذفوه بالمحابر وطاردوه حتى بیته وأخذوا یرجمون البیت وتدخّلت الشرطة لحسم الأمر(2).
وفی أیام الراضی وقعت فتنة البربهاری زعیم فرقة الحنابلة، وکان شدید التطرف کثیر الصدام مع الفرق المخالفة من أهل السنة وغیرهم أحدث فتنة کبیرة عام 323هـ.
قال ابن العماد عن حوادث هذه السنة: وفیها فتنة البربهاری شیخ الحنابلة فنودی أن لا یجتمع اثنان من أصحابه وحبس جماعة منهم وهرب هو(3).
وفی أیام المقتدی بأمر الله، قدم بغداد أبو نصر بن أبی القاسم القشیری الأشعری ووقعت صدامات بینه وبین الحنابلة فی عام 496هـ.
قال السیوطی: وفی سنة تسع وستین قدم بغداد أبو نصر بن الأستاذ أبی القاسم الأشعری حاجاً فوعظ بالنظامیة ـ أی خطب وألقى دروساً بالمدرسة النظامیة ـ وجرى له فتنة کبیرة مع الحنابلة، لأنه تکلّم على مذهب الأشعری وحط منهم ـ أی نال من الحنابلة ـ وکثر أتباعه والمتعصبون له فهاجت فتن وقتلت جماعة وعزل فخر الدولة بن جهیر من وزارة المقتدی لکونه شذ عن الحنابلة(4).
وقال ابن کثیر: وفی شوال منها ـ أی من سنة 496هـ ـ وقعت الفتنة بین الحنابلة والأشعریة، وذلک أن ابن القشیری قدم بغداد فجلس یتکلّم فی النظامیة وأخذ یذمّ الحنابلة وینسبهم إلى التجسیم. واقتتل الناس بسبب ذلک وثارت الفتنة، وجمع الخلیفة بین ابن القشیری وشیخ الحنابلة وأبی سعد الصوفی والشیخ أبی إسحاق الشیرازی.
واحتکموا إلى الوزیر نظام الملک.
وقال شیخ الحنابلة: أیها الوزیر تصلح بیننا؟ وکیف یقع بیننا صلح ونحن نوجب ما نعتقده وهم ـ أی الأشاعرة ـ یحرمون ویکفّرون؟
وهذا جد الخلیفة القائم والقادر قد أظهر اعتقادهما للناس على رؤوس الأشهاد على مذاهب أهل السنة والجماعة والسلف(5).
وتأمل اتهام الأشاعرة للحنابلة بالتجسیم، وکان الشیرازی والصوفی وکذلک الوزیر نظام الملک ضد الحنابلة.
وانظر کیف تحصن الحنابلة بالسلطة والبرهنة على أن الخلیفة القائم والقادر کانا على مذهب أهل السنة، وکأن هذا الکلام یوحی بطریق غیر مباشر إلى أن الأشاعرة لا یمثّلون مذهب أهل السنة.
اصطدام ابن حزم بالفرق الأخرى المنافسة له من فرق أهل السنة فی ساحة الأندلس وعلى رأسها فرقة المالکیة وفرقة الشافعیة، وکذلک فإن هذه الفرق تربّصت به ودبّرت له ولفرقته المؤامرات وسعت ضده لدى الحکّام.
وکان ابن حزم سلیط اللسان کثیر التحامل على خصومه من أهل السنة، وقد صنّف الکثیر من الکتب فی الفقه والحدیث والملل والنحل والأصول والأدب والتاریخ والرد على المعارضین وصلت إلى نحو أربعمائة مجلد(6).
ولاقت مؤلفات ابن حزم صداً واضطهاداً وتعتیماً من قبل فرق أهل السنة الأخرى حتى أن بعضها سعى إلى حاکم أشبیلیة المعتضد بن عباد الذی أصدر قراره بإحراق کتب ابن حزم علانیة.
وقال ابن حبان: کمل من مصنفاته فی فنون العلم وقرّ بعیر، لم یعد أکثرها بادیة لتزهد الفقهاء وطلاب العلم فیها، حتى أحراق بعضها بأشبیلیة ومزّقت علانیة(7).
