عربي
Thursday 18th of April 2024
0
نفر 0

فی تعریف القلم و الروح(للعلامة انصاریان)

فی تعریف القلم و الروح(للعلامة انصاریان)


فی تعریف القلم‌ و الروح للعلامة انصاریان
وهو تجلّ آخر لشأن الرسالة الإلهية والنبوّة المحمدية لرسول الله الذى هو السبب فى سعادة من يستحق السعادة والرحمة الربانية للعالمين وهدى ورحمة للناس أجمعين:
وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ‌ «4».
والقلم كما تفيد الروايات حقيقة تحدد مصير كل الأمور الباطن فيها والظاهرفى هذا العالم والقلم هو الذى يعين السعادة والهداية والكرامة، حيث القلم تعبير وتجل عن إرادة الحق تبارك وتعالى‌
______________________________
 (1) آل عمران: الآية 132.
 (2) سورة الأنفال: الآية 41.
 (3) سورة سبأ: الآية 47.
 (4) سورة الأنبياء: الآية 107.

اهل البيت (ع) ملائكة الارض،للعلامة انصاریان، ص: 46

للرحمة الإلهية، والقلم فى أحد معانيه هو الحقيقة المحمدية وقد أقسم به الحق تبارك وتعالى:
وَ الْقَلَمِ ... «1».
العقل: العقل بمعناه الأولى والأصلى وبلا أى ترديد ليس سوى الحقيقة المحمدية والتجلى فى عالم الوجود؛ فأول ما صدر عن الحق تبارك وتعالى هو العقل، ولذا فهو أحب الخلق إلى خالق الخلق.
وعزتى وجلالى ما خلقت خلقاً هو أحب إلىَّ منك‌ «2».
ثم أليس أن أحب الخلق إلى الله عز وجل هو محمد (ص) حبيب الله وهو من أقرب الخلق إلى الله شأناً ومنزلةً.
أجل أنه هو عقل الكل وكل العقل وهو مجموع آثار العقل والأكثر إيجابية ونفعاً فى عرصة هذا الوجود؛ تجلى على أتم صورة وأكمل وجود فالرسول محمد (ص) هو التعبير الأكثر جلاء والاكثر كمالًا للعقل.
 الروح‌
الروح واستناداً لآيات القرآن المجيد هى من مقام عالم الأمر وقد ظهرت بكلمة الله عز وجل (كن) وليس من مقام الخلق ظهرت و من عناصر مادية:
أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ «3».
فالروح حقيقتها ليست معلومة لأحد قد صدرت من مقام الأمر الإلهى وبكلمة منه سبحانه ظهرت للوجود.
______________________________
 (1) سورة القلم: الآية 1.
 (2) الكافى: 1/ 10 كتاب العقل والجهل، حديث 1، الأمالى للصدوق: 418؛ المجلسى 65، حديث 5؛ بحار الأنوار: 1/ 96 باب 2 حديث 1.
 (3) سورة الأعراف: الآية 54.

اهل البيت (ع) ملائكة الارض،للعلامة انصاریان، ص: 47

وَ إِذا قَضى‌ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ «1».
قال عز وجل: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‌ «2».
وقال عز وجل: ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى‌ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‌ «3».
وقد جاء فى الروايات أن الله عز وجل أول ما خلق روح محمد (ص)، وقد ورد عن النبى (ص) قوله: أول ما خلق الله روحى‌ «4».
ويجد المرء تدرجاً وتنوعاً فى التعبير عن هذه الحقيقة مراعاةً للأفهام المختلفة والإدراكات المتنوعة كل ذلك من أجل إيصال هذه الحقيقة كل حسب طاقته ومستواه وإدراكه ولهذا نلاحظ فى الروايات: أول ما خلق الله النور.
ونرى أحياناً قو ل الرسول (ص): أول ما خلق الله القلم‌ «5».
وقوله: أول ما خلق الله العقل وقوله: أول ما خلق نورى.
أو قوله: أول ما خلق الله روحى.
ومما أوضحنا آنفاً يمكن أن نخلص إلى نتيجة واحدة هى أن النور والقلم والروح والعقل كلمات ترتبط فيما بينها بمعنى واحد فهى تجليات لحقيقة واحدة وهى الحقيقة المحمدية: عباراتنا شتى وحسنك واحد
قصّة العشق خارجة عن البيان واختلاف الألفاظ يشير إلى جهة
______________________________
 (1) سورة البقرة: الآية 117.
 (2) سورة الإسراء: الآية 85.
 (3) سورة غافر: الآية 15.
 (4) بحار الأنوار: 54/ 309.
 (5) تفسير القمى: 2/ 198، بحار الأنوار: 54/ 266 باب 4 حديث 1.

اهل البيت (ع) ملائكة الارض،للعلامة انصاریان، ص: 48

واحدة وعلى أية حال فإن وجوده المقدس هو أصل وأساس جميع الأشياء وهو الجوهر الوجودى لكل الكائنات.
وما النور والقلم والعقل والروح إلا درجات لحقيقة واحدة أى بمعنى أن النور حقيقة القلم والروح والروح والقلم حقيقة العقل، وإذن فإن الله عز وجل خلق الحقيقة المحمدية ولها درجة النور والقلم والعقل والروح من نوره مباشرة ثم خلق جميع الكائنات بعد ذلك من نوره المقدس، وجاء فى الأثر عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام): خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة «1».
يعنى أن الله عز وجل خلق المشيئة وهى الاسم الآخر لمظهر ونور محمد (ص) بالتجلى الذاتى من دون واسطة شى‌ء آخر ثم خلق الكائنات الأخرى من النور المحمدى، ذلك أن الحقائق المتعينة والمحدودة العقلية والغير عقلية لا يمكنها الارتباط مباشرة بالذات المقدسة الإلهية التى هى منزهة من كل التعينات والقيود.
وإذن فإن النور المحمدى الإطلاقى هو بمثابة البرزخ الواسطة بين الثابت والمتغير وبين المطلق والمقيد وبين الساكن والمتحرك.
ومن دون النور المطلق المحمدى الذى هو الفيض المنبسط فإنه يستحيل وجود ارتباط ذاتى بين الخالق والمخلوق.
وإذن فإن التجلى الذاتى للحق تبارك وتعالى والنور الظهورى والجمال المطلق هو نفسه الفيض المحمدى المطلق والمشيئة الإشراقية الأحمدية والأنوار النبوية وقد جاء فى الأثر: إن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين من يمين العرش من نوره‌ «2».
______________________________
 (1) التوحيد: 147 باب 11 حديث 19؛ بحار الأنوار: 54/ 56، باب حدوث العالم.
 (2) الكافى: 1/ 85، باب 14، حديث 4.

اهل البيت (ع) ملائكة الارض،للعلامة انصاریان  ص: 49



source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

إنّ الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة ...
الإمام موسى الكاظم عليه السلام والثورات العلوية
زيارة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
الصلاة من أهم العبادات
علة الإبطاء في الإجابة و النهي عن الفتور في ...
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام
كلام محمد بن علي الباقر ع
منهج القرآن لإحداث التغيير
برهان على صحة الرسالة
مشاركة الملايين في مناسبة عيد الغدير بينهم ربع ...

 
user comment