الاستعانة بأولياء اللّه تعالى أو طلب الدعاء و الحاجة
إنّ مسألة طلب شيء ما من «أولياء اللّه تعالى» تتم بأشكال مختلفة، نشير إليها فيما يلي:
1 - أن نسأل الإنسان الحي بأن يعيننا في تشييد دار، أو أن يسقينا من إناء الماء الذي في متناول يديه.
2 - أن نسأل الإنسان الحي بأن يدعو اللّه تبارك و تعالى، و يستغفره لنا.
إن هاتين الصورتين تشتركان معا، في أن المطلوب هو أمر طبيعي، و المطلوب منه قادر على تحقيقه، بيد أن الاختلاف بينهما يكمن في أن الطلب الأول يتعلق بأمور الدنيا، و الثاني يتعلق بالأمور الدينية بالآخرة.
3 - أن نسأل الإنسان الحي بأن يقوم بعمل، بدون الاستعانة بالوسائل المادّية، له، كأن نطلب منه، مثلا، أن يشفي مريضا بدون دواء، أو أن يسترد الشيء المفقود بدون البحث عنه، أو أداء الدّين بدون العمل على تحصيل المال.
التوسل أوالاستغاثة بالأرواح المقدسة ص : 12
و بالأحرى، أن نطلب منه القيام بهذه الأعمال عبر المعجزة أو الكرامة، من دون أن يستعين بالأسباب المادّية و الطبيعية.
4 - أن نسأل الإنسان الميت بأن يدعو اللّه سبحانه لنا، و يتأتى الطلب من كون هذا الإنسان - برأينا - حيّ يرزق في عالم الآخرة.
5 - أن نسأل الإنسان بأن يستعين بقدرة اللّه تعالى، التي منحه إيّاها، على شفاء مريضنا أو إعادة مفقودنا، أو غير ذلك.
و هاتان الصورتان هما كالصورة الثانية و الثالثة، بيد إن الاختلاف بينهما يكمن في أن الطلب هناك كان من الإنسان الحي في عالم المادّة و الطبيعة، و هنا من الإنسان الميّت في الظاهر، و الحيّ في واقع الحال.
و على هذا، فلا يمكن أن نطلب من الميّت بأن يعيننا في الشئون المادية، من خلال الوسائل و العوامل المادية، و ذلك لأن المفروض هو انقطاع الميّت عن عالم الماديّات، و ذلك بارتحاله من هذه الدنيا.
و بناء على هذا، فإن المحصلة هي خمسة أقسام من الاستعانة، ثلاثة منها تختص بالإنسان الحي في عالم الماديات، و تتعلق في صورتين أخريين، بالإنسان الحي في العالم الآخر.
التوسل أو الاستغاثة بالأرواح المقدسة ص : 12
source : دار العرفان