وفی مواجهة هذه الحادثة التی نالت کتب ابن حزم قال شعراً:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذی تضمنه القرطاس بل هو فی صدری
یسیر معی حیث استقلت رکائبی وینزل أن أنزل ویدفن فی قبری
دعونی من إحراق رق وکاغد وقولوا بعلم کی یرى الناس من یدری(8)
ونتیجة لهذه الحادثة المتطرّفة من قبل فرق أهل السنة التی خاصمت ابن حزم وفرقته، فقد الکثیر من مؤلفاته وراحت طی النسیان.
اعتنق الملک المغولی خدابنده الإسلام واختار الفرقة الحنفیة التی کان مذهبها سائداً فی بلاد ما وراء النهر، فما کان من الأحناف إلاّ أن أظهروا الاستعلاء والتعصب وأخذوا فی التضییق على أتباع الفرقة الشافعیة والفرقة الحنبلیة والفرقة المالکیة والتنکیل بهم(9).
وکان أن أوعز الوزیر الشافعی إلى الملک لتنصیب قاضی القضاة من الشافعیة، ذلک القاضی الذی فتح الأبواب على مصارعها لنقض أفکار وأطروحات الفرق السنیة المخالفة للشافعیة، فکثر السب والشتم بین الشافعیة والأحناف(10).
وجاء أحد رموز الأحناف من مدینة بخارى ودار جدال وخصام بینه وبین قاضی القضاة الشافعی وعرض کل منهما فرقة الآخر وتجاوزا حدود الأدب والأخلاق وکثر ذکر قبائح الفرقتین على لسان کل منهما وسخائف الأصول والفروع بین فرقتیهما حتى وصل الأمر إلى المساس بالإسلام ذاته(11). وشاع الأمر بین العامة وأمراء المغول وغضب الملک على قاضی القضاة وعلى الأحناف وبدأ یراجع موقفه من الإسلام.
وبدأت تبرز حرکة ارتداد عن الإسلام بین الأمراء وعناصر الجیش المغولی الذین کانوا قد اعتنقوا الإسلام، وأخذوا یضغطون على الملک لیتابعهم فی ارتدادهم وتدخل أحد الأمراء العقلاء ونصح الملک بالاطلاع على مذهب الشیعة الذی کان مذهب شقیقة الملک غازان الراحل(12).
وتم الاتصال بأحد رموز الشیعة المعاصرین فی بلدة الحلة بالعراق الذی قام بتألیف کتاب فی أصول العقائد الإسلامیة بالبراهین النقلیة والعقلیة مقارنة لعقائد الفرق السنیة الأربعة: الحنفیة والمالکیة والشافعیة والحنبلیة وأحکامهم الفقهیة.(13)
وفی العصر المملوکی برز ابن تیمیة بفرقته واصطدم بالفرق الأخرى خاصة فرق الأشاعرة وفرق الصوفیة.
وقد ثارت علیه الفرق السنیة بدایة بسبب فتوى أصدرها لأهل حماه سمیت بالفتوى الحمویة حیث حوکم من قبل فقهاء الفرق السنیة ومنع من الکلام وحوصر أتباعه ونقل إلى مصر وحبس فیها.
قال ابن حجر العسقلانی: وکان السبب فی هذه المحنة مرسوم السلطان ورد على النائب بامتحانه فی معتقده لما وقع إلیه من أمور تنکر فی ذلک، فعقد له مجلس وسئل عن عقیدته، ثم توجه القاضی المالکی وابن تیمیة ومعهما جماعة إلى القاهرة وکان الأمر اشتد بمصر على الحنابلة حتى صفع بعضهم وعقد مجلس بعد صلاة الجمعة فحکم المالکی بحبسه، ثم بلغ المالکی أن الناس یتردّدون إلیه، فقال یجب التضییق علیه إن لم یقتل إلاّ فقد ثبت کفره.
ونودی فی دمشق من اعتقد عقیدة ابن تیمیة حل دمه وماله خصوصاً الحنابلة، ثم جمع الحنابلة واشهدوا على أنفسهم أنّهم على معتقد الشافعی(14).
وکان أن دارت الدائرة على الحنابلة بمصر والشام بسبب تعصّبهم لابن تیمیة وجارت علیهم الفرق الأخرى خاصة فرقة الشافعیة.
