عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

تنافی تعذیب العباد مع عدالة الله

تنافی تعذیب العباد مع عدالة الله السؤال: کیف ینسجم تعذیب العباد فی یوم القیامة مع عدالة الله؟ الجواب: یمکن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال التمعن فی الآیة 182 من سورة «آل عمران» حیث یقول تعالى: (ذلک بما قدّمت أیدیکم(1) وأنّ الله لیس بظلاّم للعبید).
تنافی تعذیب العباد مع عدالة الله

تنافی تعذیب العباد مع عدالة الله

السؤال: کیف ینسجم تعذیب العباد فی یوم القیامة مع عدالة الله؟

الجواب: یمکن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال التمعن فی الآیة 182 من سورة «آل عمران» حیث یقول تعالى: (ذلک بما قدّمت أیدیکم(1) وأنّ الله لیس بظلاّم للعبید).

بل لو أنّکم وأمثالکم من المجرمین لم تنالوا جزاء أعمالکم ولم تروها باُمّ أعینکم، ووقفتم فی عداد الصالحین لکان ذلک غایة فی الظلم، ولو أنّ الله سبحانه لم یفعل ذلک لکان ظلاماً للناس.

ولقد نقل عن الإمام علی(علیه السلام) فی نهج البلاغة أنّه قال: «وأیم الله ما کان قوم قط فی غض نعمة من عیش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها لأن الله لیس بظلام للعبید».(2)

إنّ هذه الآیة تعدّ من الآیات التی تفنّد ـ من جهة ـ مقولة الجبریین، وـ تعمم ـ من جهة اُخرى ـ أصل ـ العدالة وتسحبه على کل الأفعال الإلهیّة، فتکون جمیعاً مطابقة للعدالة.

وتوضیح ذلک: إنّ الآیة الحاضرة تصرّح بأنّ کلّ جزاء ـ من ثواب أو عقاب ـ ینال الناس من جانب الله سبحانه فإنّما هو جزاء أعمالهم التی إرتکبوها بمحض إرادتهم واختیارهم (ذلک بما قدّمت أیدیکم).

وتصرّح من جانب آخر بـ أنّ (الله لیس بظلام للعبید) وأنّ قانونه فی الجزاء یدور على محور العدل المطلق، وهذا هو نفس ما تعتقد به العدلیة (وهم القائلون بالعدل الإلهی، وهم الشیعة وطائفة من أهل السنة المسمّون بالمعتزلة).

غیر أنّ هناک فی الطرف الآخر جماعة من أهل السنة «وهم الذین یسمّون بالأشاعرة» لهم اعتقاد غریب فی هذا المجال فهم یقولون: إنّه تعالى هو المالک فی خلقه یفعل ما یشاء ویحکم ما یرید، فلو أدخل الخلائق بأجمعهم الجنّة لم یکن حیفاً، ولو أدخلهم النّار لم یکن جوراً... فلا یتصوّر منه ظلم، ولا ینسب إلیه جور(3).

على أنّ لفظة «ظلاّم» صیغة مبالغة، وتعنی من یظلم کثیراً، ولعل اختیار هذه الصیغة فی هذا المکان مع أنّ الله سبحانه لا یظلم حتى إذا کان الظلم صغیراً، لأنّه إذا أجبر الناس على الکفر والمعصیة، وخلق فیهم دواعی العمل القبیح ودوافعه، ثمّ عاقبهم على ما فعلوه بإجباره وإکراهه لم یکن بذلک قد ارتکب ظلماً صغیراً فحسب، بل کان «ظلاّماً».(4)

مصادر:

1. إنّما أضیفت أعمال الإنسان إلى یده وإن کانت الذنوب تکتسب بجمیع الجوارح لأنّ أکثر ما یکسبه الإنسان إنّما یکسبه بیده، ولأن العادة قد جرت بإضافة الأعمال التی یقوم بها الإنسان إلى الید وإن اکتسبها بجارحة اُخرى.

2. نهج البلاغة، الخطبة 178.

3. الملل والنحل للشهرستانی، طبعة بیروت، ج 1، ص 101، تحقیق محمّد الکیلانی.

4.الأمثل، ج 2، ص 524.

مصدر: مکتب سماحة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما هي الآية الكريمة التي حددت العلاقة بين الزوج ...
السؤال: نشكركم على جهودكم في إفادة الناس ...
السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
السؤال: اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة ...
هل ورد هذا الحديث بما معناه ( أن الله تعالى ينزل ...
السؤال: كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله ...
السؤال : لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...
امرأة تحكمت بتجارة مكة وكانت مكة تتحكم بتجارة ...

 
user comment