عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

تفسير كلمات الأذان

تفسير كلمات الأذان

- الصدوق : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي ، الحاكم المقري ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني ، قال : حدثنا أبو بكر محمد ابن الحسن الموصلي ببغداد ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عاصم الطريفي ، قال : حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي ، قال : أخبرني أبي يزيد بن الحسن ، قال : حدثني موسى بن جعفر عليه السلام ، عن أبيه جعفر بن محمد عليه السلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السلام ، عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام ، عن أبيه الحسين عليه السلام بن علي ابن أبي طالب عليه السلام ، قال : كنا جلوسا في المسجد ، إذا صعد المؤذن المنارة ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، فبكى أمير المؤمنين على بن أبي طالب  ، وبكينا ببكائه ، فلما فرغ المؤذن . قال : أتدرون ما يقول المؤذن ؟ قلنا : الله ورسوله ووصيه أعلم ، فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، فلقوله : الله أكبر ؛ معان كثيرة : منها : أن قول المؤذن :الله أكبر ، يقع على قدمه ، وأزليته ، وأبديته ، وعلمه ، وقوته ، وقدرته ، وحلمه ، وكرمه ، وجوده ، وعطائه ، وكبريائه .

فإذا قال المؤذن : الله أكبر ، فإنه يقول : الله الذي له الخلق والأمر ، وبمشيته كان الخلق ، ومنه كان كل شيء للخلق ، وإليه يرجع الخلق ، وهو الأول قبل كل شيء لم يزل ، والآخر بعد كل شيء لا يزال ، والظاهر فوق كل شيء لا يدرك ، والباطن دون كل شيء لا يحد ، فهو الباقي ، وكل شيء دونه فان .

والمعنى الثاني : الله أكبر ، أي العليم الخبير ، علم ما كان وما يكون قبل أن يكون .

والثالث : الله أكبر : أي القادر على كل شيء ، يقدر على ما يشاء ، القوى لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القوى لذاته ، قدرته قائمة على الأشياء كلها ، إذا قضى أمرا فإنما يقول له : كن ، فيكون .

والرابع : الله أكبر على معنى حلمه ، وكرمه ، يحلم كأنه لا يعلم ، ويصفح كأنه لا يرى ، ويستر كأنه لا يعصى ، لا يعجل بالعقوبة كرما ، وصفحا ، وحلما . والوجه الآخر في معنى الله أكبر : أي الجواد ، جزيل العطاء ، كريم الفعال .

والوجه الآخر : الله أكبر فيه نفي كيفيته ، كأنه يقول : الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته ، التي هو موصوف بها ، وإنما يصفه الواصفون على قدرهم ، لا على قدر عظمته وجلاله ، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا .

 

فإذا قال المؤذن : الله أكبر ، فإنه يقول : الله الذي له الخلق والأمر ، وبمشيته كان الخلق ، ومنه كان كل شيء للخلق ، وإليه يرجع الخلق ، وهو الأول قبل كل شيء لم يزل ، والآخر بعد كل شيء لا يزال ، والظاهر فوق كل شيء لا يدرك ، والباطن دون كل شيء لا يحد ، فهو الباقي ، وكل شيء دونه فان .

 

والوجه الآخر : الله أكبر : كأنه يقول : الله أعلى وأجل ، وهو الغنى عن عباده ، لا حاجة به إلى أعمالهم . وأما قوله : أشهد أن لا إله إلا الله : فإعلام بأن الشهادة لا تجوز إلا بمعرفة من القلب ، كأنه يقول : أعلم أنه لا معبود إلا الله عزوجل ، وأن كل معبود باطل سوى الله عزوجل ، وأقر بلساني بما في قلبي من العلم ، بأنه لا إله إلا الله ، وأشهد أنه لا ملجأ من الله عزوجل إلا إليه ، ولا منجى من شر كل ذي شر ، وفتنة كل ذي فتنة إلا بالله .

وفي المرة الثانية : أشهد أن لا إله إلا الله ، معناه أشهد أن لا هادي إلا الله ، ولا دليل لي إلا الله ، وأشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد سكان السماوات ، وسكان الأرضين ، وما فيهن من الملائكة والناس أجمعين ، وما فيهن من الجبال ، والأشجار ، والدواب ، والوحوش ، وكل رطب ويابس ، بأني أشهد أن لا خالق إلا الله ، ولا رازق ، ولا معبود ، ولا ضار ، ولا نافع ، ولا قابض ، ولا باسط ولا معطي ، ولا مانع ، ولا دافع ، ولا ناصح ، ولا كافي ، ولا شافي ، ولا مقدم ، ولا مؤخر إلا الله ، له الخلق والأمر ، وبيده الخير كله ، تبارك الله رب العالمين .

