عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

عقله الجبار ينظم عاطفته

عاطفة الإمام الحادة ما طافت فوقه كالطوفان، وإنما كان عقله الجبار ينظم عاطفته، فهي تجيش ولا تجرف ولا تغرق.

عينه على كل حركة، وسمعه على كل همسة: فلا يسمع أنيناً إلا خف بالنجدة، ولا سؤالاً إلا سارع بالجواب، ولا عثرة إلا بادر بالهدى يتتبع آلام الناس فيفندها، وجراحاتهم فيضمدها، ومشاكلهم فيضع لها حلاً بليغاً.

في قلبه إيمان يخصب الأفئدة، وفي عينيه أسى عذب يتوهج كلما رأى العذاب في العيون، وعلى جبهته السموح نفار عزم رشيد.

ويسير - على الزمان - مكدوداً، تمر ساعاته - كالدهور - بطيئة مثقلة بالمتاعب والمصاعب، فقد سلطت الدنيا عليه الأضغان والأحقاد بكل وسائل التعذيب والاضطهاد:

فهذا.. يعذب حتى تفيض روحه، وذاك.. يعذب واقصى أمانيه أن تفيض روحه ولا تفيض؛ وهو لا يملك أن يدرأ، فحوله أنصار كالأعداء. فيغضب، ولابد من الغضب.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رزية يوم الخميس ق (1)
ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر ...
من هو النبي المرسل؟ ومن هم الأنبياء؟ وما هي ...
التكاليف الشرعية هي تناسب العدل الإلهي؟
الفطرة والعادة
الموت ليس إبطالاً للشخصية
أدلّة جمع القرآن القرآن في زمان الرسول ...
التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (2)
أصل فى بيان الغرض من ايجاد الخلق
بعض اقوال علماء اهل السنة والجماعة في يزيد ابن ...

 
user comment