وتدخل الأمیر المملوکی سلار للعفو عن ابن تیمیة إلاّ أن قضاة الفرق الثلاثة الحنفیة والمالکیة والشافعیة اشترطوا رجوعه عن معتقداته وتوبته وأقرّ ابن تیمیة أنه أشعری وأشهدوا علیه أنه تاب مما ینافی ذلک مختاراً.
إلاّ أن ابن تیمیة بعد أن أفرج عنه وقع فی الفرق الصوفیة بالقاهرة، وقال لا یستغاث بالرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) فصدر أمر بترحیله إلى الشام، ثم أعید إلى القاهرة وحبس فیها بأمر القاضی زین الدین بن مخلوف.
ثم تدخّل السلطان الناصر فشفع له وعاد إلى الشام بعد غیبة استمرت سبع سنین، إلاّ أنه اصطدم بفرق أهل السنة بالشام، وقال بتحریم زیارة قبر الرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) فقام علیه فقهاء الفرق وقبض علیه وحبس ومات فی الحبس.
وفی الجزیرة العربیة برزت الفرقة الوهابیة المتعصبة لتعلن الحرب على الفرق السنیة الأخرى بالسیف لا بالقول، واستمرت فی حربها حتى تمکّنت من القضاء على خصومها لتسود الجزیرة العربیة فرقتها وحدها.
وبعد ظهور النفط أخذت الفرقة الوهابیة دفعة قویة نحو الخارج لتنقل میدان المعرکة مع خصومها من الفرق الأخرى إلى مواقع المسلمین فی کل مکان، فبرزت الخلافات وکثرت الصدامات التی وصلت إلى حد الاقتتال وإراقة دماء المسلمین المخالفین وصدور الفتاوى الوهابیة المتطرّفة باستحلال دمائهم وأموالهم وظهور أفکار التکفیر والتبدیع والشرک فی واقع المسلمین.
وأعلنت الفرقة الوهابیة الحرب على الفرق الصوفیة خاصة ورکّزت العداء والمواجهة فی دائرتها.
والفرق الصوفیة بدورها أعلنت الحرب على الفرقة الوهابیة واعتبرتها فرقة ضالة تعادی أهل البیت(علیهم السلام).
ودخلت الفرقة الوهابیة فی صدام مع فرقة الأحناف فی بقاع کثیرة.
وسجل لنا التاریخ المعاصر الکثیر من الحوادث التی ارتبطت بالفرق الوهابیة المنتشرة فی العالم الإسلامی بأسماء ومسمّیات مختلفة.
ففرق الجهاد حملت السلاح فی مواجهة الواقع وفی مواجهة خصومها.
وفرق السلفیین أعلنت زندقة وتبدیع المخالفین لها.
وفرق التکفیر کفرت الجمیع.
وفرق الأفغان تقاتلت فیما بینها وخربت البلاد وأهلکت العباد.
وفرق باکستان تأکل بعضها بعضاً.
وهذا هو حال الفرقة الوهابیة الیوم فقد جرت البلاء والفرقة والخلاف والتعصّب والتخلّف إلى واقع أهل السنة ووطنته فیه.
رموز الفرق
ـ الحسن البصری: من التابعین وهو إمام الزاهدین فی زمانه، کما أشارت مصادر فرق أهل السنة ولد عام 21هـ وتربّى فی بیت السیدة أم سلمة زوج النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) ولم یصنّف شیئاً من الکتب، وقد نقل عنه الکثیر من المواعظ والآداب ومکارم الأخلاق وکانت له مکاتبات مع الخلفاء ومقامات مع الأمراء، ترکّز نشاطه فی البصرة وما حولها.
ـ الأوزاعی: هو أبو عمر وعبدالرحمن بن عمرو، ولد فی بعلبک أو فی دمشق عام 88هـ، وتوفی فی بیروت عام 157هـ، وکان یلقّب بإمام الشام التی انتشرت فیها مذهبه وامتد منها إلى المغرب والأندلس، غیر أن مذهبه لم یستمر طویلا إذ غلب علیه مذهب مالک فی المغرب ومذهب الأحناف والشافعیة فی الشام، وذلک بفعل السیاسة. ولم یترک لنا الأوزاعی شیئاً من الکتب أو الرسائل.