وأما قوله : أشهد أن محمدا رسول الله ، يقول : أشهد الله أني أشهد أن لا إله إلا هو ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ونبيه ، وصفيه ونجيه ، أرسله إلى كافة الناس أجمعين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأشهد من في السماوات والأرض من النبيين والمرسلين ، والملائكة والناس أجمعين أني أشهد أن محمدا رسول الله  سيد الأولين والآخرين .

وفي المرة الثانية : أشهد أن محمدا رسول الله ، يقول : أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلا إلى الله الواحد القهار مفتقرة إليه سبحانه ، وأنه الغنى عن عباده والخلائق أجمعين ، وأنه أرسل محمدا إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فمن أنكره وجحده ، ولم يؤمن به أدخله الله عزوجل نار جهنم خالدا مخلدا ، لا ينفك عنها أبدا .

وأما قوله : حي على الصلاة ، أي هلموا إلى خير أعمالكم ، ودعوة ربكم ، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ، وإطفاء ناركم التي أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم التي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ويبدل سيئاتكم حسنات ، فإنه ملك كريم ، ذو الفضل العظيم ، وقد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته ، والتقدم إلى بين يديه .

وفي المرة الثانية : حي على الصلاة ، أي قوموا إلى مناجاة ربكم وعرض حاجاتكم على ربكم ، وتوسلوا إليه بكلامه ، وتشفعوا به ، وأكثروا الذكر والقنوت ، والركوع والسجود ، والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم ، فقد أذن لنا في ذلك .

وأما قوله : أشهد أن محمدا رسول الله ، يقول : أشهد الله أني أشهد أن لا إله إلا هو ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ونبيه ، وصفيه ونجيه ، أرسله إلى كافة الناس أجمعين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأشهد من في السماوات والأرض من النبيين والمرسلين ، والملائكة والناس أجمعين أني أشهد أن محمدا رسول الله  سيد الأولين والآخرين .

وأما قوله : حي على الفلاح ، فإنه يقول : أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه ، ونجاة لا هلاك معها ، وتعالوا إلى حياة لا مماة معها ، وإلى نعيم لا نفاد له ، وإلى ملك لا زوال عنه ، وإلى سرور لا حزن معه ، وإلى أنس لا وحشة معه ، وإلى نور لا ظلمة معه ، وإلى سعة لا ضيق معها ، وإلى بهجة لا انقطاع لها ، وإلى غنى لا فاقة معه ، وإلى صحة لا سقم معها ، وإلى عز لا ذل معه ، وإلى قوة لا ضعف معها ، وإلى كرامة يا لها من كرامة ، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ، ونجاة الآخرة والأولى .

وفي المرة الثانية : حي على الفلاح ، فإنه يقول : سابقوا إلى ما دعوتكم إليه ، وإلى جزيل الكرامة ، وعظيم المنة ، وسني النعمة ، والفوز العظيم ، ونعيم الأبد ، في جوار محمد  ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

وأما قوله :الله أكبر ، فإنه يقول : الله أعلى وأجل من أن يعلم أحد من خلقه ، ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه ، وأطاع ولاة أمره ، وعرفه وعبده ، واشتغل به وبذكره ، وأحبه وأنس به ، واطمأن إليه ووثق به ، وخافه ورجاه ، واشتاق إليه ، ووافقه في حكمه وقضائه ، ورضي به .

وفي المرة الثانية : الله أكبر ، فإنه يقول : الله أكبر وأعلى وأجل من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه ، وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهوانه لمن أنكره وجحده .

وأما قوله : لا إله إلا الله ، معناه : لله الحجة البالغة عليهم ، بالرسل والرسالة ، والبيان والدعوة ، وهو أجل من أن يكون لأحد منهم عليه حجة ، فمن أجابه فله النور والكرامة ، ومن أنكره فإن الله غنى عن العالمين ، وهو أسرع الحاسبين .

ومعنى قد قامت الصلاة في الإقامة ، أي حان وقت الزيارة والمناجاة ، وقضاء الحوائج ، ودرك المنى ، والوصول إلى الله عزوجل ، وإلى كرامته ، وغفرانه وعفوه ورضوانه .

قال الصدوق : إنما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر حي على خير العمل للتقية ، وقد روي في خبر آخر أن الصادق  سئل عن معنى حي على خير العمل ، فقال : خير العمل الولاية . وفي خبر آخر : خير العمل : بر فاطمة وولدها .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوارق و تأثير النفوس
حول قرآن علي (عليه السلام)
عاشوراء في وعْيِ الجمهور ووَعْيِ النُخبة
مواقف في کربلاء
مظاهر من شخصيّة الإمام الرضا (علیه السلام)
الاجتماع في الدعاء و التأمين على دعاء الغير
أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
شبهات حول المتشابه في القرآن، وتفنيدها
الإستراتيجية العسكرية في معارك الإمام علي (عليه ...
النجاة في العقل

 
user comment