عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

في كيفية الدخول في شهر ذي الحجة

في كيفية الدخول في شهر ذي الحجة

قد ذكرنا و نذكر من جلالة هذا الشّهر و إقباله و قبوله ما ينبّه على تعظيم دخوله، و قد قدّمنا في شهر رجب و شوّال و ذي القعدة ما هو كالذّخيرة و العدّة، و نزيد هاهنا بأن نقول:
انّك تدخل في هذا الشهر إلى موائد قوم أطهار و فوائد ديوان مطّلع على الاسرار، فتطهّر من دنس المعاتبات و نجس المعاقبات، و تفقّد جوارحك من الاقذار قبل التهجّم

على مساجد الأبرار، و اغسل ما عساك تجده من وسخ في قلبك و حجاب دينك المفرّق بينك و بين ربّك.
فإذا تطهّرت الجوارح من القبائح و خلعت ثياب الفضائح فالبس ثوبا من العمل الصالح مناسبا لثياب من تدخل إليهم و تحضر بين يديهم، و قدّم قدم السّكينة و الوقار و مدّ يد المسألة و الاعتبار، وقف موقف الذلّة و الانكسار، و اجلس مجلس السّلامة من الاعتذار، و كن وقفا مؤبّدا على مرادهم، و قد ظفرت بما لم يبلغه أملك من إسعادهم و إنجادهم و ارفادهم.
و اذكرني في ذلك المقام الشريف، الا انّما ضيف الكرام يضيف، عرّض بذكري عندهم عسا هم ان سمعوك سائلوك عنّي.
فصل (3) فيما نذكره من فضل العشر الأوّل من ذي الحجّة على سبيل الاجمال‌
اعلم انّ تعيين اللّه جلّ جلاله على أوقات معيّنات تذكر فيها جلّ جلاله، دون ما لا يجري مجراها من الأوقات، يقتضي ذلك تعظيمها و مصاحبتها بذكره الشّريف بالعقول و القلوب، و ان لا يخلّيها العبد من أذكار نفسه بانّها حاضرة بين يدي علام الغيوب.
و ان يلزمها المراقبة التّامّة في حركاته و سكناته، و يطهّرها من دنس غفلاته، حيث قد اختارها اللّه جلّ جلاله لذكره، و جعلها محلا لخزانة سرّه، و أهلا لتشريفها بتعظيم قدره، و منزلا لاطلاق برّه، و منهلا«» للتلذّذ بكأسات شكره.
و هذا عشر ذي الحجّة من جملة تلك الأوقات، قال اللّه جلّ جلاله:«وَ إذْكُرُوا اللَّهَ فِي ايَّامٍ مَعْدوداتٍ»«» 2: 203.
فرويت باسنادي إلى جدّي أبي جعفر الطوسي فيما ذكره في المصباح الكبير و غيره‌

من الروايات عن الصادق صلوات اللّه عليه:«انّ الايّام المعلومات عشر ذي الحجة.»«».
أقول: و ينبغي ان يكون مع أذكار عقلك و قلبك و نفسك باطّلاع اللّه جلّ جلاله عليك في هذا شهر ذي الحجّة، الّذي انعم اللّه جلّ جلاله به عليك، و جعله رسولا يهدي ما فيه من الفضائل إليك، على صفات من يتلقّى نعمته جل جلاله بالتعظيم و الثناء الجسيم، و يتلقّى رسوله بالتكريم، و الإقبال على شكر ما أهداه إليك من الفضل العظيم.
و اشغل جميع جوارحك بما يختصّ كلّ منها من العبادات، حتى تكون ذاكرا للّه جل جلاله في ذلك العشر فعلا و قولا في جميع التصرّفات.
فاحسب انّ هذا العشر قد جعله سلطان زمانك و واهب إحسانك وقتا للدّخول إليه و الثّناء عليه بين يديه، أ فما كنت تجتهد في تحصيل الألفاظ الفائقة و المعاني الرّائقة الجامعة لأوصاف شكره و نشر برّه، و تجمع خواطرك كلّها في حضرته على الإخلاص في مراقبته، و لا تقدر ان تغفل في تلك الحال عنه، و هو يراك و أنت قريب منه.
فان اللّه جل جلاله أحق بهذا الإقبال عليه و الادب بين يديه و أرجح مطلبا و مكسبا بالتقرّب إليه، فأين تأخذ عنه يمينا و شمالا، و تذهب منه تهوينا و ضلالا، لا تغفل فانّك في قبضته و أنت ميّت و ابن أموات، صنايع نعمته و بقايا رحمته.

الإقبال‌ بالأعمال‌ الحسنة فيما يعمل ‌مرةفي السنة


source : الإقبال‏ بالأعمال‏ الحسنة فيما يعمل ‏مرةفي السنة
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام الصادق (عليه السلام) يشهر سيف العلم!
قرّاء القرآن و كيفية قراءته
منكروا المهدي من أهل السنة وعلة إنكارهم
مفاتيح الجنان(300_400)
حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت
حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)
قال الحكيم و المراد بعترته هنا العلماء العاملون ...
الوصايا
تشبيه لطيف من صديق حقيقي‏
خلق الأئمة ( ع ) وشيعتهم من علِّيِّين :

 
user comment