ـ أبو حنیفة النعمان: ولد فی لکوفة عام 80هـ، وتوفی فی بغداد عام 150هـ، وأصله من فارس، وهو من التابعین، اتبع الرأی فی الفقه والعقائد واصطدم بفرق أهل السنة فی عصره، وصدرت ضده أحکاماً بالتکفیر من قبلها، تحالف مع حرکة زید بن علی ضد هشام بن عبدالملک وحرکة محمد النفس الزکیة ضد أبی جعفر المنصور، فحبس وقیل مات فی الحبس، له الفقه الأکبر وهو کتاب فی العقائد والفقه الأبسط والعالم والمتعلم.
ـ مالک: هو مالک بن أنس بن مالک الأصبحی التمیمی، ولد عام 93هـ، وتوفی عام 179هـ، عاش فی مدینة رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) وترکز نشاطه فی دائرتها، أشار إلیه أبو جعفر المنصور بجمع الروایات وتألیف کتاب یحمل الناس علیه فصنف کتابه: الموطأ ولیس له من تصنیفات سواه.
ـ الشافعی: هو محمد بن إدریس بن العباس بن شافع الهاشمی المطلبی من بنی عبدالمطلب بن عبد مناف، ولد بغزة فی الشام عام 150هـ، وتوفی بمصر عام 204هـ، له الکثیر من الآراء فی العقائد والأحادیث والسیاسة وله شعر مدون، أتهم بالمیل للشیعة وکاد أن یلقى حتفه على ید هارون الرشید، انتقد الأحناف والمالکیة والأوزاعیة، وله کتاب الأم فی الفقه والرسالة فی أصول الفقه.
ـ ابن حنبل: وهو أحمد بن حنبل الشیبانی، ولد فی بغداد عام 164هـ، وتوفی بها عام 241هـ، تتملذ على ید الشافعی وغیره، وترکّز نشاطه حول الروایات وکلام الصحابة ولم یکن من أهل الرأی والاجتهاد، عرف بالتعصب الشدید تجاه مخالفیه، وهو أول من قنن لتکفیر المخالفین، له کتاب المسند الذی جمع فیه الروایات المنسوبة للرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) المنقولة عن الصحابة وله ردود شدیدة اللهجة على الفرق الأخرى.
ـ داود الظاهری: هو أبو سلیمان البغدادی، ولد عام 200 أو 201هـ بالکوفة، وأصله من أصبهان، وتوفی فی بغداد عام 270هـ، اصطدمت به فرقة الحنابلة وخاصمته فرق أخرى من فرق أهل السنة، ولم ترد إلینا مصنّفات تتعلّق بأفکاره ومعتقداته.
ـ البخاری: هو أبو عبدالله محمد بن إسماعیل بن إبراهیم بن المغیرة بن بردزیه الجعفی البخاری نسبة إلى بخارى، وکان مولى سعید بن جعفر وإلی خراسان، فنسب إلیه، ولد عام 194هـ، وتوفی عام 256هـ، وهو ینحدر من عائلة مجوسیة الأصل.
ـ مسلم: هو مسلم بن مسلم القشیری النیسابوری، ولد بنیسابور عام 204هـ، لازم البخاری فی آخر عمره وسمع منه، توفی عام 261هـ بنیسابور.
ـ أبو داود: هو سلیمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشیر بن شداد بن عمرو الأزدی السجستانی، ولد عام 202 هـ، وتوفی 275هـ بالبصرة. وکان أخو الخلیفة قد طلب منه أن یقیم بالبصرة لینشر فیها علمه بعد فتنة الزنج.
ـ الترمذی: هو أبو عیسى محمد بن سورة السلمی الترمذی الضریر نسبة إلى بلدة ترمذ من بلاد ما وراء النهر، ولد عام 209هـ، وتوفی عام 279هـ بترمذ.
ـ النسائی: هو أبو عبدالرحمن أحمد بن شعیب بن علی بن سنان بن بحر الخراسانی القاضی، ولد عام 154هـ، وتوفی عام 303هـ مقتولا. کان یکثر من الاستمتاع وله أربع زوجات.
ـ الأشعری: هو أبو الحسن علی بن إسماعیل من ذریة أبی موسى الأشعری، ولد بالبصرة عام 270هـ، وتوفی عام 324هـ ببغداد، کان من أتباع فرقة المعتزلة فترة طویلة وصلت إلى أربعین سنة، ثم انشق علیهم وأسس فرقته، ودخل هو وأتباعه فی مصادمات مع فرق أهل السنة الأخرى، له الکثیر من التصانیف فی مجال الاعتقاد وعلم الکلام على رأسها الإبانة فی أصول الدیانة ومقالات الإسلامیین.
ـ الماتریدی: هو محمد بن محمود الماتریدی السمرقندی المتوفی عام 333هـ، عاصر الأشعری لکنه خاصمه، له الکثیر من التصانیف على رأسها: تأویلات أهل السنة وکتاب التوحید وردود على فرقة المعتزلة والشیعة، وینسب إلیه شرح کتاب الفقه الأکبر لأبی حنیفة.
ـ ابن حزم: هو علی بن أحمد بن حزم بن غالب الأندلسی، ولد عام 384هـ فی قرطبة، وتوفی عام 456هـ، وکانت لأسرته مکانة مرموقة فی الحیاة السیاسیة بالأندلس، وکان له دور فی الصراعات التی قامت بین أمراء لأندلس، کما کان من أنصار الأمویین المتعصبین لهم، عاصر المالکیة والشافعیة والمعتزلة والظاهریة فی مجتمعه، ثم مال إلى الظاهریة وتبنى أطروحتهم، وکان ابن حزم سلیط اللسان اصطدم بفرق أهل السنة الأخرى بعنف، خاصة الأشاعرة، وقد منى بخسائر کبیرة من وراء مواقفه المتشددة المتعصبة ومن هذه خسائر إحراق کتبه، له الکثیر من المصنفات من أشهرها: طوق الحمامة، الفصل فی الملل والنحل، الأصول والفروع.
ـ ابن تیمیة: هو أحمد تقی الدین أبو العباس بن شهاب الدین عبدالحلیم بن عبدالله بن تیمیة، ولد بحران بالشام عام 661هـ، وتوفی
عام 728هـ فی دمشق، کان من أتباع فرقة الحنابلة، ثم برز بآراء شاذة أدت إلى اصطدام فرق أهل السنة الأخرى به وصدر حکم بتکفیره من قبل بعضها خاصة الفرق الصوفیة; وانتهى به الأمر إلى الحبس الذی مات فیه، له الکثیر من المصنفات منها: نقض المنطق ودرء تناقض النقل والعقل وشرح العقیدة الاصفهانیة، وله الکثیر من الفتاوى والردود على المخالفین جمعت فی أکثر من خمسة وثلاثین مجلداً.
ـ محمد بن عبدالوهاب التیمی النجدی: ولد عام 1115هـ ببلدة العیینة بجوار الریاض، وتوفی عام 1206هـ، کان من أتباع الفرقة الحنبلیة وفرقة ابن تیمیة وبرز فی جزیرة العرب محاولا إحیاء الأفکار والمعتقدات الشاذة التی نادى بها من قبله ابن تیمیة، وتحالف معه ابن سعود على أن یقتسموا النفوذ فی جزیرة العرب: السلطة لابن سعود والدین لابن عبدالوهاب، ودخل ابن عبدالوهاب فی صدامات مع الفرق المخالفة له من أهل السنة، وتمکّن من فرض أفکار ومعتقدات فرقته على جزیرة العرب بسیف ابن سعود، له الکثیر من الکتب التی تدور فی محیط أفکاره ومعتقداته منها: مسائل الجاهلیة، أصول الإیمان، التوحید الذی هو حق الله على العبید، کشف الشبهات وغیرها. وجمیع مؤلفاته لم تکن تحظى باهتمام المسلمین وفرق أهل السنة الأخرى إلاّ بعد ظهور النفط وقیام آل سعود بدعمها ونشرها بین المسلمین فی کل مکان.
ـ أبی الوفاء ثناء الله الأمرتسری: توفی عام 1367هـ، ترأس علماء أهل الحدیث بالقارة الهندیة، وقام بتشکیل فرقة أهل الحدیث فیها، وثناء لله کانت له مواجهات مع القادیانیة وله الکثیر من المصنّفات التی تهاجم الهندوسیة والنصرانیة والفرق المخالفة من أهل السنة وغیرهم.
ـ الکاندهلوی: هو محمد إلیاس ولد فی کاندهلة بالهند عام 1303هـ، وتوفی عام 1364هـ بدهلی، له مصنف شهیر متداول بین عناصر فرقته، وهو کتاب: حیاة الصحابة وله کتاب أمانی الأخبار فی شرح معانی الآثار للطحاوی.
ـ النورسی: هو بدیع الزمان سعید النورسی من أصل کردی، ولد فی قریة نورس بالأناضول عام 1873م، وتوفی عام 1960م. کان له دور جهادی کبیر فی مقاومة الخط العلمانی الأتاتورکی بعد سقوط السلطان عبدالحمید آخر سلاطین آل عثمان، له الکثیر من المصنفات منها: الإنسان والإیمان، زهرة النور، الملائکة، الشکر، الحشر وهی عبارة عن رسائل زادت على المائة رسالة.
ـ المودودی: هو أبو الأعلى بن أحمد، ولد فی عام 1321هـ فی ولایة حیدرآباد، وتوفی عام 1399هـ، کان له دور سیاسی فی باکستان بعد انفصالها عن الهند، واعتقل عدة مرات، وتعد فرقته من أکثر فرق أهل السنة انتشاراً فی شبه القارة الهندیة.
ـ البنا: هو حسن البنا الساعاتی ولد فی احدى قرى محافظة البحیرة شمال مصر عام 1324هـ ومات قتیلا على باب مقرّ فرقته بالقاهرة عام 1368هـ، وکان یعمل فی مجال التعلیم بدایة، ثم تفرّغ للدعوة إلى أفکاره ومعتقداته له الکثیر من الرسائل التی تدور فی محیط الجهاد والدعوة والبناء والتنظیم، وقد استطاع البنا أن یحقّق لفرقته انتشاراً وشیوعاً فی جمیع أنحاء العالم الإسلامی لم تحظ به فرقة من فرق أهل السنة المعاصرة.
ـ قطب: هو سید قطب إبراهیم ولد بقریة موشى التابعة لمحافظة أسیوط بصعید مصر عام 1906م، وقتل معدماً على ید حکومة عبدالناصر عام 1966م، کان قطب من أتباع الإخوان المسلمین، ثم انشق عنهم وبدأ فی بلورة أفکاره ومعتقداته الخاصة به، وتبعه الجیل الجدید من عناصر الإخوان وغیرهم فی فترة الخمسینیات والستینیات، وله الکثیر من الکتب فی مجال الدعوة والجهاد على رأسها: فی ظلال القرآن، معالم فی الطریق، العدالة الاجتماعیة فی الإسلام، خصائص التصور الإسلامی ومقوّماته، معرکة الإسلام والرأسمالیة، السلام العالمی والإسلام، وقد انتشرت کتب قطب بین المسلمین فی کل مکان وترجمت إلى عدّة لغات.
ـ النبهانی: هو تقی الدین، ولد فی حیفا بفلسطین عام 1326هـ، وتوفی عام 1397هـ فی بیروت، کان من القضاة الشرعیین ولیس له تاریخ ثقافی أو سیاسی بارز إلاّ أنه قام بإصدار الکثیر من الکتب والرسائل التی تدور فی محیط أفکاره ومعتقداته، والتی التزمت بها فرقته کمصدر وحید للدعوة والمعرفة، وقد دخل النبهانی بفرقته فی صدامات فکریة مع فرق أهل السنة المعاصرة له، وعلى رأسها فرقة الإخوان، ومن کتب النبهانی المقررة على عناصر فرقته: کتاب الخلافة، النظام الاقتصادی فی الاسلام، والدستور الإسلامی، التکتل الحزبی، مفاهیم سیاسیة، نظام الحکم فی الإسلام.
ـ شکری: هو شکری أحمد مصطفى، کان طالباً فی کلیة الزراعة بجامعة أسیوط ضمن عناصر فرقة الإخوان، ثم انشق عنها بعد اعتقاله مع عناصرها وعناصر القطبیین عام 1965. وبدأ یبرز فکر التکفیر داخل المعتقل وقام بنشره بصورة أوسع بعد خروجه من المعتقل فی بدایة السبعینیات، إلا أن الحکومة وجهت لفرقته ضربة قاصمة بعد حادث اختطاف الشیخ الذهبی وزیر الأوقاف، وإعدم شکری مع أربعة من رموز فرقته عام 1977م، ولیس لشکری أیة مصنفات مطبوعة سوى بعض الرسائل المحفوظة المتداولة بین أیدی عناصر فرقته.
ـ السبکی: هو محمود خطاب السبکی، أسس فرقته عام 1912م، وتوفی عام 1933م، وتسلّم الأمر من بعده ولده أمین، له کتاب الدین الخالص الذی لم یتمه وأتمه من بعده ولده أمین، وکتاب المنهل المورود فی شرح سنن أبی داود، وقد دخلت الفرقة فی صدام مع فرقة أنصار السنة بسبب بعض الأمور الاعتقادیة.
ـ الفقی: هو محمد حامد، ولد عام 1310هـ، وتوفی عام 1378هـ بالقاهرة، من رجال الفرق الأزهریة، عاش فی أحضان الفرقة الوهابیة عدة سنوات، دخل فی صدام مع الفرق الصوفیة وکان یتمیز بالشدة، کما دخل فی صدام مع فرقة الأزاهرة بالإضافة إلى صدام مع الجمعیة الشرعیة.
ـ الألبانی: هو ناصر الدین الألبانی الساعاتی، تفرّغ لدراسة الحدیث وتصحیحه، أحدث ظهوره ضجة فی دائرة فرق أهل السنة، أصدر العدید من الکتب والفتاوى وتوفی مؤخراً.
ـ الکوثری: هو محمد زاهد الکوثری الجرکسی، فرّ من الکمالیین فی ترکیا إلى مصر عام 1341هـ / 1922م، وعمل فی دار المحفوظات بالقاهرة، وقام بترجمة الکثیر من الوثائق الترکیة إلى العربیة. وکان قد درس بالأستانة، ثم تولى بالتدریس فی جامع الفاتح بها، ولد عام 1296هـ / 1877م ولا تعرف سنة وفاته.
ـ مقبل الوادعی: هو احد من رموز فرق الرواة المعاصرین من الیمن وقد توفى مؤخراً بها.
المصادر :
1- تاریخ الخلفاء ترجمة المقتدر بالله.
2- ترجمة الطبری فی کتب التاریخ.
3- شذرات الذهب فی أخبار من ذهب ج2 أخبار سنة 323هـ،
4- تاریخ الخلفاء.
5- البدایة والنهایة ج12 أحداث عام 496هـ.
6- معجم الأدباء لیاقوت الحموی ج12/238 وما بعدها. وکان ابن حزم کثیر الوقوع فی الأشاعرة.
7- الذخیرة فی محاسن أهل الجزیرة ج1/142.
8- - المرجع السابق.
9- خدابنده، أی عبد الله باللغة الفارسیة، وکان على دین المسیحیة دین أمه، ثم تزوّج بمسلمة رغبته فی الإسلام، فأسلم، وتسمّى بمحمد ت عام 716هـ. انظر حواث عام 703هـ وما بعدها.
10- - هو نظام الدین عبدالملک المراغی الشافعی.
11- رمز الأحناف هو ابن صدر جهان الحنفی. انظر حوادث عام 707هـ.
12- توفی الملک غازان عام 703هـ.
13- هو کتاب نهج الحق وکشف الصدق. وهو مطبوع فی بیروت.
14- الدرر الکامنة فی أعیان المائة الثامنة ج1/145.

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

صلاة ألف ركعة
العلاقة بين المصحف العلوي والقرآن المتداول اليوم
في رحاب نهج البلاغة – الأول
حد الفقر الذی یجوز معه اخذ الزکاة
ومن وصيّة له لولده الحسن (عليهما السلام): [يذكر ...
شبهات حول المهدي
الدفن في البقيع
ليلة القدر خصائصها وأسرارها
آداب الزوجین
مفاتيح الجنان(600_700)

 
user comment